الرائحة الكريهة للجسد هي أمر يصيب بعضنا بالكثير من الخجل. حيث تتحدد علاقاتنا بمن حولنا على أسسٍ كثيرة، قد يكون شيئًا أو موقفًا أو ببساطةٍ مجرد انطباعٍ أوليّ، وحواسنا تحدد انطباعاتنا الأولية عن الآخرين وانطباعات الآخرين الأولية عنا. ما تراه العين ما تسمعه الأذن، ما يقوله اللسان وما يشمه الأنف كذلك، تشكل رائحتنا بصمةً غير مرئيةٍ لنا صانعةً تفاعلاتٍ كيميائيةً في أدمغتنا وأدمغة من حولنا، ينتج من ذلك في كثير الأحيان الإحساس بالانجذاب أو النفور بغير سببٍ ملموس، ولا يتعلق الأمر هنا بجمال الرائحة أو بشاعتها فهذا أمرٌ آخر. وإنما يتعلق بالبصمة الخاصة وفرمونات الجسد والرائحة المميزة للشخص التي يستقبلها الآخر عبر حاسة شمه متداخلةً مع كيمياء عقله فتسبب الإحساس بالتجاذب عندما تتسق وتتناسق أو النفور عندما تتضاد وتتنافر. جميعنا مررنا بتجارب الانجذاب للوهلة الأولى أو النفور بغير سببٍ من شخصٍ قد يكون أحيانًا أجمل أهل الأرض! لكنه ببساطةٍ لا يتوافق مع الكيمياء الخاصة بنا. لكن ماذا لو اختفت الرائحة الخاصة لتطغى عليها الرائحة الكريهة التي يتفق الجميع على النفور منها؟ حاسة الشم من أكثر حواسنا حساسيةً وتأثرًا بكل ما تستقبله فنحن لا نتوقف عن الانجذاب لكل ما هو عطر، ولا نحتمل أي مصدر للرائحة الكريهة .
طرق التغلب على الرائحة الكريهة للجسد
مشاكل الرائحة الكريهة
أنت حين تقابل شخصًا تعرفه وتسلم عليه أو تعانقه لتفوح منه الروائح الكريهة تجد نفسك مستعجلًا إنهاء الحديث والفرار منه، أو حين تجلس في الأماكن أو المواصلات العامة بجوار أحد الغارقين في عرقه فتذكر معي حجم المأساة التي عانيتها في ذلك الموقف.
لماذا يعجز الإنسان عن شم الرائحة الكريهة لنفسه
يزعم البعض عجز الإنسان عن شم رائحة عرقه أو معرفة أن جسده تفوح منه رائحةٌ كريهةٌ بحاسة شمه الخاصة، وهو زعمٌ باطل لأن الأنف لو اعتاد على الرائحة الشخصية النظيفة سيميز بسرعةٍ الرائحة الكريهة لو وجدت. ولكن الشخص لو اعتاد على رائحة جسده الكريهة فإن حاسة شمه تتأقلم معها وتتجاهلها ليصل إلى نقطةٍ يعجز فيها فعلا عن معرفة إن كانت رائحته زكية أم كريهة.
النظافة الشخصية
لذا فبرائحةٍ أو بدون فالنظافة الشخصية أمر لازمٌ ومهمٌ سواءً من النواحي النفسية أو البدنية، فنظيف الثوب والجسد يكون نظيف العقل والقلب والروح، ونظيف المكان من حوله كغرفته ومكتبه وكل مكانٍ يكون فيه. لا تقتصر النظافة على الأوقات التي تكون غير نظيفٍ فيها، فأنت لا تستحم فقط لأن رائحتك كريهة أو ثيابك متسخة ولكن النظافة سلوكٌ مستمرٌ ومنتظم هدفه الحفاظ على الحالة الجيدة والوقاية من الأمراض وحماية الجسم.
رائحة الفم الكريهة
من أسوأ الروائح الكريهة التي نقابلها هي رائحة الفم، يمتلئ الفم بالبكتيريا التي تستغل أقل فرصةٍ أو غفلةٍ للتخمر والتكاثر واستغلال فضلات الطعام العالقة بين الأسنان، وينتج عن ذلك تلك الرائحة الكريهة وإذا زاد الإهمال تسبب التسوس. لذلك فنظافة الفم والأسنان واللسان مهمةٌ بعد الاستيقاظ من النوم وعقب كل وجبة، كذلك تجنب آثار السكريات والأطعمة التي تسبب الرائحة الكريهة كالثوم والبصل. وتعتبر علكة النعناع بدون سكر حلًا رائجًا وفوريًا للقضاء على الرائحة لكنها لا تغني عن النظافة أبدًا لأنها لا تقتل البكتيريا.
رائحة القدمين
رائحة القدمين من مسببات الإحراج التي نواجهها أحيانًا خاصةً الأشخاص الذين يقضون أغلب يومهم خارج البيت ثم يعودون بأقدامٍ مرهقةٍ ومختنقة وسيئة الرائحة. الماء الدافئ بالملح حل سحريٌ للقضاء على تلك الرائحة بنقع القدمين فيه لعدة دقائق، فيساعدك على الاسترخاء ويقضي على مشكلتك، كذلك بودرة القدمين والأحذية حلٌ جيد.
رائحة العرق
تحتوي أجسادنا على الكثير من الغدد العرقية وليس العرق سيئًا وإنما هو ظاهرةٌ صحية وطريقة الجسد في معادلة درجة الحرارة والتخلص من الماء الزائد والأملاح والمخلفات والسموم وترطيب الجلد، لذلك فإن أي علاجٍ يمنع العرق يكون سيئًا ومكروهًا بغير ضرورةٍ طبية. لا يحمل العرق رائحةً ولكنه ما إن يتفاعل مع البكتيريا التي تغطي الجلد تفوح الرائحة الكريهة، لذلك فالاستحمام يوميًا يخلص جسدك من العرق والبكتيريا والأملاح ويمنع حدوث التفاعل ويعيد له حيويته ونشاطه.
الأطعمة وعلاقتها برائحة الجسد
تساعد الزيوت الطبيعية العطرة كاللافندر والقرفة والورود وأزهار البرتقال وماء الورد على إكساب الجسد رائحةً جميلةً ومنعشة وبعض الموالح كالبرتقال والليمون تطهر الجلد وتعطره. كذلك فطعامك له دورٌ في رائحتك فتناول الأطعمة ذات الروائح الطيارة كالبصل والثوم والحلبة تعطي جسدك رائحةً كريهة وعكس ذلك تناول شيءٍ برائحةٍ حلوة كشرب ماء الورد مع الماء.
مهما استخدمنا من عطورٍ أو مزيلاتٍ للعرق فإنها لا تعطي نتيجةً بدون النظافة أبدًا، لذا فنظافة الجسد والثياب أولًا وبعدها يأتي العطر مكملًا لا أساسًا.
أضف تعليق