تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الجهاز العصبي : كيف تحافظ على صحة الجهاز العصبي ؟

الجهاز العصبي : كيف تحافظ على صحة الجهاز العصبي ؟

الجهاز العصبي هو واحد من الأجهزة الأساسية في جسم الإنسان، بل قد يعتبر الجهاز الأهم، والمحافظة عليه تتضمن القيام بعدد من السلوكيات التي نذكره هنا بالتفصيل.

الجهاز العصبي

الجهاز العصبي واحدٌ من أهم الأجهزة على الإطلاق في جسم الكائن الحي، المسئول عن الحركة والإحساس والحفاظ على الحياة في حين أننا لا نشعر به أو بما يقوم به، يتكون الجهاز العصبي من مجموعاتٍ من الخلايا العصبية المتشابكة مع بعضها البعض لتكون السلاسل العصبية والأعصاب، تحتوي كل الكائنات الحية من أبسط الحيوانات حتى الإنسان على أجهزةٍ عصبيةٍ قد تختلف في تركيبها أو توزيعها حسب اختلاف درجة رقي الكائن الحي لكنها تبقى أعصابًا تقوم بنفس المهمة وتؤدي نفس الوظيفة، ومن أهمية تلك الوظيفة وحاجتنا إليها فهي تستدعي أن نحافظ على صحة الجهاز العصبي.

الجهاز العصبي : نصائح من أجل الحفاظ عليه

الخلايا العصبية

تختلف الخلايا العصبية عن بقية خلايا الجسم في الشكل والتركيب والوظيفة، ومن الجدير بالذكر أن تلك الخلايا لا تتجدد ما يعني أنه عند تلف أو تدمير إحدى الخلايا العصبية يصاب العصب الذي احتواها بالعطب ولا يمكن تعويضها بخليةٍ جديدة، يعمل طرفا الخلية العصبية كأجهزة استقبالٍ وإرسال حيث يستقبل جسم الخلية العصبية عبر تفرعاته التيار العصبي والرسالة العصبية التي تنتقل عبر محور الخلية العصبية وتفرعاته إلى ما يليها، قد تتصل تلك الخلية العصبية عن طريق محورها بخليةٍ عصبيةٍ أخرى أو نسيجٍ من أنسجة الجسم كالعضلات أو بالمخ والحبل الشوكي، كذلك فإن جسم الخلية العصبية يتلقى الرسائل من الكيان المتصل به سواءً كان خليةً عصبيةً أخرى أو أحد أعضاء وأنسجة الجسم أو المخ والحبل الشوكي.

تقسيم الجهاز العصبي

في الشخص السليم الذي لم يصب باختلال في صحة الجهاز العصبي فإن جهازه ينقسم بين جهازٍ عصبيٍّ مركزيٍ وجهازٍ عصبيٍ طرفي، يعملان معًا كرئيسٍ ورسولٍ ومرؤوس، يتكون الجهاز العصبي المركزي من المخ والحبل الشوكي وهما أساس الجهاز العصبي ومركزه ومنهما تتفرع كل الأعصاب الموجودة في الجسم، تخرج من كلا المخ والحبل الشوكي مجموعاتٌ من الأعصاب تنقسم إلى أعصاب حركية وأعصاب حسية، تقوم الحسية بنقل المؤثرات التي تحدث على الجسم في مختلف أجزائه إلى الجهاز العصبي المركزي، أما الأعصاب الحركية فتنقل الرسائل من الجهاز العصبي المركزي لأعضاء الجسم لتقوم بالمهمة المطلوبة منها، تتفرع وتنقسم الأعصاب الحركية بين إرادية ولا إرادية، الإرادية هي التي نستطيع تحريكها أو تثبيتها بإرادتنا كعضلات اليد مثلًا، أما اللاإرادية كعضلات التنفس والحركة في الجهاز الهضمي فنحن لا نشعر بها ولا نفكر فيها لأنها لا إرادية وتلقائية، ولأنها لو كانت إرادية لسقطنا أمواتًا في الحال، فلو كان التنفس عمليةً إراديةً مثلًا لتوقفنا عن التنفس أثناء النوم ومتنا مختنقين.

انتقال الرسائل العصبية

يقع المؤثر أيًا كان فينتقل عبر الخلايا العصبية الحسية حتى يصل إلى الجهاز العصبي المركزي، حينها يفكر الجهاز العصبي المركزي في ذلك المؤثر ثم يرسل استجابةً ملائمةً له تنتقل عبر الخلايا الحركية إلى العضو المناسب، كل ذلك يحدث في أجزاء من الثانية بدون أن نشعر فأنت تلمس شيئًا ساخنًا وتبعد يدك في نفس اللحظة والزمن الماضي بين اللمسة ورد الفعل هي الزمن الذي استغرقته الرسالة العصبية في الانتقال من يدك إلى جهازك العصبي المركزي والعودة لعضلات يدك مرةً أخرى تأمرها بالانقباض والابتعاد عن مصدر الحرارة، وبالطبع فإن أي خللٍ في صحة الجهاز العصبي ستؤدي إلى خللٍ في عملية النقل تلك أو توقفها، ينتقل السيال العصبي عبر الأعصاب على هيئة نبضات كهربية تساعد على تكوينها مجموعات الأيونات السالبة والموجبة داخل وخارج الخلايا فتسير عبر محور الخلية حتى تصل لنهايته العصبية، ثم تعمل النبضة الكهربية على تحرير مواد كيميائية من نهايات الخلايا العصبية تنتقل إلى الجسم التالي لتلك الخلية فتحدث فيها أثر النبضة الكهربية وهكذا دواليك.

الجهاز العصبي اللا إرادي

ينقسم الجهاز العصبي اللاإرادي إلى جزءٍ يعمل في وقت الاسترخاء والراحة ويساعد على استرخاء الجسم والهضم والإخراج يسمى الباراسيمباثاتيك، وجزء يعمل في حالة الخوف أو القلق أو النشاط الجسماني بشكلٍ عام ويضع الجسم في وضع الاستعداد ويسمى بالسيمباثاتيك، جميع الأعضاء اللاإرادية تتصل بالسيمباثيتك والباراسيمباثتيك معًا إلا بعض الاستثناءات المعدودة، وقت الاسترخاء يعمل البارا سيمباثاتيك على وضع العضو حسب وظيفته في الحالة التي تتطلبها الراحة، ووقت النشاط يتراجع تأثير الباراسيمباثاتيك على العضو ليعمل تأثير السيمباثاتيك ويجعل العضو مستعدًا للنشاط، كلها تحدث بشكلٍ لا إراديٍ ولا ننتبه لها أثناء حدوثها، كذلك فإن أماكن خروج أعصاب السيمباثاتيك من المخ والحبل الشوكي تختلف عن أماكن خروج أعصاب الباراسيمباثاتيك منها.

تأثير الضرر على صحة الجهاز العصبي

الجهاز العصبي، عبارةٌ عن وحداتٍ متكاملةٍ ومتناسقة في العمل والوظيفة، كل جزءٍ من الجهاز العصبي المركزي يكون مسئولًا عن عضوٍ أو مجموعةٍ من الأعضاء والوظائف وعند تلف ذلك الجزء من الجهاز العصبي يؤدي إلى تلف الأعصاب الآتية والمؤدية إلى ذلك العضو مما يؤدي إلى شلل العضو وفقدان الإحساس والتحكم فيه، بعض الأعضاء والوظائف قد تتوزع وظيفتها بين عدة أجزاءٍ من الجهاز العصبي المركزي لذلك فإن تلف أو فقدان أحد الأجزاء يعوضه جزءٌ آخر، وبعض أنواع التلف قد يؤدي إلى الموت كالتسبب في توقف التنفس مثلًا، وقد تصيب بعض العدوات الفيروسية أو البكتيرية الجهاز العصبي المركزي مسببةً له أمراضًا خطيرة، كما أن الجلطات المخية من أسوأ ما يتعرض له الإنسان لأنها تسد مجرى الدم فتتسبب في تلف ذلك الجزء من الدماغ وكل ما يتصل به من أعصاب، إصابات الجهاز العصبي بشكلٍ عامٍ من أخطر الإصابات التي قد تواجه الإنسان لأنها في كثيرٍ من الأحيان تكون طريقًا بلا عودةٍ يغير مجرى حياة الإنسان تمامًا، لذا من الأجدر بنا الحفاظ على صحة الجهاز العصبي والاهتمام به.

الحفاظ على صحة الجهاز العصبي

الإبقاء على صحة الجهاز العصبي، والحفاظ عليها ليست مشكلةً أو تتطلب معجزة، فهو كغيره من الأجهزة يحتاج إلى التواجد في جسمٍ سليمٍ وصحيٍ يخلو من الأمراض والأوبئة ويتوافر له الغذاء والراحة الضروريان، الغذاء من ضروريات الحياة وأساسيات الحفاظ على صحة الجهاز العصبي لكفل وتوفير التغذية المناسبة لخلاياه حتى تقوم بدورها على أكمل وجه، كما أن الغذاء يكفل للمحيطات بالأعصاب النمو والقوة الكافيين لحماية الأعصاب، الفيتامينات وخاصةً فيتامين ب بأنواعه من أهم المغذيات للأعصاب التي تحافظ عليها وتقويها وتحميها من الالتهابات والضعف والإرهاق. النوم والراحة ضروريان لتستعيد الخلايا العصبية قوتها وتتجدد طاقتها حيث تتواجد حبيباتٌ في سيتوبلازم الخلايا العصبية تسمى بحبيبات نسل تكون المسئولة عن طاقة ونشاط الخلية العصبية ومع الاستمرار في تحفيز الخلايا العصبية تبدأ في استنزاف تلك الحبيبات وتكون الخلايا بحاجةٍ إلى الراحة لإعادة تكوينها وإنتاجها.

التدخين من ألد أعداء الجهاز العصبي، لأنها تجعله في حالة استثارةٍ وتحفيزٍ مستمرٍ بغير الحاجة إلى ذلك لذلك نجد المدخنين في حالة توترٍ وتحفزٍ مستمرة ويكونون أكثر سرعةً في فقدان السيطرة على أفعالهم وأعصابهم، متعاطو المخدرات والكحوليات يؤثرون عكسًا في جهازهم العصبي فيعملون على تثبيطه وإصابته بالخدر والكسل والاستمرار في الشرب والتعاطي يؤدي إلى استمرار التثبيط حتى يصل المتاعي إلى نقطةٍ أو جرعةٍ تثبط الجهاز العصبي لدرجة الوفاة!

الحذر من الإصابات والحوادث قدر الإمكان وعدم تعريض النفس للخطر والإلقاء بها إلى التهلكة لأنه كما سبق لنا القول فالتلف العصبي لا يمكن تعويضه ثانيةً.

صحة الجهاز العصبي، وبقية أجهزة أجسامنا أمانةٌ في أعناقنا، فالجسم مسخرٌ لخدمتنا ومن العدل والإنصاف نحو أنفسنا أن نرد إحسانه بإحسانٍ وخدمته برعاية.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

13 − سبعة =