الحياة لم ولن تكون يوماً سهلة، وإلا لما كان لها معنى أو هدف، بل هي مجموعة من الاختبارات والقرارات المتواصلة، بعضها سهل ويُمكن أن نصمد أمامه بمفردنا دون أن نحتاج لأحد، والبعض الآخر يُضعفنا حتى نكاد ننكسر أمامه، في هذه اللحظة نُصبح في أشد الحاجة إلى مواساة أو مساعدة، مساعدة صديق أو قريب أو حتى عابر لا نعرفه، فقط نحتاج لسماع أن كل شيء سيكون على ما يُرام، لكن في بعض الأحيان يكون الألم أكبر من أن نبوح به، كل ما نحتاج إليه هو شخص يشعر بنا دون أن نتكلم، يشد على أيدينا حتى نُكمل طريقنا، إذا صادفت شخص في هذه الحالة يوماً فلابد أن تتعلم كيف تُسانده وتُشجعه ليقف من جديد!
♦ تعرف على طريقة مواساة صديقك ومساعدته:-
اتصل به
إذا عرفت أن أحد أصدقائك أو حتى معارفك يمر بأزمة كبيرة، سواء كان مريضاً أو انفصل مؤخراً عن شريك حياته، أو خسر شخصاً عزيزاً عليه ..إلخ، فاتصل به في أسرع وقت ممكن كي تشد من أزره وتُخفف وحدته وألمه، إذا لم ترغب في إخباره أنك تعرف ما يمر به لأي سبب كان، فعلى الأقل اسأل عن أخباره وأخبره أنك ستكون إلى جواره دائماً، وإذا استطعت زيارته فلا تتردد، خاصة إن كان مريضاً ولا يستطيع مغادرة المنزل.
استمع إليه
أكثر ما يحتاج إليه أي إنسان في هذه المواقف هو وجود شخص يستمع إليه دون أن يؤنبه أو يحكم عليه، مهما كان رأيك احتفظ به لنفسك، خاصة إذا كنت مناهضاً له، حاول أن تُشجعه كي يستعيد ثقته بنفسه ويتمكن من مواصلة حياته والصمود في وجه ما يحدث، ولا تُعطيه نصيحتك إلا إذا طلبها حتى لو كنت قد مررت بنفس الموقف من قبل.
اعرض عليه المساعدة
أكبر مواساة يُمكن أن تُقدمها لأي شخص يمر بموقف صعب، مساعدته بشكل عملي، النصائح لن تُفيده في هذه الحالة إن لم يعرف من أين يبدأ، خاصة أنه في حالة إحباط ويأس، لذلك أبذل قصار جهدك كي تُساعده على تخطي مشكلته، وإن لم تتمكن من ذلك، فعلى الأقل ساعده في إنهاء بعض أعماله كإحضار أطفاله من المدرسة، أو التسوق عنه ..إلخ.
لا تُجبره أن يكون قوياً!
في بعض الأحيان التظاهر بالقوة وكتمان المشاعر السلبية التي يشعر به الإنسان عند المرور بموقف سيئ تُضعفه أكثر، لذلك لا تطلب منه أن يتحلى بالقوة أو يُخفي ما يشعر به، بل تفهم ما يمر به، وتوقع أن تتقلب مشاعره بين ليلة وضحاها، فيوماً تراه في أحسن حال وكأن شيء لم يكن، وفي الآخر يكتئب ثانية وينطوي على نفسه، في جميع الأحوال يجب أن تكون إلى جواره حتى يتخطى هذه المرحلة، لا تسخر منه أو تُبدي مللك من تصرفاته.
أخبره أنك إلى جواره دائماً
يجب أن يعلم صديقك أنك ستكون بجواره وقتما احتاجك، أخبره بوضوح أن بوسعه الاتصال بك أو القدوم إلى منزلك في أي وقت، لكن حاول أن تُدخل أكثر من شخص لهذه الدائرة كي لا تقع كافة الأعباء عليك، خاصة إن كان لديك الكثير من الأعمال والمسئوليات.
ساعده على القيام بالأنشطة الأساسية
في الأوقات الصعبة يُهمل الإنسان في حق نفسه تماماً، فينسى أن يأكل أو ينام ويتوقف عن الاهتمام بنظافته ومظهره، لذلك يجب أن تحثه على الاهتمام بنفسه وصحته كي يتخطى هذه المرحلة بسلام، أفضل طريقة لذلك هي محاولة إخراجه من منزله قدر الإمكان، ادعه للتنزه أو شرب كوب من القهوة في الخارج كي يهتم بمظهره، أحضر له بعض الطعام وضعه في ثلاجته كي توفر عليه عناء الطهي ..إلخ.
لا تتحكم بمسار حياته
إتباع الخطوات السابقة قد يبدو محاولة للسيطرة على حياة صديقك لا مواساته، لهذا يجب أن تكون ذكياً في تنفيذها، مثلاً إذا أردت أن تصطحبه للعشاء، فلا تُقرر أنت المكان والموعد، بل اترك له هذه التفاصيل كي يشعر بحريته ولا يُقاوم مساعدتك، أيضاً لا تُبالغ في الأمر كأن تصطحبه للتسوق وتدفع أنت كافة الفواتير عنه، بهذه الطريقة سيشعر بالحرج ولن يقبل منك أي مساعدة مهما كانت فيما بعد.
اهتم بنفسك!
في خضم هذه الفوضى قد تنسى الاهتمام بنفسك ومسئولياتك فتنغلق حياتك على مواساة صديقك فقط، الأمر الذي قد يؤثر عليك من الناحية العملية والنفسية في آن واحد، خاصة إذا مررت بتجربة مشابهة من قبل، فتبدأ كافة مشاعرك الدفينة في التجدد والظهور للسطح مرة أخرى، بالتالي تدخل في حالة من الحزن والاكتئاب، لذلك لابد أن تضع حدوداً لنفسك وتعرف كيف تحمي حياتك!
لا تتوقف عن السؤال عنه
في البداية قد تفعل كل ما في وسعك من أجل مواساة صديقك، لكن بمرور الوقت ستنشغل مرة أخرى في حياتك، الأمر الذي قد يضره بشده خاصة إذا كان يمر بأزمة نفسية شديدة، لهذا حاول أن تسأل عنه باستمرار ولو بالهاتف كي يعرف أنك إلى جواره دائماً.