تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » أفلام الرعب : كيف تكون مضرة لك ولأولادك على حد سواء ؟

أفلام الرعب : كيف تكون مضرة لك ولأولادك على حد سواء ؟

أفلام الرعب نوع من الأفلام تحظى بالكثير من الشعبية، لكن الكثيرون يغفلون عن الكثير من الأضرار لها على الصحة النفسية، وهو ما نناقشه في هذه السطور بالتفصيل.

أفلام الرعب

أفلام الرعب تسجل أعلى المبيعات في قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة في الكثير من الأحيان، حين تكون منتجة من مبالغ ضخمة وذو قدرة عالية في الإخراج والمونتاج، ولا يترك الإنترنت فيلماً إلا ويسرقوه بالإضافة لعرض هذه الأفلام على القنوات الفضائية بعد سنتين أو ثلاث، ويدون إدراكنا لما يشاهده أطفالنا في التلفاز يتعرضون لتلك الأفلام، ومنا نحن الكبار من يحب أفلام الرعب ويدخلها حتى في السينمات برغم من كمية الصراخ الذي قد نسمعه من الخارج ولكن يظل الكثير ينجذب لتلك الأنواع، وفي هذا المقال سنعرض لماذا هذا التأثير العجيب وما هي الأضرار المحتملة من وراء مشاهدة أفلام الرعب على الصغار والكبار. تختلف الأسباب من شخص لشخص ويبقى الأمر مجرد ذوق ولكن أحياناً توجد أسباب خفية قد لا يدركها حتى الشخص نفسه ومن أهمها ما يلي.

أضرار أفلام الرعب على البالغين والصغار

الإحساس بعدم التحكم

يميل الإنسان بطبعه إلى إدراك أن ليس لكل الأشياء معنى علمي يمكن تفسيره وأنه توجد ظواهر خارقة تتحكم بالبشر ويمكن أن تؤذيهم أو تباركهم، بالتالي مشاهدة أفلام الرعب تعزز تلك الفكرة في النفس، ومشاهدة تلك الأفكار الغريبة الغير طبيعية والخارقة للطبيعية فضول رهيب عند بعض الباحثين ولديهم هوس بالأشباح والخوارق الطبيعية وعالم الموتى وما إلى ذلك. ويخرج ذلك الهوس والإدمان وإحساس ضعف الإنسان في عدم التحكم بحياته في مشاهدة تلك الأفلام.

الإيمان بتلك الأحداث

عند وقوع حدث غامض لبعض الأشخاص بدلاً أن يفسروه بمنطقية يبدأ البعض في الإيمان بالخرافات وبالقوة العظمى الغامضة وبأن أرواح شريرة سبب هذا الحدث، نعم يا عزيزي القارئ هذا النوع من البشر مازال موجود ولم يختلفوا عن قدماء الماضي في الفترات المظلمة من العصور اللذين لم تصل عقولهم لنصف العلم الذي تعلمه أنت الآن بسبب الإيمان بالخرافات والجهل بالعلم، فعند رؤية مثل هؤلاء لأفلام الرعب يزيد لديهم هذا الإيمان لرؤية أن أخريين من البشر يفكرون مثلهم أيضاً وليسوا وحدهم. من زاوية أخرى فعبدة الشياطيين وتلك المعتقدات الغريبة أو السحرة المهوسين بعمل السحر والأعمال الشريرة يميلون بطبعهم لرؤية مثل هذه الأفلام وانتشارها ليصدق الناس معتقداتهم.

لمجرد الصراخ

ينتشر هذا السبب عند النساء حيث الواحدة منهن يبحثون عن سبب لفض حاجة الصراخ والدموع فلا يجدون حلاً أفضل من مشاهدة أفلام الرعب لأن الكل يصرخ فلا مشكلة ولا خجل، وتكون من داخلها لا تعرف حقاً رغبتها وإنما عقلها الباطن فقط يعجب بذلك لفض حاجته الملحة في تلك الأفلام.

الفضول

حين تسمع عن أن الفيلم هذا حقق إيرادات كبيرة يصيبك الفضول لتعرف لماذا حتى وإن كنت لا تحب هذا النوع وإنما فقط الفضول وغرابة الأمر بالنسبة لك، إنه الجنس البشري يا سادة، ولا يتوقف صناع الأفلام عن استخدام تلك الحقيقة من زيادة الطرق الغريبة والبشعة والأكثر دموية لجذبك للمشاهدة، حتى وإن كنت تعلم أنه ذاك الفعل وتلك الخرافة مستحيلة في الواقع، وإنما ببعض الإضافات كالموسيقي التصويرية وجودت التمثيل والإخراج والتصوير يصبح الأمر واقع تعيشه بكل حاسة داخلك خاصة بقاعات السينما ذات النور الخافت والذي يثبت عينك على الأحداث في الفيلم.

وبغض النظر لماذا تفضل أنت أفلام الرعب أو يشاهدها أطفالك وحتى وإن كان الموضوع مجرد ذوق وأنت حقاً بداخلك تعلم عدم حقيقة هذه الأحداث ففي المجمل تؤثر أفلام الرعب عليك تأثيراً سلبياً جداً وبزيادة مضاعفة في أطفالك وإليك أشهر التأثيرات:

الكوابيس

عقلك الباطن هو منبع الأحلام ويعمل في ليلتك دون إدراك ووعي منك وهو مجرد من وعيك المنطقي بأنك تعرف أن تلك الأفلام غير حقيقة وتبقى الصور والمشاهد مختزنة بداخلك ويبدأ في إخراجها عقلك الباطن ويكون المصور والمنتج وتكون أنت الممثل والمتفرج في ذات الوقت وتكون بمنتهي الواقعية وتخاف وتنزعج ولا تستطيع القيام من النوم لإحساسك بذلك الشيء القادم لأذيتك، وحين تفيق وأنت مرتعب وقتها فقط تدارك الأمر مع لاهثات ونبض سريع غير مستقر، وقد لا يتكون الحلم في نفس ليلة المشاهدة بل تعيش وتعيش سنوات معاك، لأن للعقل الباطن قدرة قوية جداً على حفظ الذكريات أكثر من عقلك الواعي شخصياً، فلماذا إذاً كل تلك الدراما والخوف ولماذا تعرض أبنائك خاصة لذلك الموضوع.

الخوف غير المبرر

تنمي أفلام الرعب الخرف غير المبرر عند الكبار والصغار، مثال على ذلك أن بطل الفيلم جلس في غرفة مظلمة فظهر له العفريت، حين تجلس أنت في غرفة مظلمة لانقطاع الكهرباء على سبيل المثال سيبدأ تفكيرك يذهب لذلك المشهد ويزيد الأمر صعوبة إذا بدأت حقاً تفكر فيه أو شخص أخر تكلم عن نفس ذلك الموضوع، وهو خوف غير مبرر تماماً فلن يطلع أحد ولن تخطف من بيتك وإنما فقط ذلك الشعور بالرهبة بسبب تأثير الميديا عليك.

عدم التفكير في اللامنطقي الذي قد يحدث هو الحل البسيط، أما لدى الأطفال فالأمر يختلف لأنه طفل لا يدرك قوة العقل، فمثلاً الطفل الرضيع لا يخاف من الظلام لأنه ببساطة كان في ظلام في بطن أمه ولا يحدث ما يضره أما الطفل ذو الثلاث سنوات الذي بدأ بإدراك معنى الخوف نتيجة لرؤية أفلام رعب أو مشهد واحد فقط عابر قد يصرخ لو أطفأ الأب النور لغرفته حتى ينام ويرفض النوم إلا في وجود النور لأن الظلام ارتبط معه بوجود العفريت.

أنت بنفسك لو أن أحداً قال لك وأنت صغير أن البيت المهجور في بلدتك مسكون بالعفاريت، حتى حين تكبر تظل تأخذ طريق مخالف عن ذلك المكان حتى لا تأتي خلفك العفاريت، قد يبدوا أمراً سخيفاً ولكن ذلك هو التأثير على العقل الذي يدوم مدى حياتك.

يفقد الإنسان جزء من شجاعته عند مشاهدة أفلام الرعب

حين يعيش الشخص تجربة البطل المؤلمة يصل لعقله الباطن تجربة سيئة من تجربة ذلك الفعل الجديد الذي أدى بالبطل إلى ذلك المكان المرعب رغم أنه هو نفسه لم يعيش التجربة حقاً ولكن العقل وصل إليه هذا التأثير، بالتالي كلما توفر للشخص فرصة تجربة جديدة قد تكون ممتعة يفقد الشجاعة على القيام بالأمر نهائياً لأن ذلك ارتبط معه بتجربة سيئة هو لم يعيشها حقاً فينكمش وينعزل وكلما زادت تلك التجارب زاد خوفه من كل جديد في الحياة.

يتحول الشخص إلى محب للمقالب المخيفة

من أسوء الأمور التي تؤثر على الإنسان بعد مشاهدة أفلام الرعب هو اعتقاده بأن موضوع تخويف الأخريين لطيف ومضحك فيبدأ بصنع المقالب التي قد تؤدي إلى كارثة حقيقية لهؤلاء المعمول بهم المقلب مثل سكتة قلبية أو إغماءه أو التحرك دون اتزان حد الوقوع من مكان مرتفع، حتى الأطفال يرتدون تلك الملابس المخيفة ويخيفون أخواتهم الصغار وكأنهم يشعر بالقوة والمرح في ذلك.

أخيراً عزيزي القارئ يحذر علماء النفس جيداً من التأثير الضار لأفلام الرعب، فلا تجعل أنت من حياتك وحياة أبنائك قصة رعب بطريقة “إن لم تأكل سأجعل العفريت يأكل أكلك.” أو “إن لم تنجز فروضتك سأحبسك في الغرفة مع الشبح.” “الشاطر هو فقط من لن يأكله الوحش المخيف.” فكر جيداً حين تقرر ذكر مثل هذه الكلمات لأن الموضوع ليس لعبة والصحة النفسية والعقلية لك ولأطفالك معقدة جداً ويصعب إصلاح ما تضرر بها خاصة عند السن الصغير.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

سبعة عشر + 2 =