لقد أمرنا في جميع الأديان السماوية أن نتحلى بمكارم الأخلاق فنُساعد المحتاج، ونعطف على الصغير ونرحم الكبير ونراعي إخواننا وجيراننا بكل ما أوتينا من قوة، لكن للأسف قليلون من يتبعون هذه الأوامر أو يعرفون حتى مكارم الأخلاق، فأصبح مجتمعنا بعيد كل البعد عن التحضر والرقي، أصبح مجرد السير في الطرقات بمثابة مُخاطرة كبيرة أو حرب نخوضها يومياً ضد فساد الأخلاق ! فيلعن كل منا الظروف والمجتمع غير مدركين أننا السبب الرئيسي لما يحدث! لو بدأ كل منا بنفسه وحسّن أخلاقه وساعد غيره لتبدلنا من حالٍ إلى حال، لكن من أين يجب أن نبدأ؟ وكيف يُمكن أن يُطور كل إنسان من نفسه؟ وما هي مكارم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل شخص؟
كيف تتحلى بحسن الخلق و مكارم الأخلاق
[icon type=”ok” size=”32″ float=”right” color=”#32742f”] كن جميل اللسان
قال صلى الله عليه وسلم ” الكلمة الطيبة صدقة” أي أن كل كلمة جميلة تُخرجها من فمك تؤجر عليها، كما تُحاسب أيضاً على بذيء القول، فابسط الكلمات التي نقولها دون أن نُلقي لها بالاً قادرة على تدمير أشخاص وأسر كاملة، لذلك أمرنا الله عز وجل أن نعف ألسنتنا ونختبر كل كلمة نقولها على أنفسنا أولاً، إذا لم نرتضيها لأنفسنا امتنعنا عن قولها.
[icon type=”ok” size=”32″ float=”right” color=”#32742f”] عامل جيرانك بالحسنى
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ليورثنه” إن دل ذلك على شيء فيدل على الثواب العظيم الذي يصيبه المؤمن عند الإحسان إلى جاره، والإحسان هنا لا يتوقف على مبادلة الحديث والابتسام عند رؤيته فقط، بل يمتد لمساندته وقت ضيقه، والتصدق عليه إن كان من أهل الحاجة، والسعي في مسألته قدر استطاعتك حتى تجد له مخرجاً منها.
[icon type=”ok” size=”32″ float=”right” color=”#32742f”] لا تجادل
نهى صلى الله عليه وسلم عن الجدال في أحاديث ومواضع كثير منها “ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل”، فالجدال أساس كل مفسدة، ويجب أن نوضح الفرق هنا بين النقاش والجدال، فالنقاش يعني أن يُحاول كل طرف الأخر بالأدلة والبراهين لينتهي في صالح من كان على حق ملتزمين في ذلك بآداب الحوار، أما الجدال فالغرض منه أن يستفز كل طرف الآخر بهدف أن يُظهر أسوء ما فيه لا بغرض أن يهتدي للصواب! وهذا ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يؤدي لشيء إلا لإضاعة الوقت وتضليل الآخرين ونيلهم بالسوء والخلط بين الحق والباطل.
[icon type=”ok” size=”32″ float=”right” color=”#32742f”] شارك غيرك أفراحهم وأحزانهم
ابتعد تماماً عن الحقد والضغينة، فلا تحقد على غيرك أو تتمنى له الشر فقط لأن الله منحه شيئاً قد حرمك إياه، فـ”لله ما أعطى وله ما أخذ” وتأكد أن كل شيء حرمك الله إياه لحكمة قد لا تراه الآن لكن ستعلمها بالتأكيد مع مرور الزمن، لذلك إحرص على مشاركة غيرك في أفراحهم وتمني كل الخير لهم، وواسهم في وقت الحزن واحذر كل الحذر من الشماتة مهما كان خلافك الشخصي معهم، فأنت لا تدري ما قد يُصيبك غداً!
[icon type=”ok” size=”32″ float=”right” color=”#32742f”] التزم بآداب الطريق
قد تكون هذه من أكثر الأشياء التي نفتقدها في مجتمعنا حالياً، سواء من المشاة أو السائقين، لا تخالف السرعة المحددة أو تسر عكس الاتجاه أو في أماكن غير مخصصة لك، فسوء القيادة يُعتبر هو المسبب الأساسي لحوادث الطرق، كذلك حاول مساعدة المسنين على عبور الطريق وتقديم يد العون لهم واعرض أن توصلهم لأي مكان يريدون إن كنت بسيارتك، فلا شيء أفضل عند الله من مساعدة مُحتاج، كذلك احرص على إزالة الأذى عن الطريق وعدم رمي القمامة إلا في أماكنها الخاصة حتى تُحافظ على جمال ونظافة الشوارع.
[icon type=”ok” size=”32″ float=”right” color=”#32742f”] دافع عن الضعيف
إذا رأيت ظلماً فحاول أن تدفعه عن صاحبه بكل ما أوتيت من قوة، ولا تقل أبداً ما شأني أنا، فما يطاله اليوم سيطالك غداً إن لم تُوقف الظالم عند حده، فقد قال صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن أفضل الجهاد فقال “كلمة حق عند سلطان جائر” كما أمرنا أن ننصر أخواننا سواء كانوا من وقع عليهم الظلم فنقف بجانبهم حتى يستردوا حقوقهم، أو ظالمين فنقومهم عن ظلمهم حتى يستقيموا.
[icon type=”ok” size=”32″ float=”right” color=”#32742f”] كن أميناً
والأمانة هنا لا تقتصر على حفظ الأمانات المادية فقط، بل تمتد للوعود الشفوية، فكلمة الرجل أمانة في عنقه إلى يوم الدين، لذلك لا تعطي وعداً إلا إن كنت قادراً على الإيفاء به، ولا تأكل حق أحدهم أبداً فتشهد زوراً بشيء لم تره حتى لو كان لنصرة نفسك فقد قال صلى الله عليه وسلم “أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك”.
[icon type=”ok” size=”32″ float=”right” color=”#32742f”] لا تكذب
حين سُئل صلى الله عليه وسلم عن صفات المؤمن أول ما نفى عنه كان الكذب، فقال صلى الله عليه وسلم “لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً”، لذلك كن صادقاً في كل تعاملاتك، فالصدق منجاة المؤمن يهديه لخير طريقة، كما يقي المجتمع من الكثير من الشرور أهمها الظلم الذي قد يقع على أفراده نتيجة هذا الكذب.
[icon type=”ok” size=”32″ float=”right” color=”#32742f”] أدي عملك بإتقان
لأن يقوم الرجل على أمور بيته فيكد ويجتهد حتى يكفل أهله ويمنع عنهم المسألة أفضل من أن يعتكف في المسجد طوال عمره للتعبد! فقد قال صلى الله عليه وسلم “ما أكل العبد طعاماً أحب إلى الله من كدِّ يَدِهِ ومن بات كالاً من عمله بات مغفوراً له” وهذا دليل واضح على مكانة العامل المجتهد عند الله عز وجل.
أخيراً، حين سُئلت السيدة عائشة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان قرآناً يمشي على الأرض، فجعله صلى الله عليه أسوتك، واتبع هداه في كل عمل تقوم به، فقد ترك فينا ما إن تمسكنا به لن نضل أبداً، وتأكد أن أخلاق الإسلام وتعاليمه السليمة السوية هي طوق النجاة الوحيد لنا في كل ما يُحيط بنا من فساد، فاتبع تعاليمه تسلم.
أضف تعليق