الشخصيات المتعبة هي شخصيات تحتاج إلى قواعد خاصة من أجل التعامل معها، فمن الواضح أنه تختلف شخصيات الناس بشكل كبير، فهناك الشخصية المرحة وهناك الشخصية القائدة وهناك الشخصية المكافحة وغيره من التصنيفات التي قام بها علماء النفس في علم الشخصية، ولكن كما يوجد شخصيات إيجابية فهناك أيضاً شخصيات سلبية متعبة في التعامل معها وهي تفتقر للنضج النفسي، وهذا الأمر يجعل حياة هذه الشخصية صعبة كما أنها تجعل حياة من حولها أصعب، ولكن ما الحل في هذا الأمر ؟ هل نترك تلك الشخصيات كما هي ؟ أم يجب أن نتعامل معها بشكل مختلف ؟ هل الأمر يحتاج إلى العلاج النفسي.. سنرى، في هذا المقال سوف نتحدث عن بعض أنواع الشخصيات السلبية مثل الشخصية العنيدة والشخصية الضعيفة والشخصية الشكاكة الغيورة والشخصية النرجسية..وسنعرض بعض النقاط التي تمكّننا من التعامل مع هذه الأنواع بشكل أفضل.
أنواع الشخصيات المتعبة وطرق التعامل معها
الشخصية العنيدة
الشخصية العنيدة من الشخصيات المتعبة وهي الشخصية التي ترفض أن تستمع للآخرين وتظن دائماً أنها على صواب وقد يجد الناس صعوبة بالغة في محاولة إقناع هذه الشخصية لفعل أمر ما، وما يجعل هذه الشخصية تتصرف بهذه الطريقة هو أنها تخاف من اختلاف الآراء فهذا يشعرها بالانتقاص من قيمتها، كما أنها تخاف من الأشياء الجديدة وتظن أن ما تعرفه هو الطريقة الأفضل للقيام بالأمر وهناك عدة خطوات للتعامل مع هذه الشخصية.
1- امدح هذه الشخصية قليلاً في بداية الحديث، لأنها تحتاج دائماً أن تشعر بالأمان النفسي والقيمة الذاتية، فقبل أن تطلب منها أن تقوم بشئ ما، امدح طريقتها في القيام بالأعمال واخبرها أن لها طريقة مميزة ومبدعة في العمل، ثم قم بتوضيح أنك تحب آراء هذه الشخصية وتجد أنها آراء لها قيمة ويعتمد عليها.
2- لا تخبر هذه الشخصية إطلاقاً أنها على خطأ، هذه الشخصية إذا سمعت هذه الكلمة فستصبح عنيدة أكثر ولن تحل هذه المشكلة، بل قل لها إن ما تقوله صحيح ولكن الآن نحن نريد شيئاً مختلفاً، ورأيها صحيح ولكن لا نحبذ استخدامه في هذا الوقت.
3- لا تخبر هذه الشخصية أبداً أنها عنيدة لأنها شخصية دفاعية جداً وستنفعل أكثر وأكثر إذا سمعت هذه الكلمة، امنع نفسك من التفوه بألفاظ قد تزعجها فهذا يسهل عليك النقاش معها والوصول إلى حل مناسب.
4- هناك طريقة أخرى للتعامل مع هذه الشخصية وهي أن تكون حازماً معها لدرجة كبيرة، إن هذه الشخصية تريد دائماً أن تأخذ مساحة أكبر من مساحتها وتظن أن بهذه الأفعال وهذا الأسلوب ستأخذ ما تحتاجه ولكن يجب أن توقف هذه الشخصية أحياناً عند حدها، وتخبرها أنك مصمم على شئ معين وتبدأ بمناقشة هذا الأمر بمنطقية وعقلانية بعيداً عن الصراخ والعصبية، وتشرح موقفك بحزم.
5- هناك طريقة أخرى للتعامل مع هذه الشخصية، وهي المساومة، قد لا تقتنع الشخصية العنيدة برأيك لذا يجب عليك أن تفاوض معها للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.
الشخصية الضعيفة والاعتمادية
وهذه الشخصية من الشخصيات المتعبة تعتمد على الآخرين في كل شئ، وهي دائماً تخاف من الانفصال عن المقربين منها، وهذه الشخصية غالباً ما تعرضت لمواقف أثناء فترة طفولتها جعلتها تصبح هكذا، ويسمّى هذا باضطراب الشخصية الاعتمادية وهي تتصف بأنها لا تستطيع تقرير الأمور المصيرية في حياتها بمفردها ولا حتى الأمور التافهة الصغيرة، كما أنها لا تستطيع مواجهة الآخرين أو الدخول في نقاش أو جدال برأي مخالف، والتعرف على هذه الشخصية يكون بالملاحظة للأفعال والسلوك الذي يصدر منها، ويجب ملاحظة هذه الشخصية لفترة طويلة ثم التحدث إليها ومعرفة ما يدور بداخلها، ونلاحظ أن هذه الشخصية كثيرة القلق والخوف والشعور بعدم الأمان في علاقاتها مع أصدقائها والمقربين إليها، وهي مهزوزة الثقة بالنفس ومن الصعب عليها أن تعيش حياة صحية وسليمة لذا يجب توجيهها إلى العلاج النفسي ومساعدتها.
وهذا الاضطراب يختلف عن الشخصية الضعيفة التي لا تثق في نفسها، وتسمى Low Self-esteem وهي تتصف ببعض المواصفات:
1- شخصية متطلبة، ودائمة الشعور بالاحتياج إلى الحب وإلى أن تشعر ممن حولها بأنها محبوبة، وقد تحاول أن تستكشف ذلك بكل الطرق وتلاحظ ردود أفعال وسلوكيات من حولها لتتأكد من ذك وهذا يجعلها متوترة دائما وقلقة.
2- الشخصية التي تفتقر إلى الثقة بنفسها هي شخصية دفاعية، تأخذ معظم ما يقال على محمل الجد وعلى محمل شخصي وهي حساسة بدرجة كبيرة جداً، وهذه الحساسية تجعل من حولها يملون من التعامل معها ويبتعدون، وهذه السلوكيات تجعل معظم علاقات هذه الشخصية فوضوية وغير مستقرة، كما أن هذه الشخصية تركز على نفسها كثيراً وغير ناضجة نفسية وتخاف من الإحساس بعدم الحب أو الإهمال مما يزيد من قلقها وحساسيتها.
3- بسبب أن هذه الشخصية دائما قلقة من ارتكاب الأخطاء فهي تتصرف بنفس الأسلوب مع الآخرين فهي دائمة ملاحظة تصرفاتهم وأخطائهم وهي كثيرة الشكوى والتذمر والانتقاد بشكل زائد عن الحد. مما يجعل التعامل معها متعب جداً.
4- أيضاً هي تحاول أن تظهر مثالية وخالية من الأخطاء لأنها تخاف أن يتم انتقادها، وإذا حاولت أن تنتقدها فستصبح دفاعية جداً أو تبدأ بالتبرير لما فعلته متخذة موقع الضحية.
5- علاقات هذه الشخصية ضعيفة، فهي تفتقر إلى التواصل الصادق النابع من تأكيد الذات وبالتالي فإن حدود العلاقات أيضاً ضعيفة وهي لا تستطيع الحسم في أي علاقة.
والتعامل مع هذه الشخصية يكون بالعلاج النفسي أيضاً.
الشخصية الغيورة الاضطهادية
الشخصية الغيورة من الشخصيات المتعبة وأهم سمات هذه الشخصية هو الشك، وتوقع الإيذاء من الناس وسوء الظن بالآخرين، أما في حالة الغيرة فقط، فغالباً هذا الأمر ينبع من عدم ثقة بالنفس وعدم تصالح الشخص مع نفسه، والغيرة لا تدل على الحب وهي ليست حب، لأن الإنسان الواثق من نفسه يثق في صديقه أو شريكه ولا داعي للغيرة على أتفه الأسباب، ولكن طبعا هناك الغيرة المعتدلة وهي صحية ولكنها لا تسبب مشاكل أو أذى لأي من الطرفين، وقد تكون انت الشخص الغيور فلا تستطيع التعامل مع الأمر أو تحمله، وقد يكون من تتعامل معه هو الشخصية الغيورة فيجب عليك أن تتعلم كيف تتعامل معها.
إذا كنت انت هذه الشخصية فيجب عليك أن تهدئ من نفسك وتفكر ملياً في سبب هذا الشعور وبعد أن تفهمه يجب عليك أن تتقبله، إن لم تتقبله لن يسعك تغييره والتعامل معه، إذا وصلت إلى أسباب الشعور بالغيرة فسيمكنك ذلك من تخفيف الشعور والإحساس بالهدوء قليلاً، ثم تحدث مع نفسك بشكل عقلاني، لماذا انت تشعر بالغيرة من أحدهم، هل هو أفضل منك في العمل؟ هل هي أجمل منكِ؟ هل يحب الجميع هذا الشخص أكثر منك ؟ حاول أن تحلل الإجابات. واعرف أنه لا يوجد شخصاً أفضل من الآخر فكل يعمل حسب إمكاناته، كما أنه بدلاً من الشعور بالغيرة وهذا وسواس مرضي، يمكنك أن تمتدح الشخص الذي تغار منه وتجعل ذلك يحثك على التنافس الصادق النبيل. تحدث مع صديق مقرب لك عن مشاعرك، وحاول ألا تلوم أحداً ولا تظلم أحداً في حديثك، واعترف بأنك أخطأت عندما شعرت بالغيرة وأنك ستغير من نفسك.
أما إذا كنت تتعامل مع الشخصية الغيورة
1- احسم الأمر مع هذه الشخصية وضع حدوداً للحديث معها، لا تستمر بالحديث معها لمدة طويلة لأنها غالباً ستظل تكرر نفس الأسئلة وستكون منفعلة، وإذا قام الشخص الغيور بالتحدث بأسلوب غير لائق وبانفعال زائد فاقطع معه الحديث إلى أن يهدأ، وإذا كنت مخطئاً فأول ما يجب عليك فعله هو الاعتراف بخطئك.
2- أما إذا كانت الشخصية الغيورة هو أحد أطفالك، فيجب عليك ألا تفاضلي بين الأخوات أبداً لأن هذا يزيد من الغيرة، شجعيهم بالتساوي على تأكيد ذاتهم واجعليهم يثقون بأنفسهم دائماً، وقومي بتحفيزهم على التواصل مع الوالدين ومع الأصدقاء والأقارب، ودعيهم يفعلون ما يريدون ولكن راقبيهم وتدخلي إذا قاموا بخطأ ما.
أضف تعليق