قد تكون معالجة الهلاوس من أكثر الأمور الصعبة على الكثيرين من الناس، فالهلاوس تواجههم في كل الأوقات ولا يستطيعون تمييز الواقع من الأمور الخيالية، إلا أن أي شخص قادر على طرد تلك الأفكار من رأسه من خلال فهم طبيعة الهلاوس وما هي الأسباب المسببة لها، في المقال التالي سنتعرض إلى تلك الأمور وإلى الطرق التي تتمكن من خلالها من التعامل مع الهلاوس من خلال تغيير العادات التي تقوم بها يوميًا، وما هي الحالات الحادة التي ستضطر فيها إلى الذهاب إلى الطبيب، وفي النهاية سنذكر الأدوية المناسبة في معالجة الهلاوس .
معالجة الهلاوس : الدليل الصحيح للتخلص من الهلاوس
افهم طبيعة الهلاوس
يمكن أن تؤثر الهلاوس على أي من حواسك الخمس (السمع، البصر، التذوق، الشم، اللمس) ويمكن أن تحدث الهلاوس في كثير من الحالات المرضية الجسدية والنفسية، تحدث الهلاوس في حالة كاملة من الوعي إلا أنها تبدو حقيقية تمامًا، أغلب الأشخاص الذين يواجهون الهلاوس يتعرضون إلى الكثير من الضغط النفسي، إلا أنها في بعض الحالات القليلة قد تكون مصدر استمتاع لبعض الناس لكنها ستؤثر على عقلهم بمرور الوقت وسيحتاجون بعد ذلك إلى معالجة الهلاوس ليتمكنوا من إكمال حياتهم بطريقة طبيعية. وتنقسم الهلاوس إلى ثلاثة أقسام رئيسية شائعة، الشخص الذي يسمع أصواتًا مختلفة غير حقيقية يندرج تحت قسم الهلوسة السمعية (المعروفة باسم خطل السمع)، وهناك الهلوسة المرئية التي يواجه فيها الأشخاص رؤية أشياء غير موجودة وعادةً ما تكون خيالات أو أشباح لأشخاص آخرين، بالإضافة إلى الهلوسة التي تخص اللمس وفيها يشعر الأشخاص غالبًا بوجود حشرات أو أشياء أخرى تزحف على جلدهم.
افحص حالة الحمى
عادةً ما تسبب الحالات الحادة من الحمى حدوث الهلوسات بكل أنواعها، خاصةً في الأطفال الصغار وكبار السن، وفي الحالات الطبيعية تحدث الهلوسات في درجات الحمى التي تزيد عن 38.3 درجة مئوية، إلا أن الحالات الشائعة لحدوث الهلاوس الحادة تكون عندما تزيد درجة حرارة الإنسان عن 40 درجة مئوية، وعند زيادة درجة الحرارة إلى هذا الحد المخيف، يجب أن يبحث المريض بالحمى عن الرعاية الطبية بأسرع وقت ممكن سواء كان يواجه الهلاوس أم لا، وتذكر أن بإمكانك معالجة الحمى في المنزل باستخدام الأدوية المخفضة لدرجة الحرارة مثل إيبوبروفين (الاسم التجاري الشائع له هو بروفين) وباراسيتامول، اشرب الكثير من السوائل (الماء بالدرجة الأولى بالإضافة إلى عصائر الفواكه المختلفة وابتعد عن المواد التي تحتوي على الكافيين) وتحكم بدرجة حرارتك بانتظام لتتمكن من معالجة الهلاوس بالشكل الكامل.
احصل على ساعات النوم الكافية لتتمكن من معالجة الهلاوس
الحالات الحادة والمتوسطة من الهلاوس قد تحدث بسبب قلة النوم بالدرجة الأولى، خاصةً لو أن الشخص الذي يعاني من الهلوسات كان ينام لساعات طويلة وفجأة أصبح يقلل من نومه بدرجة كبيرة، كما أن قلة النوم تزيد من حدة حدوث الهلوسات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون منها بسبب أمراض وحالات أخرى، يجب أن ينام الإنسان البالغ ما بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا، لذا فأنت تحتاج إلى زيادة عدد نومك لتتمكن من معالجة الهلاوس بأكبر قدر ممكن، فقلة النوم سيؤثر بشكل سلبي على دورة النوم ويضغط على الساعة البيولوجية الخاصة بجسدك، كما أنه سيزيد من احتمالية حدوث الأرق والهلاوس كنتيجة للأرق، كما أن تغيير مواعيد نومك بشكل مستمر يؤثر بشكل كبير على حدوث الهلاوس خاصةً لو أنك تنام أغلب الساعات في النهار وتنام بشكل متقطع، كل هذا سيزيد من حدة الهلاوس.
تحكم بالضغط الواقع عليك
يسبب القلق الناتج عن الضغط الهلاوس بشكل كبير، والمشكلة الأكبر في الضغط الواقع عليك أنه قد يسبب أسوأ أنواع الهلاوس التي تتعلق بالمخاوف التي تفكر فيها طوال الوقت، قم بالاسترخاء وخذ أنفاسًا عميقة وحاول القيام باليوجا وبعض التمرينات الرياضية البسيطة لتتخلص من الشعور بالضغط لتتمكن من معالجة الهلاوس ولو بقدر صغير، كما أنه من المهم أن تشرب الكميات الكافية من الماء يوميًا وأن تحصل على الراحة الكافية وتبتعد عن المشروبات التي تزيد من إجهاد عقلك مثل القهوة وبقية المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
ابحث عن المساعدة في الوقت المناسب
لا تترك نفسك تتعرض للهلاوس بشكل يومي بدون أن تبحث عن المساعدة الطبية، لكن الأمر قد لا يستحق إن كانت الهلاوس تأتيك في فترات متقطعة بعيدة، لكن إذا وصلت لمرحلة لا تستطيع فيها تمييز الواقع عن الخيالات والهلاوس، سيكون عليك الذهاب إلى المستشفى وتحديد موعد قريب مع الطبيب لتبدأ في معالجة الهلاوس ، وإذا كنت تعاني من الهلاوس بجانب أعراض مرضية أخرى مثل آلام الصدر وتغير لون بشرة وجهك وجلدك وأظافر يديك والحمى الحادة والتقيؤ المستمر وتزايد ضربات القلب وصعوبات في التنفس وآلام البطن، في هذه الحالة سيكون عليك الذهاب بشكل فوري وطلب المساعدة الطارئة من الطبيب، فحالتك ستكون في أقصى درجات حدتها وسيكون عليك أن تبدأ في معالجة الهلاوس في أسرع وقت ممكن.
خذ الأدوية المضادة للذهان
تستخدم الأدوية المضادة للذهان في معالجة الهلاوس والوساوس وتهدئة الأعصاب بكافة أنواعها وفي بعض الحالات النفسية الأخرى مثل انفصام الشخصية وغيرها، وغالبًا ما ستمكنك تلك الأدوية من أن تتخلص من الهلاوس التي تشعر بها بشكل كامل وفي وقت غير طويل سواء كانت هلاوس ناتجة عن مسببات نفسية أو جسدية، لكن يجب أن تستشير طبيبك قبل أن تأخذ أي دواء وأن تصف له حالتك الصحية وتاريخك الصحي بشكل عام، وأكثر الأدوية فعالية هي:
- كلوزابين : دواء فعال للغاية في طرد الهلاوس وكافة الأفكار غير المرغوبة التي تؤثر على سلامة القوة العقلية وعادةً ما تكون جرعته المناسبة ما بين 6 إلى 50 ميللي جرام بالاعتماد على حدة الهلاوس التي تواجهها، لذا سيكون عليك أن تسأل طبيبك وتحاول أن تحدد له بشكل دقيق الوقت الذي تواجه فيه الهلاوس يوميًا وما هي طبيعة الهلاوس وما تأثيرها على حالتك النفسية والجسدية حتى يتمكن من تحديد الجرعة المناسبة لك، وستضطر إلى زيادة الجرعة بشكل تدريجي لتتمكن من معالجة الهلاوس بشكل كامل وتمنع حدوث الإرهاق، وعادةً ما سيطلب منك الطبيب أن تقوم بتحليل للدم للتأكد من السلامة التامة لجسدك.
- كويتيابين : هو دواء مضاد للذهان ويستخدم بشكل أساسي في مرض انفصام الشخصية إلا أنه من الحلول الفعالة في الكثير من الحالات في معالجة الهلاوس ، بالرغم من أن الأبحاث الطبية أثبتت أن فعالية كلوزابين هي أكبر.
- هناك بعض الأدوية الأخرى التي قد تمكنك من معالجة الهلاوس بطريقة ناجحة وسريعة مثل ريسبيريدون وأريبيبرازول وأولانزابين وزيبراسيدون، هذه الأدوية مناسبة لأغلب الأوضاع الصحية الخاصة بالذين يعانون من الهلاوس، باستثناء الذين يعانون من مرض الشلل الرعاشي، وفي كل الأحوال يجب عليك استشارة الطبيب قبل أن تأخذ أي دواء.
في النهاية، قد يكون عليك أن تهتم بنفسك أكثر وتنظر إلى كافة العادات التي تقوم بها خلال يومك وأن تبعد نفسك عن الإرهاق الحادث على جسدك وكافة الأمور النفسية التي تجعلك تشعر بالضغوط وبأنك غير قادر على إكمال يومك بدون أن تشعر بنوبات غضب وانهيار تام للأعصاب، كل هذا ضروري لتتمكن من معالجة الهلاوس بالطريقة المثالية.
أضف تعليق