أغلب الأساطير المتوارثة تدور فى فلك البحث عن الإكسير السحرى المانح للسعادة الأبدية، وطوال القرون الماضية ظل إكسير السعادة مجرد أسطورة تتناقلها الأجيال، إلا أن جاء العلم بالأدلة القاطعة على اختلاط هذا الإكسير بدمائنا منذ لحظة ميلادنا، لكنه يحمل اسماً مغايراً عما اعتادنا تسميته به.. نسميه “الحب”.
وقد تناولت العديد من العلماء “مشاعر الحب” بالبحث العلمي، وتوصلت إلى أنه عملية كيميائية تتم داخل المخ في الأساس فتؤدي إلى ذلك الشعور الساحر تجاه شخص معين، وتنعكس على الحالة العامة للإنسان نفسياً وجسمانياً.. النتائج التى أثبتتها تلك الأبحاث والدراسات عن فوائد الوقوع في الحب كانت مذهلة بكل المقاييس، ومقولة “الحب يصنع المعجزات” لم تعد من التعبيرات المجازية، بل إنها باتت وصف دقيق تماماً لمشاعر الحب الصادقة.
فوائد الوقوع في الحب
الحب يمنع الاكتئاب :
إن شعور الإنسان بمشاعر الحب يعزز قدرة الدماغ على إفراز مادة السيروتونين وهي إحدى الناقلات العصبية ذات التأثير المباشر في تنظيم الحالة المزاجية للإنسان وتشعره بالاطمئنان والسكينة، حتى أنه يُطلق على هذه المادة اسم “هرمون السعادة“، وقد لوحظ أن نسبة كبيرة من مرضى الاكتئاب يعانون من نقص فى إفرازات هذه المادة، ودأب العلماء -منذ اكتشافها- على ابتكار أدوية مضادة للاكتئاب تعمل فقط على رفع مستويات مادة السيرتونين داخل الدماغ، وهو الأمر الذي يتحقق بشكل طبيعي لحظة تدفق مشاعر الحب إلى الإنسان.
الحب يُسرع من التئام الجروح :
سحر الحب لا يتوقف فقط عند الحدود النفسية بل إنه يمتد ليشمل الجانب الجسدي أيضاً، وفي عام 2005 بجامعة أوهايو الأمريكية قام الباحثين (رونالد غلاسر وجان كيكولت) بعمل دراسة شملت 42 زوجاً، حيث قاموا بصنع ثماني ثقوب طفيفة بأذرع الأزواج، ولوحظ أن الأزواج الذين يتمتعون بحياة زوجية سعيدة شفيت جراحهم قبل الموعد المتوقع بيوم كامل، ومن المعروف أن النوم يساعد على التئام الجروح لما يحققه للجسم من راحة واسترخاء، والحديث الودي بين المحبين لمدة نصف ساعة فقط يحقق للجسم تلك الحالة من الاسترخاء التى يكتسبها أثناء النوم لمدة 6 : 8 ساعات.
الحب يمنح الطاقة :
تغلغل مشاعر الحب بداخل الإنسان تعمل على رفع حالته المعنوية لأقصى معدل ممكن، كما أن له دور فعال في تحسين الحالة الجسمانية للإنسان بشكل عام، والدراسات النفسية التى أجريت بالعديد من الجامعات أثبتت إن القدرة الإنتاجية لأى إنسان تصل إلى أعلى معدلاتها عند تحقيق الشعور بالسعادة أو الشعور بالاستمتاع، وكلا الشعورين يتولدا عندما يعيش الإنسان حالة الحب.
الحب ينشط القدرات العقلية :
بناءً على الدراسة التى تمت بجامعة (أوتاجو بنيوزيلندا) فإن مشاعر الحب تؤدي إلى تنشيط القدرات العقلية، وتخلق لديهم قدرة أكبر على التركيز وإجراء العمليات الحسابية، كما أن مشاعر الحب تنمي النواحى الإيجابية لدى الإنسان، والأشخاص الذين خضعوا للدراسة وهم في خضم علاقات عاطفية مستقرة كانت احتمالية تعرضهم للاكتئاب والانتحار أقل بنسبة كبيرة من الآخرين.
الحب يُحسن المستوى المعيشي :
الفوائد العديدة التى ذكرناها لمشاعر الحب مجتمعة تؤدي إلى تحسين المستوى المعيشي للإنسان، حيث أن الدراسات التي تمت حول مشاعر الحب وجدت أن الأشخاص المحبين يتمتعون بالاستقرار فى حياتهم المهنية والشخصية، وهو ما يدفعهم إلى التقدم المستمر، اتخاذ خطوات أسرع نحو تحقيق أهدافهم.
الحب يقوي عزيمتك:
مؤازرة الشريك ودعمه المستمر فضلاً عن أنه أكبر دليل على نجاح العلاقة، فأنه أيضاً يجنب الطرف الآخر الوقوع فى فخاخ الإحباطات والضغوط، ويدفعه على المضي قدماً متفادياً المشاعر السلبية كالتوتر والقلق، ومشورة وتشجيع الشريك تمكن الآخر من اتخاذ القرارات الصحيحة، وهذا كله يقوي من عزميته بشكل كبير ويدفعه إلى تحقيق نجاحات لم يكن يتصورها.
الحب يجعلك تبدو في شكل أفضل:
كل ما أردت تحقيقه يوماً وعجزت عنه فهو لم يعد مستحيلاً طالما إنك محباً، ففى سبيل محاولات إرضاءك للشريك ستتمكن من الحصول على الوزن المثالي، والتأنق فى اختيارك لملابسك، ونوع تصفيفة شعرك، وما إلى ذلك.
الحب يجعل شبابك دائم:
الحب يحصنك بالسعادة والشعور بالرضا ضد كل ما يمكن أن يعكر صفو حياتك، وهذا يُحسن من صحتك بوجه عام وينعكس على وجهك فيجعلك تبدو أكثر شباباً، فالشعور بالحب ينتج عنه هرمون الإندروفين، وهو الذي يساعد على تدفق الدم إلى البشرة مما يقلل نمو التجاعيد.
الحب يقوي علاقاتك بالآخرين:
حالة السعادة التي تنشأ عن شعور الإنسان بالحب بطبيعة الحالة تنعكس على أسلوبه في التعامل مع الآخرين، فيصبح أكثر لطفاً ولباقة، وهذا يخلق منه شخصاً جذاباً، ويكسبه احترام وقبول الآخرين، مما يساهم بشكل مباشر وفعال على تقوية روابطه الاجتماعية.