تفضيل الأبناء على بعضهم البعض مشكلة كبيرة، وتُعتبر أحد أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث أمراض نفسية لدى الأطفال والمراهقين، لكن في بعض الأحيان تكون غير مقصودة، وربما لا يعي الآباء أنهم يُظهرون ذلك، وربما يكون شعورك غير صحيح!! كيف تتأكد أن أبويك يُفضلون أخوتك عليك؟ وكيف تتعامل مع هذه المشكلة؟ هذا ما سنتناوله في المقال التالي.
كيف تتصرف تجاه مشكلة تفضيل الأبناء في الأسرة؟
هل الأمر حقيقي أم أنه من وحي خيالك؟
قبل أن تأخذ أي خطوة تجاه هذه المشكلة تريث قليلاً وادرس المشكلة من كافة الجوانب، هل تفضيل الأبناء يُعتبر مشكلة حقيقية في أسرتك؟ ربما تكمن المشكلة في تفكيرك وتضخيمك للأمور، مثلاً لو غفر أبويك خطأ أخوك الصغير ثم عاقباك على نفس الخطأ، فالأمر هنا منطقي بعض الشيء لأنك قد كبرت بالفعل ولابد أن تتحمل نتائج أخطائك! لكن لو تعدى الأمر مجرد عقاب وتعاملا معه على أنه نهاية العالم، هنا تكمن المشكلة!
لا تأخذ الأمر بمحمل شخصي
لا تدع تفضيل والديك لأحد أخوتك يؤثر عليك ويُحبطك أو يُقلل من ثقتك بنفسك مهما حدث، لا تدع أي شخص مهما كان يُحدد لك شخصيتك أو يضعك في إطار معين، تأكد أنك مميز وتستحق كل التقدير، إن كان والديك لا يُظهران ذلك فهذا لا يعني أنك لا تستحقه!
ضع قائمة بالأشياء التي تُشعرك بتفضيل أخوتك
لا يُمكن أن يظهر الدخان دون نار، يعني أن مشاعرك هذه تستند على مواقف وأحداث قوية بالتأكيد، قم بتحديد الأفعال والتصرفات التي تُزعجك وتُشعرك أن والديك يُقللان من شأنك كي تستخدمها لاحقاً حين تتحدث مع والديك أو أحد أفراد أسرتك.
إبحث عن السبب الحقيقي وراء ذلك
ربما تكون أنت السبب وراء تصرفات والديك دون أن تشعر، بالتأكيد لا شيء يُبرر تفضيل الأبناء على بعضهم البعض، لكن إن كنت تتعمد العناد مع والديك وعدم الامتثال لما يطلبان منك، أو الإهمال في دراستك، أو تعمد افتعال المشاكل ..إلخ، ربما يتعمدان تفضيل أخوتك عليك كنوع من العقاب مثلاً، أو ليُشعرانك بمدى غضبهما منك، لذلك حاول إصلاح تصرفاتك أولاً قبل كل شيء.
تحدث مع أفراد عائلتك
ربما لا تستطيع تغيير طريقة تصرفهم كما تُريد، لكن على الأقل أخبرهم كيف تشعر عندما يتعاملون معك بهذه الطريقة، في أغلب الأحوال سيُحاولون تغيير طريقة تصرفهم تجاهك، لأنك ابنهم في النهاية ولن يتعمدوا إيذائك بالتأكيد، اختر الوقت المناسب وابتعد عن أي توتر، كن صادقاً وصف مشاعرك بدقة وأخبرهم بالأمثلة التي كتبتها سابقاً، لا تُحاول تلطيف الأمور وكن حازماً قدر الإمكان كي يتأكدوا أنك لا تمزح معهم، وإن لم يُبدو أي اهتمام لمشاعرك فاشكرهم على سماعهم لك وانصرف.
تحدث في الأمر مرة ثانية
لا ضير أن تتحدث في هذا الموضوع مرة أخرى مع أبويك، لكن بنضج وتُريهم أن تفضيلهم لأخوتك لن يُؤثر فيك، أو يكسرك، إذا استمروا في عدم الاهتمام، فعلى الأقل حاول أن تُحافظ على علاقتك بأخوتك ولا تكسرها قدر الإمكان.
لا تجعل أخوك طرف في الصراع
رغم أن الأمر صعب عليك بعض الشيء، وربما تجد أن لوم أخوك هو أسهل وسيلة يُمكنك إتباعها، لكن الذنب ليس ذنبه، بل ذنب والديك، وهما الملامان الوحيدان على ذلك، حتى أن كان أخوك يُسيء التصرف تجاهك، هذا بسبب أفعالهم فهما من يُشجعاه، بالتالي حاول أن تُبقيه خارج الصراع قدر الإمكان.
انهي الحديث في الوقت المناسب
إذا شعرت أن الأمور بدأت تتوتر بينك وبين والديك فأنهي الحوار فوراً، بعض الآباء لا يتقبلون النقد من أبنائهم، ولا يُحبون أن يظهر خطأهم أمام الجميع، لكن لا تقلق على الأقل قد لفتت نظرهم للأمر ومن المفترض أنهم سيُحاولون تعديله.
اجتهد لنفسك لا للآخرين
لا تجعل اجتهادك في دراستك وحياتك العملية والشخصية مُرتبط بوالديك، بل اسعى لإثبات نفسك أمام نفسك فقط، لا تطلب موافقتهم على كل شيء تفعله، خاصة إن لم يُحاولوا تعديل طريقة تعاملهم معك بأي حال من الأحوال، بالتالي ستكون آرائهم غير موضوعية تجاهك.
ابدأ في كتابة يومياتك
من المهم جداً ألا تدع غضبك يُسيطر عليك ويقودك ضد عائلتك قدر الإمكان، إبحث عن متنفس لمشاعرك، سواء بممارسة هوايتك المفضلة أو رياضة معينة، لكن أفضل وسيلة في رأي أطباء النفس هي كتابة يومياتك، كي تسمح لهذه الأفكار التي تحوم في رأسك بالخروج.
اعتمد على نفسك
حاول أن تكون شخصية مستقلة قدر الإمكان كي تتخلص من تحكم والديك بحياتك، إبحث عن عمل جيد يكفي احتياجاتك المادية، كي تتجنب أن تطلب منهم أي شيء، ربما يكون الأمر صعباً في البداية خاصة إن كنت صغير السن، لكن بحثك عن عمل بدوام جزئي قد يوفر بعض احتياجاتك الأساسية.
حاول أن تقضي بعض الوقت مع والديك
إذا أردت أن تحظى بتقدير والديك فيجب أن تُريهم كم أنت مميز! هذا لن يحدث طالما أنك تتجنبهم تماماً، استغل وقت لعب إخوتك أو وجودهم في المدرسة مثلاً وأقضي بعض الوقت مع والديك بمفردك، ساعدهما وتقرب منهما، أريهما أن بإمكانهما الوثوق بل والتفاخر بك أيضاً!
أضف تعليق