لا شيء أمتع من الذهاب في رحلة بحرية مع عائلتك أو أصدقائك والاستمتاع بالأنشطة المختلفة، سواء الصيد أو الغطس أو السباحة ..إلخ، لكن مع الأسف ليس الجميع قادر على الاستمتاع بوقته في مثل هذه الأوقات، فدوار البحر أحد أسوأ الحالات المرضية التي تُصيب الإنسان عند تواجده في مسطحات مائية حتى ولو لبرهة قصيرة، بالتالي يُصاب بالغثيان والصداع والقيء وغيرها من الأعراض التي تُفسد عليه رحلته، في هذا المقال سنتعرف أكثر على دوار البحر وأسباب حدوثه وكيفية التغلب عليه.
ما هو دوار البحر؟
دوار البحر هو حالة تُصيب بعض الأشخاص عند التواجد على متن قارب أو سفينة في وسط مسطح مائي، خاصة عند ارتفاع الأمواج وازدياد حركة القارب، ويكون السبب في ذلك هو تضارب الإشارات التي تصل للمخ من الحواس المختلفة، فالأذن الداخلية المسئولة عن تحديد حركة الإنسان تُفيد أنه يتحرك بالفعل مع القارب، أما العين فتُرسل إشارات أن الإنسان ثابت لا يتحرك خاصة عند التركيز على المسطح المائي أو الجلوس للاسترخاء أو محاولة النوم .. إلخ، بالتالي يضطرب المخ كثيراً ويظن أن هناك خلل في عملية الإدراك ناتج عن تناول شيء مسمم، لذلك يُحاول بكل ما أوتي من جهد أن يتخلص منه، فيُرسل إشارات لكافة أعضاء الجسم بالتوقف عن جميع العمليات الحيوية بما في ذلك عملية الهضم، بالتالي تبدأ أعراض دوار البحر في الظهور.
أعراض دوار البحر
يبدأ دوار البحر عادة بالشعور بالتعب والإرهاق في مراحله الأولية، ثم يمتد بعد ذلك إلى الشعور بالغثيان والتعرق ثم القيء، وعادة لا يزول شعور الغثيان بعد التقيؤ كما يحدث في أي مرض آخر.
كيفية التغلب على دوار البحر
ابتعد عن حواف القارب
عادة تكون الحواف أكثر تأثراً بحركة القارب واضطرابه بفعل الأمواج، لذلك ابتعد عنها قدر الإمكان، ابحث عن مكان مناسب في المنتصف وحاول الاسترخاء قدر استطاعتك.
جرب تمارين التنفس
تمارين التنفس من الأشياء البسيطة التي تُساعد على تهدئة الجسم والتقليل من اضطرابه، كل ما عليك هو أخذ أنفاس عميقة من أنفك وإخراجها من فمك بهدوء وبطء، كرر الأمر حتى تهدأ تماماً.
ركز على الأفق
حاول التركيز لعدة دقائق متواصلة على شيء ثابت خاصة البحر، بهذه الطريقة سيُدرك عقلك انك لا تتحرك، وأن إشارات الأذن الداخلية كاذبة، بالتالي يتجاهلها فيقل دوار البحر بشكل ملحوظ.
راقب ما تتناوله
هناك بعض الأطعمة التي تزيد من شعور الغثيان، بسبب إجهاد المعدة أكثر من اللازم، كالأطعمة السريعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، والأطعمة الحادة والمالحة أكثر من اللازم، لهذا يجب عليك مراقبة نظامك الغذائي قبل وأثناء الرحلة، التزم بالأطعمة الخفيفة سهلة الهضم كالبسكويت والخبز والموز والأرز وعصير التفاح، ابتعد عن مشروبات الكافيين والمشروبات الغازية والحامضة كعصير الليمون والبرتقال.
امضغ بعض العلكة
مضغ العلكة يؤثر على شعور الأذن الداخلية بالحركة، ويقلل من التضارب الحادث بينها وبين إشارات العين، كما أن لها مفعول مضاد للغثيان والقيء، لذلك ستكون مفيدة جداً في هذه الحالة، خاصة إن كانت بنكهة قوية كالنعناع أو القرفة.
حضر شاي الزنجبيل
جذور الزنجبيل الطازجة لها مفعول مضاد للغثيان بالتالي تُقلل من أعراض دوار البحر، يُمكن تناولها مغلية ومحلاه ببعض من عسل النحل، أو تناولها مثلجة أو طازجة تماماً دون تغير، الأمر يعود إليك.
اضغط على رسغيك
مراكز الجسم العصبية متصلة ببعضها البعض، بالتالي يُمكن التأثير على مركز القيء في الدماغ من خلال الضغط على الرسغين، كل ما عليك هو ضم قبضة يدك وتوجيهها للأعلى، ثم الضغط على رسغك وتدليكه لبضع دقائق، كرر العملية في كل يد عدة مرات حتى تتحسن حالتك.
لا تُفكر في دوار البحر!
مجرد تفكيرك في الأمر يزيده سوءً، فمعرفتك أنك تُصاب بدوار البحر باستمرار في أي رحلة بحرية، وتفكيرك فيه سواء كان خوفاً من الإصابة به أو محاولة علاجه سيجعل إصابتك أسوأ، لذلك حاول أن تشغل نفسك بأي شيء آخر، كالتحدث مع من حولك أو ممارسة أي نشاط أو الاستماع للموسيقى ..إلخ، لكن ابتعد عن القراءة، الأهم أن تشغل عقلك قدر الإمكان.
لا تبقى في غرفتك طويلاً
إذا كنت تُسافر على متن قارب لمدة طويلة، فحاول ألا تبقى في غرفتك قدر الإمكان، غرف السفن والقوارب عادة تكون صغيرة وضيقة، بالتالي تزيد من شعور دوار البحر، لذلك تجنب البقاء فيها لفترات طويلة.