حالات الإغماء من الوارد أن تصيب أيًا منا، طالما أننا موجودون في هذه الحياة فمن المسلّمات أن تصادفنا أشياءٌ يجب أن نكون على استعدادٍ لها وللتعامل معها، ومن هذه الأشياء أن تصادف في أثناء انتظارك في المحطة أو في المواصلات العامة أو في مكان عملك أو دراستك وأحيانًا في منزلك حالة من حالات الإغماء . وأحيانًا تكون أنت معرضًا لفقدان الوعي ويقع على كاهل من حولك التعامل مع ذلك، فما الإغماء؟ وهل هو خطير؟ ولماذا يحدث؟ وكيف نتعامل معه؟
التصرف السليم في حالات الإغماء
ما هو الإغماء؟
كما نعلم فإن الدم يعتبر رسول الحياة من القلب إلى جميع أعضاء الجسم حيث تتنفس وتتغذى وتتخلص من الزائد عن حاجتها عبره، ونقص وصول الدم إلى بعض الأعضاء أو الخلايا قد يؤدي إلى موتها أحيانًا ومما يؤدي بدوره إلى بترها.
ولكن ماذا لو نقص وصول الدم للدماغ للحظة؟! الدماغ فقد أكسجينه وتغذيته فما النتيجة؟ تظهر النتيجة أمام أعيننا على هيئة شخصٍ شاحب الوجه بارد الأطراف زائغ العينين ويتصبب عرقًا، نراه يترنح أمامنا قبل أن يسقط أرضًا في حالة إغماء.
أسباب حدوث حالات الإغماء
تختلف أسباب إغماء ذلك الشخص بحسب حالته والظروف المحيطة به والإغماء العرضيّ المعتاد لا يستغرق أكثر من دقيقتين حتى يعود الشخص إلى وعيه ثانيةً.
وقد تكون الأسباب بسيطةً كصدمةٍ نفسيةٍ تلقاها لأي سبب كخبرٍ سيْ أو مشهدٍ صادم أو حالة توتر أو إرهاقٍ زائد أو خوف، وأحيانًا يكون كحالات وقعت في ظروفٍ معينة كالتواجد في مكانٍ مختنق يصعب التنفس فيه أو فقدان الوعي بسبب الجفاف أو التعرض للشمس بشكلٍ مباشر ومستمر لوقتٍ طويل أو انخفاض ضغط الدم الانتصابي حين يتحول الشخص فجأة من وضع الاستلقاء للنهوض، حينها يتجمع الدم في قدميه مسببًا نقص وصوله للدماغ.
وحالاتٍ أخرى كارتداء أشياء ضيقة على العنق مما يسبب الضغط على الشريان الموصل للدماغ فيسبب الإغماء على الفور.
ويشيع فقدان الوعي لدى مرضى السكري حيث يزداد أو يقل السكر في الدم وإذا لم يجد فاقد الوعي المصاب بالسكري من يساعده فورًا فقد يصاب بغيبوبة سكر قد لا يفيق منها، وكذلك ضغط الدم المنخفض والأنيميا حيث لا يحمل الدم كمية كافية من الأكسجين للدماغ.
قد يصاب بعض الأشخاص بفقدان الوعي بسبب تناول مثبطات الجهاز العصبي المركزي كالكحوليات أو المهدئات والمنومات خاصةً بدون استشارة الطبيب.
الجزء الأهم والأخطر من مسببات فقدان الوعي يكون بسبب أمراض القلب أو الجهاز العصبي بأنواعها المختلفة وخاصةً أمراض القلب لأن أي قصورٍ أو تغير في عملية ضخ الدم يؤدي إلى التأثير على معدل وصول الدم إلى الدماغ، وغالبًا ما يتكرر فقدان الوعي لذلك المريض لذا ينصح دائمًا بزيارة الطبيب لمن يتكرر له الإغماء.
أما حدوث الإغماء بسبب إصابات الدماغ فلا يعتبر فقدانًا للوعي وإنما قد يكون ارتجاجًا في المخ لذلك يجب زيارة الطبيب على الفور، وكذلك قد يؤدي الإغماء إلى بعض الإصابات أثناء سقوط الشخص لذلك عليك الإمساك به فور رؤيته يترنح للسقوط.
التصرف السليم في حالات الإغماء
فكيف نتصرف في حالات الإغماء ؟ من التصرفات الشائعة الخاطئة محاولة إطعام أو سقاية فاقد الوعي حيث يجب تجنب ذلك تمامًا لعجزه عن البلع مما قد يؤدي إلى اختناقه أحيانًا.
تمديد الشخص على الأرض
في البداية علينا أن نمدد الشخص على الأرض مع التأكد من تنفسه وأنه يتم بشكلٍ سليم والحفاظ على المجرى الهوائي مفتوحًا بإمالة الرأس قليلًا، ثم ترفع قدماه فوق مستوى رأسه حتى يستعيد وعيه خلال دقيقتين.
حقنة الأنسولين في حالات الإغماء
ولو كنت تعرف أنه مصاب بالسكري فيجب حقنه بالأنسولين إن كان مصابًا بارتفاع السكر في الدم، أما إن كان متعرقًا بشدة ومصابًا بانخفاض السكر فيجب إطعامه السكريات فور إفاقته واستعادته القدرة على البلع.
التنفس الصناعي
لو توقف تنفسه تجري له تنفسًا صناعيًا مع طلب الإسعاف والمساعدة الطبية، كذلك نلجأ للمساعدة الطبية إذا لم يفق الشخص بعد دقائق قليلة أو إذا أفاق بغير أن يعود لحالته الطبيعية بعد عدة دقائق.
وعلينا جميعًا الاهتمام بأنفسنا وتجنب قدر ما نستطيع من تلك المسببات ولو كان منّا مريضٌ فالانتظام على الأدوية سيبدو فكرةً رائعةً ومشرقة تجنبًا لما يسببه الإغماء لنا ولمن حولنا.
أضف تعليق