الإصابة بالحمى لا تُعتبر خطيرة في حد ذاتها، بل دلالة على قوة الجهاز المناعي للجسم، فالحمى بمثابة حرب يخوضها الجهاز المناعي ضد عدوى أو التهاب ما، أي أنها ليست مرض في حد ذاتها، بل أحد الأعراض التي تدل على تعرض الإنسان لهجوم خارجي، لكن ارتفاع درجة الحرارة بشكل مُبالغ فيه قد يؤدي لحدوث مضاعفات لا يُحمد عقباها، فقد تؤدي لخلل شديد بوظائف الجسم يصل لموت وتلف بخلايا المخ وفي بعض الأحيان قد تؤدي للوفاة! لذلك لابد أن يُحاول المريض خفض درجة حرارة الجسم وإعادتها للمستوى الطبيعي بأسرع وقت ممكن لتلافي أي أضرار قد تلحق به، لحسن الحظ هناك بعض الإجراءات التي يُمكن إتباعها بالمنزل من شأنها التخفيف من حدة الحرارة ومساعدة المريض على التعافي، سنستعرضها في المقال التالي.
خطوات معالجة المصاب ب ارتفاع درجة الحرارة في المنزل :
خذ حمام بارد
عادة ما يُلاحظ أن مريض الحمى يُعاني من تعرق شديد، إفراز العرق هنا وسيلة دفاعية للجسم يُحاول بها ترطيب الجلد وتخفيض درجة حرارته وحرارة باقي الأعضاء حتى يحميها من التلف، لذلك أفضل وسيلة تُساعد بها جسدك على تخطي هذه المرحلة هو بالاستلقاء بعض الوقت في حوض الاستحمام مع مياه معتدلة، تجنب تماماً المياه شديدة البرودة حتى لا تُصيب جسدك بصدمة، كذلك المياه الدافئة ستعمل على رفع درجة حرارتك أكثر وبالتالي يُصبح الوضع أسوء.
قم بعمل كمادات باردة
نفس الفكرة السابقة، حاول قدر الإمكان مساعدة جسدك في خفض درجة الحرارة، وضع قطعة من القماش أو القطن المبلل على جبهتك وباقي أجزاء جسدك سيُساعد على امتصاص الحرارة الزائدة وتهدئة الجسم قدر الإمكان، كذلك حاول أن تقوم بخفض درجة حرارة الغرفة قليلاً سواء بإعادة ضبط جهاز التكييف أو حتى باستخدام المروحة، لكن لا تخفض درجة الحرارة أكثر من اللازم حتى لا تُنهك جسدك.
حاول أن تنام قدر الإمكان
كما ذكرنا سابقاً، الحمى تعني أن جسدك في حالة حرب، بالتالي يحتاج لأكبر قدر ممكن من الطاقة حتى يتمكن من المقاومة والصمود، لذلك يجب أن تُريح نفسك قدر الإمكان ولا تُحاول القيام بأي مجهود بدني عنيف، فكل حركة تستنزف من طاقتك وتجعل وضعك الصحي أسوء.
تناول أكبر قدر ممكن من السوائل
خاصة في حالة التعرق الشديد، يجب أن تُعوض جسدك بما يحتاج من مياه حتى لا تُصاب بالجفاف، فالمياه هي المكون الرئيسي لثلثي جسد الإنسان، بالتالي تدخل في كل العمليات والوظائف الحيوية، لذلك تناول على الأقل كوب من الماء أو العصائر الخفيفة الباردة كل ساعة، كي تستعيد عافيتك بأسرع وقت ممكن.
تجنب الأطعمة الدسمة
يُستحسن أن تعتمد على الفواكه والأطعمة البسيطة في مثل هذه الحالة، فتناول المأكولات الغنية بالزيوت والبهارات وما إلى ذلك قد تتسبب في رفع حرارتك أكثر، كما أنها تحتاج لمجهود كبير كي يتم هضمها وتخزينها في الجسم، لذلك حاول أن يكون طعامك طبيعياً قدر الإمكان، فالفواكه والخضروات الطازجة تحتوي على الكثير من المعادن والفيتامينات كما أنها غنية بمضادات الأكسدة، بالتالي تعتبر غذاء مثالي في حالة المرض، يُمكنك تناول بعض الأطعمة المسلوقة أيضاً، لكن تجنب الطعام الساخن تماماً كي لا يُسبب لك مزيداً من الأذى.
أكثر من تناول الخلطات العشبية
أغلب الأدوية الكيميائية تكون عبارة عن مستخلصات من النباتات والأعشاب الطبيعية، لذلك بدل أن تُرهق جسدك بمزيد من الكيماويات حاول أن تُكثر من تناول الأعشاب المهدئة والمضادة للالتهاب، مثل النعناع والينسون والبردقوش والريحان والحلبة وماء الشعير، يُمكنك خلط هذه الأعشاب معاً وغليها ثم تناولها باردة على مدار اليوم، فهي تتميز بقدرتها على مقاومة الالتهاب وتقوية جهاز المناعة كما أن لها تأثير خافض للحرارة.
أكثر من تناول عسل النحل
يتميز عسل النحل بقدرته الفائقة على تقوية جهاز المناعة ومُقاومة الالتهابات، فهو غني جداً بالفيتامينات والعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة، وقيمته الغذائية مرتفعة جداً، يكاد يحتوي على كل ما يحتاجه الجسم من فيتامينات، لذلك حاول أن تتناوله قدر الإمكان أو استخدمه في تحلية العصائر والمشروبات الأخرى في حال لم تستسغه.
تناول بعض خافضات الحرارة
أحياناً يكون من الضروري أن تحصل على بعض المساعدة الطبية خاصة إذا استمرت درجة حرارتك كما هي مع كل الإجراءات السابقة، فقد يكون جهازك المناعي غير قادر على هزم المرض ويحتاج لبعض المساعدة الخارجية، لذلك يُمكنك تناول بعض الأقراص أو الأدوية الخافضة للحرارة حتى تذهب لزيارة الطبيب، لكن لا تستهن بالأمر مهما حدث، فالحمى مع الإهمال قد تؤدي للوفاة!