إتيكيت المقابلات الرسمية من الضروري معرفته في الكثير من الحالات. ربما تقابل أحدهم للمرة الأولى، سواء بسبب عمل أو دراسة أو قضاء أمر ما أو حتى مناسبة سعيدة، ورغم ذلك تبدو المقابلات الرسمية مليئة بالتحفظات ولذلك فهي ثقيلة على الناس لأن الإنسان دائمًا يرنو إلى العفوية والتلقائية ومقابلة الأشخاص الذين يُبدون له العاطفة المسبقة والذي بينه وبينهم ألفة بالفعل ومودة تعفيه من الالتزام بالرسمية والإتيكيت، لكن الحياة للأسف ليست كلها جلسات أصدقاء وتبادل للنكات واستعادة الذكريات والحديث بعفوية وتلقائية، بل لابد وأننا سنتعرض لمقابلات رسمية يكون فيها الحديث موضوعي وجاد وإليك أبرز آداب المقابلات الرسمية لشخص تراه للمرة الأولى.
طريقة إتيكيت المقابلات الرسمية
الابتسامة
دائمًا ما تخطف الابتسامة قلب من أمامك وتدفع في نفسه شعورًا تجاهك بالألفة والمحبة وتجعله يأخذ عنك انطباعًا بخفة الظل واللطف، لذلك من إتيكيت المقابلات الرسمية تثبيت ابتسامتك على وجهك، ويفضل أن تكون ابتسامة هادئة مطمئنة لا يبرز فيها أسنانك بشكلٍ يدفع من أمامك للريبة منك، بل اجعلها واثقة مليئة بالأريحية حتى يشعر من أمامك بالرضا والاطمئنان إليك، ويترتب على ذلك إزالة الحواجز وكسب ود من ستقابله، لذلك من أفضل ما تقدم عليه أثناء المقابلات الرسمية أو مقابلة شخص للمرة الأولى لكسب وده وجعله يطمئن إليك هي الابتسامة.
المصافحة باليد
من أكثر الأشياء التي تزيل الاغتراب بين أي اثنين يتقابلان للمرة الأولى هي التصافح بالأيدي لأن السلام هو بداية إزالة الشعور بالقلق والريبة ويعطي شعور بالأمان والاطمئنان في حضور هذا الشخص، وينبغي أن يكون السلام حارًا، لا يعني ذلك أن تقوم بالضغط على أيدي من تصافحه حتى تؤلم كفه، ولكن أن يكون مقصود به التقرب والمؤانسة، ويا حبذا لو كان مقترنًا بالمصافحة الربت على ظاهر يد من تصافحه، هذه الحركة دائمًا ما تلقي المودة في قلب من تصافحه وتجعله يحبك حتى وأنتما لم تتبادلا ولا كلمة واحدة حتى الآن، لذلك من أفضل الأشياء التي تفعلها عند المقابلة الرسمية أو عندما تقابل شخصًا للمرة الأولى هي المصافحة بحرارة.
التواصل بالعينين
جيد أن تنظر في عيني من أنت ذاهب لمقابلته للمرة الأولى منذ بداية رؤياه، وهنا نصل إلى أعلى مستوى من الألفة والمودة حيث الابتسامة والبشاشة عندما ترى من ستقابله، مقرونًا هذا بالمصافحة باليد التي تزيل الاغتراب وتجلب الشعور بالأمان والمحبة، مع التواصل بالعينين والنظر المباشر في عيني من تحادثه، وذلك لإشعاره بأهميته واهتمامه بالحديث الذي يقوله واستحضارك أعلى درجات التركيز معه أما إن كنت أنت من يتكلم فنظرك لعينيه يدل على اهتمامك بتوصيل كامل فكرتك إليه على أكمل وجه، أما عكس ذلك وهو تجنب تلاقي أعينكما فهذا يعني أنك إما خجولاً وهذا ما قد سيدفع به إلى الشعور بالتوتر والريبة وعدم الاطمئنان إليك، أو إنك غير مهتم بما سيقوله أو عدم اهتمامك بما تقوله له أصلاً وذلك ما سيجعله يشعر بالكراهية تجاهك ولن تسفر مقابلتكما على أي إنجازٍ يذكر. لذلك يعتبر التواصل بالعينين أحد أهم الآداب والتعليمات، لموضوع إتيكيت المقابلات الرسمية ، ومقابلة شخص تراه للمرة الأولى.
امشِ خلفه، واجلس بعده
من علامات الاحترام لمن تقابله خصوصًا في المقابلات الرسمية أو شخصًا تقابله لأول مرة هو المشي خلفه وينبغي الإشارة إلى ذلك بأن تشير له للأمام وتقول: “تفضل” كطلب للمشي في المقدمة، وعند الجلوس تشير له للمقعد: “تفضل” وذلك لإبراز الاحترام والتقدير لمن ستقابله، وأيضًا دلالة على الذوق واللياقة، خصوصًا وأنك تود أن يؤخذ عنك انطباعًا حسنًا. لذلك من أهم التعليمات في إتيكيت المقابلات الرسمية هو إظهار الاحترام للشخص الذي ستقابله عن طريق المشي وراءه والجلوس بعده.
اهتمامك بالحديث معه
أيًا كان شكل المقابلة الرسمية أو غرضها فلابد من إجراء محادثة ما، أولاً إن كان هناك هدفًا للزيارة فلا تدخل في الموضوع مباشرة، بل ابدأ بمقدمة بالحديث عن أحواله وقدم له الاعتذار المسبق عن تخوفك من إن كان مجيئه له سيعطله، وأنه لن يأخذ من وقته الكثير، واحرص على أن لا تكون هذه المقدمة طويلة حتى لا يصاب من أمامك بالملل ويشعر أنك شخص فارغ، عند الدخول في الموضوع احرص أن تعرض له بشكل سريع ومبسط تفاصيل الموضوع دون إخلال أو تطويل.. في نقاط سريعة ثم في الأخير أخبره بهدفك من الزيارة وما يُرجى منه فعله، أما إن كانت الزيارة بلا هدفٍ معلن بأن وضعتك الظروف لمقابلة شخص لأول مرة لأي سبب كان فينبغي عليك سؤاله عن أحواله وتبادل الآراء في الثقافة العامة أو في الشئون المعيشية وينبغي عليك الحديث بهدوء وعرض وجهة نظرك بتواضع وعدم التعصب لها أو رفع صوتك زيادة عن اللازم بل يكفي أن يكون مسموعًا حتى لا تثير أعصاب من أمامك كذلك لا تبالغ في اختلافك معه ولا تسخر من آرائه ولا تسفه منها مهما حدث، حتى وإن كنت تراها لا قيمة لها فأفهمه أنك تتقبلها وتضع لها احتمالية من الصحة، واحرص على عدم المجادلة أو النقاش الطويل، إن اتسع منك النقاش لنقطة متصاعدة حاول إنهاؤه بلطف دون عصبية أو تحفز. كذلك لا تستخدم جسدك للتعبير عن آرائك حتى لا تثير ارتباك وحفيظة من أمامك، ولا توتر أعصابه، قم بعرض رأيك أو الحديث في موضوعك بهدوء تام حتى تجد أفضل التعاون أو التواصل بينك وبين من تحدثه.
التحدث بجدية والابتعاد عن السخرية
عادة ما تكون السخرية أو المزاح مطلوبة ولكن في المقابلات الرسمية ينبغي التخفيف منها قدر الإمكان، لأن التحدث بهزل قد لا يجعل من أمامك يأخذك على محمل الجد أو يتعامل مع ما تقوله بجدية أو باهتمام، بل يأخذ عنك انطباع أنك شخص فارغ ولا تملك إلا المزاح والهزل في حديثه ولا تستطيع إجراء محادثة جدية أبدًا، وأيضًا الرسمية الدائمة إلى حد التجهم غير مطلوبة، فمن الجيد الضحك المتزن على نِكاته وإلقاء إحداها إذا استلزم الأمر أو اضطرك الموقف، أما أخذ الحديث كله بسخرية وهزال قد يجعل من أمامك ينفر منك وتنتابه الريبة وعدم الاطمئنان خصوصًا إن كانت مقابلة رسمية أو شخص تقابله للمرة الأولى.
“لقد كنت سعيدًا بالجلوس معك”
يجب أخيرًا أن تخبر من كنت جالسًا معه أيًا كانت النتائج التي أسفرت عنها مقابلتكما أنك كنت سعيدًا بمقابلته وأنه شخص لطيف، ويجب ألا يكون ذلك زائدًا على الحد حتى لا تشعره بالمبالغة وأنك شخص منافق، وينبغي أن تنهي اللقاء بمصافحة تقوم فيها بالشد على يديه، والتأكيد على رجائك بألا يكون قد تعطل بسبب لقائكما، ثم بعد ذلك تقوم بالاستئذان منه والانحناء الخفيف السريع كدليل على الاحترام والتقدير.. ومن ثم تمضي بخطوات هادئة واثقة وغير سريعة أو متوترة.
خاتمة
وفي النهاية تبقى المقابلات الرسمية ثقيلة وغير مرغوب فيها لأنها تلقي على عاتقنا التصرف بدون عفوية أو تلقائية ويجعلنا دائمًا حريصين على تصرفاتنا وكلماتنا، ولكن مع اتباع التعليمات قد تكون هذه المقابلات فاتحة خير لك وتكوين صداقات وعلاقات بعيدة المدى، قد تنفعك في حياتك أكبر مما تتصور.
أضف تعليق