هل انت مستعد له ؟ لقد بدأ الشهر الفضيل، وكلنا نحب شهر رمضان ونحاول ان نستعد له، ولكن هذا الاستعداد يختلف بين شخص واخر، فهناك من يحاول ان يستعد فقط عن طريق البدء بتجميع المواد الغذائية لهذا الشهر، وهناك من يستعد عن طريق محاولة متابعة وتنظيم جدول اعمال المسلسلات الرمضانية، والبعض قد يغلب عليه الطابع الروحي اكثر، فيعمد الى التفكير في كيفية اداء العبادات في هذا الشهر واين ومتى، حتى لو كان على حساب اعماله اليومية، وقد يجمع البعض الاخر بين كل هذه الامور بعضها ببعض ليصل الى الحصيلة التي تفيد انه يفكر في رمضان من العديد من النواحي وبزاويا مختلفة، ولكن ما هي الزاوية التي ننصح بها في حال فكرنا في شهر رمضان.
خطوات الاستعداد لشهر رمضان المبارك نفسيا وماديا وروحيا :
الاستعداد النفسي :
بسم الله الرحمن الرحيم : ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ “
- التهيئة النفسية لقدوم الشهر الفضيل : من المهم جدا للانسان المسلم ان يبدأ بتهيئة نفسه لبدء الشهر الفضيل، وهذه التهيئة بمعرفته اولا بفضائل الشهر الفضيل والواردة في الاية الكريمة اعلاه ولا مجال لسردها لكثرها وعظمها، وكذلك عليه ان يتعرف الى الجوانب الاخرى وهي حكم الصوم والوقت الذي ستصومه لهذا العام، وهذه التهيئة النفسية تشبه ما يقوم به الرياضيون قبل ممارسة رياضتهم من احماء فهي امر ضروري ومفيد لهم.
- الشعور بالاحتفال بالشهر الفضيل : من الواجب ان نتعامل مع هذا الشهر الفضيل على انه شهر للاحتفال وهذا يرتبط بالرغبة بالقيام بالعبادة والشعور بالفرح للقيام بمثل هذه العبادة والتقرب الى الله، وقد يكون من اكثر مظاهر الاحتفال التي ارتبطت بهذا الشهر الفضيل هي الفوانيس والهلال، ولهذا يمكنك ان تقوم بشراء فانوس او هلال كهربائي، ومع ان الفكرة بسيطة بعض الشيء الا انها ذات اثر، فمن المهم ان تشعر انك تقوم بعبادة الى الله وانت سعيد بهذه العبادة.
- اكتشاف رمضان اكثر وفوائده البدنية : من المهم جدا ان تحاول كأنسان مسلم ان تبدأ الرحلة بالقراءة عن الشهر الفضيل، من الكثير من المعلومات عنه، متى بدأ ، وكيف بدأ، هذا بالاضافة الى البحث في اهم الانتصارات التي عاشتها الامة الاسلامية في هذا الشهر الفضيل، وان تقوم بالبحث عن الفوائد التي يكتبسها الانسان جراء الصيام، ان كانت فوائد بدنية، حيث انه من المفروض ان يرتاح الجهاز الهضمي للصائم ان احسن التعامل مع الشهر وكذلك التخلص من الكثير من السموم، وغيرها الكثير من الفوائد التي تحتاج الى البحث فيها، هذا بالاضافة الى الفوائد التي تتعلق بالصفات التي يجب ان يتعلمها الصائم كالصبر والتعاون والاخلاق الحسنة وغيرها الكثير.
الاستعداد الروحي :
- التهيئة الروحية بالاقتراب الى القرأن الكريم : من الامور المتعارف عليها والمرتبطة كثيرا بهذا الشهر الكريم هو كثرة قراءة القرأن، خاصة ان الكثيرين يقومون بختم القرأن الكريم في شهر رمضان على وجه الخصوص حيث يقوم بختم يوميا جزء من اجزاء القرأن الثلاثين.
- التهيئة الروحية بالاقتراب من العبادات : اي الارتباط والاتصال اكثر بالعبادات، ففي رمضان يقوم المسلم بالصلاة كأفضل ما يكون، حتى لو كان غير ملتزم جدا بها او يقوم بالصلاة متقطعا ففي رمضان هو يتصل بالصلاة اكثر. وهو كذلك يتقرب بعبادات اكثر كالزكاة والاحسان وغيرها، هو شهر تفيض فيها العبادات كأفضل ما يكون، ويمكن للمسلم الاقتراب فيها اكثر واكثر من الله.
- التهيئة الروحية بالاقتراب من المساجد اكثر : في هذا الشهر توجد صلاة خاصة للمسلمين وهي صلاة التراويح ويقوم الكثير من المسلمين فيها بالبقاء في المسجد بعد هذه الصلاة لقراءة القرأن الكريم والصلاة، هذا بالاضافة الى احياء ليلة القدر، والتي يفضل ان يتم احياءها في المسجد عنها في البيت، وبالتالي ففعليا يتوفر للمسلم الكثير من الوقت لكي يبقى على الاتصال مع الله وفي المسجد.
- الاقتراب من الاهل والجيران : في العادة ولدى اقتراب شهر رمضان من الحلول يبدأ الانسان المسلم في البحث في الاشخاص الذي بينه وبينهم خصومات حتى يستطيع انهاء هذه الخصومات خاصة من الاقارب والعلاقة بين الجيران، فيعتبر هذا الشهر فرصة كبيرة لانهاء الخلافات والبدء من جديد بين الاشخاص.
- التهيئة النفسية لليلة القدر : بسم الله الرحمن الرحيم : (انَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ * ) صدق الله العظيم ، وهذه الليلة والتي تحل علينا في العشر الاواخر من الشهر الفضيل تعتبر من اعظم الليالي عند المسلمين ان لم تكن اعظمها، وبالتالي هي فرصة للمسلم لكي يتقدم من الله بالعبادات ولكي يتلقى منه الهدايا والرحمة والعطاء.
الاستعداد البدني المادي :
- تهيئة الجسد للصوم : يفضل ان يقوم المسلم بالبدء بتعويد جسده على شهر رمضان قبل البدء فيه ويكون هذا الامر بالتخفيف من الطعام، وبذات الوقت في الاكل في مواعيد محددة قريبة الى الاوقات في رمضان، هذا الامر سيساعد الجسم على التعرف اكثر على الشهر الفضيل، ولا يضطر الانسان الى المعاناة معه في اول ايامه.
- وضع ميزانية تخص هذا الشهر الفضيل : من الامور التي لا يعتبر منها الانسان هو انه في كل مرة يأتي فيها شهر رمضان يعاني من الضائقة المالية وذلك لكون النفقات والمصاريف تتضخم فيه عما قبله، وقد يكون مرد هذا الامر الى العديد من العوامل ومنها الاقبال بشكل غير طبيعي على اصناف عديدة من الطعام وبذات الوقت كثرة الدعوات الى الاهل او الاصدقاء، ولهذا يفضل ان يبدا الواحد فينا في التحضير الى هذا الامر من قبل الشهر بتوفير بعض النفقات والنقود، خاصة ان ما يلي الشهر الكريم هو عيد الفطر .
- اكتشاف افضل الاطعمة للصوم : ينبغي على الانسان الصائم ان يبدأ البحث في افضل الاطعمة التي تكون قادرة على مد جسده بالطاقة الى اطول فترة في شهر رمضان، فمثلا يجب الاكثار من الماء، والفاكهة ، ويفضل البحث عن البروتين في الخضروات والابتعاد عن البروتين الحيواني، ومن الامور الجيدة اللبن الرائب، ، وكذلك تناول محاليل سكرية ، وتناول التمر ، وغيرها
- نظم برنامجك اليوم لرمضان : في رمضان يختلف البرنامج اليومي والي في العادة يقسم الى ثلاث فترات، صباحبة، ما بعد الغذاء، وما بعد العشاء، ليصبح التوقيت يعتمد على فترتين ما قبل الافطار وما بعده حتى السحور، وفي العادة تقوم الدول الاسلامية والعربية بتغيير اوقات الدوام والعمل ولهذا يفضل ان يقوم الشخص بإعادة ضبط اوقاته بحسب اليوم الرمضاني، خاصة انه في الصيف طويل جدا.
أضف تعليق