استكشف هذه المقالة
الإنترنت لغة العصر : –
تعد تلك التقنية الحديثة التي انتشرت في المجتمعات بأسرها والمسماة بالإنترنت، والتي عن طريقها يكون العالم عبارة عن قرية غاية في الصغر تراها أمامك على شاشتك الصغيرة، والحق يقال أن الإنترنت عالم مبهر شديد الإتساع يأخد بالألباب، وقد أصبحت جميع الفئات العمرية في مجتماعاتنا تهتم بالإنترنت وتعلُم لغته ليسايروا العصر لاسيما الشباب، الذين انبهروا بالإنترنت ومايقدمه لهم من مغريات، وما يشكله لهم كمصدر هام للتنفيس عن ضغوطات الحياة ومشاكلها إلا أن بعض الشباب شكل لهم الإنترنت فرصة سانحة لتعويض الأشياء المفقودة في حياتهم فاتخذوه وسيلة لملء الفراغ والوحدة في حياتهم ،ووسيلة للحب وإقامة العلاقات العاطفية التي هي في أغلب الأحيان غير صادقة بل وفارغة تماما.
أوهام الإنترنت :
ورغم مايقدمه الإنترنت من خدمات تعد مبتكرة وفعالة وسريعة متوافقا مع إيقاع عصرنا إلا أنه لكل شيء مميزاته وعيوبه، وربما تقتصر عيوب الإنترنت على شريحة المستخدمين لتلك الشبكة لأغراض غير سوية ولست أقصد بكلمة غير سوية الحب ،فالحب شىء أوجده الله تعالى في الإنسان ولكن أتحدث عن الاستغلال السيء لتلك الكلمة وتشويه صورتها عبر عالم افتراضي حيث يخرج كل شخص أمام الآخر أفضل ماعنده وفق خياله ناسيا أنها مجرد أوهام لا تعبر عنه في شيء.
الحب على الانترنت :
وقد انتشرت على شبكة الإنترنت العلاقات العاطفية بين الشباب والفتيات، وأصبح الكثير منهم يهيمون ببعضهم البعض دون وضع الواقع في الإعتبار من حيث الوضع الثقافي والإجتماعي والمادي والديني بل وتجاهل الواقع من الأساس، بل وأصبح الزوج المهمل من قبل زوجته والعجوز الوحيد يجدون عزائهم عبر التعارف على الإنترنت لإشباع رغبات نفسية مكبوتة هي الحاجة إلى الأهتمام وتأنيس الوحدة، وللأسف فإن معظم العلاقات غير جدية بل وفاشلة وربما يرجع ذلك إلى عدم جدية أحد الأطراف أو كليهما أو يرجع إلى بُعد المسافات عبر الدول المختلفة أو يرجع إلى صدمة أحد الأطراف عند تعرفه فعليا على الطرف الآخر ، وقد يرجع إلى خجل لدى بعض الأطراف مما يدفعها لإنهاء العلاقة ما إن تتطور كما لا ننكر عامل الخداع بغرض التسلية أو تمضية الوقت فقد تجد وراء مظهر فتاة غاية في الإنوثة رجل، وقد تجد وراء مظهر رجل شهم فتاة!، والعلاقات الإنسانية أعقد من أن تبنى عبر الإنترنت فهى تحتاج كافة أنواع التواصل البشرى ( نفسي – بصري – سمعي– لمسي ) من خلال تعامل مباشر وواضح مع الطرف الآخر حيث يكون الشخض قادرا على التعبير عبر لغة جسده وإيماءات وجهه وحركات يديه مما يسهم في الفهم والتواصل الصحيح.أما الإنترنت فيبقى عالم ضبابى ناجح جدا في الإتصال ، فاشل في العلاقات الإنسانية والعاطفية، والطبيعى أن لكل قاعدة شواذ وتبقى قاعدة الإنترنت التي أثبتت فشلها في العلاقات العاطفية لها بعض التجارب والحالات التي قد تنجح وتصل بالأمر إلى تكليل العلاقة بالزواج إنما هي نادرة الحدوث في مجتمعاتنا، كما أكدت الإحصاءات وفق دراسة أمريكية أن البالغين المزودين بالإنترنت أكبر عرضة لإقامة علاقات عاطفية دون غيرهم وأن نسبة 82% منهم من المتزوجين!
ويبقى على الأهل مسئولية النصح والارشاد والمتابعة وخصوصا لدى المراهقين وعدم إستخدام الإنترنت بمنأى عن الأهل أو بغرفة مغلقة حتى لا ينجرف الشباب وراء تلك الظاهرة التي تؤدي إلى ضياع الوقت والعقل.
أضف تعليق