البعض يدهشك كم هو معطاء، وهناك الاخر يدهشك كم هو بخيل، هناك من يجعلك تحب الاخرين وهناك من يجعلك تكرهه لانه اناني، صفتان متناقضتان على الاغلب وبينهما أرخبيل، ومع ان الكرم صفة نبيلة وهي ترتبط بالايثار كثيرا، وهي في العادة من الصفات الحميدة والمحبوبة عند الكثيرين، الا انها اذا زادت عن حدها قد تنقلب الى نتيجة عكسية لا محالة وقد تنسحب على الانسان وحياته، فالمطلوب ان يكون عند الانسان بعضا ولو قليلا من صفات الانانية وان يحب نفسه ولو قليلا، ولكن بالمقابل ليس مطلوبا ان تطغى هذه الصفة على ميزانه فتلتصق به فيصبح أنانيا، فهو والحال هذه ينال الكثير من الانتقاد من الناس على ما يتصف به، فالاصل ان يكون الانسان متوازنا في تصرفاته، ان يجب الناس ولكن ان يحب نفسه ايضا ويلتصق بها، وبعكس ذلك فهو يخسر نفسه ويخسر المحيطين به، اما النصائح التي سنسوقها الان حتى يستطيع الواحد التخلص عن هذه الصفة البغيضة ( الانانية ) فهي :
خطوات التخلص من الانانية
التدرب على ان لا تكون او لا :
الامر غريب بعض الشيء، فنحن نقضي حياتنا جميعها ونحن نحاول ان نكتسب صفة الاول في كل شيء، في الدراسة، في العمل ، والان يطلب من الانسان ان يتخلى عنها، في الحقيقة نحن لا نطلب التخلي عن هذه الصفة ولكن التخلي عن الارتباط فيها في كل شيء، فليس مطلوبا ان تحاول تزاحم الكل وحتى كبار السن على الاصطفاف اما محل البقالة، وليس المطلوب ان تحاول ان تسرع بسيارتك حتى تكون الاول، قد يتطلب الامر منك في الكثير من الاحيان ان تعترف ان الرقم 2 او 4 في مثل هذه الامور ليس بذات الاهمية في اكتسابها اثناء الدراسة او العمل، المهم ان لا تجعل هذا المركز الاول هاجسا لك في كل تصرفاتك.
حاول ان تتخيل انك في مكان شخص اخر :
لا ندعي في هذا الطرح بإن الانسان يستطيع ان يضع نفسه وبكل المقاييس بنفس الوضع الذي يعيشه الاخر، فهو امر بعيد عن التصور الفعلي، ولكن هنا قد نصل الى المحاولة الافتراضيى للامر، وهو بحاجة الى القدرة على التفكير السليم، وكذلك الخيال البعيد، فعادة الاناني يأخذ الامور ضمن منظوره الشخصي فقط، وهو منظور يسير في طريق واحد ومستقيم و لا يحتمل ان يجعل الاخرون يقتنعون به، على العكس من هذا فالانسان الذي يشغل نفسه بحب الاخرين تراه يفكر بهم قبل التفكير بنفسه ولهذا يحاول ان يرى الامور من مختلف الزوايا، ولهذا فقد تكون المحاولة، جميلة بلا شك وحافلة بالمعاني وقد تعمل على ان تجعل النفس قريبة من فهم وضع الاخر ونظرته الى الامور .
عدل جملتك من ( انا اريد ) الى ( انا احتاج ) :
بكل اختصار فإن الشخص الاناني دوما يقول انا اريد، انا اريد، ومهما اخذ واكتسب واكتنز تبقى عنده لغة انا اريد، وهي جملة من الصعب ان يصل الانسان الى الرضاء في النهاية فهو وفي جميع المقاييس سيبقى اسيرا الى الرغبة وعدم الاشباع، هذا على العكس تماما من الذي ينظر الى الامور من منطق الحاجة، بمعنى انا اسعى الى الشيء لكوني احتاجه وليس لكوني فقط اريد اقتناءه، وشتان بين الصفتين والغايتين، ولهذا حاول دوما من ان تنظر الى الامور من باب الحاجة لا الرغبة فهو يعمل على قتل الانانية في داخل الانسان.
تدرب على الانسحاب لصالح الغير :
من الامور الملفتة للنظر في الاشخاص الانانيين ، انهم وفي العادة يحاولون ابقاء انفسهم في محور المكان، في الوسط، ويرغبون ان يكون الكل محيطين بهم، يستمعون اليهم، او يحدقون بهم، وهم لا يستلطفون ابدا ان يسرق احد اخر هذه الاجواء منهم، فهي في النهاية ملكا لهم، ولهذا اذا الانسان يملك اصرارا على التخلص من هذه الصفة، وان يتركها خلفه عليه ان يستطيع ان يتقبل ان يكون في الظل عادة بينما غيره في الواجهة وان لا يمل من هذا الامر، او يصاب بالتكدر، المهم ان يستطيع ان يقاوم الرغبة في حب الظهور وان يذهب بعيدا في حب ظهور الغير. والامر على اطلاقه يتطلب المثابرة والارادة الجادة.
استمع الى الاخرين :
ومن الصفات الاخرى الملفتة للنظر في الانانيين ايضا هي انهم يتحدثون اكثر مما يستمعون عند الاجتماع بالاخرين، وهي ظاهرة ملفتة للنظر كثيرا، فتراه ينتقل من موضوع الى اخر وكلها تخصه، وكلها حوله، وعلى الاغلب ليست بذات قيمة كبيرة للنقاش حولها، ولهذا فإن الانسان الجاد في المضي نحو التخلص من هذه العادة عليه ان يحاول ان يبدي الاهتمام بالاخرين كثيرا، وقد يبدو هذا الاهتمام عن طريق الاستماع الى الاخرين، واعطاءهم المساحة الكافية للحديث، وان لا يقصره على نفسه، وحتى لو كان لديه بعض الملاحظات على هذه الاحاديث، انما ينبغي عليه ان يدرك ان التجاهل في بعض الاحيان قد يكون في صالح هذا الشخص الاخر، ولهذا عليه ان يزيل الاهتمام بالنقاش وان يترك للتجاهل مساحة، عندها يبدو الامر اكثر قبولا.
شارك … ساعد .. تحدث مع الاخرين :
حتى يستطيع ان يخلع الانسان ثوب الانانية عليه ان يحاول ان يكون اجتماعيا، وهو على الاغلب كذلك، ولكنه وبطريقة معينة يقوم بتغليف اجتماعيته بطابع من الانانية، فكما قلنا سابقا هو يحاول قدر الامكان ان يأخذ الاضاءة الكاملة نحوه، وان يستولي على الحضور، ولهذا عليه ان يبدأ التفكير في ان يكون اجتماعيا بصورة اخرى، وهي ان يحاول ان يتعاون مع زملاءه في العمل مثلا، وان يقدم المساعدة للشخص الذي يحتاجها منهم، كذلك ان يحاول ان يتعاون مع اصدقاءه واهله واقاربه، وان يمد يد العون لمن يرغب منهم وعلى قدر استطاعته.
ومن الواجب ان لا يقتصر الامر على حدود التعاون بل انه يجب ان يمتد الى حدود المشاركة، ونعني بالمشاركة هي الاقتراب اكثر من المجتمع الذي يحيط به وان يتعايش معه بصفته فرد فيه. هذه المشاركة ستخلصه رويدا ورويدا من ما علق به من صفات هو يشعر بالضيق منها كالانانية، فالمشاركة تعني الاخذ والعطاء .
اشكر الاخرين :
قد يكون من اكثر الاساليب والتصرفات التي تليق بالانسان الجاد والجميل الخلق هي شكر الاخرين، وهي صفة ستجعلهم يقتربون منه اكثر واكثر، ويغيرون تلك المرسومة عنه لديهم، هذه المحاولة ستكون جيدة وجميلة ونتائجها .
أضف تعليق