تختلف أنواع الموسيقى الكلاسيكية بشكل كبير باختلاف عصورها، فهناك عصر النهضة وعصر الباروك وغيرهم، وهي عصور امتدت لقرون طويلة، إلا أن أغلب الناس يخطئون ويظنون أن أية موسيقى قديمة هي موسيقى كلاسيكية، في حين أن هناك الكثير من الأنواع والاختلافات بين العصور المختلفة في الموسيقى، في هذا المقال سنتعرض بإيجاز إلى الفروق الهامة فيما بين أنواع الموسيقى الكلاسيكية وتحديد ملامح هامة لموسيقى العصور الوسطى وعصر الباروك وعصر النهضة.
أنواع الموسيقى الكلاسيكية : دليلك للتفريق بينها
بداية أنواع الموسيقى الكلاسيكية
موسيقى العصور الوسطى (1150 – 1400) هذه هي الفترة التي يبدأ عندها مؤرخو الموسيقى في تحديدهم لظهور الموسيقى الكلاسيكية، قبل تلك الفترة كانت الموسيقى بشكل كبير عبارة عن موسيقى يتم عزفها في الاحتفالات الدينية، لكن في القرن الثاني عشر بدأ بعض العازفين بعزف موسيقى خاصة بهم لنشر البهجة والجمال، إلا أنه كان لا يزال هناك رابط غير ضعيف بين الموسيقى والكنيسة في تلك الفترة، حيث ظهر الغناء الجريجوري بكثرة، وهو غناء لبعض الأغاني ذات الإيقاع السهل بدون مصاحبة موسيقى في أغلب الأحيان، وظهر بعد ذلك الأورجانوم الذي يعتبر جزءًا من الغناء الجريجوري إلا أنه ساعد في الوصول إلى مرحلة متقدمة من الغناء تعرف باسم أرس نوفا وذلك في القرن الرابع عشر، والذي ازدهر على يد الموسيقيين الفرنسيين والإيطاليين مثل ماشو ولانديني، ومن هنا بدأت أنواع الموسيقى الكلاسيكية بالتنوع والاختلاف.
العناصر المميزة لموسيقى عصر الباروك
قد يكون فهم موسيقى عصر الباروك العامل الأول الذي سيجعلك تدرك الفروق بين أنواع الموسيقى الكلاسيكية ، ففي عصر الباروك كانوا يستخدمون الأوتار المصنعة من الألياف الطبيعية عكس الأوتار الأخرى المصنعة من المعادن، كذلك فإن النغمة كانت مختلفة في عصر الباروك، حيث كانت تتميز بالكثير من الغموض وعدم الظهور الواضح في كل الأوقات خاصةً في المقدمات، كذلك فإن عصر الباروك يعتمد على الكلمات بشكل أساسي وعلى ارتباطه بالرسومات التي ميزت تلك الفكرة، بشكل عام فموسيقى عصر الباروك تأثرت بالفن التشكيلي وببلاغة الكلمات وتأثيراتها، كذلك فإن المواضيع التي اهتم بها موسيقيو عصر الباروك تختلف عن أنواع الموسيقى الكلاسيكية الأخرى خاصةً في الأوبرا التي عادةً ما كانت تتحدث عن الآلهة والتركيز على الأعمال البطولية والملاحم، بالإضافة إلى القصص الخيالية والقدرات الخارقة، يتميز لحن عصر الباروك بالنغمة المستمرة مع التقطعات الكبيرة التي تهتم بالتأثير على المشاعر بضغط كبير، وكانوا يعتمدون على التناغم العام أحادي الاتجاه للحصول على أكبر قدر من التأثير في النغمة المستمرة.
عصر النهضة
شهد القرن الخامس عشر توسعًا كبيرًا في إدراك الناس بخصوص أنواع الموسيقى الكلاسيكية ، خاصةً فيما يعرفه مؤرخو الموسيقى بالتناغم والبوليفينية، وبالرغم من هذا فإن الموسيقيين كانوا لا يزالون متعلقين بكتابة الكورس (الجوقة) أكثر من أي شيء آخر، ويقدر المؤرخون فترة موسيقى عصر النهضة فيما بين 1400-1600 ميلادية، وتميزت موسيقى هذا العصر بأنها موسيقية دينية في المقام الأول واعتمادها على الاتجاه الثلاثي في التناغم وبدأت التعديلات في درجات الصوت حيث اهتم الموسيقيون بنبرة الصوت الأعلى بالنسبة للنساء وهي صوت سوبرانو. أما الأمر الأكثر تمييزًا لعصر النهضة هو الكورال حيث كتبت الكثير من النصوص وتم غنائها وأثرت هذه الموسيقى بشكل كبير على القرون التالية، كما أن بعض آلات النفخ قد ظهرت وأصبح استخدامها منتشرًا مثل البوق.
في نهاية الأمر، ستحتاج إلى أن تسمع الكثير من المقطوعات الكلاسيكية لتتمكن من تحديد الفروق فيما بين أنواع الموسيقى الكلاسيكية ، كذلك فأنت تحتاج إلى أذن موسيقية لتكون قادرًا على التفريق فيما بين النغمات المختلفة.
أضف تعليق