التجارة الرابحة هدف كل شخص طموح، يعي لما يفعل ويفكر ويخطط ولا يحب التجارة العشوائية، ولا يتاجر إلا في المضمون ويحب أن يفعل كل شئ بإتقان وتدبير، ويفكر في ما يفعل قبل أن يفعل، حتى لا يندم على ما فعل وحتى لا تصبح تجارته بائرة، وهذا دائماً يكون أهداف الناجحين، ولكي تتاجر التجارة الرابحة وتستطيع أن تحصل على الربح الذي تريد تحقيقه، عليك أن تراعي كل الأمور التي تؤدي إلى تجارة ناجحة، وتتفادى كل العواقب التي تكون حاجز بينك وبين التجارة الناجحة، التي من خلالها تحقق أهدافك وطموحاتك، وعليك أيضاً معرفة أن التاجر الناجح هو الذي يخطط جيداً لتجارته،ويفاضل بين التجارات حتى يصل إلى الأفضل، وعليك قراءة النقاط الآتية لكي تتاجر التجارة الرابحة.
التجارة الرابحة : كيف تتاجر بشكل رابح ؟
تحديد الهدف المراد الوصول إليه
قبل أن تبدأ بأي عمل عليك بتحقيق الهدف الذي تريد الوصول إليه، ولتحقيق الهدف لابد وأن تحدد ما هو طموحك وما هي أمانيك، وما الذي سوف يعود عليك بالنفع إن حققت هذا الهدف، وما الذي سوف يعود عليك من خسارة إن لم تحقق هذا الهدف.
المعرفة بالنفع الذي يعود عليك من الوصول إلى التجارة الرابحة
إن التجارة الرابحة الربح المادي لا تتوقف على ربحها المادي فقط، وإنما ينتج عنها هذا الربح المادي أرباح أخرى، مثل الربح المعنوي، والربح الاجتماعي، ولكي تتعرف على كل هذه النقاط ومعانيها عليك بقراءة السطور الآتية.
ماهو الربح المادي وما هي الفوائد التي تنتج عن الوصول إليه
الربح المادي هو ربح المال، وهو الكسب المادي الذي يعود على الفرد من ممارسة التجارة وأو من أي عمل، ومن خلاله يستطيع العيش ويستطيع أن يعول أبناءه ويعول رعيته وغيرهم من الأفراد الذين يقوم برعايتهم وإعالتهم، وهو الكسب الذي يجعله لا يحتاج إلى الناس، وهو رزق من الله، وينتج عن الربح المادي أرباح أخرى مثل:
الربح المعنوي
وهو الربح النفسي الذي يحصل عليه الفرد عندما تنجح تجارته، والذي يشعره بالراحة النفسية ويزيد من ثقته في نفسه ويشعره بالتفاؤل والأمل، مما يؤدي به إلى القيام بتجارات أخرى أكثر ربحاُ، وتزداد ثقته بنفسه أكثر، كما أن النجاح والربح المعنوي، هو الذي يجعله يستطيع أن يعامل أبناءه بطريقة حسنة ويستطيع تربيتهم بهدوء، مما يؤدي إلى ظهور أجيال ذو خلق حسن وطيب.
الربح الاجتماعي
الربح الاجتماعي هو الربح التعاملي بين فئات المجتمع، الذي ينتج من خلاله تعامل هذا التاجر مع الآخرين، فعندما تكون تجارته رابحة سيجعله يتعامل مع عدد كبير من أفراد المجتمع، مما يكسبه الخبرة والصداقات الحسنة الصالحة، التي تجعله يستفيد من خبراتهم في أكثر من أمر من أمور الحياة، مما يعود بالنفع الكبير على التاجر.
التخطيط السليم
بعد تحقيق الهدف وبعد المعرفة بفوائد الربح المادي، عليك بالقيام بالتخطيط السليم الذي من خلاله تحقق ما تريد، سواء كانت تجارة أو أي أهداف أخرى تريد تحقيقها، حيث أن التخطيط السليم هو الأساس الذي عليه تُبنى الطموحات والآمال، كما أنك لابد وأن تتعلم الطريقة الصحيحة للتخطيط وهي:
الطريقة الصحيحة للتخطيط
تبدأ من خلال معرفة الشئ المراد تحقيقه فمثلاً، التخطيط السليم للقيام برحلة يختلف عن التخطيط السليم للهجرة، وهكذا أما عن التخطيط السليم للوصول لتحقيق التجارة الرابحة فهو كالآتي:
اختيار الموسم التجاري
واختيار الموسم الذي تتم فيه التجارة من أول وأهم البنود التي لا يمكن الأغفال عنها، حيث أن الاختيار الخاطئ للموسم ربما يصل بك إلى خسارة فادحة، وإلى تجارة بائرة، والاختيار الصحيح للموسم التجاري يصل بك إلى التجارة الرابحة رائجة ومرغوب فيها، واختيار الموسم يعود إلى تحديد الطلب على نوعية التجارة في كل فصل من الفصول، فمثلًا تجارة ياميش رمضان يكون الطلب عليها في شهر رمضان، وتجارة الملابس الخفيفة يكون الطلب عليها في فصل الصيف، وتجارة الأدوات المدرسية يكون الطلب عليها في الفصول الدراسية، وهكذا كما أنه يوجد منتجات تباع على مدار العام مثل المأكولات والمشروبات فكن حذراً في اختيار التجارة الرابحة في وقتها الذي تصبح فيه تجارة مرغوب فيها جداً.
اختيار المكان المناسب لعرض السلع
اختيار المكان الذي تُعرض من خلاله السلع أمر في غاية الأهمية، فإذا قمت بشراء بعض المنتجات من مكان ما واردت ترويج هذه البضاعة في منطقة ما فعليك مراعاة الآتي:
نوع السلع
السلع البسيطة والشعبية
إذا كانت السلع بسيطة وشعبية، لا تقوم ببيعها في المناطق التي يكون سكانها على مستوى عالي، مما يجعلك تقوم بدفع إيجار باهظ ولا تستطيع بيع هذه السلع، لأن المكان الصحيح لعرض سلعة بسيطة وشعبية، هو المناطق الشعبية وبالتالي سوف تقوم بدفع إيجار بسيط، وسوف تربح من بيع سلعتك في المناطق الشعبية.
السلع ذات المستوى الفخم والعالي
إذا كانت السلع ذات مستوى فخم وعالي، لا تقوم ببيعها في المناطق الشعبية التي يكون سكانها شعبيين وبساط ولا يستطيعون اقتنائها، مما يجعلك تتكلف أثمان باهظة وتبور سلعتك، وربما يحدث لها التلف، مما يؤدي إلى الخسارة الفادحة لذلك، إذا كانت سلعتك ذات مستوى فخم وعالي، عليك بعرضها في المناطق التي يكون سكانها على مستوى عالي، حتى يضمن لك هذا الأمر من بيع السلعة بالسعر الذي المناسب لها، ويؤدي هذا إلى طلب هذه السلع والوصول إلى ربح عالي ومضمون.
تحديد المكان الجيد
بعد اختيار المنطقة الشعبية أو المنطقة الغير شعبية، عليك مراعاة عدم عرض سلعتك في مكان يعرض فيه نفس السلعة، فعليك بدراسة المنطقة جيداً، وبعد التأكد من عدم عرض سلعتك تخير المكان الصحيح المناسب.
تحديد السعر
عليك أن تدرس المنطقة جديداُ قبل البدء في المشروع، وذلك بتحديد هل أنت تستطيع بيع سلعتك كما تحدد من سعر، أم أنك سوف تضطر إلى خفض السعر وهل خفض السعر سوف يؤثر على ربحك، وهل سوف تتعرض للمماطلة من العملاء أم سوف تتمكن من بيع سلعتك كما تريد.
دراسة الجدوى
من البنود التي لا يمكن أن تتخطاه على الإطلاق، ولا يمكن الاستغناء عن هذا البند نهائياً، عليك مراعاة دراسة الجدوى جيداً، وهذا البند لا يمكن تركه عند التخطيط السليم، فهو من أساسيات التخطيط السليم التي لابد أن تراعيها جيداً وذلك بالطريقة الآتية:
الخبرات السابقة
التحدث مع من لهم خبرات سابقة
عليك قبل عمل أي إجراء التحدث إلى من قام بعملية التجارة الرابحة في نفس هذه السلع التي تم تحديدها ووقع الاختيار عليها، والتي تريد أن تقوم بالمتاجرة فيها، ولابد وأن تتحدث مع أكثر من شخص، ولابد وأن تراعي أن يكون هؤلاء الأشخاص موثوق فيهم جداً، وهذه الثقة تحدد من خلال التعامل المسبق معهم، مثل أصحاب حسن الخلق والمصلين والأمناء، ومن يتحدث عنهم الناس بأسلوب حسن، ثم تقوم بالجمع من هؤلاء الأشخاص الذين لهم خبرات سابقة المعلومات الكافية، التي من خلالها تستطيع عمل دراسة الجدوى.
الاستفادة من الأخطاء السابقة
عليك بالاستفادة من الأخطاء السابقة التي مررت بها، من قبل فلا تقوم بإعادتها مرة أخرى، فالذكي الذي يستفيد من أخطائه، والأذكى الذي يستفيد من أخطاء الآخرين، فلا تقع في نفس الخطأ مرتين، وقم بتدوين أخطائك السابقة حتى تتفادها في كل مرحلة من مراحل حياتك المقبلة، وهذا الأمر اجعله في كل أمور حياتك.
القيام بتدوين الحسابات
بعد ما قمت بتدوين حسابات الآخرين وقمت بتدوين أخطائك السابقة وأخطاء غيرك قم بالآتي:
حساب ما يمكن توقعه من الوراد والصادر ومن المصروفات
قم بشراء سجل من السجلات الورقية ثم ابدأ في تسجيل الآتي:
ما يمكن توقعه من شراء السلع وما يمكن توقعه من المبيعات، ثم احسب الصادر والوارد جيداً، حتى تتمكن من تخيل وتوقع المكاسب التي سوف تعود عليك من هذه التجارة الرابحة ، حتى لا يحدث لك خسائر وحتى لا تبور بضاعتك وسلعك، وذلك من خلال سرد كل الواردات والمصروفات، بمعنى المتوقع من المصروفات حساب الإيجار وما تقوم باستهلاكه من نور وماء وغيره من التكاليف بما فيهم ثمن البضاعة التي تريد المتاجرة فيها، وبما فيهم مرتبات العاملين وغيرهم من المتوقع من المصروفات. قم بحساب وتدوين الطريقة التي تريد البيع من خلالها سواء البيع الفوري أو القسط، وحدد ما سوف يكون مكسبك من ذلك وذلك.
تحديد المكان الذي تقوم بشراء البضاعة منه
وهذا البند هام أيضاً، حيث أن تحديد المكان سوف يوفر لك الكثير والكثير، وهذا سوف يعود بالنفع عليك في المكاسب، فلا تختار المكان الذي تقوم بشراء السلع منه بطريقة عشوائية، ولكن قم بالاستفادة ممن لهم الخبرات السابقة، مثل ما ذكرنا مسبقاً فهذا سوف يساعدك على تحديد المكان المناسب، فبعض الأماكن تبيع السلع المراد التجارة الرابحة فيها بسعر أعلى من أماكن أخرى، حدد لتستطيع الاستفادة من الربح ولا تقع في أخطائك السابقة كما ذكرنا، فإذا كان هناك مكان قمت بشراء سلع منه من قبل، وكان هذا المكان أسعاره لا تناسبك لا تكرر هذا الخطأ مرة أخرى.
اختيار العاملين
وهذا البند من ضمن التخطيط السليم، حيث أن الاختيار الصحيح للعاملين سوف يعود عليك بمكاسب طائلة، والاختيار الخاطئ للعاملين سوف يساعد في خسارتك، لذلك يجب عليك عدم اختيار العاملين بأسلوب عشوائي، ولابد أن يكون اختيار العاملين وفق المعايير الصحيحة والسليمة، وذلك تتعرف عليه من خلال النقاط الآتية:
الخلق والأمانه
لابد وأن يكون العامل صاحب خلق وأمانة، حتى لا تشعر بالقلق والتوتر وتضطر للجلوس في مكان بيع هذه السلع وتترك كل أعمالك، من أجل مراقبة العمال وهذا البند يمكن التأكد منه من خلال عمل بعض الاختبارات للعاملين أو من خلال السؤال عنهم جيداً.
اللباقة والخبرات السابقة
لابد وأن تراعي في اختيار العامل، أن يكون صاحب لباقة وله خبرات سابقة وسريع البديهة، مما يجعلك تستفيد منه في تجارتك.
الإعلان الجيد
هو أهم وآخر بند، حيث أن الإعلان الجيد هو الذي يجعل السلع تتحدث عن نفسها، وهو الذي يجعل العملاء يستطيعون الوصول إلى سلعتك، فهل يوجد شخص قام بشراء شئ لا يعلم عنه شئ، أو هل ذهب أحد يبحث عن سلعة في مكان لا يعلم إذا كانت تباع فيه أم لا، وبدون الإعلان تبور السلع، ولابد وأن تراعي بعض النقاط في إعلانك:
الصدق والأمانة
لا تفقد ثقة العميل بترويج البضاعة بالكذب، بل كن صادق في عرضها.
الأسلوب الشيق الصادق
اعرض بضاعتك بأسلوب شيق ولكن بالصدق.
اختيار الوسيلة المناسبة
قم باختيار ما يناسب سلعتك من وسائل الإعلان المختلفة، حتى لا تفقد مالك وتهدره.
وفي النهاية، اعلم أن المكسب الحقيقي لا يمكن أن يأتي بالكذب، ولا يمكن أن يأتي إلا إذا قمت برعاية الله في تجارتك وكنت أميناً وصادقاً، كما أن الرزق من الله ولكن نحن نقوم بالأخذ بالأسباب فقط، فإذا قمت بالأخذ بالأسباب ولم يأتي لك الرزق لا تحزن يكفيك أنك توكلت على الله وأخذت بالأسباب، كما أن التجارة الرابحة هي أفضل الطرق وأفضل الوسائل للكسب، وإذا وجدت التجارة الرابحة الزمها ولا تتركها.
أضف تعليق