يعتبر الإدمان على المخدرات من أخطر المشاكل التي تواجه الأطفال والشباب في تلك الأيام، فقد استشرت المخدرات بأنواعها بشكل كبير في غضون فترة قليلة وبنسب مطردة، مما ينبئ بأزمة كبيرة وأخطار عديدة سنصطدم بها أكثر في المراحل القادمة، إن لم نجد آليات تساعد على الحد من ذلك الوباء، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى العائلة والتربية المنزلية. يعرف الإدمان على أنه حالة مرضية على المستويين الجسدي والنفسي، فيستعبد الفرد بشكل يجعله مستعدًا لبذل كل ما يمكنه من أجل الحصول على جرعة من المخدرات التي يتعاطاها. ويعتبر هذا الفعل موتًا بطيئًا، حيث يدمر أجهزة الجسم بشكل مباشر، كما يدمر الصحة النفسية ويجعها في انهيار مستمر.
منع الأطفال من الانزلاق نحو الإدمان على المخدرات
ارتفعت نسب الإدمان على المخدرات بشكل كبير نتيجة للعديد من الأسباب، بالطبع يوجد من التعليلات الكثير لكن نستعرض منها على سبيل المثال لا الحصر:
قصور في التربية
انشغل الكثير من الآباء والأمهات في الفترة الأخيرة عن الأبناء، فالأب عنده من المشاغل في العمل ما يشغله عن الانتباه لأولاده ومحاسبتهم. وغاب دور الكثير من الأمهات أيضًا في مراقبة الأبناء، فأصبح الطفل يكبر ويصبح شابًا دون أن يعلم من القواعد التربوية شيء، وبالتالي أصبح من السهل تطويعه للوقوع في مستنقع الإدمان.
كما لا يجب أن نغفل حالات الطلاق الكثيرة والتي يصحبها تفكك أسري، وينتج عنه ضياع الأبناء بين خيوط سرابية نسجها الأب والأم لهم.
غياب دور المدرسة
من أهم أسباب الانزلاق نحو الإدمان على المخدرات أنه في مراحل التعليم الأساسي يكون دور المدرسة فعالًا في هذا الشأن، فالتربية دومًا قبل التعليم. لكن مع غياب دور تلك المؤسسات ومع غياب الطلاب واتجاههم للدروس الخوصية، فقد جنينا الثمار الفاسدة من وراء تلك التجربة.
كما أن هناك بعض الأمور الأخرى التي من شانها التحريض على الإدمان والوقوع فيه مثل: غياب الوعي الديني بسبب الخطاب الديني الممل والذي يحتاج إلى تجديد، البطالة وقلة فرص العمل للشباب، إعطاء الكثير من الأموال للشاب بدون مراقبة.. وغيرها من الأمور الأخرى.
لكن بالإمكان التصدي لتلك الحملة الشعواء بعدة أساليب وطرق، من شأنها انتشال الشباب والأطفال من ذلك الفخ اللعين، فننقذهم من الانزلاق نحو الإدمان. ومن تلك الأساليب والطرق ما يلي.
التوعية ونشر الثقافة
يجب علي دولة والمؤسسات الحكومية أن تنشر التوعية، وتطلق الحملات التي تنشر الوعي بأخطار الإدمان والتحذير من عواقبه الوخيمة. هذا بالإضافة إلي سرد أنواعه وتعريفه للناس مثل: الكوكايين، البانجو، الحشيش.. إلخ. بالإضافة إلى عدم إغفال دور التلفاز والراديو.
الترابط الأسري
من أفضل الأساليب التي تدعم الوقاية ضد الإدمان، هو قيام الأسرة بعاداتها وتقاليدها التي تقوم بالتوجيه والمراقبة. عليكم مراقبة الأبناء بما لا يقيد حريتهم ويشعرهم بالاختناق أو التدخل السافر في حياتهم الشخصية. كما عليكم توعية الأبناء بما قد يساعدهم في اختيار الأصدقاء الأخيار.
تجديد الخطاب الديني لجذب الشباب
على جميع الخطباء والدعاة والمتدينين أن يحاولوا تجديد المادة الدينية التي يخاطبون بها الشباب، حتى يتم جذب فئة جديدة منهم وانتشال الكثير منهم ممن لا يعرفون آداب دينهم وقواعده. يجب أن يكون الخطاب نشيط وحيوي وموجه بصفة خاصة إلى الشباب بما يناسب عقولهم وثقافتهم.
عدم الوقوع في فخ التجريب
من أخطر الخطوات التي قد تدفعك إلى الإدمان على المخدرات هو محاولة التجريب. تقول لنفسك سأجرب مرة واحدة فقط، لكنك لا تعرف أنك كسرت الحاجز النفسي بينك وبين هذا العالم، فقد تفعلها ثانية وثالثة حتى تعتاد عليها ووقتها لن يكون أمامك غير الندم.
ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة وشغل أوقات الفراغ ببعض الأعمال المفيدة. فدائمًا ما يمنحك الشعور بالفراغ إلى التفكير في تجريب ما هو سيئ. لذا عليكم تنمية مهاراتهم الشخصية وتطويرها حتى يجد الطفل في وقت فراغه ما قد يقضي فيه وقته بشكل مفيد.
الإدمان خطر داهم يواجه المجتمعات ويقضي على النشاط والحيوية في الشباب. لذا فقد كان من الضروري لفت الانتباه إليه، ورسم بعض الخطوط العريضة التي قد تساعد في الابتعاد عنه وسرد طرق الوقاية منه. فدائمًا ما نقول “الوقاية خير من العلاج”.
أضف تعليق