هل لديك المهارات اللازمة من أجل إقناع شخص بأنه على خطأ وصحة رأيك أنت؟ هل حاولت إقناع والديك أو رئيسك في العمل بوجهة نظرك وفشلت؟ ما أكثر الجدال والنقاش والحوار في أيامنا هذه، لكن أحيانا يكون أحد الطرفين مصمم على رأي خاطئ تماما، أو رأي ليس له أدلة وبراهين يقبلها العقل والمنطق، فقط لأنه لا يقبل أن يكون خاطئا في نقطة ما أو لا يعترف بقصور معلوماته في مجال ما، ليس من السهل أن تقوم بعملية إقناع شخص بأنه على خطأ ، ذلك أن البشر بطبيعتهم لا يحبون الاعتراف بأن الشخص الأخر على صواب بينما هم على خطأ.
خطوات إقناع شخص بأنه على خطأ
هناك عدة طرق يمكنك إتباعها إذا أردت أن تثبت خطأ شخص ما في أي موضوع:
التهيئة
عليك أن تجعل بداية كلامك مؤيدة أو إيجابية، بمعنى أن تقول :”بالطبع أنت محق في النقطة الأولي أو الثانية، وأتفق معك فيها تماما، إلا أن النقطة الثالثة قد جانبك الصواب فيها”. فتكون بداية كلامك ليست بالضبط ما ستقوله في النهاية، ولكن هذه البداية هامة للغاية، هنا أنت تقوم بتهيئة مخ المستمع لكي يشعر بأن كلامك ليس هجومي وبالتالي لا يتبني موقف دفاعي من كلامك ولا يتقبله، وبالتالي تسهل جدًا مهمة إقناع شخص بأنه على خطأ .
حدد الخطأ بالضبط
كن محدداً في توصيفك للنقاط التي تريد أن تثبت خطأها في كلام الشخص أمامك، لا تقول عبارات مثل “هذا كله كلام فارغ” أو “هذا كله خطأ”، لا تعمم كلامك، حدد موضع الخطأ وأخبره “أنت مخطئ” في تلك الجزئية تحديداً.
كن هادئاً وواثقاً
أثناء سعيك من أجل إقناع شخص بأنه على خطأ لا تنفعل ولا ترفع صوتك، وحاول ألا تضع نفسك في موقف دفاعي عن وجهة نظر ما، أخبر من أمامك بحيادية وبهدوء وثقة أننا جميعا نخطئ وأن تصحيح الخطأ هو ما يهم، ولذلك أنت تصحح له معلوماته، تحدث بهدوء وبتأني ولا تدع الاندفاع يتمكن منك، لأن صاحب الحق ثابت لا يتزعزع.
رحب بالنقاش والأسئلة والاعتراضات
إذا كان هناك أي تعليقات أو أسئلة فلا ترفضها، رحب بها وتعامل معها وجاوب عليها بصدق وصراحة، ذلك سيؤكد أنك تتحدث عن قناعة مؤكدة وموثوقة،ولا تتجاهل الأسئلة لأن هذا قد يعطي انطباعا بأنك تتجنب الرد لأنك لا تعرف بما تجاوب.
تناقش في خطأ الفكرة وليس خطأ الفرد نفسه
لكي تجعل كلامك مقبولا لدي الناس، فإنه من الأفضل أن توجه النقد للفكرة أو للموضوع الذي تريد أن تثبت خطأه، لا توجه نقدك لذات الشخص نفسه، وضح أنك تقصد توضيح خطأ هذه الفكرة أو تلك، وليس الشخص الفلاني.
التفهم
كن متفهما لوجهة نظر الشخص الأخر، فأنت لم تمر بظروفه ولم تختبر ما أختبره في الحياة، وبالتالي عليك أن تتفهم اختلاف منطقك عن منطقه وكذلك مفاهيمك عن مفاهيمه.
لذلك من الضروري أن تعبر عن ذلك وتوضح أنك تتفهم الخلاف بينكما في وجهات النظر، وأن هذا شيء طبيعي ولا يفسد علاقتكما، بل بالعكس سيقويها من خلال النقاش والحوار، بذلك ستجعل المستقبل مجهزا لسماع رأي أخر غير الرأي الذي يعرفه، وسيكون أكثر تقبلا لفكرة أن رأيه خاطئ.
في النهاية، فإن المستقبل سيكون أقل حدة أو دفاعية عن وجهة نظره إذا اتبعت تلك الخطوات، ولكنه بالطبع سيعترض وسيدافع عن وجهة نظره، لكن هنا يأتي دور الحجج والبراهين التي ستعرضها أنت، والتي يجب أن تكون مجهزة ومهيأة مسبقا، لكي تعرضها بشكل مرتب وواضح وبأسلوب هادئ وراقي ومتفهم، لكي تصل في النهاية إلى هدفك، وهو إقناع شخص بأنه على خطأ .
أضف تعليق