لماذا ينجح البعض في التفكير بطرق مختلفة حول المال وبالتالي في جني الثروات ولا ينجح فيها البعض الاخر، ولماذا يزيد الاثرياء ثرواتهم اكثر فأكثر، بينما يجمد البعض الاخر في ذات المستوى دون تقدم او تاخير، هذه الاسئلة قد تكون في بعض الاحيان محيرة، وعند البعض مربكة وغير منطقية، ولكنها عند الاثرياء بهما جواب واحد ( احترام المال )، فهذا التعبير عن الاهتمام والاحترام لهذه النقود ينعكس عى جني المزيد منه وزيادته بحسب ما يرغبون ويعشقون، وقد يكون في ذات الوقت محور وحبكة القصة ككل، وهناك مقولة لجون رون جميلة جدا حين يأتي الحديث حول المال، فهو يقول : ( انت لا تجني المال جراء عملك لمدة ساعة، بل تحصل عليه مقابل الفائدة التي تنتجها في تلك الساعة)، وبالتالي هنا احد الفروقات الرئيسية في المنظار الى الوقت والمال والانتاج، فالكل يعمل ذات الساعة والتي هي عبارة عن ستون دقيقة تمضي في حياتنا اجمع ولكن قلة من تستطيع ان تخلص الى فائدة عظيمة خلال الساعة لا يستطيع القيام بها اخرون، ومن هذه النقطة سنذهب الى دراسة الطرق المختلفة في التفكير التي يذهب لها الاغنياء عندما يتعلق الامر بالمال، وهي الوسائل التي ساعدتهم في سعيهم ليصبحوا على ما هم عليه:
كيف يفكر الاثرياء بطرق مختلفة حول المال (كيف تحترم المال اكثر ) :
التخلص من الديون : لعل من اول المهام التي يقوم بها الشخص الذكي في تعريف المال والتعامل معه هو التخلص من الديون التي عليه، خاصة تلك الديون التي تكون في معظمها ديون بنكية، وبالتالي فإن الفوائد في النهاية ستطغى على المبلغ الاصلي ذاته، ولهذا فإن اول الامور التي يعمد لها هؤلاء الاشخاص هو التخلص من هذه القروض والتي تشكل عبئا ماليا على الانسان والتي قد تحول دون نجاحه وانطلاقته، فالنصيحة الاولى والاهم هي التخلص من القروض والديون وخاصة البنكية والعائدة الى المؤسسات المالية والت تكون ذات فائدة عالية.
وضع اهداف تخص المال : هناك الكثير من الاشخاص من يضع اهدافا شخصية لحياته ويحاول ان يحققها بشتى الطرق، وهناك الكثير من يحاول ان يصل اليها بشتى الطرق، ولكن ان يضع الانسان اهدافا لماله، قد يظن البعض ان الامر سخيف بعض الشيء خاصة انه ينظر الى الحساب البنكي على انه امر جامد يستطيع ان يتحكم بهن ولكن في الحقيقة فإن الامر اعمق من ذلك، فقد يكون المال هو الهدف بعينه ويكون السبب في ايجاد اهداف اخرى، وقد يكون الوسيلة وهذا الامر يعتمد على نظرة الانسان الى المال بطريقته الخاصة، ولكن في المجمل فإن الهدف عند الاثرياء او من يجيدون التعامل معه هو القاعدة التي يمكن من خلالها بناء الهدف في النهاية.
اجادة تشغيل المال :على ارض الواقع فإن المال هو شيء جامد، نعم انت تستطيع الاستفادة منه، لكنه كالشجرة قد لا يستمر في طرح ثماره ان لم تستطع العمل بجد لغايات زيادة نموه والاستفادة من هذا النمو قدر الامكان، ولهذا فإن الاثرياء هم انجح الناس في تشغيل المال حتى يزيد ويستطيع اعطاءهم المزيد والمزيد من بنات جنسه، فالنقود كما يقال تجلب النقود ان كان مالكها حكيم في الاستخدام، وفي النهاية ان يطبق البعض الخطة الامنه وهي وضع النقود في البنك لغايات الفوائد كل عام هو امر غير مجدي فنسب الفائدة حاليا متدنية ولهذا فإن ما يجنيه الانسان من الفائدة قد لا يستطيع ان يسد به الفروقات في ارتفاع الاسعار نتيجة التضخم، فالاسلم محاولة الاستخدام الجيد للمال مع تقبل المخاطرة .
يتجرؤن على سؤال غيرهم ممن يعلم اكثر : في العادة يكون لمعظم الاثرياء من رجال الاعمال العديد والعديد من المستشارين الذين يقدمون لهم النصح في الامور التي تهمهم وعلى الاخص الامور والشؤون المالية، هذا الامر لكونهم مقتنعون ان الانسان لا يستطيع ان يلم بكل شيء ويحتاج الى المبادرة والى الفهم، وهذا الامر ذاته ينطبق على الاشخاص التي تكونت ثرواتهم اما نتيجة الارث او ان تكون قد لعبت الصدفة دورها في هذا الامر، فهم على ارض الواقع يحتاجون الى البعض ممن يستطيعون نصحهم عن مكان الاستثمار الناجح، ونسب المخاطرة والفوائد والارباح المرجوة من هذا الامر، فإن يقوم الانسان بدفع مبلغ بسيط كبدل لخدمات هذا الانسان حتى يستطيع جلب ارباح كبيرة هو امر اكثر من رائع ويكشف قدرته على الابداع.
وضع قيود على كمية الانفاق في العادة : يعتبر الانفاق هو اكبر والد اعداء المال، ولهذا فهؤلاء الاشخاص الذين نتكلم عنهم يدركون هذا الامر جيدا ويدركون كيف يمكنهم الابتعاد عن الانفاق المتسرع والكثير دون مبرر، ولهذا فهم يلجأون في العادة الى وضع الكثير من القيود والقواعد للتعامل مع المال، فهم يعرفون اين ينفقون وكيف ومتى و لا يتركون الحبل على الغارب، وحسب اهواءهم بقدر ما يمكن للمنطق ان يسيطر على هذا الامر،
ضبط المعادلة الصحيحة ، عمل اكثر و انفاق اقل : المعادلة الافضل للتعامل مع المال هي بسيطة جدا، اعمل اكثر، استثمر اكثر، وانفق اقل، وهذه المعاملة على بساطتها لا يجيدها الى قلة وهم الناجحون، ولهذا يجب ان يحاول اي شخص فينا يرغب في زيادة على ثروته ان لن يحصل هذا الامر الا بإتباع هذه القاعدة، واما الاستثناءات فهي آنية ويمكن ان تتغير بمضي الوقت، فالاصل ان يستطيع الانسان الموازنة بين حجم الانفاق الذي يقوم به كما ذكرنا سابقا مع حجم كمية العمل والذي يجني من خلاله المال حتى يستطيع النجاح.
هم لا ينفقون الا فيما يحتاجونه : بالطبع ان اكثر الامور التي قد تساهم في تضاؤل الثروات وانكماشها ولربما اختفاؤها لاحقا هي عدم القدرة على ضبط الرغبة بالانفاق على امور لا يحتاجها الانسان، وقد يؤدي هذا الامر في النهاية الى الافلاس، وهناك العديد من الامثلة على ذلك ومنهم الممثل الامريكي المشهور نيكولاس كايج والذي قد يضطر الى اعلان افلاسه كونه انفق امواله في امور غريبة و لايحتاجها من بيوت وقصور وتحف، فالاصل ان يستطيع الانسان ان يفهم ان عدم حاجته لبعض الاشياء هي افضل كابح له للوقوف عن هذا الخط وعدم الشراء.
التنويع في الدخل : وهي من القواعد الكبيرة وقد تكون الاشهر في هذا العالم، فمن الامور المهم التي تحدث عنها احد اغنى الرجال في العالم ( وارن بافيت ) انه يجب عليك ان لا تضع بيضك في سلة واحدة وبالتالي ان تلجا الى زيادة مصادر دخلك قدر الامكان وتنويعها، وذلك حماية لك من الوقوع في اي خطر لاحق ان تضررت احد المشاريع التي تجلب الدخل لك.