تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » كيف تتعامل مع مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال ؟

كيف تتعامل مع مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال ؟

مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال هي من المشكلات التي تؤرق الكثير من الآباء والأمهات، نستعرض ما تفعله للتغلب على هذه المشكلة إذا كان طفلك يعاني منها.

التبول اللاإرادي عند الأطفال

غالبًا ما يتعرض الأطفال لاضطرابات جسدية ونفسية، أحد أكثر تلك الاضطرابات انتشارًا هو التبول اللاإرادي . بسبب عوامل وراثية أو مشاكل نفسية أو غيرها، قد يتعرض الطفل لذلك العرض الشائع والمُحرج بين الأطفال، قد يكون رد فعل الكبار سلبيًا تجاه الطفل فيشعر بالوصم والخزي مما قد يطيل المشكلة أو يجعلها مستمرة معه طوال حياته وإن قلت بدرجة كبيرة. قبل أن تتعامل مع التبول اللاإرادي عند الأطفال، عليك أن تعرف أسباب العرض وكيفية التعامل معه نفسيًا وجسديًا، وما هي أنواع العلاج وماذا تختلف في مناهجها وما هو دورك كأب أو أم في حل المشكلة وتوجيه الأطفال، وهذا ما سنتعرض له الآن.

مشكلة التبول اللاإرادي : التشخيص والحل

ما هو حجم المشكلة؟

أظهرت آخر الإحصائيات أن نسبة الأطفال الذين يتعرضون للتبول اللاإرادي تقل تدريجيًا بالزيادة في السن، فنسبة من يتعرضون للتبول اللاإرادي لمرتين على الأقل كل أسبوع هي 21% لمن هم في سن الرابعة والنصف، وتصل إلى 8% لمن في التاسعة والنصف. قبل كل شيء، عليك أن تدرك أن التبول اللاإرادي عند الأطفال ما قبل الرابعة هو أمر يتغلب عليه أغلب الناس، إذا استمر العرض عند الطفل بعد تخطيه الخامسة، هنا تبدأ المشكلة. يصنف الأطباء وعلماء النفس التبول اللاإرادي إلى نوعين: المرحلة الأولية من التبول اللاإرادي ، وهي تشمل الأطفال الذين عانوا من المشكلة منذ صغرهم وحتى تجاوزهم الخامسة (وهو النوع الأكثر شيوعًا)، وتشمل المرحلة الثانوية الأطفال الذين عادوا إلى المشكلة (لستة أشهر على الأقل) بعد أن استطاعوا التحكم في مثانتهم لأكثر من سنة.

ما هي أسباب التبول اللاإرادي ؟

الجينات

قد تبدو أسباب التبول اللاإرادي كتوليفة من عدة عوامل. لكن حسب الدراسات، فأكثر العوامل تأثيرًا هو العامل الوراثي، وطبقًا لأحدث الدراسات، كلما كان هنالك أفراد تعرضوا للتبول اللاإرادي في الأسرة كلما زاد احتمال أن يكون للشخص قدرة تحكم ضعيفة للمثانة.

مشاكل المثانة

تأتي بعد ذك مشاكل المثانة، مثل أن يكون للطفل مثانة صغيرة، أو مشاكل في الجهاز العصبي الذي يتحكم بإدرار البول. بالنسبة للشخص الذي لديه قدرة تحكم طبيعية بالمثانة، تقوم الأعصاب الموجودة في جدار المثانة بإرسال رسالة للمخ عند امتلاءها، ليرسل بعدها المخ إشارة إلى الأعصاب بأن تحاول التحمل إلى أن يُتاح له التبول. فالمثانة هي وعاء يحوي الكثير من العضلات. وأي شخص لديه مشكلة في جدار المثانة لن يكون قادرًا على إرسال الإشارات للمخ.

الأمراض الجسدية والنفسية

أو قد تكون الأمراض سببًا مباشرًا، مثل مرض السكر الذي يعتبر السبب الأول, وكذلك إصابة النخاع الشوكي الذي يعتبر احتمالاً ضئيلًا. بالإضافة إلى العامل النفسي، فقد يسبب الضغط في حياة الطفل، مثل البقاء في مستشفى لفترة طويلة بعيدًا عن أسرته، أو فقدانه لأحد والديه، أو تعرضه للإرهاب النفسي أو الجسدي، كل ذلك قد يؤثر بشكل أكثر وضوحًا في المرحلة الثانوية من العرض والتي تستمر سنينًا طويلة.

الطعام والشراب

تؤثر كذلك بعض الأطعمة مثل التي تحتوي التوابل الحارة، وكذلك الشاي والقهوة والمياه الغازية وبعض المشروبات المُنبهة الأخرى التي تحتوي على الزانثين ومشتقاته من الكافيين وغيره. حيث يتحول الزانثين إلى الثيوبرومين الذي يدر البول.

ماذا تحتاج إلى معرفته قبل أن تبدأ في حل المشكلة؟

عليك أن تعرف معلومات كافية عن الطفل في أوقات استيقاظه، هل يقوم بالتبول بمعدل غير طبيعي؟ لاحظ الأوقات التي يبلل فيها الطفل فراشه وهل هي منتظمة أم لا، وهل يستيقظ الطفل بعد أن قام بذلك؟ وهل تلاحظ كمية كبيرة من البول في سريره؟ عليك أن تعرف ما إن كان يتعرض طفلك لسوء المعاملة، خاصةً عندما يُبلل فراشه ويلقي الجميع اللوم عليه كأنه تعمد القيام بهذا. هل لدى طفلك مشاكل سلوكية أو صعوبة في الإدراك أو يشعر بالقهر داخل أسرته؟ حاول جمع الإجابات الكافية عن تلك الأسئلة واطرحها على الطبيب، وقتها سيكون لديك الفرصة الأكبر لتتعامل بالطريقة الصحيحة مع التبول اللاإرادي عند الأطفال.

كيف تبدأ في حل المشكلة

شجع الطفل على الذهاب إلى الحمام قبل النوم، تأكد من أنه يستطيع الذهاب إلى الحمام في أي وقت بدون خوف. اعلم أن الإنسان في بداية حياته هو أكثر عُرضة للخوف، من الأصوات ووقع الأقدام والأشباح والكثير من الأشياء. ينصحنا علماء النفس دومًا بمتابعة الطفل في هذه الحالة التي قد تجعله يمتنع عن التبول. لاحظ ما إن كان نومه طويلاً بطريقة غير طبيعية أو أنه يغط في نوم عميق. هل يستيقظ خلال النوم؟ شجعه على الذهاب للتبول، خاصةً لو أنه يستيقظ في وقت محدد كل يوم. فهذا سيساعده في ضبط التحكم بمثانته (على المدى القصير على الأقل). إذا تكرر الأمر لفترة طويلة، قم بتغطية سريره بمادة عازلة للسوائل، ضع ملابس نظيفة بجانب الطفل واجعله يقوم بتغيير فراشه، فهذا سيشعره بالمسئولية وأنه قادر على حل المشكلة.

لا تستخدم أساليب صارمة مثل تشجيع الطفل ألا يتبول قدر الإمكان لتوسيع قدرة مثانته، مثل هذه الحلول أثبتت نتائج سلبية. فالطفل يشعر بالكثير من الإحراج والقلق تجاه تلك المشكلة التي لا يستطيع السيطرة عليها، ادعمه واعرض مساعدته ووجهه بلطف باستمرار لحل مشكلته.

لاحظ ما يأكله ويشربه كل يوم (خاصةً ما قبل النوم)، اجعله يحصل على كمية السوائل المطلوبة في اليوم، لكن بلا مبالغة. المتوسط الطبيعي يكون ما بين 1000-1400 ميللي لتر يوميًا للأطفال ما بين 4-8 سنوات. قم بمكافئة الطفل بما يحب، فهذا سيجعله يشعر بأنه ليس سبب مشكلة التبول اللاإرادي وأنه بإمكانه التغلب عليها. راجع الطبيب للكشف عن أية أمراض أو مشاكل في الجهاز البولي والعصبي.

طرق العلاج

المُنبه

بحسب مؤسسة كيندي القومية، فهنالك نسبة نجاح ما بين 50-70% للحالات المُعالجة من خلال المنبهات. يوضع جهاز الاستشعار هذا في الملابس الداخلية للطفل ومن ثم تشغيله قبل أن ينام، هناك أنواع مختلفة من المنبهات. يبدأ الجهاز بالاهتزاز عندما استشعاره للبلل، ويصبح الطفل قادرًا على كبح نفسه في أسرع وقت ممكن. يحتاج الجهاز فترة ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يتم الطفل أربعة عشر يومًا متتاليًا لم يبلل فيها نفسه. لكن، إذا لم تلاحظ أداءً فعالاً للجهاز خلال تلك الفترة، ابحث عن حل آخر. انتبه إلى أن المنبه لن يعمل لمن يتعرضون للأعراض أثناء استيقظاهم أو بالنسبة للمرحلة الثانوية من التبول اللاإرادي .

الأدوية

بالرغم من أن المنبه يعتبر هو الحل الأول الذي يُنصح به لعلاج مشكلة التبول اللاإرادي ، فقد لا يعمل في كل الحالات. ويفضل بعض الأطباء الأدوية، أكثرها إثباتًا للفعالية هو مُستحضر دسموبريسين، هرمون مُصنع على شكل هرمون فازوبرسين (الهرمون المضاد لإدرار البول، الموجود في في الغدة النخامية والذي يسبب نقصه عدم القدرة على الامتصاص الكافي للماء الموجود في الجسم مما يزيد من كمية البول) خاصةً للأطفال الذين تجاوزوا السابعة ولا زالوا يتعرضون للأمر. انتظر تحسنًا ملموسًا بعد شهر، إن لم تحصل على نتائج إيجابية، استمر لفترة أقصاها ثلاثة أشهر. يؤخذ المُستحضر قبل النوم بساعة أو ساعتين في الحالات الصعبة. توجد أدوية أخرى أثبتت فعالية ملحوظة مثل توفرانيل الذي يساعد على استرخاء المثانة خلال النوم، وديترول (مضاد تقلصات) الذي يُستخدم في حالة وجود تشنجات لعضلات المثانة.

كن صبورًا ومتفهمًا، لا تحرجه أمام الآخرين بذكر مشكلة التبول اللاإرادي التي يعاني منها والسخرية منها، ناقش مع الكبار من أفراد أسرتك والطبيب الحلول الأفضل للمشكلة.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

9 − واحد =