تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الانفتاح : كيف يجني المنفتحون فوائد أكثر من غيرهم ؟

الانفتاح : كيف يجني المنفتحون فوائد أكثر من غيرهم ؟

للانفتاح الكثير من الفوائد التي لا يجدها إلا الأشخاص المنفتحون ذهنيًا فقط، نستعرض هنا الفوائد التي يجنيها المنفتحون اكثر من غيرهم، ولماذا يجب عليك الانفتاح.

الانفتاح

اولا حتى نستطيع الوصول الى فوائد الانفتاح التي يجنيها اصحاب هذه الشخصية علينا التوصل الى تعريف هذه الشخصية اكثر والتعرف على ابرز الصفات التي يحملها اصحابها، فالشخصية المنفتحة هي شخصية اجتماعية بإمتياز، ومن اهم صفات حامليها انهم كثيرو الكلام، ويفضلون الاختلاط والتعايش مع العالم الخارجي لاقصى درجة، ويتميز اصحابها ايضا يالحماس والتعبير وكذلك الحركة، وهي شخصية حازمة في معظم الاوقات، هذا بالاضافة الى انها تعشق التجمعات الاجتماعية مثل الحفلات والمهرجانات و الانشطة الجماعية ان كانت على صعيد العائلة او العمل ومن هذا القبيل، وهي ايضا شخصية تحب قضاء الاوقات مع الاخرين سواء كان يعرفهم ام لا، عنده مثل هذه الحياة هي المصدر الاول لطاقته، ويمكن القول ان النقيض الاول لمثل هكذا شخصية هي الشخصية الانطوائية والتي تحمل الكثير بداخلها وتبقيه، والتي بكل بساطة هي شخصية تتناقض في صفاتها مع الصفات التي تحملها الشخصية المنفتحة، ولهذا فلو اردنا تعداد الفوائد التي تحملها الشخصية المنفتحة واصحابها فهي.

ما هي فوائد الانفتاح ؟

اكثر سرعة في التفكير وايجاد الحلول

اولا يجب ان ندرك ان هذا الامر لا علاقة له بنسب الذكاء المتعارف عليها كمقياس للتفاضل في الذكاء بين البشر، بحيث يقال ان العالم الفلاني مسبة ذكاءه تعادل ( 145 ) نقطة، وما فوق، وهي النسب التي تصل الى ما بعد العبقرية، وبالتالي هو مرتفع الذكاء، الامر هنا يرتبط بسرعة التفكير وليس الذكاء، وبالتالي ان الاشخاص المنفتحون هم الاكثر سرعة في التفكير في الامور والمشاكل وايجاد الحلول، ويعود هذا الامر لقدرتهم اكثر من غيرهم على فهم الامور ورغبتهم في التجريب، فهؤلاء الاشخاص يستطيعون ان يبتعدوا عن الجمود والطرق التقليدية في التفكير والتي في الكثير من الاحيان تحجب الحلول المتوافرة والموجودة امامنا، على عكس الاشخاص الذين يرغبون في التجريب والانطلاق ولا يخافون من التفكير في امر قد يكون فيه كسر لحالة الجليد عند الاخرين، ولهذا تتوافر لهم الوسائل الى الوصول الى نتائج قد لا تكون مكتوبة لاشخاص اخرين، من هذا المنطق هم الاكثر حلولا والاكثر مرونة بين من حولهم.

اكثر تواصلا مع الاخرين وبناء الشبكات الاجتماعية

من المعروف ان الكثير من الاشخاص حتى الذين يتمتعوا بنسب عالية من الذكاء قد يكونون في داخلهم اشخاص انطوائيون، محافظون بطريقة استثنائية، وهم يفضلون البقاء في مناطق مظلمة مع عدم الرغبة في الانطلاق خارجها، مما يتسبب لهم لاحقا بالكثير من العلل النفسية، والتي يكون منها الانطوائبة، والتوتر، الاكتئاب، اما الاشخاص المنفتحون ونظرا لما سبق ذكره فهم اقدر على بناء العديد من الشبكات الاجتماعية والعلاقات والتي قد تسمح لهم بإن ينجحوا ويحققوا المزيد من النجاح، ويمكن القول ان طبيعة انفتاحهم على الاخر تعني رغبتهم بتكوين المجموعات والتواجد بها، نظرا لانها تعني النجاح لهم، ومن المعروف الفوائد الكبيرة للانضمام الى المجموع والتفاعل معهم ان كان على صعيد الحياة الاجتماعية او الحياة العملية ولذلك ينصح دوما بإن يكون الانسان راغبًا في الانفتاح على الاخرين ضمن حدود خاصة به وحده. بالطبع هذا الانفتاح لا يعني ان يقدم الشخص على هذا الامر دون وعي بالطرف الاخر الذي يحاول التواصل معه بل يجب ان يكون قادرا على التقييم السليم لاي علاقة يبنيها مع الاخر.

هم اكثر سعادة من الاخرين

لماذا هذا الامر ؟؟ قد يعود هذا الامر الى العديد من الاسباب، ولعل من اهمها هو التغيير في المزاج، والذي لا يكون دوما ثابتا، نتيجة الجمود، الشخص الاكثر انفتاحا هو شخص يسعى الى تقليب حياته، الاندماج مع الغير وتجريب كل ما هو ممكن، وبالتالي هذا قد يشمل الكثير من الهوايات، والتي على الرغم من متطلباتها وتكاليفها الا انه شخص يرغب بممارستها لقناعته بجدواها وتأثيرها عليك وعلى حياته، هذا الامر يتناقض تماما مع الشخص الانطوائي الذي يسير في يوميات رتيبة وروتينية ومملة للغاية والتي قد تحرمه من المتع التي تنتج عن تجريب الكثير من الامور والمحاولة، ولهذا دوما ما نرى الاشخاص الذي يخرجون عن حدود الجمود الى الانطلاق هم الاكثر سعادة والاكثر نشاطا، عن المتخندقين في زاوية واحدة.

هم الاقدر على تحمل المخاطر

من اهم القواعد التي نتعلمها في حياتنا ان القبول بالمخاطرة يعني تحمل نتائجها، فليس من المعقول ان يقوم الشخص العاقل بأمر ما دون القبول بالنتائج التي قد تحدث له نتيجة هذه المخاطرة، وهذا الامر ينطبق على من يؤمن بفوائد الانفتاح ، فهم الاشخاص الاكثر قبولا للمخاطرة، ان كان من باب التجريب، او لغايات النجاح في العمل، او ان كان لغايات الهواية، وبالنتيجة هو امر يتيح لهم قبول النتائج، ومع ان الانطوائية قد تعني الضمان والامان، الا انها في نفس الوقت قد تكون العائق للانطلاق نحو النجاح، وقد يكون التفسير العلمي لهذا الامر ايضا، ان هذا الامر يعود بفضل حساسية الاشخاص المنفتحون للالدوبامين، وهو ناقل عصبي يسيطر على أنظمة المكافأة في المخ، وبالتالي ان تفكيرهم المتواصل في المكافأة التي سيحصلون عليها نتيجة المخاطرة هي التي تنقلهم الى القيام بمثل هذا الفعل، والجدير بالذكر ان معظم الاشخاص الذين يمارسون المهن التي تتطلب المخاطرات كالمحامي والطبيب الجراح، وحتى لاعبي القمار، هم من الاشخاص الدئوبين على الانفتاح ، والمنطلقين في حياتهم لادراكهم ان نجاحهم في المهن التي يؤدونها مرتبط ارتباط كبير بالمخاطرة والمجازفة.

الاسرع والاقدر على تعلم اللغات الاخرى

وجدت الكثير من الدراسات ان الاشخاص المعتادين على الانفتاح هم الاكثر قدرة واستيعابا واقبالا على تعلم اللغات الاخرى، وقد يعود هذا الامر الى العديد من الصفات التي يتحلون بها والتي تجعلهم اكثر اقبالا على العالم الاخر وعلى لغاتهم، فمن اكثر الصفات والهوايات التي يتحلون بها هي اقبالهم على الحياة وعلى السفر، وعلى الدراسة وبذات الوقت اندماجهم مع الثقافات الاخرى، وبالتالي رغبتهم في الاطلاع على تلك الثقافات عن طريق فهمهم المباشر لهم بدلا من وجود ناقل لها والتي قد تعترض فهمهم الكامل لما يرغبون بتعلمه، لهذا فيعتبر الاشخاص المعتادين على الانفتاح هم الاسرع والاقدر والاكثر تواصلا والانجح في هذا المجال، ولو اردنا الحديث مع بعض الاشخاص الذين يتقنون العديد من اللغات ونعني ثلاث لغات او اكثر لوجدنا ان التواصل معهم اكثر سلاسة وانطلااقا من غيرهم، ولا يفتعلون حواجز في التواصل مع الاخرين.

معاوية صالح

انسان بسيط ومتفاهم، مليء بالاحلام وارغب بتحويلها الى حقيقة وواقع ملموس. أحب دائماً واسعى لكسب المزيد من العلم والمعرفة وخصوصا في مجال التاريخ والأدب والسياسة. أنا لا اصدق كثير من الأشياء التي اراها واسمعها.

أضف تعليق

أربعة عشر − واحد =