وحوش الثقافة الأمريكية هي أساطير توارثتها الأجيال في أمريكا الشمالية، كغيرها من الأساطير في الثقافات العربية واليونانية والرومانية وغيرهم على مدار التاريخ، لأن طبيعة قارة أمريكا الشمالية سمحت بهذا الخيال الخصب، لكثرة المستنقعات والغابات والوديان والحيوانات الغريبة التي كانت جديدة للقادمين إلى أمريكا من أوروبا، واستمرت هذه الوحوش في الظهور إلى البشر في العصور الحديثة، ولعدم وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت، اتجه كل من يظن أنه رأى وحشًا من هذه الوحوش إلى الصحف والجرائد، التي كانت تهتم لمثل هذه المواضيع لأنها تزيد من المبيعات، وفي المقال التالي مجموعة من وحوش الثقافة الأمريكية كما ذكرتها الصحف القديمة وكما يرويها من يعتقدوا أنهم رأوها.
استكشف هذه المقالة
نصف رجل ونصف ضفدع
أسطورة الرجال البرمائيين ليست جديدة بل هي متواجدة في أغلب الأساطير القديمة، ولكن أسطورة نصف رجل ونصف ضفدع هي من أحدث أساطير وحوش الثقافة الأمريكية ، حدث ذلك عام 1902، عندما شاهد سائق شاحنة ونجار ومجموعة من الأشخاص الآخرين هذا الرجل الغريب في ليلة هادئة من بحيرة Colonial Lake في مدينة تشارلستون، كارولاينا الجنوبية، يقول الشهود بأنهم رأوا هذا الكائن الغريب يخرج من البحرية وظل يزحف على ضفاف البحرية ويخرج أصواتًا غريبة وكأنها أصوات استغاثة، لمدة 30 دقيقة ثم عاد إلى البحرية مرة أخرى، وكان رأس الكائن يشبه رأس ضفدع ضخم بعينين سوداويتين جاحظتين، أما الكتف والذراع فتشبه جسم الإنسان، ولديه ذيل مدبب كالثعبان، طوله يبلغ 2.4 متر على الأقل من الرأس حتى نهاية الذيل، ولديه أنياب ملتوية ويمتلئ جسمه بالقشور الخضراء.
قط بري نافث للنيران
كثيرًا ما تتردد أخبار وحوش القطط البرية والنمور السوداء بين وحوش الثقافة الأمريكية ، ولكن هذا القط مميز عن غيره، حدثت هذه القصة في صيف عام 1921، بمدينة Slick في ولاية أوكلاهوما، حين قامت امرأة ومعها طفليها بالتقاط التوت البري بالقرب من مستنقع في أعلى التل القريب من مشارف المدينة، فرأوا قطًا بريًا كبيرًا بالقرب من المستنقع، وعندما شاهدهم القط أخرج نيران من فمه واشتعلت النيران من حوله، وفي ثواني معدودة كان قد هرب بسرعة كبيرة متخفيًا في دخان أخضر اللون، عندما أخبرت المرأة بقصتها لصحفية محلية، قام المراسل بدعوة عالم للبحث عن الحقيقة، وعندما عادوا لمكان المستنقع وجدوا آثار أقدام قطة كبيرة أكبر من المعتاد، وحين أراد مراسل الصحفية تتبع أثار القطة رفض العالم وتوقف البحث عن القط الضخم الأسطوري.
وحوش الثقافة الأمريكية في جورجيا
طالما كانت غابات ولاية جورجيا أهم المحطات التي حدثت بها مشاهدات عديدة عن وحوش ضخمة ممتلئة بالشعر، قبل أن تنتشر الأساطير التي تحكي عن المستئذب الوحش صاحب القدم الكبيرة، انتشرت قصة عن وحش يشبه الرجل لكنه ضخم ومشعر جدًا في صيف عام 1812، طوله يبلغ حوالي 2.4 متر، له أذان كبيرة تشبه أذان الحمار، وجسمه مغطى بالكامل بشعر كثيف لونه أزرق، انتشرت هذه القصة بعد ظهوره لمجموعة من الصيادين، وعلى مدار سنتين من الحادثة الأولى، حاولت مجموعات مختلفة من الصيادين العثور على هذا المخلوق الأسطوري، وكثيرًا ما كانوا يعتمدون في بحثهم على السكان المحليين الذين يؤمنون بشدة بوجود هذا المخلوق، أو يعتقدوا بأنهم رأوه بالفعل.
وحش نهر دوتشيسن
في مقاطعة دوتشيسن بولاية يوتا الأمريكية عام 1889، كانت هناك فكرة مسيطرة بقوة عن حقيقة أسطورة وحش نهر دوتشيسن من وحوش الثقافة الأمريكية ، وكما ذكر تقرير بصحيفة محلية آنذاك، فالسكان المحليين لديهم قناعة كبيرة بوجود وحش، نصفه رجل ونصفه وحش، لديه قوة سحرية شريرة ويتملكه أرواح شريرة، يعيش في وادي نهر دوتشيسن، حتى أنهم كانوا يخافون الاقتراب من الوادي لأي سبب، لأنهم يعتقدون أنه يستطيع شم رائحتهم من خلال الرياح، ومن ثم سيقتلهم.
الشيطان أحمر السوالف
عام 1891، انتشرت واحدة من أهم قصص وحوش الثقافة الأمريكية ، التي تتحدث عن وحش غريب، تم وصفه بالكائن الضخم الممتلئ بالشعر، والمميز هو أنه يمتلك شعر بلون أحمر في السوالف والشارب، ويعوي عواءً مخيفًا شيطانيًا كما وصفه من شاهده، انتشرت القصة في البداية في مدينة نيويورك بالقرب من Gravesend Beach، حتى إن النساء والرجال كثيرًا ما كانوا يمكثون في المنازل ليلًا بدلًا من التنزه على الشاطئ، كما شاهده سائق قطار، وأضاف بأنه رأى الوحش يبتسم ابتسامة عريضة مريبة، وصوته مثل صوت الرعد، بعد ذلك كثر عدد الأشخاص الذين أصروا على أنه رأوا نفس مواصفات هذا الوحش.
نصف رجل ونصف كلب
ولاية فرجينيا هي مهد أسطورة النصف رجل والنصف كلب، ففي عام 1882 في منطقة بطرسبرغ، كثرة مشاهدات السكان التي تصف وحشًا غريبًا، يشبه الإنسان إلا إن نصفه وحش مخيف، حتى إن السكان كانوا كثيرًا ما يطلبون الشرطة لحمايتهم أثناء تنقلاتهم ليلًا في الحي، وفي عام 1885 في مدينة لينشبرغ التي لا تبعد سوى 160 كيلومتر من بطرسبرغ، شاهد السكان وحشًا ضخمًا نصفه رجل عادي، ونصفه الآخر كلب، وكان يجري خلف مجموعة من الأطفال بغرض التهامهم أحياء، وفي جميع القصص حاولت الصحف المحلية تبرير تلك المشاهدات بأن السكان قليلي التعليم وغير مثقفون، ولكن هذه المشاهدات مستمرة إلى يومنا هذا بين الحين والآخر في ولاية فرجينيا.
وحوش الثقافة الأمريكية في ولاية أيداهو
في بلدة صغيرة تدعى Chesterfield في ولاية أيداهو الأمريكية، تحديدًا عام 1902، بدأت أسطورة من أساطير وحوش الثقافة الأمريكية ، في هذا العام كان الشتاء قارس البرودة، وقرر مجموعة من الشبان الذهاب للتزلج على الجليد في النهر المتجمد بالبلدة، وحين كانوا يلعبون على الزلاجة ويتحدثون بصوت عالي، ظهر لهم هذا الوحش الضخم، المغطى بالشعر والذي يبلع حوالي 2.5 متر في الطول، بدأ الوحش يصرخ صراخًا غريبًا في وجه الشبان، ما جعلهم يفرون من الخوف سريعًا إلى بلدتهم.
وهناك قصوا ما شاهدوه على كبار السن، فذهب الكبار في اليوم التالي إلى النهر وأخذوا يبحثون عن الوحش، ليجدوا أثار أقدام كبيرة تبدأ من 18 سم وحتى 56 سم، وفي كل قدم من أقدام الوحش هناك أربع أصابع فقط، وبعد البحث في الصحف القديمة المحلية، وجدوا قصصًا لمشاهدات مماثلة في المنطقة بالماضي، وإلى اليوم هناك مشاهدات مماثلة لوصف هؤلاء الشبان لهذا الوحش بالمنطقة، وكثير من السكان تركوا البلدة في السنوات التالية للحادث، وأصبحت الآن شبه مهجورة.
وحش يتمكن من تغير أطرافه
في عام 1913، عانت ولاية أريزونا، تحديدًا في منطقة تدعى الحوض الدامي، من وحش أسطوري يطارد الماشية في المنطقة، يأكل بعضها ويؤذي بعضها الآخر، وفي تقرير جاء في صحيفة محلية، عن رعاة ماشية كانوا يرعون أبقارهم في تلال المنطقة، حين ظهر لهم المخلوق الأسطوري، ولأنهم خافوا جدًا من منظره أطلقوا عليه طلقات من بنادقهم، فلم يتأثر الوحش بل قام بإبدال أطراف، لتأتي الأرجل الأكبر مكان الأرجل الأقصر، وفي ثواني معدودة كان قد فر بسرعة كبيرة، ولاية أريزونا تعتبر إلى اليوم أحد أكثر الولايات التي تحدث فيها مشاهدات لوحوش غريبة وأجسام وكائنات فضائية.
شيطان بنسلفانيا من أشهر وحوش الثقافة الأمريكية
في بلدة تدعى سبرينجفايل في ولاية بنسلفانيا الأمريكية عام 1910، شُوهد أحد وحوش الثقافة الأمريكية لأكثر من مرة، فأطلقوا عليه شيطان بنسلفانيا وكان يدب الرعب في نفوس السكان، حتى أنهم كانوا يخرجون ليلًا في مجموعات، وأغلبية السكان كانوا يحملون أسلحة نارية لحماية أنفسهم إن لزم الأمر، من مواصفات السكان للوحش، فهو يشبه كلبًا ضخمًا، ولكن أرجله الخلفية تشبه أرجل الكنغر، مغطى بالريش، وكان شرسًا جدًا، حتى إنهم وجدوا كلبًا ممزقًا ووقعت أصابع الاتهام فورًا على الوحش، وكان يتحرك مثل النمور في السرعة ولديه قدرة كبيرة على القفز، ويصطاد عادة في المزارع ليلًا.
وحش مستنقع ديسمال
في ولاية فرجينيا بالقرب من مستنقع ديسمال Dismal Swamp، عام 1902، انتشرت قصص كثيرة عن وحوش هذا المستنقع الشرسة، في البداية خرج وحش من المستنقع وكان يأكل كلاب وماشية السكان، وبحسب ما تم وصفه، فإن كان يمتلك عيون تتوهج في الظلام مثل الفسفور، ومن المفترض أن السكان المحليون في ذلك الوقت تمكنوا من القبض على الوحش وقتله، ولكن بعد وقت قصير خرج من المستنقع وحشًا آخر، وهذه المرة تم وصفه بالذئب الكبير، يمتلك شعر أصفر وأشعث، ورأس طويل، وعيون مغمورة، وأصر مزارع محلي بان الوحش قام بقتل كلابه السبعة أمام عينيه وعندما أطلق عليه النيران من بندقيته قام بالهجوم عليه وقطع ملابسه وهرب، وبعد أسبوعين من التبليغ عن هذا الوحش الجديد، استطاع بعض السكان من القبض عليه وقتله، وأكدوا بأنه يشبه الذئب ولكن حجمه أكبر بكثير.
في كل مكان في أمريكا الشمالية يمكن العثور على قصص وحوش الثقافة الأمريكية ، وحوش كان مصدرها الخيال الخصب للسكان المحليين، وطبيعة القارة المليئة بالمستنقعات والتلال والغابات، هذه القصص طاردت أصحابها وسكان المدن لفترة طويلة، وكانت مرعبة جدًا بالنسبة لهم، مما جعلهم حريصين جدًا ومستيقظين في ليالي كثيرة يبحثون عن تلك الوحوش الأسطورية.
أضف تعليق