حقيقة السفينة DE-173
“بخار كثيف رمادي اللون, احاط بها, فاختفت وتلاشت”
كانت هذه العبارة في صدر احد الشهادات لاحد الجنود الذين كانوا على متن السفينة DE-173 وهو يصف ما حدث لباقي زملائه الذين كان حظهم العسير انهم كانوا على متنها وهي تتعرض لاخطر تجربة علمية في التاريخ, وكان حظه الحسن انه كان يقضي حاجة طلبها منه قائده وعندما قدم لم يتم اختياره ليكون على متن السفينة ولكن شاهد كل ما حدث وكتب له ان يشاهد ما لم يشاهده الكثيرين ومن وقتها ولم يستوعب ماحدث للسفينة ولا لزملائه, فما حدث كان خطير بل في منتهي الخطورة.
هذا الجندي عانى نفسيا مما اصابه وما شاهده ودخل مصحة للعلاج النفسي مع عدد اخر من شهود العيان ليعبروا ازمة نفسية عنيفة كانوا يقاوموها بشدة حتى يعلنوا للعالم ماحدث وحتى يضمنوا بشهادتهم الا تتكرر هذه المأساة مرة اخرى. هذا الجندي كان في فرق مشاة البحرية الامريكية خلال الحرب العالمية الثانية التي استمرت خلال الاعوام 1939-1945 ميلادية. وكتب له ان يكون من ضمن طاقم هذه السفينة التي تنتمي للاسطول الحربي البحري للولايات المتحدة الامريكية. وقبل ان نستبق الاحداث في معرفة ما حدث للسفينة دي اي 173 , تعالوا لنتعرف على صاحب الفكرة العلمية ورائد الفيزياء في العصر الحديث بلا جدال, ونتعرف بشكل مبسط عن النظرية والتجربة العلمية التي اشرف عليها.
ألبرت اينشتاين والحقل الموحد
العالم الاشهر علي مستوي العالم , ارتبط اسمه واشتهر بعد تغييره لمجري التاريخ ومسار علم الفيزياء تماما بعد طرحه للنظرية النسبية , والنسبية الخاصة في العام 1905 واستحق وقتها جائزة نوبل العالمية . ونحن لسنا بصدد الحديث تفصيلا عن قيمة ومكانة هذا العالم الفذ فهو معروف بما يكفي لان يكون لدي جميعنا ادراك جيد لقيمته العلمية وقيمة افكاره ونظرياته. تعالوا لنتعرف على صلة العالم البرت اينشتاين بأخطر تجربة حدثت في التاريخ.
بعد عدة سنوات من طرح اينشتاين للنظرية النسبية وبالتحديد في العام 1916 ميلادية بدأ اينشتاين في بحث جديد عن ما اسماه في البحث الخاص به “الحقل الموحد”. يلخصها بأنه يعتقد ان الجاذبية الارضية ليست من الثوابت وليست طاقة في حد ذاتها ولكن هو يراها تجليا لما اسماه في النظرية النسبية الزمكان. أي ان الجاذبية الارضية مجرد طاقة لزمان يرتبط بمكان. ويستطرد اينشتاين شارحا ان المادة , أي مادة تأتي على خيالنا ليست شئ في حد ذاتها ولا وجود لها في الكون اساسا ولكن حواسنا تخدعنا وتجعلنا نري الاماكن التي يحدث فيها تركيز مكثف للطاقة بشكل ما فنسميه بأسماء مختلفة فهذا تكثف اشد (حديد) وهذا اقل كثافة (تراب) وهكذا. والخلاصة التي فهمها العلماء عن اينشتاين انه
يريد ان يقول ان المادة عبارة عن صورة من صور الطاقة وليس كما تعلمنا في علم الفيزياء ان الطاقة صورة من صور المادة وانها لا تفني ولا تستحدث من العدم. فكل القواعد العلمية في علم الطبيعة حتى هذا الوقت تقول ان المادة والطاقة حقائق موجودة في الحياة ولم يقبل العلماء رغم تقديرهم الشديد لقيمة اينشتاين العلمية نظريته الجديدة عن الحقل الموحد ولكن اينشتاين حافظ على حماسه بل وزاده واستثمر نظرية اخري في عصره اسمها “نظرية تبادلية الطاقة” والتي توضح كيف انه من السهل تحول نوع طاقة الي نوع اخر بعملية فيزيائية والامثلة كثيرة على ذلك مثل تحول طاقة المغناطيس لطاقة كهربائية في مولدات الكهرباء العادية. وفي الوقت ذاته يمكن تحويل الطاقة الكهربية لطاقة مغناطيسية بواسطة المغناطيس الكهربائي. وبعد سنوات من البحث قدم اينشتاين اول تصور شبه نهائي لنظرية الحقل الموحد وهي ان الحقل الموحد عبارة عن مزيج من تداخل طاقة الجاذبية الارضية والمجال المغناطيسي للارض والطاقة الكهربية والاشعة الكونية والنووية. ولكن استمر الرفض المطلق من جانب العلماء لكل ما يقوم به البرت اينشتاين فهم يؤمنون بعشوائية النظام الكوني ولا يرون ابدا ضرورة لوجود نظام طبيعي او قانون طبيعي موحد يفسر كل ما يحدث في هذا الكون. والمسألة فيها جدال وخلاف فلسفي وعلمي عميق ومستمر. والسؤال:
ما علاقة اينشتاين باخطر تجربة علمية في تاريخ البشرية؟
هو علاقته بأول تجربة عملية لاثبات نظريته التي تحدي العلماء كلهم بمفرده لاثباتها علميا وعمليا, ولكن لأن النتائج العملية كانت خطيرة وفي منتهي الخطورة ظلت كل التفاصيل غير محددة ومرتبكة وسعينا لادراك ما يمكن ادراكه من الحقائق التي تم نشرها وتسريبها.
في الجزء الثاني سنتابع القصة ونرى ماذا حدث عندما استدعت وزارة الدفاع الامريكية “البنتاجون” العالم الالماني الاصل امريكي الجنسية البرت اينشتاين ليتم تفعيل التجربة العملية التي تثبت صحة او خطأ نظريته العلمية الخطيرة “نظرية الحقل الموحد” فانتظروا لتعرفوا اخطر تجربة شهدها تاريخ الانسان…
يتبع في الصفحة 3