تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » التعلق بأحداث الماضي : كيف توقف التعلق بالماضي ؟

التعلق بأحداث الماضي : كيف توقف التعلق بالماضي ؟

جميعنا مرتبطون بالماضي بطريقة أو أخرى، لكن التعلق بالماضي بشكل كبير هو أمر سلبي بكل تأكيد، في هذه السطور نساعدك على وقف التعلق بأحداث الماضي بسهولة.

التعلق بأحداث الماضي

التعلق بأحداث الماضي هو أمر صادف معظمنا في فترة من فترات حياته يومًا ما، جميعنا مررنا بأحداث مؤلمة في حياتنا كحادث مثلاً أو صدمة نفسية أو أحداث محرجة لا نرغب بتذكرها. هذه الأحداث قد تؤثر علينا طوال حيانا بشكل غير مرغوب فيه إذا لم نتعامل معها بشكل صحيح. أيضًا هذه الأحداث توجه مسار حياتنا وتؤثر على قراراتنا بشكل لا واعي إذا لم نتدارك الأمر ونحاول أن نعيد توجيه عقولنا بالشكل الصحيح. قد يكون الحادث قويًا يحتاج إلى بعض الوقت وقد يكون الأمر بسيطًا جداً، كل ما عليك هو أن تتبع هذه الخطوات لتغير مسار تفكيرك وتعيش حياتك بشكل مريح بدون أن تدع هذه الأحداث المؤلمة تؤثر عليك.

وقف التعلق بأحداث الماضي : دليل مبسط

أعد النظر في التعلق بأحداث الماضي

أولاً يجب أن تعيد النظر إلى الماضي وتتذكر ما حدث بالضبط، هل هو حادث أم اعتداء جسدي أو تحرش جنسي أو صدمة نفسية كفقدان شخص مقرب أو فشل متكرر في شئ ما كدراسة أو وظيفة أو غيره. قد يكون أيضًا مجموعة من الذكريات الغير مرغوب في تذكرها.

غير من معتقداتك

قد نمتلك بعض المعتقدات والأفكار التي تسببت في هذه الذكريات أو الأحاسيس المؤلمة مثل أن نحدد مدى سعادتنا بالحصول على شئ معين أو بالزواج من شخص معين أو الحصول على وظيفة معينة أو راتب محدد. كل هذه الأفكار غير صحيحة وغير منطقية ولكنها تؤثر علينا بشكل كبير، لذا علينا أن ننتبه إليها ونتعرف عليها ومن ثَم نبدأ في تغييرها إلى أفكار أخرى منطقية وصحيحة ونؤكد لأنفسنا أنه لا يجب علينا انتظار شئ محدد ولكن يجب تقبل كل ما يحدث طالما أننا بذلنا ما في وسعنا.

تقبل التغيير

تقبل التغير كجزء أساسي من الحياة. لا تعارض التغيير، مثلا كانتقال من وظيفة إلى أخرى أو فقدان وظيفة جيدة. فكر في التغيير على أنه قوة إيجابية وفرصة للحصول على أشياء أفضل من السابقة. كن مرنًا في تفكيرك ولا تصر على شئ محدد طالما لا تستطيع أن تتحكم في الأمر.

اكتب ما يزعجك

احضر ورقة وقلماً واكتب كل الأحداث التي تزعجك، حلل هذه الأحداث جيداً وحاول أن تتذكر التفاصيل المؤلمة، لا تتوتر أو تشعر بالضعف أو بالألم فقط خذ نفسًا عميقا واكتب جميع الأحداث، ومن ثَم قم بقراءتها أكثر من مرة وأثناء قراءتها قل لنفسك لا بأس لقد انتهى الأمر، هذا يحدث للجميع، أنا قوي، يجب أن أتخطى الأمر، سأكون أكثر حكمة وقوة في المستقبل، وسأتعلم من أخطائي، ولن أدع هذا يؤثر سلباً علي أكثر من هذا.

سامح نفسك

سامح نفسك، تقبل ما حدث ولا تشعر بالذنب لما حدث، قد تكون شاعراً بالذنب لما حدث بدون أن تشعر أن هذا هو ما يعيق تقدمك إلى الأمام. لا تقل أنا سأظل أشعر بالألم والذنب لما حدث بل قل كل الآلام تزول مع مرور الوقت وأنا سأغير من نفسي إلى الأفضل ولن يحدث ما حدث مرة أخرى.

اعترف بما فعلته

اعترف بما فعلت. إن كنت أذيت شخصًا ما بقوة أو جرحت مشاعره وسببت له ألمًا، اعترف بذلك أمام نفسك، لا تنكر ما حدث، واطلب من الله ومن هذا الشخص أن يسامحك وأن يغفر لك ما فعلته. هذه الخطوة مهمة جداً للحصول على الراحة النفسية والسلام الداخلي وستمدك بقوة كبيرة للمضي إلى الأمام والتخلص من التعلق بأحداث الماضي .

تحكم في المشاعر السلبية

ربما تكون هذه الحادثة قد جعلتك تشعر بالضعف المستمر في حياتك أو أنك فاشلاً أو غير ذلك من المشاعر السلبية، لذا يجب أن تتعلم أن تتحكم في هذه المشاعر وأن تقنع نفسك أننا جميعاً نمر بهذه التجارب الفاشلة، غير طريقة تفكيرك وعود نفسك على التحفيزات الإيجابية. قل لنفسك أنك بخير طالما أنه لديك فرصة للبدء من جديد وتصحيح ما حدث، لأنه إذا تعلمت من أخطاء الماضي فهذا يعني أن التجربة المؤلمة علمتك درساً مهماً جداً وأنك أصبحت إنساناً أكثر حكمة ونضجاً مما كنت سابقاً.

تعلم مسامحة الآخرين

تعلّم أن تسامح الآخرين. إذا أذاك أحدهم نفسياً أو جسدياً، حاول أن تسامحهم، لا لأنهم يستحقون ذلك بل لأنك تستحق أن تعيش في سلام نفسي وانسجام مع ذاتك ومع حياتك. قل أنهم مثلاً كان لديهم أسباب لفعل ذلك أو أنك قد تفعل ما فعلوه إذا كنت في ظروف مغايرة. سامح وامضِ في طريقك إلى الأمام وتوقف عن التعلق بأحداث الماضي .

لا تلقي اللوم على الآخرين

تعلّم ألّا تلقي اللوم على الآخرين في حين أنك قد تكون أنت المخطئ. ناقش الأمر بعقلانية ومنطقية و تقبّل النقد واللوم من الآخرين. واجه الآخرين بأخطائهم أيضًا ولا تسمح لهم أن يجعلوا أنفسهم في موضع الضحية بينما الأمر هو العكس. كن شجاعاً وواجه كلٌ بأخطائه.

تعرف على الصدمات النفسية

اقرأ كثيراً عن الصدمات النفسية وعلم النفس الإيجابي والبرمجة العقلية حتى يمكنك معرفة ما يحدث في داخل عقلك وكيف أن عقلك جعلك تشعر بكل هذه المشاعر السلبية وكيف يمكنك أن تتخطى ذلك الأمر عن طريق البرمجة العقلية والتأكيدات الإيجابية. اقرأ ودوّن الأشياء التي أثرت فيك وانظر إليها يومياً وحاول أن تجعل تأثيرها إيجابيًا عليك من ناحية وقف التعلق بأحداث الماضي .

لا تحمل مشاعر سيئة

لا تحمل مشاعر الحقد أو الرغبة في الانتقام ممن آذوك نفسيًا أو تخلوا عنك، لا تقل أنك تتمنى لهم الموت أو الشقاء أو غير ذلك ولكن قل لا بأس أنا أتقبل الأمر وأتمنى السعادة والخير للجميع. إذا لم تستطع التحكم في الرغبة في الانتقام أو الشعور المستمر بالغضب والحقد فإنه لا يمكنك المضي قدماً والتحرر من تلك القيود النفسية التي تعكر مزاجك وتعرقل حياتك وتأخذ وقتاً طويلاً منك وتسلب منك راحتك النفسية. أخبر نفسك أن لا أحد يستحق أن تشعر بهذه المشاعر البغيضة من أجله وأنك ستدع الحياة تأخذ مجراها وابتسم ودع كل هذا خلف ظهرك.

ركز على الحاضر

ركز على الحاضر والمستقبل، ما حدث قد حدث ولن يمكن لأحد أن يغيره، كل ما تستطيع أن تفعله هو أن تغير وجهة نظرك عن الماضي، استغل الحاضر جيداً في بناء شخصية أفضل وعقلاً متفتحاً متفهماً لتسطيع أن تواجه المستقبل بقوة وإصرار على النجاح والتغيير على المستوى الشخصي.

حاول فهم نفسك أفضل

حاول أن تفهم شخصيتك ومنظومتك النفسية لتعرف ما الذي يجب تغييره. إذا كنت تتصرف بنفس الأسلوب القديم فهذا يعني أنك بنفس التفكير، هذا ليس في صالحك. حاول أن تستبدل العادات القديمة المرتبطة بالماضي بعادات جديدة صحية ومنظمة وأكثر إنتاجية. مثلًا إذا كنت تعاود الاتصال بنفس الأشخاص ليساعدوك أو غير ذلك واتضح أنهم لا يساعدوا على الإطلاق فاعلم أنه حان الوقت للتوقف عن التعلق بأحداث الماضي واستبدال ذلك بشخص آخر أو طلب مساعدة من طبيب نفسي مثلاً.

اعرف نفسك

اعرف نفسك وتقبّل الماضي واستغله كوقود من أجل المضي نحو مستقبل بعقلية جديدة حكيمة، ووقف التعلق بأحداث الماضي سامح نفسك وسامح الآخرين ولا تتردد في طلب المساعدة من مختص إذا لزم الأمر. تحمّل مسؤولية أفعالك وصارح الآخرين بأخطائهم وكن قويّا ولا تدع أحد يسحق مشاعرك. اعلم أنه يمكنك أن تتغير بسهولة إذا كان لديك الإصرار لذلك. اقرأ كثيراً عن الصدمات والذكريات المؤلمة في علم النفس وكيف يمكن التخلص منها وتغييرها. ضع ورقة بجانب سريرك واكتب فيها بعض التأكيدات الإيجابية التي تشعرك بالقوة والإصرار. واعلم يقينًا أنك أقوى مما تعتقد.

نعمة إبراهيم

مهندسة، مهتمة بالأدب، والشعر، والتنمية البشرية، واللغة العربية.

أضف تعليق

اثنان × 2 =