شهدت التكنولوجيا قفزة كبيرة في السنين الأخيرة. الآن، من بين كل خمسة أشخاص في العالم، يوجد شخص بينهم
يملك هاتفًا ذكيًا. وأصبح لتلك الأجهزة دور كبير في حياة كل منا، قد يصل الأمر إلى إدمان البعض على الهاتف المحمول ونسيانهم لحياتهم الاجتماعية، ثم صعوبة التعامل مع الواقع والآخرين، فقد أصبح له عالمه الخاص. وفي الواقع، نسبة كبيرة من الناس مُعرضون لهذا التمسك القوي بالجوال طوال اليوم. لكن هذا التمسك سيتحول إلى إدمان، وسيصبح من الصعب عليك التغلب عليه، إلا أننا سنذكر في النقاط الآتية أكثر الطرق فعالية لتقرر نهائيًا الاستغناء عن الهاتف المحمول، سنذكر لك ما هي خطورة الإدمان وأعراضه، وما هي الطريقة التدريجية التي ستجعلك قادرًا على تقليل وقت استخدامك له إلى أن تصل إلى مرحلة الاستغناء عن الهاتف تمامًا.
ما تحتاج إلى معرفته من أجل الاستغناء عن الهاتف
أدرك خطورة المشكلة
قد يكون الهاتف المحمول هو أكثر الأشياء التي تقضي وقتك معها؛ فهو يذهب معك إلى العمل، ينتظر معك في صفوف الانتظار، يكون صديقك الوحيد أثناء ركوبك للحافلة. فكر في مدى تدهور صحتك وكثرة استخدامك لهاتفك المحمول، فقد أثبتت الإحصائيات أن مدمني الهواتف المحمولة يعانون من الوحدة والقلق والاكتئاب بمعدل كبير. ويفقدون القدرة على الإدراك الكامل للزمن. أدرك خطورة وضعك الحالي، واسأل نفسك: هل أنت مستعد للتخلص من إدمان هاتفك المحمول لتستغل وقتك القيم؟ سيتطلب الأمر منك جهدًا وعزيمة لتحاول التخلص من هذا الإدمان بطريقة نهائية، وتصل إلى الاستغناء عن الهاتف المحمول نهائيًا.
الأضرار الجسدية لإدمان الهواتف النقالة
قبل أن نخبرك بالطرق المثالية لتتخلى عن هاتفك تمامًا. عليك أن تعرف أضرار الإدمان. فهناك أضرار جسدية مثل شلل وورم الأصابع والعضلات بسبب كثرة الضغط على أزرار الهاتف. وآلام المرفق بسبب تثبيت يدك لفترات طويلة بوضعيات مختلفة. لذا ينصح الأطباء مدمني الهواتف النقالة بعمل بعض التمرينات البسيطة مثل تمديد اليدين وتحريك الأصابع لبعض الوقت، وأن يقوم الشخص بثني مرفقيه للخلف ويضغط بيديه على بعضهما البعض. ثم يقوم بثني معصمه في أكثر من اتجاه. كذلك قد يتسبب الأمر بآلام شديدة في الرقبة وعضلات الظهر (قد تحدث مشاكل في العمود الفقري بأكمله)، أظهرت إحصائية في المملكة المتحدة، أنه من بين 84% من الشباب الذين عانوا من آلام في الظهر في السنة الأخيرة، كان السبب هو الهواتف المحمولة والحواسب اللوحية وأجهزة الكومبيوتر. بالإضافة إلى إجهاد العينين الذي يتسبب فيه التركيز الشديد في النصوص المكتوبة على الهاتف، خاصةً النصوص الصغيرة أو المكتوبة بشكل غير منظم. معرفة الأضرار التي تسببها الهواتف المحمول قد يكون الطريق السريع لك من أجل الاستغناء عن الهاتف بشكل نهائي.
أغلق التنبيهات
إذا سمعت صوت تنبيه على فيس بوك أو إنستجرام أو مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، حتى لو كان هاتفك بعيدًا عنك، فأنت تشعر بأنك تريد أن تعرف ماذا يحمل هذا التنبيه، ربما تنتظر رد فعل من شخص ما. قد يجعلك الانتظار تتفقد كل التنبيهات التي تسمع صوتها. لذا قم بإغلاق التنبيهات في كل التطبيقات التي لديك. بهذه الطريقة، ستدخل إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة لتفقد ما تريد معرفته فقط، وليس لمعرفة كل ما يفعله أصدقاءك، هذا الأسلوب سيسهل عليك تقبل فكرة الاستغناء عن الهاتف الخاص بك إلى الأبد.
احذف أكبر قدر من التطبيقات
إذا لم يحقق إغلاق التنبيهات نجاحًا، اذهب إلى قائمة التطبيقات في هاتفك، وأعد تقييمها. امسح التطبيقات غير الضرورية تمامًا. ما فائدة أن يكون لديك أكثر من تطبيق بنفس الوظيفة؟ يمكنك أن تبدأ بالتركيز على التطبيقات التي تجلب مواقع وخدمات على الإنترنت لهاتفك، اسأل نفسك: هل تحتاج حقًا إلى فيسبوك وتويتر على هاتفك وعلى جهاز الكومبيوتر أو اللابتوب الخاص بك أيضًا؟ إذا كنت بعيدًا عن جهاز الكومبيوتر، ألا تستطيع الانتظار لبعض الوقت دون أن تتفقد تمبلر أو إنستجرام قبل أن تصل إلى جهاز الكومبيوتر الخاص بك؟ قيِّم كل تطبيق بمقارنة أهميته مع الوقت الذي تستغرقه في استخدامه وما هي الفائدة التي يحققها لك.
استخدم وضع الطيران باستمرار
استخدم “وضع الطيران” لأكبر وقت ممكن. فوضع الطيران سيقوم آليًا بغلق التنبيهات والتطبيقات وإشارات اتصال الإنترنت. يحجب وضع الطيران كذلك إشارة شبكة الهاتف فيمنع وصول المكالمات والرسائل، مما يعني أنه لن يتمكن أحد من الوصول إليك بأي طريقة حتى تغير الوضع. تذكر أنه قد مرت آلاف السنين على البشر بدون أن يعرفوا ما هو الهاتف المحمول، ولم يسبب هذا مشكلة بالنسبة لهم، لذا لن يكون هناك ضرر من بضعة ساعات بدون أن يقاطعك احد، سيساعدك التدرج في الاستغناء عن الهاتف بشكل أكيد في النهاية.
قلل من حجم وجودك على الإنترنت
لا تكن مبالغًا في عدد أصدقاءك ومعارفك على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا سيستهلك الكثير من وقتك، ستجد نفسك منخرطًا في نقاشات وأنشطة وفعاليات رقمية كثيرة. إذا كنت من هؤلاء الأشخاص من أصحاب مئات وآلاف الأصدقاء. ابدأ بفلترة أصدقاءك، اختر من تعرفهم فقط أو لديك اهتمام نحوهم. كذلك قلل الصفحات التي تتابعها، اختر ما يهمك فقط ولا يوجد داعٍ لعشرات الصفحات تخص اهتمامًا واحدًا. خذ راحة لفترات مختلفة من فيس بوك وغيره، قم بتعطيل حسابك أكثر من يوم خلال الأسبوع.
جد بديلاً
حاول إيجاد بديل. كل الساعات التي كنت تقضيها وأنت مُنهمك في التركيز مع ما تفعله على جوالك، ستحتاج بديلاً ليشبع الفراغ. جد أي هواية مفيدة مثل القراءة أو رياضة مثل الجري. جد بديلاً لكل شيء كنت تفعله على هاتفك المحمول، فحديثك مع الآخرين عبر الإنترنت يمكن تحويله إلى أحاديث مع الآخرين في الواقع، إذا كنت تحب رؤية الصور الفوتوجرافية أو الفن، يمكنك الذهاب إلى معرض فني. إذا كنت تستمع إلى الموسيقى كثيرًا من خلال هاتفك، يمكنك الذهاب إلى حفلة موسيقية، وهكذا. ستقوم بنفس النشاط، لكن في بيئة أكثر اجتماعية. وسيساعدك وجود الآخرين على نسيان هاتفك المحمول وتحقيق الاستغناء عن الهاتف بشكل قاطع.
غيِّر بيئتك باستمرار
قامت الصين بمحاولة صارمة للتخلص الجذري من المشكلة، حيث تم وضع مدمني الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر في تدريبات عسكرية لعدة أشهر، يتم فيها تأهيلهم لتحقيق الانضباط اللازم ليكون الشخص قادرًا على التخلي عن هاتفه الجوال بدون أية أعراض. لكن، هل هذا الحل هو أكثر الحلول فعالية؟ قد يكون الأفضل أن تغير بيئتك باستمرار لكي لا تشعر بالملل وتريد العودة إلى جوالك، غيِّر روتين حياتك اليومي، اذهب إلى الشاطئ أو المتنزهات أو الصحراء أو غيرها واقضِ وقتًا مرحًا وحاول التنويع بين الأنشطة. ستساعدك هذه الأمور على تقبل فكرة الاستغناء عن الهاتف المحمول الخاص بك.
أبعد هاتفك عن مجالك
لا تجعل هاتفك مُتاحًا لك بسهولة، لا تحمله في جيوبك أو تمسكه في يدك طوال الوقت، حاول أن تضعه في مكان بعيد عنك. ضع رمزًا سريًا صعبًا عليه، فكل مرة قد تريد فيها استخدام جوالك لسبب تافه، ستشعر بالكسل وتقرر أن الأمر غير مهم ولا يستحق هذا الوقت.
مراكز التأهيل المتخصصة في علاج إدمان الأجهزة الإلكترونية
قد يحتاج الأمر إلى معالجة طبيب نفسي، نعم الأمر قد يصل إلى تلك الخطورة، فلا تتردد في الحصول على استشارة من خبير. حتى أنه في السنين الأخيرة، ظهرت الكثير من مراكز التأهيل لمدمني الأجهزة الإلكترونية، إذا كانت حالتك خطرة، قد تكون مراكز التأهيل خطوة مهمة في علاجك. ومساعدتك في الاستغناء عن الهاتف بشكل أكيد.
قد يكون الأمر صعبًا في البداية، لكن لا تستسلم! الطريقة الوحيدة التي ستجعلك تنجح في الأمر هو الالتزام بجدول الخطة، وفي النهاية سوف تجد نفسك بكل سهولة قادرًا على الاستغناء عن الهاتف نهائيًا.
أضف تعليق