أهمية مقابلة العمل وإدارتها : –
تعتبر مقابلات العمل إحدى أبرز التجارب التي ترتكز عليها حياة الأفراد اليوم. فكونها المرحلة الحاسمة للظفر بالشغل والحصول ربما على الوظيفة الحلم، أكسبها أهمية بالغة. هذه الأهمية أغرت الكثير من المختصين والخبراء للبحث في سبل تحديد عوامل النجاح والفشل، وكيفية إدارة المقابلة بطريقة تبرز مهارات المترشح في الحوار وتخفي نقاط ضعفه. حيث أن الدراسات أكدت أن المترشحين بكفاءات محدودة، القادرين على توظيف كل نقاط قوتهم في مقابلة العمل أكثر نجاحا مقارنة بمترشحين بكفاءات عالية، ولكن بقدرة أقل على إدارة الحوار. فالصورة التي سيكونها المترشح عن نفسه، قد تكون أهم حتى من المهارات المطلوبة للوظيفة.
كيف تجري مقابلة عمل ناجحة :
لا شك أن التحضير للمقابلة مهم جدا لنجاحها، وذلك يشمل الاستعلام الدقيق حول الشركة والوظيفة على حد سواء. فمعرفة خصائص الشركة كمجالات عملها، أماكن حضورها والتقنيات التي تستعملها، وكذلك معرفة خصائص الوظيفة والمؤهلات المطلوبة، كل هذا سيعطي الانطباع لمحاورك باحترافيتك وتحمسك للحصول على الوظيفة. كذلك اختيار لباس لائق، والوصول في الوقت المحدد أمور لابد منها لنجاح المقابلة.
أما خلال المقابلة، فعليك أن تحرص على تكوين صورة إيجابية عن نفسك مستغلا كل الطرق المتاحة لذلك. إذ يجب بداية أن تظهر ثقة بالنفس، فالشركة تفضل منح العمل لشخص مسؤول يمكن الاعتماد عليه. بالموازاة مع ذلك يجب أن تبدو طبيعيا حتى تفوز بثقة المحاور ويكون بدوره أكثر ارتياحا معك.
عامل مهم يجب التركيز عليه هو لغة الجسد. بداية بطريقة الجلوس التي يجب أن تكون لائقة توحي بالاحترام تجاه المحاور. كذلك النظر المباشر إليه واستعمال اليدين في شرح كلامك سيكون رابطا جيدا وبينك وبينه ويجعل من أفكارك سهلة الوصول إليه. حاول التحكم في مستوى القلق لديك، حتى لا يظهر في حركاتك، فالقلق طبيعي ولكن يجب مراعاة إبقاء مستواه منخفضا حتى لا يؤثر على أدائك. التحكم في حركاتك ونظراتك يلعب دورا هاما على هامش الحوار، ولكن لابد أن يكون ذلك في سياق طبيعي حتى لا تبدو متصنعا.
في كلامك عليك أن تكون دقيقا. إذ يجب أن تحضر بإتقان مقدمة عن نفسك تشرح فيها تجاربك وتكوينك بطريقة مباشرة وممتعة قدر الإمكان، وهذا كفيل بأن ترسي لدى المحاور انطباعا بأنك تعرف نفسك جيدا، خصوصا مؤهلاتك وأهدافك، ويجعله مهتما بمعرفتك أكثر. حاول أيضا تحضير قائمة تحتوي على الأسئلة المحتملة التي قد تطرح عليك أثناء الحوار، ما سيساعدك كثيرا في الإجابة عليها بارتياح. كذلك كن حريصا على شرح أهدافك المستقبلية بدقة، عليك أن تبدو طموحا، وأن تعرف ما يمكن أن يقدمه لك هذا العمل لكي تصل إلى طموحاتك المهنية، بل وحتى الشخصية.
لا بد أيضا أن تكون إيجابيا، وهو عامل أساسي لتحسين صورتك لدى محاورك. تجنب الحديث عن أي سلبيات تتعلق بوظائفك السابقة أو بظروف الوظيفة الحالية. كن متحمسا، ولكن دون إفراط. ركز على ما يعجبك في العمل الذي تقدمت من أجله، وما أعجبك في وظائفك السابقة. كل هذا سيخلق جوا من التفاؤل والارتياح بينك وبين محاورك.
مقابلة العمل تبقى في ماهيتها علاقة إنسانية محدودة، نجاحها مرتبط بقدرتك عزيزي القارئ على تركيب هذه الخطوات مع مهاراتك التقنية وتقديم نفسك على أنك المترشح المثالي حتى تفوز بالعمل الذي تستحق.