عودة العلاقات تحدث في بعض الأحيان بعد فترة انفصال أو غياب أو فراق، وقد يحدث الانفصال عادةً في مثل هذه العلاقات بسبب اندفاع أو تسرع، وعناد أحد الطرفين أو كلاهما، قد تعود هذه العلاقات أقوى من سابق عهدها أو تعود مهزوزة مرتعشة مرتبكة لا تتبين طريقها وتتعثر في تفاصيلها العادية ولذلك يجب أن تضبط الأمور بحيث تعود العلاقة أقوى من سابق عهدها لأنك ستقوم بتلافي الأخطاء السابقة والعمل بأسلوب جديد يتيح لك الحصول على أقوى علاقة ممكنة وبدون أي رغبة في اختلاق الأزمات أو افتعال المشكلات في هذه العلاقة، وإليك أبرز النصائح التي عليك أخذها بعين الاعتبار عند عودة العلاقات .
نصائح من أجل عودة العلاقات
لا تستسلم للعناد
لا ريب أن الفراق قد حدث بسبب مشكلة طفيفة قد حدثت كان من الممكن حلها بقليل من الاحتواء والعطف والتفهم، ولكن إصرار كل طرف على أن الحق معه، وانتظاره أن يأتي الآخر ويعتذر له لأنه هو المخطئ من وجهة نظره هو ما جعل المشكلة تحدث من الأساس، ومما زاد الطين بلّة، وجعل الجرح يتسع أكثر بدلاً من محاولة مداواته، هو ترك كل منهما الآخر دون كلام أو تحدث في الموضوع، مما يعطي انطباعًا لدى كلا منهما أن الآخر لا يهتم به ولا يحترمه ولا يقدره، وبالطبع أثناء فترة الانقطاع هذه تنشط الخيالات وتصور الأذهان للشخص كل ما يمكن أن يجعله مغتاظًا مستاءً، مما يترتب عليه ازدياد الأمر حدة، وجعل مسألة حل الأمور بشكلٍ ودي بعيدة المنال، ومن ثم يحدث الفراق عند لحظة معينة، ومن أجل أن كل شخصٍ منهما توجعه كرامته، لا تجد فكرة الانفصال معارضة تذكر مما ينتج عنه أن الفراق يتم بأسرع مما يتخيل كلاهما وبأقل مقاومة متوقعة، وبالتالي يتعزز الشعور لدى كلاهما بأن كلاً منهما لا يهتم بالآخر ولا يهتم بوجوده معه، ولا يكن له الاحترام والتقدير اللازمين بل وقد يتنامى شعور أنه لم يكن يحبه من البداية، أحدهما لأنه أقدم على خطوة الانفصال والآخر بسبب تجاوبه مع الفكرة وعدم معارضتها بل إبداءه استحسانه للفكرة، وبالتالي تزداد الفجوة أكبر وأكبر بين كلاً منهما، وكل هذا قد حدث بسبب العناد وبسبب إصرار كل منهما على الاحتفاظ بكبريائه الشخصي وبنرجسيته والتي يظنان أنها حفاظًا على الكرامة بينما ليس هناك فضيلة أرقى من فضيلة الاعتذار والاعتراف بالأخطاء. هل رأيت ماذا من الممكن أن يفعل العناد بعلاقة راسخة مستقرة أتت عليها رياح خفيفة، فقامت باقتلاعها من جذورها؟
ما كان من الممكن لهذا أن يحدث لولا أنكما قمتما بالاستسلام للعناد من البداية وتعاميتما عن أصل المشكلة وعن مستقبل علاقتكما وعن المصير المشترك لكلاً منكما واهتم كل شخص بذاته وغض الطرف عن الآخر بمنتهى الأنانية. لذلك كما استطاع العناد أن يقود علاقتكما إلى نهايتها في السابق، فلا تستسلم له بعد ذلك ولا تنتظر أن يبادر الطرف الآخر بمحادثتك والحديث حول الأمر، لا تحاول إذلاله أو اختبار مدى قدرته على الابتعاد عنك فهذه سادية غير مبررة، قم أنت حالاً بمحادثته وقم بشرح الأمر بمنتهى الهدوء وأظهر له بعضًا من الاحترام والتقدير، واترك العناد، بادر أنت بعودة العلاقات ، ولا تنتظر أن يقوم الطرف الآخر بمحادثتك، لأن كلاكما سيصر على موقفه وسيعتبر مبادرته مبالغة في إهانة كرامته، لذلك، عند عودة العلاقات اجعل العناد والتكبر والأنانية خلف ظهرك وانظر للحب والحنان والاحتواء والعطف ولا تجعل الأمور تخرج عن سيطرتك بسبب بعض المشاعر السلبية السيئة.
تحديد أساس المشكلة
إن الطريق لحل أي مشكلة أو محاولة فك تعقيداتها هو العودة إلى جذور هذه المشكلة أو البحث في أصولها وتحديد أساسها، لذلك عند عودة العلاقات يجب أن يكون أو سؤال نسأله لأنفسنا: ماذا كان السبب الداعي إلى الفراق؟
أو ما هو السبب الحقيقي الذي أحدث هذه المشكلات بيننا، في الغالب ليس كل الكلام يقال في العلاقات العاطفية، فكل شخص يكون معتمدًا على فهم الآخر له حتى وإن لم يتكلم، وتواصله غير المباشر معه، كما أن هناك من يقول شيء بينما يرمي لشيءٍ آخر، فتتوه العلاقة في ضباب التشويش وتغرق في دوامات التعمية وعدم الوضوح وتتردى في هاوية الإبهام، لذلك فقد يظن كل طرف أن هناك سبب واحد أدى إلى الفراق ولكن قد يكون هذا السبب هو ستار لسبب آخر مسكوت عنه من أحد الأطراف أو من كلا الطرفين معًا، أو قد يكون هذا السبب تافهًا بما لا يعقل أن يكون هو الذي أدى إلى الفراق ولكنه غالبًا يكون نتاج ترسبات كثيرة وتراكمات منذ زمن طويل تم تجاوزها دون إخماد نارها تمامًا حيث تركت أثرًا يتقد داخل أحد الطرفين أو كلاهما، ويكون هو مثلما يقال: “القشة التي قصمت ظهر البعير”، لذلك عند عودة العلاقات أول ما يجب فعله بمنتهى الوضوح والصدق وبدون أي تورية أو تعمية أو إبهام هو تحديد السبب الحقيقي للمشكلة، وإفضاء كل طرف إلى الآخر بصدق ما ضايقه أو سلسلة الأسباب التي جعلته يترك كل شيء ويذهب.
المبادرة بالاعتذار عما بدر من كل طرف
قد تنتهي العلاقات عادةً بسبب عناد أحد الطرفين وتمسك كل طرف بأن الحق معه، وقد يظن الشخص في قرارة نفسه أنه مخطئ بالفعل، ولكنه بعناده ومكابرته يرفض الاعتراف بهذا الخطأ ويظل على عناده ومكابرته متمسكًا بهم ضاربًا بعلاقته مع الطرف الآخر عرض الحائط في مقابل أن لا يظهر في دور المخطئ أبدًا، وبذلك بعد فترة معاندة ومكابرة تصل العلاقة إلى طريق مسدود ثم تنتهي أخيرًا عندما لا يصبح هناك حلاً لهذا.
لذلك، عند عودة العلاقات يجب الانتباه إلى عدم تكرار الأخطاء السابقة والتي أودت بالعلاقة إلى نهايتها ولم يكن غير الافتراق كحل أخير لها، والاعتراف بكل الأخطاء التي حدثت ومن ثم الاعتذار عنها وإظهار نية عدم تكرارها، ذلك وأن الاعتراف يقوم بتصفية نفوس جميع الأطراف، فهو يقوم بتطهير الشخص المعترف من أخطائه، ويقوم بإرضاء الطرف الآخر طالما اعترف بأنه تم ارتكاب خطأ في حقه وفي نفس الوقت يكن الاحترام والتقدير لهذا الشخص لأنه شجاع بما يكفي للاعتراف بخطئه والاعتذار عنه، وعلى الطرف الآخر أيضًا أن يقبل الاعتذار مباشرة وأن يتوقف عن اللوم والعتاب طالما تم الاعتذار، وعليه أيضًا أن يقوم بالاعتذار عما كان قد بدر منه من أخطاء اقترفها أو كلمات تلفظ بها في ثورة أو في نوبة غضب وفقدان أعصاب، وذلك حتى يتم عودة العلاقات على أرضية نظيفة وبدون وجود أي ترسبات ومن أجل بداية جديدة وانطلاقة جديدة يتم أخذ العلاقة فيها إلى منطقة خالية من المشكلات والتأزمات.
عدم تكرار أخطاء الماضي
كما أشرنا سابقًا فإن عودة العلاقات تعتمد على تحديد أساس المشكلة، ثم الاعتراف بوقوع أخطاء والاعتذار عنها، ولكن من غير الجيد إطلاقًا الوقوع في نفس الأخطاء مرة أخرى فكما قيل أنه لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين وبناءً عليه فإنه يلزمك من أجل ذلك أن تحدد الخطأ ثم تعترف به ولا تعود إليه أبدًا لأنه بعدها لن ينفعك أي اعتراف أو اعتذار، لذلك بعد عودة العلاقات واستكمال علاقتك مع شخص ما من جديد توقف عن فعل أخطاء الماضي أو العودة إليها حتى لا تصيبه بالملل والإحباط واليأس من هذه العلاقة التي لا تتغير وليس فيها أي أمل في التغيير أو التطور أو التقدم للأمام طالما فيها الأخطاء نفسها يتم تكرارها بصورة رتيبة، لذلك، ومن باب تحمل مسئولية إعادة العلاقات والوعي بهذه الخطوة وإدراك ما يعنيه الإقدام عليها يجب تجنب أخطاء الماضي تمامًا وذلك لإقناع شريكك في هذه العلاقة بأنك تغيرت وأصبحت أفضل، وأنك تستطيع أن تثبت له أنك شخص جدير به ومتمسك به حتى اللحظة الأخيرة.
استخدم أسلوبًا جديدًا
قيل قديمًا: أن الغباء هو أن تستخدم نفس الطريقة في كل مرة ولا تتوقع الفشل، ولذلك إن أردت إنجاح العلاقة خصوصًا بعد عودة العلاقات لسابق عهدها أن تقوم بتطوير أسلوبك، ولا عيب إطلاقًا أن تقوم بالنقد الذاتي حول طريقتك في تسيير هذه العلاقة والتعامل فيها، يجب عليك أن تقوم بضبط الأمور، هل أنت عصبي؟ إذن تحلى بالهدوء.. هل تثور لأتفه الأسباب؟ لماذا لا تتمهل قبل إعطاء أي رد فعل؟.. هل أنت حاد في ردودك؟ لماذا لا تعطي نفسك فرصة للتفكير قبل أن ترد؟.. هل تعطي العمل كل وقتك؟.. لماذا لا تفكر في عشاء رومانسي نهاية الأسبوع يعوّض انشغالك طوال الأسبوع عن رفيق حياتك؟.. هل أنت غيور وتقوم بالتعبير عن هذه الغيرة بطريقة فجة، مما يشعره أنك تشك في تصرفاته؟.. لماذا لا تخبره أنك تثق به جدًا وفي قدرته على تعامله مع الناس وأنك واثق أيضًا أنه على قدر هذه الثقة وسيتصرف التصرفات التي تجعله جديرًا بها؟.. هل تغفل تلك التفاصيل الصغيرة في العلاقة؟ هل تنسى التواريخ المهمة والفارقة في علاقتكما؟ هل لا زلت لا تذكر ماذا كنت ترتدي يوم لقاءكما الأول؟.. إذن تذكر.. يجب أن تذكر هذه التفاصيل الصغيرة وتهتم بها.. قد تراها أنت شيئًا تافهًا ولكنه في الواقع هامًا جدًا لدى الطرف الآخر ويراه هو حبًا فائضًا ورومانسية شديدة، لما لمسه منك من اهتمام واعتناء بتفاصيل العلاقة.
لا تجعل الأمر يمر مرور الكرام
عند عودة العلاقات لابد من إقامة حفل ما أو رحلة ما أو إعداد سهرة على شرف هذه الحفلة تذهبان فيها للرقص أو للاستماع للموسيقى، هذه ستكون بادرة طيبة منك من أجل إثبات حسن نيتك في المستقبل وحرصك الدائم على إسعاد شريكك في العلاقة ورؤيته مسرورًا، لذلك لابد أن تصنع شيئًا يجعل شريكك لا ينسى أبدًا هذه الليلة وتجعل من عودة العلاقات ليست ذكرى بأن هناك جرحًا التئم أو خطأ تم تداركه، بل بأنه كان بداية لمشوار من السعادة والفرح، ومن الرائع جدًا أن تتحدث أكثر وباستفاضة عن مشاعرك تجاهه وعن أهميته في حياتك واستحالة تكملة حياتك بدونه وأنك ستحرص دومًا على أنك لن تقوم بمضايقته أو الإقدام على أي تصرف يغضبه.
خاتمة
دائمًا ما تكون عودة العلاقات دلالة على المشاعر العظيمة بين الطرفين وتمسك كل طرف بالآخر في العلاقة، لذلك عليك بمعالجة الأوضاع حتى لا تفقد شخصًا متمسكًا بك بكل هذا القدر، ولا تتوانى عن إشعاره بأهميته لديك وأنك تحتفظ له بكامل التقدير والاحترام، وأنك لا ترغب أن تكمل حياتك بدونه، ولا بد وأن تترك العناد، وتبدأ باتباع أسلوب الحنان والاحتواء.