تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف تتخلص من مرض وسواس الموت المُخيف وما هي أعراضه؟

كيف تتخلص من مرض وسواس الموت المُخيف وما هي أعراضه؟

وسواس الموت مرض من أخطر الأمراض التي قد تُصيب الإنسان في يوم من الأيام، فعلى الرغم من كونه مجرد مرض نفسي إلا أن خطورته أكبر بكثير من خطورة المرض البدني.

وسواس الموت

يُعتبر مرض وسواس الموت أحد أهم الأمراض وأكثرها انتشارًا خاصةً فالآونة الأخيرة، فعلى الرغم من كون الموت قديم قدم الإنسان إلا أنه قد أصبح فجأة هاجس ومرض يُعاني الناس منه، بل وإن تفاقم الإصابة به قد يؤدي إلى الموت، تخيلوا أن الموت يُصبح طريقًا إلى الموت!، هذا أمر مجنون بالطبع، لكن ما يؤدي إليه هذا المرض قد يجعلنا نقول أكثر من ذلك، والحقيقة أن الخطورة الفعلية للمرض تظهر في أسبابه المتعددة التي قد يصل معظمها إلى حد الغير معقول، وإذا كنتم ستأخذون مرض وسواس الموت ببساطة فيجب أن تعرفوا أنه يقتل سنويًا أكثر من ثلاثة آلاف حالة، وهذا رقم قد لا تصل إليه أمراض بدنية شهيرة، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على وسواس الموت وأهم أسبابه، والأهم من كل ذلك بالتأكيد أهم طرق علاجه أو التخلص منه نهائيًا.

ما هو وسواس الموت؟

الوسواس لقب يُطلق على الشيطان لأنه يمسك الإنسان ويأخذ في الوسوسة له بشكل مستمر، والوسوسة هي التحدث في الأذن، وهي درجة من درجات الهمس، لكنها يُقصد بها الأمور السيئة عمومًا، وقد كان الشيطان أول من استخدم الوسوسة بمعناها الحرفي، أما البعض الآخر فقد رجح أن الوسوسة لا يُقصد بها مجرد التحدث، وإنما هي فعل يدل على الخوف، ولهذا فإن وسواس الموت مُصطلح يُقصد به الخوف من الموت أو الرهبة منه، وهذا ما أخذ به الأغلبية.

علم النفس عرف وسواس الموت بأنه خوف شديد وقلق أشد على النفس، حيث يشعر الشخص فجأة أن حياته قد أصبحت في خطر وأنه يعيش حالة من الضجر والقلق سوف تنتهي به في طريق الموت، لدرجة أنه يتخيل أن كل شيء مُحيط به يكمن فيه الموت بطريقة أو بأخرى، حتى ولو كانت أشياء بسيطة وتافهة بالنسبة للأشخاص العاديين سوف تبدو بالنسبة لمرضى وسواس الموت أسلحة جريمة بامتياز، لكن، ما هي يا تُرى أعراض ذلك الوسواس؟

أعراض وسواس الموت

وسواس الموت بالطبع مثله مثل أي مرض آخر، له عدة أعراض يُمكن كشفه من خلال التعرض عليها، فمثلًا إذا رأيت شعر شخص ما يتساقط أمامك فسوف تعرف أنه مصاب بالسرطان، وإذا رأيته يرشح فسوف تعرف أنه مصاب بالبرد، وبنفس الطريقة أيضًا ثمة بعض الأعراض التي يُكتشف من خلالها وسواس الموت وصاحبه، وعلى رأسها بلا شك ذلك العرض الجلي في الجسم المتمثل في تصارع نبضات القلب.

تسارع نبضات القلب

تُعتبر عملية تسارع نبضات القلب من أهم الأعراض التي يمكنك الجزم من خلالها بإصابة الشخص بمرض وسواس الموت، فالشخص المصاب بهذا المرض يُصاب بحالة شديدة من التوتر، تلك الحالة بالتأكيد تجعله يزيد من معدل نبضات قلبه جبرًا عنه، وطبعًا نحن نعرف أن أي قلق مهما كانت صورته فإنه يُساعد على زيادة ضربات القلب، فتخيلوا أن ذلك القلق ناتج عن الخوف من الموت!، بالتأكيد سوف يكون الأمر عظيمًا وتسارع النبضات لن يكون طبيعي، وسيُصبح بإمكانك اكتشاف وجود وسواس الموت بالشخص الذي أمامك بسهولة.

العجز عن التنفس

عندما تتضافر أعراض كثيرة مثل الخوف والقلق وتسارع نبضات القلب بالإضافة إلى التفكير أيضًا في دنو الموت فإن الجهاز التنفسي بصورة تلقائية يُصبح غير قادر على ممارسة عمله، حيث يبدأ الأمر بشعور متضارب بالاختناق أو الصعوبة في التنفس ثم يتفاقم الأمر بعد ذلك فيصل إلى عجز كلي، وعندما ترى هذا الأمر فأنت بالتأكيد لن تكون في حاجة إلى عرض أكبر من ذلك للدلالة على وجود مرض وسواس الموت، لكن طبعًا لا يجب علينا أن نغفل أن هذا العرض لا يجب أن يكون مصحوبًا بمرض آخر أو نتاج لمرض آخر بمعنى أدق.

الشعور الدائم بالضيق

الشخص المصاب بمرض وسواس الموت أيضًا تظهر عليه أعراض من نوعية الشعور بالضيق والوحدة، حيث يُهيأ له أن الموت سوف يُداهمه وحيدًا وأنه لن يكون قادرًا على فعل أي شيء لإيقافه، وبالطبع هذا الشعور سيختلط بالضيق والنقم على أي شيء ولأي سبب مهما كان بسيطًا، ولهذا فإن الضيق والاكتئاب من أهم أسباب الانتحار كما نعرف جميعًا.

الخوف المبالغ فيه

الخوف كذلك يُمكن اعتباره من أبرز الأسباب التي يجب الجزم بوجود مرض وسواس الموت فور رؤيتها، الخوف المُبالغ فيه تحديدًا، فعندما تجد شخص ما خائف من شيء ما فهذا أمر طبيعي جدًا ووارد، لكن أن يكون هذا الخوف من كل شيء حوله فهذا هو الوسواس بعينه، الأدهى أن غالبية خوفه يكون من الموت، وتحديدًا من الطرق التي يُمكنه الموت بها، والتي قد تبدو أغلبها غير منطقية أو غير واردة بالمرة، لكنه في النهاية مرض كما ذكرنا ويجب التعامل معه.

أعراض لحظية أخرى

ثمة بعض الأعراض اللحظية الأخرى التي يُستدل منها كذلك على وجود وسواس الموت، منها مثلًا الدوخة بلا مُبرر، وكذلك الشعور بالدوار، أو العرض الأغرب وهو الشعور بالجفاف، تخيلوا أن شخص ما لمجرد إصابته بوسواس الموت قد يُعانى من الجفاف الشديد لوقت من الزمن!

وسواس الموت وعلاجه

بعد أن تحدثنا عن الأعراض التي يمكن من خلالها اكتشاف مرض وسواس الموت نحن بحاجة الآن إلى التعرف على كيفية علاج وسواس الموت، أو بمعنى أدق التخلص منه، والحقيق أن طرق علاج وسوس الموت كثيرة، لكننا سنكتفي فقط بذكر أهم هذه الطرق أو التي أثبتت فاعليتها، وعلى رأسها مثلًا تجنب سبب الوسواس.

تجنب سبب الوسواس

مما لا شك فيه أن وسواس الموت الذي تُعاني منه له سبب معين مثل الخوف من شيء أو امتلاك ذكرى سيئة مع شيء، ولكي تتخلص من الوسواس نهائيًا عليك أن تتجنب ذلك الأمر نهائيًا، هذا على العكس تمامًا من أصحاب القول بأن أفضل طريقة لعلاج الوسواس هي مواجهته، مثلما يحدث مع شيء كرهاب الدم، فعلاجه أن يرى المريض الكثير من الدم، لكن في حالتنا هذه نقول إنه من الأفضل تجنب سبب الوسواس تحسبًا لأي مضاعفات محتملة.

استبدال الأفكار السيئة

الموت فكرة سيئة جدًا، والخوف منه أسوأ من الفكرة، لذلك يجب عليك أن تحاول عند تخلصك من وسواس الموت استبدال الأفكار السيئة التي تتذكرها فتتذكر الموت بأفكار أخرى أكثر تفاؤلًا بالحياة وما فيها من مُتع وجمال.

زيادة الثقة بالنفس

زيادة الثقة بالنفس في هذه المرحلة من العلاج أمر هام جدًا، فطبعًا جميعنا في النهاية سنموت، لكن أن تُسيطر فكرة الموت عليك كل هذا الحد فهذا شيء سوف يُحيل حياتك إلى جحيم، لذلك يجب عليك امتلاك الثقة اللازمة في انتصارك.

تحدي الموت قدر الإمكان

لا يُمكن تحدي الموت، فهو أمر لابد منه، لكننا هنا نتحدث عن تحدي وسواس الموت نفسه، وذلك من خلال تحقيق النجاح تلو النجاح وإيصال رسالة مفادها أن الحياة تمتلك ما يستحق ألا نستعجل الموت من أجله.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

2 × 2 =