المسك هو عطر حيواني المصدر بالأساس، يمكن استخراجه من كائنات مختلفة تعيش في مناطق مختلفة من العالم. وكان أول حيوان يتم استخراج المسك منه هو “غزال المسك” وهو حيوان ينتشر وجوده من شرق آسيا إلى وسطها.. من الصين والتبت إلى سيبيريا والهند، والمسك الذي يخرج منه يسمى بالمسك الأسود. كما يمكن استخراجه من حيوانات أخرى كثوْر المسك وسلحفاة المسك وقط الزباد وفأر المسك ومن نبات المسك الأمريكي. كما يمكن تصنيع المسك في المعمل كيميائيا وهو ما قام به العالم الأمريكي Baur عام 1880م .
كل ما تحتاج إلى معرفته عن المسك
استخراج المسك من غزال المسك
يتكون هذا المسك في غدة كيسية في بطن الذكور من هذه الظباء ولا توجد في الإناث منها. ويبلغ طول هذا الغزال متر كما يبلغ ارتفاعه نصف المتر، وهو حيوان يتسم بشدة الخوف وسرعة الهرب، حيث يخرج ليلا لينال طعامه؛ لذا يصعب اصطياده. في سرة الحيوان، تنمو مادة يفرزها الدم، وعندما يحين أوان خروج المادة التي تكومت عند السرة يصاب الغزال الذكر بضجر يضطره إلى حك سرته على صخور الجبال فتجد لهذه الحكة لذة فلا تبلغ هذه اللذة مداها حتى يسيل منه سرته مادة المسك، فيأتي بعد ذلك من يقومون بالتقاطه وجمعه من الصخور ووضعه في قوارير مناسبة. يسمى الكيس الجلدي بما يشتمل عليه من مسك “فأرة المسك” كما أن لون المسك بداخل الكيس أسود، وثمنه عال جدا، كما أن تجار العطور يقومون بإضافة بعض المواد عليه وخلطه بها. وتوجد طريقة أخرى وحشية وهي بقتل ذكور هذا النوع من الغزلان وفصل الكيس عنه وتجفيفه، لكن لحسن الحظ هذه الطريقة منعت رسميا.
استخراج المسك من ثور المسك
ثور المسك هو حيوان من الثدييات ضخم الرأس قصير العنق كثيف الشعر بني قاتم اللون يميل إلى الاسوداد، قصير القامة لكنه قوي البنية جدا، يزن حوالي 400 كجم، يعيش في جرينلاند والأجزاء الشمالية القاحلة من أمريكا الشمالية. سمي بثور المسك نظرا لرائحته المسكية، ولا يوجد في ثور المسك غددا أو أكياس وإنما يوجد المسك في دم الثيران ذكورا وإناثا.
استخراج المسك من سلحفاة المسك
سلحفاة المسك هو اسم عام لثلاثة أنواع مختلفة من السلاحف المائية: سلاحف المسك الحقيقية، وسلاحف المسك العملاقة، وسلاحف المسك الرفيعة. تعيش هذه السلاحف جنوب أونتاريو بكندا وصولا إلى السواحل الأمريكية. وتحوي هذه السلاحف غددا للمسك توجد في الجزء السفلي من السلحفاة بالقرب من ذيلها حيث تستخدمه في إزعاج مفترسيها. وما لابد من الإشارة إليه هنا هو أن سلاحف المسك كلها مائية.
استخراج المسك من قط الزباد
قط الزباد هو حيوان طوله بين 41-81 سم، وذيله كثيف الشعر طويل حيث يبلغ طوله 75سم، وجهه يشبه وجه القط العادي، ولكنه قط لا يُستأنس أبدا، ويوجد منه نوعان: نوع آسيوي وآخر أفريقي، ويمتاز هذا النوع من أنواع القطط بأن جسمه ووجهه أطول من القط العادي، وكذلك أرجله أقصر وبكل رجل خمسة أصابع بكل منهم مخلب يمكن طيه، وفروه خشن وطويل لونه رمادي به نقاط أو خطوط سوداء. يستخلص المسك من هذا القط من مادة تسمى الزباد، ورائحته تشبه رائحة المسك وعملية الاستخلاص هذه في غاية القسوة، إذ يقومون بالقشط -من حين لآخر- بالملعقة مادة الزباد من غدد عطرية تنمو في بطن الحيوان، وهذه العملية تتم والقط حي، إذ يُحتجز في قفص بعد صيده ويتم إطعامه باللحم النيء ويقومون بتهييجه لإفراز مزيدا من مادة الزباد.
استخراج المسك من فأر المسك
فأر المسك هو فأر يعيش أغلب وقته في الماء، إذ توجد في أقدامه الخلفية أغشية جلدية تصل ما بين الأصبع كما الإوز لكي تساعده على السباحة في المياه التي يعيش فيها، كما يعمل ذيله عمل الدفة في تحديد الاتجاه. يعيش هذا الفأر في المياه الراكدة والمستنقعات كما أن منطقة انتشاره هي أمريكا الشمالية، يتغذى على نباتات الماء الذي يعيش فيه، كما يتغذى على الحيوانات الرخوة التي تعيش في نفس الماء. له فروة بنية تميل إلى الحمرة تجعله هذه الفروة دافئ دوما ولا يتبلل بالماء أبدا، لذا فهو من أثمن أنواع الفراء. يبلغ طول هذا الفأر قدم، وله ذيل غريب يبلغ طوله عشر بوصات وليس له شعر وإنما قشور ومفلطح ومن أجل فلطحته تلك يعمل كمجداف في الماء بالإضافة إلى أرجله الخلفية. أما بالنسبة للمسك، فهو يستخلص من غدتان توجدان تحت الذيل تفرزان المادة التي تعطي رائحة المسك، وهذه المادة تكون على هيئة حبيبات سوداء اللون، هذه المادة ثمينة جدا يشتريها تجار العطور ثم يقومون بإضافة بعض المواد لها وخلطها بها.
فوائد المسك
المسك من أطيب أنواع الطيب وأثمنها وأدناها إلى الروح وأكثرها استخداما وفائدة للصحة العامة، وبخصوص الصحة نذكر هنا عدة فوائد للمسك عساها تنفع القارئ الكريم.
فوائد للجلد
حيث أن المسك يستخدم في علاج مشاكل الجلد، حيث يقوم بتحسين ملمس الجلد ومنع جفافه، كما يقاوم التجاعيد ويقاوم علامات التمدد، كما يمكن للمسك معالجة الحروق إذ يقوم بإصلاح الأنسجة وذلك لاحتوائه على فيتامين أ كما يمكنه تقليل الندبات الناتجة عن حب الشباب وآثار حروق الشمس.
فوائد للكبد
حيث يقوم المسك بتنقية الدم من السموم، وبالتالي فهو يعمل على تحسين وظائف الكبد.
مفيد لعلاج التشنجات
يمكن للمسك معالجة -وبشكل فعال- التشنجات الحادثة في أي جزء من أجزاء الجسم، وخصوصا التشنجات العصبية عند الأطفال.
مفيد للجهاز الهضمي
حيث أنه يعمل على تخفيف آلام المعدة التي تؤدي إلى مشاكل الجهاز الهضمي.
مفيد للجهاز المناعي
فهو يقوي الجهاز المناعي حيث يحتوي على كمية لا بأس بها من الماغنسيوم الذي بدوره يساعد على توازن الجسم، فهو ثاني أكثر معدن يقوم بهذه المهمة. كما أن لديه قدرة على تهدئة التهابات الأعصاب.
مفيد لنزلات البرد
حيث يحتوي المسك على فيتامينc الذي له دورا بارزا في علاج الإنفلونزا.
يستخدم كمطهر للجلد
فهو يساهم في تطهر الجلد من اللدغات السامة كلدغات العقارب والثعابين كما أنه يساهم في تطهير الجلد من نهشات الحيوانات الأليفة.
استخدامات أخرى
كما أن للمسك استخدامات أخرى عديدة من بينها أنه أولا وقبل كل شيء هو اتباعا للسنة الشريفة، وبعد ذلك فهو يستخدم في تثبيت أثمن أنواع العطور ليبقى أثرها فواحا زمنا طويلا يقدر بالسنوات. كما يستخدم كمنشط للعملية الزوجية، ويعتبر المسك أيضا مقويا للقلب ضابطا لخفقانه. كما يستعمل في صناعة الأدوية المحسنة لوظيفة العين، حيث يجلو بياضها الرقيق ويجفف رطوبتها. كما أنه مزيل للفطريات والإفرازات النسائية، حيث أنه يستخدم في طهارة النساء وذلك بعد الطمث، ويستخدم من أجل ذلك أنواع المسك الغير عطرية والخالية من الكحول، كما انه مانع لسرطان الرحم. كما أن لرائحة المسك تأثير على الحالة المزاجية وتعديلها.
خاتمة
من كل ما تقدم ذكره يتبين لنا قيمة المسك ابتداءً من طريقة استخراجه مرورا بأثمانه الباهظة انتهاءً بفوائده التي ذكرنا بعضا منها. نرجو أن تكونوا قد استمتعتم معنا بهذه الرحلة التي نتمناها مفيدة وشيقة.
أضف تعليق