تسعة
الرئيسية » دين » كيف أثر وصول الإسلام للصين على أديانها وثقافتها المحلية؟

كيف أثر وصول الإسلام للصين على أديانها وثقافتها المحلية؟

منذ تولي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب حكم المسلمين بدأت الوفود الإسلامية الدعوة في الأراضي الصينية، واستمرت عملية وصول الإسلام للصين حتى مجيء الدولة العباسية ولكنها لم تأخذ شكلًا واحدًا بل كان لها عدة أشكال مختلفة، وهذا ما سوف نتعرف عليه هنا.منذ تولي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب حكم المسلمين بدأت الوفود الإسلامية الدعوة في الأراضي الصينية، واستمرت عملية وصول الإسلام للصين حتى مجيء الدولة العباسية ولكنها لم تأخذ شكلًا واحدًا بل كان لها عدة أشكال مختلفة، وهذا ما سوف نتعرف عليه هنا.

وصول الإسلام للصين

أخذت عملية وصول الإسلام للصين وقت طويلًا بعض الشيء فعلى مدار مائة عام تقريبًا كانت الوفود الإسلامية ترسل إلى تلك الأراضي، فكما نعلم الصين دولة كبيرة جدًا في المساحة الجغرافية وكبيرة كذلك في التعداد السكاني، ولذلك كان الأمر بطيء بعض الشيء على الدعاة وبالرغم من إسلام الملايين من سكان الصين إلا أنهم لا يمثلون إلى عدد قليل جدًا بالنسبة لسكانها، فالآن يوجد في الصين حوالي ثلاثين مليون شخص مسلم، وهو رقم كبير جدًا بالنسبة للدول الإسلامية فهناك دول إسلامية سكانها جميعًا لا يتجاوزن المليونين، ولكن إذا قومنا بمقارنة نسبة المسلمين في الصين والمقدرة بثلاثين مليون مع التعداد السكاني الكلي لتلك الدولة فسنجد أن نسبتهم لا تتخطى الواحد ونصف بالمائة، نظرًا لكون تعداد السكان في الصين حوالي مليار وثلاثمائة مليون شخص تقريبًا، عامة عملية وصول الإسلام للصين صارت وفق عدة محاور وطرق مختلفة لكل طريق منهم كان له نتيجة معينة، ونحن هنا سوف نتعرف على كافة هذه الطرق بشكل مفصل، فإن كنت مهتم بمعرفتها فيتوجب عليك أن تتابع هذا المقال حتى نهايته، فلا تذهب بعيدًا.

طرق وصول الإسلام للصين

وصول الإسلام للصين طرق وصول الإسلام للصين

لم تقتصر عملية وصول الإسلام للصين على طريق واحد بل كانت له عدة طرق مختلفة جميعها تسببت في اعتناق ملايين الصينيين للدين الإسلامي الحنيف، وهذه الطرق تتمثل في الطريق البري التجاري، والطريق البري العسكري، والطريق البري الدعوي، والطريق البحري، كل طريق منهم له أسلوبه الخاص في وصول الإسلام إلى الصينيين، لذلك لابد أن نذكر كل طريق منهم بشكل مفصل حتى نتعرف على المسارات التي سلكها أصحاب ذلك الطريق، وكيف كان تأثيرها في ذلك الوقت وفيما بعد أيضًا، وسنبدأ بالطريق البري العسكري.

الطريق البري الدعوي

أولى الطرق التي ساعدت في وصول الإسلام للصين هو الطريق البري الدعوي، فالدعوة بالحسنى كانت في المقام الأول بالنسبة للمسلمين، فكان المسلمون بعثاتهم الدعوية لدعوة أهل تلك المنطقة للإسلام، فمن دخل في الإسلام دخل ومن رفض فهو حر ولا إكراه في الدين، ولذلك أرسل الخليفة عمر بن الخطاب بعض المبعوثين المسلمين لدعوة أهل الصين للإسلام، فكانت منطقة تركستان الشرقية هي أولى المناطق الصينية التي وصل إليها الإسلام، فدعا المبعوثين الإسلاميين أهل تركستان الشرقية وقد أستجاب لتلك الدعوة أعداد لا بأس بها منهم، ثم تبعها بعوث إسلامية أرسلت من قبل الخليفة الراشد الرابع عثمان بن عفان.

حيث حذا عثمان حذو عمر وأرسل وفود إسلامية لدعوة أهالي تركستان الشرقية للإسلام، فازدادت أعداد المسلمين في تلك المنطقة حتى صاروا بالعدد الذي لا بأس به، ولم يقتصر دور الخليفة عثمان بن عفان في دعوة الصينيين على الجانب البري فقط كما فعل الخليفة الراشد الذي قبله عمر بن الخطاب، بل قام عثمان بتوسيع محاور دعوة الشعب الصيني للإسلام، ولذلك أرسل مبعوثين له على الطريق البحري كانت مهمتهم هي دعوة الصينيين للإسلام، وهذا المحور أو الطريق سنتعرف عليه تفصيلًا في فقرة الطريق البحري.

وصول الإسلام للصين من الطريق البري العسكري

ثاني الطرق التي حدث من خلالها وصول الإسلام للصين هو الطريق البري العسكري، فكما نعلم كان المسلمون يقومون بدعوة الناس للدين الإسلامي أولًا بشكل سلمي بحت، وبعدما يفشلون في ذلك يقومون بغزو تلك المنطقة عسكريًا حتى تصبح تحت الحكم الإسلامي، ولكنهم لا يكرهون أهلها على اعتناق الإسلام فمن شاء دخل فيه ومن شاء امتنع عنه، بشرط دفع الجزية المقررة على غير المسلمين في المناطق التابعة للحكم الإسلامي، عامة أرسلت أول حملة عسكرية على الأراضي الصينية في فترة حكم الخلافة الأموية، حيث أرسلت الخلافة حملة عسكرية بقيادة القائد الإسلامي الشهير قتيبة بن مسلم الباهلي، وكان على رأس الخلافة الأموية وقت هذه الحملة هو الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، الذي أمر بخروج تلك الحملة في العقد الأخير من القرن الأول الهجري.

وقد كانت تلك الحملة العسكرية مجهزة بالشكل الكافي وهو الأمر الذي سمح للقائد قتيبة بن مسلم بفتح تركستان الشرقية بأكملها، وصارت تلك المنطقة الكبيرة مسلمة بشكل شبه كامل وأصبحت منذ ذلك الوقت قاعدة المسلمين في وسط وشرق آسيا، فخرج من تركستان الشرقية الكثير من الدعاة إلى الإسلام في كافة الأراضي الصينية، وخرجت منها حملات عسكرية فيما بعد لتوسيع رقعة المسلمين في تلك المنطقة الفسيحة، هذا بجانب المسلمين الذين كانوا يرسلون من قبل الخلافة الأموية ومن بعدها الخلافة العباسية لدعوة باقي الأراضي الصينية للإسلام، فقد نمى الإسلام في الصين بشكل كبير حتى صار يعتنقه عشرات الملايين من الصينيين، وبالطبع كان للجانب البري العسكري تأثير في وصول الإسلام للصين ونموه بهذا الشكل.

الطريق البري التجاري

نأتي هنا للحديث عن الطريق الثالث في عملية وصول الإسلام للصين وهو الطريق البري التجاري، فعن طريق الحرير الشهير جدًا كان ينتقل التجار المسلمين من الشام وشبه الجزيرة العربية والعراق إلى الصين وتخومها، فكان يأتي التجار لنقل بضائعهم إلى الصين أو شراء بعض البضائع من الصين، ومع ذلك يحملون معهم العقيدة الإسلامية الصحيحة فينشرونها بين الصينيين، وكانت وسيلة الدعوة هذه هي الأكثر نجاحًا من بين كافة الوسائل التي ذكرت والتي ستذكر في الفقرات التالية، وما يدل على ذلك أنه في إحدى الفترات كان هناك أكثر من أربعة آلاف أسرة تجارية يعيشون في العاصمة الصينية، فقد كان هدف هؤلاء الأول هو نشر الإسلام مع المتاجرة بالسلع التي لديهم ولكن بعدما وجدوا أن الأمر بالجيد بالنسبة لهم، فثمة الكثيرين الذين يدخلون للإسلام ولذا ظل هؤلاء التجار المسلمين يعيشون في الصين ويقومون بدعوة شعبها للإسلام.

ويذكر أنه من بين هؤلاء قام بعض المسلمين بالتزوج من الصينيات وتكوين أسر جديدة وأولاد صينيين مسلمين، وبذلك ازدادت أعداد المسلمين في الصين وأصبح هناك أطفال يولدون وهم على الدين الإسلامي بالفطرة، وأيضًا بنيت المدارس الإسلامية لتعليم الصغار، وبنيت المساجد للصلاة والعبادة، ومن أشهر المساجد التي بنيت قديمًا في الصين هو مسجد ذكري النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ولا يزال هذا المسجد موجود حتى يومنا هذا في منطقة كانتون، وهناك أيضًا مسجد الطاهر الذي لا يزال موجود حتى الآن في منطقة تشوان تشو، وهذا المسجد موجود فيه لوحة حجرية منقوش عليها اسم عجيب مظهر الدين وهو تاجر مسلم قام ببناء ذلك المسجد قديمًا، هذه الآثار الكثيرة تدل على مدى نجاح الطريق البري التجاري في وصول الإسلام للصين كما قلنا مسبقًا.

وصول الإسلام للصين من الطريق البحري

وصول الإسلام للصين وصول الإسلام للصين من الطريق البحري

الطريق الرابع والأخير في عملية وصول الإسلام للصين هو الطريق البحري الذي كان تابع للتجار أيضًا، ولكنهم هنا لم يأتوا عن طريق الحرير البري كما فعل من قبلهم بل كانوا يأتون من خلال البحر وهو الأمر الذي وسع من انتشار الإسلام في الأراضي الصينية، فقد كان التجار العرب المسلمين يأتون عن طريق المسار البحري الذي كان يبدأ من بحر العرب ويمر بخليج البنغال ثم مضيق ملقا وفي الأخير ينتهي داخل جنوب الصين، وقد كانت هناك ثلاثة مدن رئيسية تستقبل التجار القادمين إلى الصين عن طريق البحر وهم مدن يانغتشو وقوانغتشو وتشيوانتشو، وهكذا توافد أعداد كثيرة من التجار المسلمين على دولة الصين حتى أنتشر الإسلام بشكل لا بأس به في تلك الدولة.

فالتجار كما قلنا لم يأتوا حاملين أمتعة لبيعها أو للشراء فقط بل كانوا يأتون وفي نيتهم نشر الدين الإسلامي، وبالفعل قد نجحوا في تحقيق ذلك فقد ازدادت أعداد المسلمين شيئًا فشيء مع مرور الوقت، وما زاد من أعداد المسلمين أكثر هو كونهم قد عاشوا في الصين فازداد الجانب الدعوي بشكل كبير للغاية، وازدادت أعداد المسلمين في تلك الأراضي الكبيرة جدًا.

أحمد حمد

اهوى القراءة والمطالعة عن كل جديد. الإنترنيت اتصفحه لزيادة المعرفة. اكتب في مواضيع عدة وخاصة تلك التي تقدم أرشادات وتعليمات لمساعدة الأخرين

أضف تعليق

ثلاثة − اثنان =