الجميع يرغب في إنجاب الأبناء بالتأكيد، فهو أمر طبيعي وفطرة خلقنا الله عليها، لكن ما لا نتفق عليه هو “كم طفل يود كل منا أن يُنجب؟” من المفترض أنك ناقشت هذا الأمر مع شريك حياتك قبل الزواج، لكن لنقل أنك لم تفعل، وتريد أن تُخبره الآن أنك لم تعد ترغب في إنجاب المزيد من الأبناء، تُرى هل سيتقبل الأمر؟! نستطيع أن نضمن لك هذا فقط إن اتبعت الخطوات التالية بدقة.
كيف تقنع شريكك بعدم رغبتك في إنجاب الأبناء أكثر؟!
لماذا لا ترغب في إنجاب مزيد من الأبناء؟!
لابد أن يكون لديك إجابة قوية ومقنعة وحقيقية لتبرير رغبتك في عدم إنجاب الأبناء، لذلك خذ وقتاً كافياً للتفكير وتحديد أسبابك بوضوح، لكن ابتعد عن الكذب وكن صادقاً مع نفسك أولاً ثم مع شريكك، سواء كان السبب قلقك حول توفير الرعاية المادية والمعنوية لأطفالك، أو رغبتك في الشعور ببعض الحرية ..إلخ، تأكد أنه حقك، لكن يجب أن تكون ذكياً عند عرضه ومناقشته مع الطرف الآخر.
هل قرارك نهائي أم مؤقت؟!
تحديد هذه النقطة يتوقف على تحديد أسباب عدم رغبتك في الإنجاب بشكل واضح، هل السبب مؤقت كحدوث بعض المشاكل في عملك، أو رغبتك في الانتقال والاستقرار من مكان لأخر، أم أن إنجابك مزيد من الأبناء يضع على عاتقك مزيد من المسئولية ويُرهقك عاطفياً ومادياً أكثر مما تتحمل، فكر جيداً في كافة الأسباب التي تدفعك لاتخاذ هذا القرار، وهل هي أسباب دائمة أن أنها مجرد ظرف عرضي، خاصة إن كان شريك حياتك يرغب في إنجاب المزيد من الأبناء.
فكر في رغبة شريك حياتك
يجب أن تحترم رغبة الطرف الآخر وتقدر رغبته في الإنجاب لأي سبب كان، لا تسعى أبداً للتقليل من رغبته ومشاعره، إن إنجاب الأبناء حقٌ تام له لا يحق لك أن تمنعه عنه إلا بعد التحاور معه والتوصل لحل وسط، وهذا لن يحدث إلا إن عرفت السبب وراء ذلك، ربما يرجع هذا لتعلقه بأبنائه وتقديسه لأسرته، أو ربما يرغب في إنجاب العديد من الأبناء قبل أن يتقدم به العمر كي يستطيع توفير أقصى رعاية ممكنة لهم، أو لأنه يشعر بالوحدة أو الوحشة في المنزل، أو ربما يتعرض للضغط من قبل والديه وأسرته، أو ببساطه لأنه قدم من أسرة كبيرة العدد ويرى أن هذا أمر طبيعي ..إلخ، هناك العديد والعديد من الأسباب التي يُمكن أن تُحرك هذه الرغبة بداخله، لذلك عليك معرفة السبب الرئيسي أولاً، لتفهم وجهة نظره وتتجنب أي صراع مستقبلي.
اختر الوقت المناسب للتحدث معه
اختيار الوقت المناسب يُعتبر العامل الأهم عند التحدث في هذه المسألة، يجب أن تكون في كامل نشاطك وتركيزك، كذلك يجب أن يكون شريكك أيضاً، فإن كان أي منكما يُعاني من مزاج سيئ أو مشاكل في العمل أو المنزل ..إلخ، قد يُصبح الأمر معقداً وربما تكون ردة فعله حادة تجاه رأي الطرف الآخر، بالتالي تنشأ مشاكل أنت في غنى عنها، من الأفضل أن تختار عطلة نهاية الأسبوع لأن أيام العمل قد تجعله مرهق ومشتت للغاية.
ابتعد عن أي مصدر للإلهاء
من المهم جداً أن تحصل على تركيز الطرف الآخر بالكامل، وتنهي هذا الحديث في نفس الجلسة، أو على الأقل تُخبره بكل ما تُريد وتعطيه وقتاً للتفكير، فترك الأمر معلقاً قد يزيده تعقيداً ويسمح بحدوث شرخ كبير بينكما، لذلك اختيار المكان المناسب لا يقل أهمية عن التوقيت، إن كنت ترغب في التحدث خارج المنزل فالأفضل أن تبتعد تماماً عن الأماكن المزدحمة، أما إن كنت ستتحدث معه في المنزل فاختر وقت نوم أطفالكما أو أرسلهم لقضاء العطلة في منزل الجد.
ابدأ الحديث مباشرة
ابتعد عن المقدمات التي لا حاجة لها كي لا تُربك شريك حياتك أو توتر أعصابه، بالتالي يُصبح رد فعله حاداً تجاهك، اسأله مباشرة لماذا مازال يرغب في إنجاب الأبناء ، واستمع له بمنتهى التركيز، لا تُظهر أي امتعاض أو تأفف، كي لا يأخذ موقف دفاعي ضدك ويرفض كل ما تقول مهما كان، لا تُقاطعه وانتظر حتى ينتهي من حديثه تماماً، ثم أخبره بما فهمت بهدوء كي تتأكد من عدم وجود أي سوء فهم بين ما قاله وما وصل إليك.
كن مستعداً للدفاع عن نفسك
توقع أن يظن شريك حياتك أشياء غير حقيقية، كأن يُشكك في حبك له أو لأبنائك، وربما يُحاول حثك على تغيير رأيك من خلال الدفاع عن وجهة نظره وظنونه، فيُخبرك أن الحب شيء فطري فينا ولن تحتاج لبذل أي مجهود كي تُحب أبنائك! أو يفتعل بعض الدراما ليضغط عليك عاطفياً.. إلخ، لذلك لابد أن تكون مستعداً للرد على هذه الإدعاءات دون أن تفقد أعصابك، والأهم ألا تتجاهلها كي لا يعتقد أن ظنونه صحيحة!
اشرح وجهة نظرك
يجب أن تُخبر الطرف الآخر أولاً أنك تحترم رغبته وتُقدر مشاعره تماماً، وأخبره أنك تُحب عائلتك كثيراً وكيف تغيرت حياتك للأفضل في وجودهم، وكم أنك محظوظ بحصولك على عائلة كهذه، واشرح لها مميزات عدم إنجاب المزيد من الأطفال كحصولكما على مساحة أكثر من الحرية للممارسة هواياتكما، أو السفر من مكان لآخر بسهولة.. إلخ، باختصار ركز على الجانب الإيجابي وساعد شريكك أن يراه أيضاً، لا تُخبره بوجهة نظرك بطريقة سلبية كي لا يفهمها بشكل خاطئ، مثلاً لا تقل أن إنجاب الأبناء يُشعرني أني مقيد!
غير وجهة نظر الطرف الآخر!
إن كان شريكك يرغب في إنجاب المزيد من الأطفال لأنه يشعر بالفراغ أو أن لديه الكثير من الوقت لقضائه في المنزل وحيداً، فاعرض عليه أن يُغير عمله أو يشترك في نادي للألعاب الرياضية، أو يعود لممارسة هوايته المفضلة ..إلخ، حاول أن تجد حلاً مناسباً للأسباب التي يعتمد عليها شريك حياتك كي تتمكن من إقناعه بتغيير وجهة نظره.
في النهاية، هذا القرار لا يجب أن يعود إليك وحدك مهما حدث، لا تُحاول إتباع أي طريقة تمنعك من الإنجاب دون علم الطرف الآخر، لأن الكذب لن يدوم طويلاً مهما حدث، وتأكد أنه لن يُسامحك إذا اكتشف الأمر، لذلك المواجهة والنقاش هما الخيار الأفضل دائماً.
أضف تعليق