هل مر عليك يوم شديد الحرارة، فقررت أن تشتري زجاجة من زجاجات المشروبات الغازية لتطفئ بها حرارة جسدك، وعندما تناولت طعام الغداء، لم تنس أن تشتري زجاجة أخرى لأن الطعام يكون ألذ بزجاجة من المشروبات الغازية، ثم اشتريت واحدة أخرى عندما كنت مع أصدقائك تستمتعون ببعض الوقت سويا ؟ حسنا، عزيزي القاري، إذا كان مثل هذا اليوم يمر عليك كثيرا، فأنت بحاجة ماسة إلى التوقف حالا. فمن المحتمل أن تكون – وأنا لا أبالغ بهذا القول – مدمنا على المشروبات الغازية ! أجل، كما قرأت. قد تكون مدمنا على المشروبات الغازية وبحاجة إلى التوقف عن شربها في أسرع وقت قبل أن تضر جسدك وصحتك أكثر.
خطوات التخلص من إدمان المشروبات الغازية
ما هي المشروبات الغازية ؟
المشروبات الغازية ، ويُطلق عليها أيضا المرطبات، هي مشروبات تتكون من بعض الغازات، كافيين، ألوان صناعية، مواد حافظة، تحلية ( قد تكون سكر، عصير فاكهة، بديل للسكر كما في مشروبات الحمية الغذائية، أو حتى خليط من هذه المكونات )، وبعض المكونات الأخرى.
البداية
ربما تعتقد أن الحديث عن نشأة المشروبات الغازية هو أمر غير مهم، وربما أنت محق، لكن هناك قصة مثيرة سأود أن أشاركها معك بخصوص المشروبات الغازية . فكما يخبرك – وسيخبرك – هذا المقال أن المشروبات الغازية هي في غاية الخطورة، ربما سيُدهشك أن تعرف أن بداية هذه المشروبات كانت وصفات علاجية لبعض الأمراض ! بدأ اكتشاف المياه الغازية في أواخر القرن الثامن عشر، عندما حاول العالم “جوزيف بريتلي” بمحاولة إدماج جزيئات ثاني أكسيد الكربون إلي المياه المعدنية القادمة من الآبار، فتمكن من تكوين ما يُسمى “المياه الغازية” أو المياه الفوارة”. وعندما تذوق “جوزيف” هذه المياه، وجد أن لها طعما مميزا عن المياه العادية، فقام بنشر بحثه عن هذه المياه التي كونها وأصبح من أوائل العلماء الذين يدخلون هذا المجال. ومن هذا الاكتشاف، قام العالم “جون ميزفن نوث” بزيادة بعض التحسينات على هذا المنتج وبيعه في الصيدليات كعلاج لاضطرابات المعدة والجهاز الهضمي. وكعادة أي منتج جديد يحتاج إلى شخصية قيادية لاستعماله كأرضية لأعماله، قام “جوهان جيكوب شويبس” بتأسيس شركة “شويبس” المعروفة سنة 1783 لبيع المياه الغازية. ولاحقا، تم وصول مجال إضافة نكهات وإضافات إلى المشروب لزيادة التحسين من طعمه وجعله أكثر غراءا للناس. هذه الإضافات والإكثار منها هو ما حول المياه الغازية من كونها دواءا لبعض الاضطرابات الهضمية، إلى المشروبات الغازية الحالية التي نقوم بتحذيرك منها الآن.
ما هو الإدمان ؟
ربما تظن أن كلمة “الإدمان” هي كلمة كبيرة. وهي كذلك فعلا، فقبل أن ننجرف في النصح والتوجيه والتحذير، دعونا نتعرف أولا على معنى الإدمان، ومتى يُطلق على شخص أنه مدمن. الإدمان هو الرغبة أو الحاجة الضرورية الملحة في الحصول على شئ ما، ويكون هذا الشئ ضارا أو غير مفيد. فعند التعامل مع التعريف لإسقاطه على المشروبات الغازية ، نجد أن الشق الثاني يتحقق، وهو الجزء المتعلق بكونها ضارة وغير مفيدة. وهذا سنوفيه حقه لاحقا في المقال. أما الشق الأول فسيتوقف عليك أنت في تحديده، فأنت من سيعرف كيف تحتاج إلى هذه المشروبات الغازية ومعدل احتياجه إليها، وما التغييرات النفسية أو الجسدية التي تطرأ عليك إذا لم تحصل عليها. ولجعل هذا أسهل عليك في تحديده، سأخبرك بعدة أشياء تتحقق منها لتعرف إذا كنت مدمنا أم لا.
1- الأهمية. يمكنك أن تتفكر قليلا في أهمية المشروبات الغازية بالنسبة لك، ليس فقط بكمية المرات التي تشربها في اليوم، ولكن أيضا بطريقة تأثيرها على المشروبات الأخرى. فهل مثلا ستفضل شرب كوب من المشروبات الغازية على شرب كوب عصير أو ماء ؟
2- الإحساس بالاستمتاع. هل تشعر بالاستمتاع والراحة عند شرب مشروب غازي ؟ وهل تشعر بعدم الراحة وإحساس بالضيق عند عدم شربها مع وجبتك مثلا ؟
3- التفضيل. هل تقوم في بعض الأحيان بإكثار من شربها حتى عندما تكون قد قررت من التقليل منها ؟ مثلا، هل قلت أنك ستشرب اليوم كوبان فقط من المشروبات الغازية ، ولكنك انتهيت بشرب خمسة أكواب في آخر اليوم ؟
4- توتر الانقطاع عنها. هل ترهقك فكرة التفكير في عدم شرب المشروبات الغازية مرة أخرى ؟ هل تشعر بأنك ستفتقد شيئا مهما إذا توقفت عن شربها ؟
5- الاضطرابات. هل يسبب الإكثار من هذه المشروبات علي طريقة سير حياتك ؟ مثلا، هل كانت هذه المشروبات سببا في إصابتك ببعض الأمراض ونشوء مشاكل بينك وبين أحبائك ؟
6- الانتكاس. هل تنتكس دائما في قراراتك حيالها ؟ فمثلا، هل قررت أنك ستقلل استهلاكك أو تقطعه بداية من يوم محدد .. ولكنك لم تلتزم أبدا بهذا القرار ؟
أجب على هذه الأسئلة بصراحة بينك وبين نفسك، وإذا لم تكن المؤشرات قوية لإثبات الإدمان، فحتى بعض المؤشرات القليلة كفيلة لإخبارك بأن عليك التوقف قليلا والتفكير في الموضوع بأكمله. وأن عليك وضع نظام دقيق يتحكم في استهلاكك لهذه المشروبات.
ما الذي يجعل المشروبات الغازية سببا للإدمان ؟
ربما قد تقلل بعض الشئ من خطورة المشروبات الغازية ، وقد تتساءل لماذا من الممكن أن يدمن أحدا شيئا بسيطا كهذا. فنحن لا نتحدث عن مواد مخدرة مثلا تجعل العقل في حالة من الاسترخاء والهدوء، أو عن فعل يدفع الجسد إلى حالة من الإثارة والاستمتاع. فما المميز في المشروبات الغازية لتكون شيئا من الممكن إدمانه ؟!
السكر
قد أوضحنا سابقا أنه يتم إضافة أنواع مختلفة من السكر إلى المشروبات الغازية ، ولكن هل تتخل كمية السكر الموجودة في عبوة صغير من هذه المشروبات ؟! تخيل مثلا عبوة كوكا 355 مل، هذه العبوة فقط تحتوي علي 10 مكعبات سكر . بينما تحتوي الزجاجة ( 1 لتر ) على 17.5 مكعب سكر. ولكن .. كيف يكون السكر سببا في الإدمان ؟! عندما تحصل على مشروب سكري، فإن دفعة من السكر تنتقل داخل خلايا جسدك مسببة دفعة من الطاقة والنشاط بداخلك، لكن المكونات السكرية البسيطة كالجلوكوز والسكروز يزول مفعولها بسرعة. فتخمد هذه الدفعة ويعود الجسد إلى إحساسه بالخمول والكسل. هذا الإحساس يُعطي إنذارا للجسد ويجعله يظن أنه بحاجة إلى مزيد من هذا المشروب ليعود إلى حالة الطاقة مرة أخرى. وتتكرر الدائرة مرة أخرى ونجد أنفسنا قد حُبسنا في دورة مغلقة من دفعة السكر، الطاقة، الخمول ثم الاحتياج إلى السكر مرة أخرى.
ليس الاحتياج إلى دفعة الطاقة هي الناتج الوحيد من السكر المضاف إلى هذه المشروبات. فهناك دراسات أثبتت أن السكر في حد ذاته قد يكون مادة مثيرة للإدمان. ففي تجارب أجريت على فئران عن إعطائهم جرعات من السكر، تم التقاط أنشطة دماغية تماثل تلك الناشئة من الكوكايين والنيكوتين، وهي إشارات تشعر الجسد بالراحة والاسترخاء. فزيادة السكر في أي شئ، وليس فقط المشروبات الغازية ، قد يكون دافعا لإدمان هذه الأشياء.
الكافيين
من المواد التي يتم إضافتها إلى المشروبات الغازية أيضا، مادة الكافيين. فنفس عبوة الـ 355 مل، تحتوي على ما يقارب من 34.5 ملجم من الكافيين .. وهو ما يعادل نص كوب من القهوة. والكافيين معروف مُسبقا بتأثيره الإدماني على الجسد، كما أنه يسبب أيضا أعراض الانسحاب من صداع وغثيان عندما يتم التخلي عنه.
مشروبات الحمية الغذائية
قد يبدو الاسم لطيفا جدا ومحببا للنفس، فسنعرف لاحقا أن من أضرار المشروبات الغازية هو زيادة الوزن، والحصول على شراب غازي صحي بنفس لذه طعم العادي لكن بدون زيادة الوزن غير المرغوبة هو أمر جيد جدا. ولكن في الحقيقة، مشروبات الحمية الغذائية قد تكون مثيرة للإدمان أكثر من بديلتها العادية. فمشروب الحمية يحتوي على بديل للسكر العادي وهو مادة أسبارتام “Aspartame”، هذا المُحلى يتميز بأنه لا يحتوي علي سعرات حرارية، ولكنه في نفس الوقت يحتوي علي طعم السكر. فكأنك تضرب عصفورين بحجر. لكن الحقيقة، هذه المادة تحتوي على مكونات تقوم بتحفيز إفراز هرمون الدوبامين في الدماغ، وهو من الهرمونات المسئولة عن السعادة، فأنت عندما تشرب شيئا يحتوي على مثل هذه المواد، فإن هذه المادة تذهب إلى مستقبلات عصبية في دماغك وتشعرك بشعور جيد، الشعور الذي من المفترض أن تعطيه لك السعرات الحرارية. ولكن نظرا لأن جسدك على علم بأنك لم تعطه سعرات حرارية، فهو يرد على هذا البديل بالاحتياج المكثف إليه. فعندما تشرب كوبا خالي من السعرات الحرارية، سيُطالبك جسدك بكوب آخر لتعويض هذا النقص. وسندخل إلى دائرة مغلقة أخرى ثانية. فنظرا لما تحتويه هذه المشروبات الغازية من إضافات كالسكر والكافيين وغيرها، وهي مواد مسببة للإدمان، يتم اعتبار هذه المشروبات كنوع من المواد المخدرة لمشابهته في أعراض إدمانها وبعض الاستمتاع المتماثل بينهما.
ما هي أضرار المشروبات الغازية ؟
تحدثنا حتى الآن عن مكونات المشروبات الغازية والأسباب التي تجعلها شيئا قابلا للإدمان، الآن سنتحدث عن الأضرار التي تتركها هذه المشروبات على جسدك، سواء كنت مدمنا أو حتى مجرد مستهلك عادي.
المشروبات الغازية لها تأثير واسع في مناطق متعددة من الجسم، وليس على جزء واحد فقط .. وهذا يؤكد على خطورة هذا المشروب رغم حلاوة طعمه. فمن الأضرار التي يسببها:
مرض السكري
الأشخاص الذين يستهلكون معدلات ثابتة من المشروبات الغازية ( 1 – 2 عبوة في اليوم )، لديهم احتمالية 26% أكثر إصابة بالنوع الثاني من مرض السكري مقارنة بهؤلاء الذين لا يشربون هذه المشروبات !
السمنة
معدل كميات السكر في العبوة الواحدة والخاصية الإدمانية التي تحتويها هذه المشروبات، يجعل من السهل جدا التنبؤ بعرض كهذا. فالعلماء يقدرون أن استهلاك عبوة واحدة في اليوم بشكل متكرر يزيد من احتمالية السمنة بمرة ونصف. ومن الجدير بالذكر أن 70% من أمراض القلب والأوعية الدموية تنشأ نتيجة السمنة.
الإصابة بأزمة قلبية
في دراسة أجريت على 40,000 شخص لمدة عامين، وُجد أن الشخص الذي يتناول عبوة مشروب غازي في اليوم بصفة متكررة، تزداد احتمالية موته بأزمة قلبية بحوالي 20% . وكثيرا ما يتعلق هذا الأمر بالنقطة السابقة وهي السمنة.
مرض النقرس
في دراسة أجريت على 80,0000 امرأة لمدة 22 عاما، وُجد أن استهلاك عبوة واحدة في اليوم بصفة متكررة يجعل معدل الإصابة بمرض النقرس أعلى بحوالي 75% عن هؤلاء الذين لا يشربون هذه المشروبات.
أزمات الربو
ربما يبدو الأمر غريبا بعض الشئ، فما علاقة مرض تنفسي بمشروب غازي. لكن في دراسة أجراها علماء أستراليون على 16,907 شخص، وُجد أن شخص من كل عشرة أشخاص يستهلكون المشروبات الغازية ، تزيد احتمالية إصابتهم بأزمة ربو أو أمراض رؤية مزمنة. فقد وجدوا حوالي 13.3% من هؤلاء الأشخاص مصابين بالربو، بينما 16.5% مصابين بأمراض رئوية مزمنة.
تحلل مينا الأسنان وهشاشة العظام
لا شك أنك تعرضت إلى هذا الموضوع بشكل تفصيلي، فهذه هي أكثر المعلومات انتشارا على الإنترنت حاليا. وربما تكون قد قرأت عن تجربة البيضة التي توضع في مشروب غازي لمدة يومين فتجد قشرتها قد تحللت لأن الصودا تكون قد تغذت على الكالسيوم الموجود بقشرة البيضة. وهذا الموضوع به قدر كبير جدا من الصحة. فالصودا الموجودة بهذه المشروبات هي مواد حامضة، والمواد الحامضة تتميز بقدرتها على تحليل المواد الصلبة كالأسنان والعظام. فبزيادة معدل استهلاكك، تسمح لهذه الحوامض بالانقضاض على هيكلك العظمي وتقويضه والإصابة بأمراض أكثر خطورة ناشئة عن هذا التآكل.
فشل كلوي وحصوات الكلية
في تجارب أجريت على 12,000 شخص لمدة ثلاثة أعوام، وُجد أن 11% من الأشخاص الذي يستهلكون على الأقل عبوتين من المشروبات الغازية في اليوم الواحد، لديهم فشل في وظائف الكلية.
ارتفاع ضغط الدم
من المشاكل التي تتصاحب دائما مع المشروبات الغازية هي زيادة امتصاص الأملاح بالجسم، وزيادة الأملاح تأتي دائما مُصاحبة بالماء فيجعل الضغط داخل الأوعية الدموية أعلى من المعتاد. فيتسبب هذا في رفع ضغط الدم.
كنت سأود أن أكمل حديثي عن هذه الأضرار والأخطار المصاحبة لهذه المشروبات، ولكن يبدو أن الحوار سيطول أكثر من هذا. فهناك دراسات تظهر كل يوم تدرس أضرار هذه المشروبات، وكل بحث يأتي بنتائج جديدة موثوقة يمكن الاعتماد عليها. فأظن إذا أن هذه النقطة بإمكانها أن تنتهي عند هذا الحد حيث أوفت الغرض منها، وإذا أردت عزيزي القارئ الاستزادة في هذا الموضوع، فستجد الكثير من الأبحاث التي تدلك عليها.
كيف تتخلص من إدمان المشروبات الغازية ؟
يبدو أننا وصلنا أخيرا إلى النقطة المنشودة من هذا الحوار. كيف بإمكاننا أن نتخلص من إدماننا لهذه المشروبات، أو حتى التخلص من مجرد استهلاكها ؟ فمن الواضح أن هذا سيجلب منفعة عظيمة لنا نظرا لأضرارها التي لا تُعد. في الحقيقة، هناك خطوات كثيرة موحدة للتعالج من أي إدمان، وهناك خطوات مخصصة للتعامل مع إدمان المشروبات الغازية ، وسنتحدث في كلا الإثنين الآن.
الحلول العامة للإدمان
حاول تذكير نفسك دائما بالسبب الذي ستترك هذه المشروبات من أجله، قد يكون السبب تجنبا للأمراض أو فقدانا للوزن أو اكتساب عادة صحية. فقط عليك أن تُذكّر نفسك دائما بالسبب، لأن النفس البشرية تنسى بسرعة وتحتاج إلى من يُذكرها. اكتب ملاحظات وألصقها لنفسك في أماكن مختلفة في المنزل .. اترك لنفسك رسائل تذكيرية على الهاتف .. اجعل صديقا يذكرك بها كل حين. لا تترك لنفسك الفرصة لتنسى سبب فعلك لهذا الأمر.
لا تحتفظ بمال أكثر من اللازم في جيبك
ربما إذا وجدت أنك لا تملك رفاهية شراء عبوة مشروب غازي، فقد تترك التفكير في الأمر. لذلك، فكر دائما قبل أن تهبط من منزلك بالأشياء التي ستحتاجها وخذ مالا يكفيها فقط. لا تأخذ أكثر من هذا حتى لا تجد فرصة لصرفها على عبوة مشروب غازي ستسعدك لحظتها لكن ستضرك كثيرا.
احتفظ بأشخاص مساندين لك
أخبر أحبائك وأصدقائك وكل من تخرج معهم بأنك قد اتخذت هذا القرار، وأنك لا تودهم أن يتركوا لك فرصة الانفراد بعبوة مشروب غازي. أخبرهم أن يمنعوك من هذا وإن وصل الأمر أن يتولوا هم طلب وجبتك الغذائية.
كافئ نفسك
لا تدع اليوم الذي يمر دون مشروب غازي ليمر مرور الكرام، كافئ نفسك بشئ تحبه – ويُستحسن أن يكون شيئا مفيدا – على كل يوم تمكنت فيه من كسب المعركة ضد الإدمان. واجعل هذا حافزا لتحظى بيوم آخر ينتظرك في آخره مكافأة.
30 يوما
يقولون أن التصرف الذي تفعله عن حب واقتناع لمدة 30 يوما، يتحول ليصبح عادة لديك. فعندما تقتنع بضرورة تركك للمشروبات الغازية وتأخذ هذا القرار بعد أن نبع من داخلك، ذكر نفسك دائما بأنك يلزمك 30 يوما فقط ليصبح هذا الأمر طبيعيا وغير مرهق إليك بعدها.
الحلول الخاصة لإدمان المشروبات الغازية
أول محاولاتك للتخلص من إدمان المشروبات الغازية سيكون بمحاولة التقليل منها بروية، وعمل بعض الأشياء التي قد تقلل رغبتك منها .. فمثلا:
اخلط مشروبك بالماء
ربما لا يبدو هذا أفضل شئ ستفعله ، لكن هذا سيكون مفيدا للتقليل من استهلاكك، فاملأ نصف كوبك بالثلج والنصف الآخر بالمشروب واستمتع بالانتعاش.
اشرب كوب ماء أولا.
ربما يملأ هذا معدتك ويجعل استهلاكك للمشروبات أقل.
ابدأ بحسابات السعرات الحرارية والتمرين اللازم لحرقها
حاول أن تحسب دائما المقدار الذي تحمله كل عبوة صودا من السعرات الحرارية وكمية المجهود الكبير اللازم لحرقها، فمثلا، زجاجة كوكا ستحتاج إلى تمشية 8 كيلو متر لحرقها !
استبدل حاجتك
تذكر دائما أن هذه المشروبات تلبي حاجة لديك بسبب الإضافات الموجودة بداخلها، فعندما تشعر بالرغبة في كوب مشروب غازي، يمكنك دائما أن تستبدل هذا الكوب بشئ آخر .. وصدقني، سيرضى جسدك عن هذا البديل الذي ستقدمه إليه. الأشياء التي يحتاجها جسدك هي:
الطاقة
ربما يكون كل ما أنت بحاجة إليه هو بعض الطاقة. فقد تكون مرهقا أو تحتاج إلى بعض النوم. وكما أوضحنا أن كمية السكر الموجودة بهذا المشروب تعطيه قدر كبير من الطاقة، لذلك يخبرك جسدك أنه بحاجة إلى المشروب الذي اعتاد أن يعطيه طاقة، وهو المشروب الغازي. لذلك، عندما تشعر بالرغبة في مشروب غازي، حاول أن تستبدله بكوب قهوة أو شاي .. لكن لا تضع فيه سكر صناعي لأن هذا لن يغير من الأمر شيئا، جرب المحليات الطبيعية البديلة للسكر أو ملعقة من العسل .. أو ربما تكتفي بشاي مثلج بنكهة الفواكه. وإذا كان الأمر مجرد احتياج للنوم، فحاول أن تعطي جسدك ما يحتاجه من النوم، فهذا مفيد جدا لصحتك ككل.
ضغط دمك منخفض
إذا كنت تشعر ببعض القلق والتوتر وتحيطك الضغوطات من كل جانب ، ربما أدى هذا إلي انخفاض ضغط دمك بعض الشئ، فحينها سيخبرك جسدك أنه بحاجة إلى المشروب الذي اعتاد أن يرفع ضغط دمه وهو المشروب الغازي. فحاول أن تستبدل هذا المشروب بأشياء أكثر صحة تعمل على خفض الدم مثل بعض المكسرات كاللوز، أو زيادة البروتين في وجباتك كالحصول على وجبة دجاج مشوية مثلا.
وفي النهاية، تذكر دائما أن معالجة أي شئ يبدأ من داخلك أنت .. فإذا لم تقتنع بأهمية ترك شئ، لن تتمكن قوة أرضية في جعلك تتخلى عنه، وستظل تنتكس أولا بأول في كل محاولة. فاقرأ الأضرار الناتجة عن هذه المشروبات جيدا، وانظر إلى تأثيرها عليك شخصيا وحاول أن تصل لقناعة شخصية تحتم عليك ترك هذه المشروبات أولا، ثم ابدأ باتباع هذه الخطوات بعدها.
أضف تعليق