تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » أسباب الفراق : كيف تمنع الأسباب المؤدية إلى الفراق ؟

أسباب الفراق : كيف تمنع الأسباب المؤدية إلى الفراق ؟

الفراق قد يكون أقسى ما قد يصيب العلاقات، هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفراق، وفي السطور المقبلة نتعرف على أشهر أسباب الفراق ، وطرق تلافيها.

أسباب الفراق

أسباب الفراق كثيرة ومتعددة، قد يحدث أن يكون هناك اثنان في علاقة وبينهما مشاعر عظيمة جدًا وحب كبير لا ينتهي ولكن للأسف تنتهي علاقتهما سويًا بسبب أن هناك أشياء قد حدثت عكرت صفو العلاقة وقضت تمامًا على شاعريتها وجعلت منها مجرد ذكرى مؤلمة وبقايا مشاعر لا تقوى على النهوض، حيث أحيانًا تنتهي العلاقة بشكل لا يتمكن أيًا من الطرفين إرجاعها أو إقناع الطرف الآخر بضرورة عودتهما لبعضهما، لأن ما تم كسره داخل هذه العلاقة أدى إلى صعوبة عودته كما كان، تمامًا كالجرح الذي لا يلتئم ومجرد نكأه يؤلم بشدة، ولذلك يجب على كل الأطراف الالتزام بالجدية في العلاقة وتجنب الأسباب المؤدية للفراق وذلك كما يلي:

ما هي أسباب الفراق ؟

العصبية

من أهم أسباب الفراق هي العصبية بين الطرفين فعند احتداد الحوار وتصاعده لدرجة أنه يتم تناوله بمنتهى العصبية، وقتها لا يهتم أحد بالتفكير في الآخر بل إن كل تفكيره وذهنه يتمركز حول ذاته وتصور له أفكاره أن من أمامه يريد أن يظلمه أو يستغله، فلا يؤدي هذا إلا إلى المزيد من العصبية وبالتالي تصل الأمور إلى طريقٍ مسدود ويتم تنحية أي مشاعر عظيمة أو طيبة من كل طرف تجاه الآخر بل يقوم كل طرف بتحميل الطرف الآخر مسئولية هذه المشكلة وذلك ما تقوم به العصبية دومًا حيث تصور كل طرف للآخر وحش كاسر يريد أن يلتهمه.

لذلك من أهم أسباب الفراق التي تؤدي إلى إنهاء العلاقة هي العصبية والحدة في الحوار ولتجنبها يجب أن يتحدث الطرفان بهدوء ويترويا في ردود أفعالهما ويتمهلان ويأخذان فرصة للتفكير، وربما هذا قد لا يحدث عادةً، لأنه لو حدث لما كان هناك حاجة للتحذير من العصبية.. بل إن عادة ما يحدث هو أن يقع خطأ ما فيقوم أحد الأطراف بالثورة والصراخ في وجه الطرف الآخر مما يثير أعصاب هذا الطرف ويقوم بدوره بإعطاء ردة فعل مشابهة حيث تنفلت أعصابه هو الآخر ويقوم بالثورة والصراخ وتظل تتزايد حدة الصراع حتى تصل لمنتهاها ومن الممكن بسبب موقف صغير تم التعامل معه بعصبية وحدة متبادلة، تنتهي علاقة ظلت لسنوات وبها العديد من مواقف الاحترام والاحتواء، ولكن إن حدث السيناريو البديل وقام طرف بالثورة والصراخ وإطلاق العنان لعصبيته واستطاع الآخر بحكمة وهدوء وروية السيطرة على أعصابه واحتواء هذا الموقف والتحدث بهدوء وتعامل بحنو على الطرف الثائر، لك أن تتخيل ما سيحدث. سيقوم الطرف الثائر مباشرة بالتهدئة من روعه، والاستماع للطرف الآخر وربما يكون قد حدث سوء تفاهم بسيط ممكن حله بكلمة واحدة، ذلك وأن التعامل بهدوء واحتواء وحنان هو تأكيد على احترام وتقدير الطرف الآخر خلافًا لتصور هذا الطرف عند حدوث خطأ ما مما يجعله يتخيل أنه تم التعامل معه بتهميش وعدم احترام. لذلك يجب أن يتجنب كل شخصٍ على علاقة العصبية وأن يحاول السيطرة على أعصابه ويقابل الثورة والغضب بهدوء وحب حتى يتجنب أحد أهم أسباب الفراق.

العناد

العناد من أكثر الأشياء التي تحدق بمصير العلاقة وتعجل بها، لذلك من أهم أسباب الفراق التي لا تود أن تجربها هي العناد، والعناد مشكلته الكبرى أنه يلعب على وتر الكرامة الشخصية الهش والذي لا يحتاج سوى مداعبته بخفة كي ينشط بقوة وسرعة، حيث يقوم طرفي العلاقة مثلاً بالاتفاق على شيء ما أو القيام بإجراء ما، ولكن كل طرف يرى أنه يجب أن يتم بطريقة معينة ويصمم كلاً منهما على أن رؤيته هي الأكثر اتزانًا ومصداقية، وللأسف تزداد قوة العناد كلما ازدادت المدة، فكل شخص يستصعب أن يقوم هو بالتنازل من أجل الطرف الآخر وينتظر منه هو أن يتنازل وينتصر لرأيه وكلما زادت المدة كلما ازداد عناد كل طرف ومراهنته على أن الطرف الآخر سينهار ولن يتحمل كل هذه الفترة من الخصام، ولن يتحمل الابتعاد أكثر من هذا، وللأسف لا يعلم كل منهما أنهما يراهنان على مكانتهما عند بعضهما البعض ولكن مع الأسف يقوم كل منهما بجذب وتر الكرامة الشخصية وتحقير كل منهما من شأن ذات الآخر من أجل العناد، وللأسف تقوم هذه الخصلة السيئة على القضاء على الكثير من العلاقات والتعجيل بنهايتها ذلك وأن الإصرار على الرأي وعدم التنازل عنه يعطي فكرة بأن الشخص الآخر يريد أن يستغله ويستنزفه وبمرور الوقت ومع عدم وجود حوار بينهما ومع ترك كل شخص نفسه لخيالاته تصور له ما يريد يقوم كل طرف باسترجاع كل المواقف التي يهيأ له في مثل هذا الوقت أنه تم ظلمه فيها واستنزافه واستغلاله وأنه قام بالعطاء في هذه العلاقة بشكل لا يجعله يعطي أي شيء مرة أخرى بل ينتظر أن يأخذ خاصة وأنه لم يأخذ أي شيء من قبل بل كان يعطي فحسب، بالطبع كل طرف يصور له فكره ذلك وبناء عليه يتم تناسي أي مشاعر أو عاطفة بينهما ويتم غض الطرف عن أي مواقف طيبة جمعت بينهما ليتم ترك أنفسهما للعناد يلتهمهما ويلتهم علاقتهما تمامًا ويقضي عليها ويجدان أنفسهما في النهاية بدون أي علاقة سوى بعض الذكريات المأساوية وذلك بسبب العناد الذي ركب كل منهما وقاد كل طرف إلى الاستسلام بإنهاء العلاقة.

لذلك ولتجنب أحد أهم وأسوأ أسباب الفراق وهو العناد، عليك بالحوار الهادئ المتزن واحتواء الموقف والدفع بجرعة حنان إضافية، وعليك أيضًا بتقريب وجهات النظر وعدم التسلط أو التحكم في شخص بقوة مشاعره نحوك، وعدم الثبات على رأيك لمجرد العناد أو إشباع ثقتك الشخصية بنفسك، أو من أجل إسعاد ذاتك فحسب فأنت شريك في علاقة وليس عميل في شركة، عليك أن يسعد جميع الأطراف أيضًا ولذلك عليك أن تتنازل ولو قليلاً من أجل أن ترى السعادة على وجه من تحب، طالما التقدير والاحترام المتبادل بينكما موجود، فلا عيب أن تتنازل من أجل أن تحب، بل بالعكس سيزيده ذلك إكبارًا وتقديرًا واحترامًا لك في نظره وسيبادر دومًا بإسعادك ورد الجميل لك، فقط إن تعاملت مع الأمور بهدوء وحكمة وحب واتزان وتركت العناد وتسلط الأفكار السيئة عليك.

تسرب الملل والفتور إلى العلاقة

لا ريب أن تسرب الملل والفتور من أهم أسباب الفراق ولذلك عليك دومًا أن تكون متجددًا صانعًا للبسمة والبهجة في العلاقة وألا تترك نفسك وشريكك تستسلمان للملل أو للرتابة في العلاقة مما يسبب فتور العلاقة وركودها وشعور أطرافها بأن وجودها وعدمه سواء وذلك بسبب افتقارهم إلى ما يميز العلاقة من شاعرية ورومانسية يغلفان بها علاقتهما ويفيضان فيها من مشاعر الحب والحنان والاحتواء وتلك العواطف التي تشعر الإنسان أن هناك من يحبه ويهتم به ويرعاه في العالم، أما إن شعر الإنسان بعكس ذلك، وبأنه وحيد ولا أحد يهتم لأمره وهو في علاقة إذن فإنه لن يكون متمسكًا بالبقاء في هذه العلاقة أو حريصًا عليها بأي شكل وعند أول بادرة للفراق لن يتردد في إنهاء هذه العلاقة والمضي قدمًا في حياته بعيدًا عنها.

لذلك يجب على الإنسان أن يكون مجددًا ولا يتوانى في تحديث علاقته باستمرار ولو بعشاء رومانسي، أو نزهة قصيرة في يوم من أوله يقومان فيه باستكشاف شيءٍ ما، أو السفر لمكان لم يذهبا إليه من قبل أو تجربة شيء جديد سويًا..
كل هذه الأشياء تجدد العلاقة وتمنع تسرب الملل إليها، وبالتالي تفقد أسباب الفراق واحد من أهم الأسباب التي قد يهدد العلاقة ويهدد سلامتها واستقرارها، ويجعل أطرافها متمسكين ببعضهما البعض، حريصين على الإبقاء على هذه العلاقة، وغير مستعدين إطلاقًا للتخلي عنها ولا التخلي عن شريكهم فيها والذي يقوم ببذل قصارى جهده لمنع تسرب الملل إلى هذه العلاقة، والحفاظ عليها.

نقص الرومانسية والعناية والاحتواء

لا شك، هذه هي إحدى أهم أسباب الفراق، نقص الرومانسية والعناية والاحتواء.. حيث أنه عندما يطول الأمد في العلاقة ويمر بضع سنوات على وجودها.. فإن هذه الأشياء تقل تدريجيًا حتى ولو بدون وعي من أطراف العلاقة، وحين تفتقر العلاقة إلى الرومانسية والعناية والاحتواء وتصبح أجواءً متوترة أو أخرى فاترة راكدة لا تتقد فيها حرارة العاطفة، ولا يوجد فيها دفء المشاعر ولا سخونتها، ويصبح كل شيء فيها بارد راكد لا طعم له ولا نكهة، فإنه في هذه اللحظة تفرغ العلاقة من مضمونها ويصبح مثلها مثل أي شيء عفا عليه الزمن وانتهت فترة صلاحيته، وأصبح وجوده يشكل عبئًا لا معنى له ولا جدوى منه، ويصبح السعي نحو التخلص منه واحد من أهم أولويات الإنسان، خصوصًا وأن في كثير من الأحيان تستبدل المشاعر الدافئة والأجواء الرومانسية والحرص على العناية والحب والحنان والاحتواء إلى أجواء متوترة عصبية لا مكان فيها لمراعاة المشاعر بل تنحو العلاقة وقتها منحى تبادل الاتهامات وإلقاء المسئوليات واستنزاف المشاعر ومحاولة كل طرف تحميل الآخر ما لا طاقة له به، وأن يكون كل طرفًا متحاملاً على الآخر بشكل يجعله يهوّل من أي خطأ يقوم به ويتهمه على أثره باستهتاره وإهماله ويقوم باستمرار بالتنكيل به ومعاتبته والتذمر من كل شيء يفعله سواء كان جيدًا أو سيئًا، هذه الحالة يفرزها شعور كل طرف بأن كل منهما أصبح عبئًا على الآخر فبالتالي يقوما بتفريغ طاقتهما من الغضب وهذا الشعور السلبي تجاه بعضهما، وقد لا يهتم أحدهما بأنه يقوم بإيذاء الآخر أو غيرها، بل تتبلد الأحاسيس تمامًا ويصبح الحب المتقد والعاطفة الساخنة والمشاعر الدافئة، مشاعر باردة سلبية وضغوط وأعباء وأجواء متوترة في العلاقة.

لذلك يجب تجنب هذا السبب السخيف من أسباب الفراق ويجب دائمًا أن يتعامل الإنسان مع شريكه في العلاقة كأنه يعرفه لليوم الأول وأن لا ينفك عن تدليله أو إعطاءه الجرعة الأكبر من الحنان والدفء والمشاعر الطيبة، ولا يتوقف عن التعامل معه برومانسية وأن يقوم بالتعبير عن مشاعره باستمرار وأن يقوم بالعناية به وحمل الأعباء عنه قليلاً ومشاركته مشكلاته وأزماته سواء بالدعم المعنوي أي بالوقوف بجواره حتى يتجاوز مشكلاته، أو بالدعم المادي بأن يشارك بشكلٍ عملي في حل مشكلاته وأزماته ويجعل دوره مؤثرًا في حياته بشكلٍ جدي، وكذلك يشعر كل طرف أنه مهم في حياة الآخر وأيضًا هذا الآخر مهم في حياته وأنه لا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل مما يرسخ في عقله بأنه من غير الممكن الدفع بورقة الفراق إلى ساحة العلاقة، وينتفي بذلك واحد من أهم أسباب الفراق التي من الممكن أن تقتل أي علاقة وتقضي عليها تمامًا، وتجعلها تنتهي بأسرع من حبات عقد انفرط.

نقص الثقة والشك الدائم

واحدة من التي تستطيع أن تعجل بالعلاقة سريعًا وتنهيها بأسرع مما يتخيل طرفاها، الشك ونقص الثقة، حيث يعتبر الشك من أسباب الفراق القاتلة المهلكة المنهية لأي علاقة كانت.. وبالتالي من يريد أن تدوم علاقته وتستمر وأن لا يأتيها الفراق من بين يديها ومن خلفها أن يعطي الثقة للطرف الآخر دون قيدٍ أو شرط، حيث أنه طالما تسرب أي خيط صغير من خيوط الشك إلى العلاقة فهذه العلاقة لا تنتهي إن عاجلاً أو آجلاً. حيث أن الحب دومًا مبني على العطاء والثقة والوفاء والإخلاص غير المشروطين ودون أي أساس لإعطاء هذه الأشياء.. معنى الحب أو معنى كلمة “أحبك” أي “أعطيك ثقتي ووفائي وإخلاصي ومشاعري الطيبة وحدها لك خالصة لا يشاركها فيها غيرك” فإن تم الإخلال بهذه الأمور فإن العلاقة تتهافت وتتهاوى من تلقاء نفسها، دون أدنى مجهود يبذل.

من المعروف أن العلاقات كلما مر عليها وقت أكبر كلما اكتسبت ثقة أكبر وأكبر وكلما اتسعت مساحة التقدير والاحترام فيها وقلت مساحة الشك أو الريبة حتى انعدمت تمامًا، وتهادى الوضع بين أطرافها إلى شكلٍ محبب وأسلوب مستقر هادئ يصيب شريكي العلاقة بالشعور بالاستقرار والسلام والاطمئنان وأنه ليس هناك ثمة ما يهدد سلامهما الداخلي أو الخارجي أو يهدد سلامة علاقتهما، فبالتالي.. وبناء على كل ما سبق لا تقوم بهدم هذا السلام بيدك ولا تقوم بنقض الاستقرار بينك وبين من تحب من أجل سببٍ تافه وأحيانًا بغير سبب على الإطلاق، حيث لن يغفر لك أبدًا أنك تقوم بالشك فيه ومن ثم ستسود العلاقة حالة من التوتر والعصبية وأنت نفسك لن تكون سعيدًا بهذه الأجواء المرتابة المليئة بالشك والتوتر، لذلك عليك دومًا أن تسارع بطرد هذه الخواطر الغريبة وأن لا تعطي الفراق فرصة كي يهدد أمن علاقتكما واستقرارها، ويبسط سيطرته عليكما من أجل بعض الخواطر السلبية ومشاعر الامتلاك الحمقاء.. لاسيما وأن الثقة لا تعني الثقة في سلوك الشريك فحسب أو الثقة في أنه لن يقوم بالتواصل مع أشخاص غير مرغوبٍ فيهم، بل هي ثقة في اختيارات هذا الشريك وثقة في قدرته على اختيار الأفراد الذين يدخلهم إلى دائرة علاقته ومن ثم قدرته على إدارة العلاقات الموجودة في هذه الدائرة، وأيضًا الثقة على قدرته على عدم الإخلال أو التقصير في أيٍ من واجبات علاقتكما بسبب اهتمامه بهذه الدائرة من العلاقات وعدم الإقدام على أي تصرف أو سلوك قد يؤثر على علاقتكما أو يؤدي إلى أزمة بينكما أو يأتي على حساب شريكه في العلاقة أو على حساب احترامه أو احترام الناس له، لذلك فإن مفهوم الثقة أوسع بكثير من مجرد الرغبة في عدم تواصل شريكك في العلاقة مع أشخاص بعينهم أو بطريقة بعينها.. إنه مفهوم متسع ولا يمكن الإلمام به إلا عند إعطاءه بدون قيد أو شرط كما أشرنا وعدم السماح للشكوك للدخول بينكما حتى لا تتسبب في إنهاء علاقتكما، وقد وضحنا تمامًا كيف أن نقص الثقة والذي يعد أحد أهم أسباب الفراق قد يؤدي إلى انتهاء العلاقات بأسرع مما يتخيل أي شخص.

خاتمة

من الصعب أن تجد شخصًا يحبك ويخلص لك ويحترمك ويقدرك ويخاف على مشاعرك لفترة طويلة وبحرص وإخلاص ومحبة، لذلك إن قمت بإيجاد هذا الشخص فلا تقم بالتفريط به بسهولة وتمسك به حتى نهاية المطاف ولا تستجب لخواطرك السلبية وكن دائمًا معطاءً واثقًا رومانسيًا متفهمًا صبورًا متزنًا حنونًا حتى لا تعطي أي فرصة لأي سبب من أسباب الفراق السالف ذكرها، التفريق بينكما.

محمد رشوان

أضف تعليق

تسعة عشر − اثنا عشر =