دودة القز : كيف تنسج دودة القز الحرير الطبيعي الناعم ؟

دودة القز هي ملكة الحرير في عالم الحشرات والمصدر الرئيسي والأول للحرير الطبيعي في العالم، يخرج من أصغر مخلوقات الله واحدٌ من أجمل إنتاجات الطبيعة البديعة التي مهما تسابق التطور والصناعة والآلات والتكنولوجيا لن تستطيع أبدًا أن تواكب أصالة وروعة وجمال ما أنتجه واحدٌ من الكائنات التي يكاد بعضنا لا يعرف بوجودها ولا يهتم لها من صغرها وصغر دورة حياتها، وربما بعضنا لم يحبها أو يستلطفها ورغم كونها مستألفةً ويحب البعض اقتناءها فالبعض الآخر يميل للاشمئزاز من كيانها الحشري.

دودة القز : معلومات عن عملية إنتاج الحرير الطبيعي

دودة القز

من الحشريات قشريات الجناح في مملكة الحيوان وهي مجموعة من اليرقات أو العثات الصغيرة تقضي جزءًا من حياتها على هيئة دودة ثم تتحول بعد ذلك إلى فراشة تضع البيض ثم تموت بعد ذلك، يميل لونها إلى الاصفرار أي أنها بين الأبيض والأصفر وتمتاز دودة القز بالجسم الممتلئ سميك الجلد يغطيه الشعر وهي عديدة الأرجل، كما أنها تتغذى على أوراق التوت والبرتقال والبلوط والخس، يتم تربية مجموعات ومزارع من دودة القز عبر الإنسان للحصول على نتاجها من الحرير واستخدامه في الصناعة.

مراحل حياة دودة القز

تبدأ حياة دودة القز من داخل البيضة حيث تضع الإناث البيض ما بين 300 و 400 بيضة في المرة الواحدة ويظل البيض لعدة أسابيع في حالةٍ كامنة حتى يدخل فصل الربيع ويبدأ، عندها يفقس البيض وتخرج اليرقات منه وتظل في حالة نموٍ ونضوج خلال عدة أسابيع وغالبًا تكون ستة أسابيع، عندها تبدأ الدودة في التوقف عن الأكل وممارسة حياتها وتشرع في نسج الشرنقة الحريرية التي ستدخل في سباتٍ بداخلها وعند إتمام الشرنقة تكمن الدودة فيها مدةً تقدر بأسبوعين تتحول خلالها ببطءٍ إلى فراشة، تخرج الفراشة من الشرنقة وهي أبعد ما يكون عن الفراشات الملونة التي نعرفها وتتسم بالرشاقة فهذه الفراشة تأخذ خصائص الدودة التي كانت عليها من حيث اللون الأبيض المائل للاصفرار والجلد السميك والجسم الممتلئ، تضع الإناث بيضها في مجموعاتٍ ثم تموت بعد ذلك بينما يظل الذكر فترةً أطول على قيد الحياة، تظلل حياة اليرقة فترات من الصوم تمتنع فيها عن الطعام تصل ليومٍ أو يومين ثم بعدها تبدأ في الانسلاخ من جلدها القديم وينشأ لها جلدٌ جديد يلائم حجمها بعد النمو.

الحرير

ما هو الحرير في الأصل وما أنواعه؟ الحرير بشكلٍ عام هو نسيجٌ من الألياف البروتينية كانت بدايات اكتشافه في الصين على يد زوجة إمبراطور صيني كان يملك حديقةً من شجر التوت وتساءل عن سبب تلفها وعند الفحص والتمحيص وجدت زوجته دودة القز تتغذى على أوراق تلك الشجرة وتنتج شرانق بيضاء لامعة تستطيع فتلها إلى خيوطٍ طويلة واستخدامها في صناعة النسيج، ينقسم الحرير الطبيعي المنتج إلى المزروع الذي تنتجه ديدان المزارع التي تتغذى على أوراق التوت، أو الحرير البري الذي تنتجه الديدان البرية وغالبًا يكون الحرير البري أقل بياضًا ولمعانًا وأكثر ميلًا للون البني.

إنتاج الحرير

في فم دودة القز مجموعةٌ من الغدد اللعابية التي تستخدمها في نسج شرانقها حيث تفرز تلك الغدد سائلًا أبيضًا دبقًا ولامعًا بمجرد تعرضه للهواء يتحول إلى خيوطٍ صلبة وتنسجها على هيئة شرنقة وعند فك الشرنقة قد يصل طول خيط الحرير فيها إلى 900 متر، لكن إن تُركت الدودة حتى تتحول إلى فراشة عندها ستمزق النسيج لتخرج وبذلك تدمره ويصبح من غير الممكن استخدامه في الصناعة، لذلك يلجأ المربون إلى أخذ الشرانق كاملةً قبل اكتمال نمو الفراشة وقتلها عن طريق الماء المغلي أو الأفران الساخنة أو تعريضها للبخار الساخن ثم استخدامها بعد ذلك في الصناعة، يعد الحرير المزروع الذي تنتجه دودة القز التي تتغذى على أوراق التوت أفضل وأجود أنواع الحرير الطبيعي على الإطلاق.

كائنٌ صغيرٌ وربما غير جميل لكن قدرته واسعة وإنتاجه رائع، يحتاج إلى الصبر والرعاية والعناية وتوفير الطعام والمكان المناسب له حتى ينتج لك واحدًا من أجمل خيوط النسيج في العالم.