لكل مرضى السكر في رمضان ظروفهم الخاصة، فبسبب اعتماد نسبة السكر في الدم على الطعام والشراب لا ينبغي عليهم اتخاذ قرار صوم شهر رمضان إلا بعد استشارة الطبيب المعالج والحصول على موافقته حتى لا يتعرض المريض لهبوط حاد في نسبة السكر في الدم أثناء الصيام وبالتالي تتأثر صحتهم بالصيام أو يصابوا بضرر بالغ –لا قدر الله- وهناك حالات متأخرة من مرض السكر يستحسن أن لا تقدم على خطوة الصيام، حيث من الحالات التي ينبغي أن تفطر في شهر رمضان ولا تتخذ قرار الصيام.
الأسلوب الأمثل لتعامل مرضى السكر في رمضان
علاج السكر
الذين يتناولون ثلاث أو أربع جرعات من العلاج أو من يستخدم مضخة للأنسولين خصوصًا المصابون بالسكر غير المستقر أو غير الثابت مما يلجئهم دائمًا إلى اتخاذ علاج عند اللزوم، وكذلك لأن هؤلاء ممن يعانون من الانخفاض والارتفاع المستمر والغير منتظم في نسبة السكر لديهم يعانون من حالات الإغماء بسبب حالات الانخفاض والارتفاع هذه، وكذلك من لديه مشاكل في شرايين القلب والدماغ. أيضًا من الحالات التي تسقط عنها فريضة الصوم، المريض المصاب بقصور في وظائف الكلى أو لديه اختلال في الجهاز العصبي أو مشكلات في الشبكية، أو المصابون بجلطات دماغية أو سبق لهم الإصابة بجلطات دموية في القلب، فإن هذه الحالات المتأخرة من مرض السكر يستحسن أن تنقطع عن الصوم وكان الله غفورًا رحيمًا لأن الدين يسر وليس عسر، ولا يريد الله أن يلقي بعباده إلى التهلكة، فإن كانت فرائض الدين تودي بالإنسان إلى الأضرار والمهالك فإنها عندئذٍ لا تدخل تحت الفرائض وتسقط عن الإنسان الغير مستطيع هذا.
وعلى ذلك في حال اتخاذ مرضى السكر في رمضان قرار الصيام عليهم اتباع هذه الإرشادات:
تقسيم وجبات الفطور على فترات متباعدة
تعد هذه الخطوة من أهم خطوات تعامل مرضى السكر في رمضان مع الصوم، حيث يضمن عدم ارتفاع نسبة السكر بشكلٍ كبير يؤدي إلى ضرر في جسد مريض السكر في رمضان، لذلك عليهم تقسيم وجبات الفطور إلى وجبات صغيرة على فترات متباعدة حتى يتم ضبط نسبة السكر في الدم بالشكل المتزن الذي لا يحدث ضررًا بالغًا.
قياس نسبة السكر بشكل منتظم
للاطمئنان على صحة مرضى السكر في رمضان ينصح بفحص نسبة السكر بشكلٍ منتظم ويستحسن فعل ذلك قبل وجبات الفطور وبعدها، ويُنصح باستشارة الطبيب المعالج في حالة ملاحظة ارتفاع أو هبوط في نسبة السكر بما قد يؤثر بشكلٍ سلبي على الجسم وأيضًا من أجل التأكد أن البرنامج الغذائي والعلاجي الحاليين مناسبان لحالة المريض، لذلك يجب على مرضى السكر في رمضان قياس نسبة السكر بشكلٍ منتظم للاطمئنان على صحتهم، وتجنبًا لحدوث أضرار بالغة أو أي تأثيرات سلبية على الجسم.
التعامل مع حالات هبوط السكر بالطريقة الصحيحة
على مرضى السكر في رمضان أن لا يعاندوا أنفسهم في حالة وجدوا أن نسبة السكر منخفضة لديهم، خصوصًا إذا ظهرت عليهم أعراض الهبوط مثل: الصداع والدوار والشعور العام بالضعف والهزال الجسدي وزيادة العرق وازدياد معدل سرعة نبضات القلب فعليهم في هذه الحالة إفطار اليوم، وذلك إذا كان نسبة السكر أقل من 70 فعليهم تناول نصف كوب من العصير أو كوب من لبن الحليب أو نصف عبوة من مشروب مياه غازية أي ما يساوي 15 جرامًا من الجلوكوز، وإذا كانت نسبة السكر أقل من مائة فينبغي أخذ فترة استرخاء ما يقارب العشر دقائق وبعدها يتناول وجبة صحية ترفع نسبة السكر لديه.
الحرص على تناول الفاكهة
من الأشياء التي لا يجب إهمالها أو التقصير بشأنها من مرضى السكر في رمضان هو تناول الفاكهة، حيث يُنصح بتناول الفاكهة ثلاث مرات على فترات متباعدة، وذلك لضمان اتزان نسبة السكر في الدم وعدم تعرضها للانخفاض الحاد.
تجنب الموالح
من الأشياء التي يُنصح بها مرضى السكر هي تجنب الموالح حيث أنهم من حيث تناول الموالح الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والكلى، وبناءً عليه ينصح مرضى السكر في رمضان عدم تناول الأشياء التي تحتوي على ملح كثير خصوصًا في وجبة السحور مثل اللحوم التي تحتوي على ملح كثير أو المخللات أو المكسرات المملحة.
تجنب الحلويات
يجب على مرضى السكر في رمضان عدم الإكثار من الحلويات التي تحتوي على دهون كثيرة كالكنافة والبقلاوة وغيرها لأنها تسبب تصلب شرايين القلب كما أنها تؤدي إلى خطر ارتفاع نسبة السكر في الدم، وكذلك مما يشكل خطرًا على صحة شرايين القلب الأطعمة الدسمة ومنتجات الألبان الدسمة والدهون وجلد الدجاج وغيرها، لذلك ينصح بالابتعاد عن هذه الأطعمة لسلامة قلوبكم.
تجنب السوائل الغير صحية
من الأشياء التي لا ينصح بها مرضى السكر في رمضان عدم الإكثار من تناول العصائر التي تحتوي على نسبة سكر كثيرة وخصوصًا العصائر المعلبة والتي تعمل على رفع نسبة السكر في الدم، وكذلك أيضًا ينبغي تجنب المشروبات الغازية ومشروبات القوة وغيرها، والتركيز على شرب العصائر الطبيعية والغنية بالألياف، وأيضًا الحرص على تناول من 8 إلى 10 أكواب مياه في اليوم.
تناول السحور قُبيل الإمساك
يجب على مرضى السكر في رمضان تناول السحور قبل وقت الإمساك بمدة قليلة حتى يقللون ساعات الصوم، ويجب عليهم أيضًا تعديل الكميات من الطعام التي يأكلونها حيث من المتعارف عليه أن مرضى السكر يأكلون الطعام بكميات قليلة، لذلك يجب استشارة الطبيب حول كمية الطعام التي يجب أن يأكلونها في ظل النظام الجديد للوجبات وتناول الأدوية، ذلك النظام الذي يفرضه توقيت تناول أو الامتناع عن الوجبات في شهر رمضان.
السلطات الخضراء أساسية على الإفطار
على مرضى السكر في رمضان التقليل من الأطعمة المقلية أو المليئة بالدهون والسكريات الكثيرة مقابل اهتمامهم بالسلطات الخضراء وشوربة الخضار، كما يفضل له أن يتناول فاكهة غنية بالألياف كأن يتناول ثلاث ثمرات من فاكهة المشمش بدلاً من العصائر المعلبة أو المشروبات الغازية أو المجففة كقمر الدين وغيرها، وكذلك أبرز الأطعمة التي يجب التركيز عليها هي القمح والمخبوزات التي تحتوي بالكامل على دقيق القمح الخالص، حيث يعد خبزًا كامل الغذاء.
خاتمة
يجب على مريض السكر ألا يكابر لأن الله لا يريد طاعة العبد له مقترنة بهلاكه، وكما قال الله عز وجل في كتابه العزيز: “ويريد الله أن يخفف عنكم..” لذلك لا يجب على الإنسان تحميل نفسه ما لا يطيق فلا ينبغي عليه اتخاذ قرار الصوم إلا بعد استشارة الطبيب وبعد التأكد تمامًا من قدرته على الصوم، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الدين يسر، ولن يشاد أحدٌ الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا…..” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك فقد يسر الله لنا الدين، فلا داعي لأن نعسره على أنفسنا.
أضف تعليق