في دراسة قد أجريت على سكان الولايات المتحدة الأمريكية للكشف عن نسبة المصابين بمشكلة نوبات الخوف والهلع الشديدة، أتضح أن حوالي ستة ملايين شخص مصابون بتلك المشكلة وهو يعد رقم كبير جدًا ولا يستهان به، وهذا يعني أن المشكلة منتشرة بشكل كبيرة في جميع الدول ولكن للأسف لا ينظر إليها الكثير من الناس، فهناك العديد من الأشخاص الذين لا يعلمون أنهم مصابون بنوبات الخوف والهلع، بل والأسوأ من ذلك أن هناك بعض الأطباء الغير متخصصين في المجال النفسي لا يقدرون على معرفة المرض أيضًا، وبالتالي نسبة انتشاره وزيادته ستكون كبيرة جدًا وهذا ما يحدث في عالمنا الحالي، ونحن هنا سوف نحاول توضيح المشكلة من كافة جوانبها وكيفية التعافي منها، وإذا توافرت بك بعض الأعراض التي سنذكرها بالأسفل فيتوجب عليك أن تذهب إلى الطبيب النفسي المختص لفحص الأمر، حتى يتأكد من إصابتك ويعطيك العلاج النفسي المناسب لك وإن استلزم الأمر فسوف يكون للعلاج الدوائي نصيب في ذلك الأمر، لذا فعليك متابعة هذا المقال جيدًا حتى تقضي على المشكلة قبل تفاقمها.
استكشف هذه المقالة
أسباب نوبات الخوف والهلع
لا يعلم الأطباء السبب الرئيسي لحدوث مشكلة نوبات الخوف والهلع ولكن هناك بعض الأسباب التي تساعد في ظهور هذه المشكلة، فمثلًا حدوث خلل أو تغير مفاجئ في كيمياء الأعصاب والمخ قد يؤدي إلى ظهور هذه النوبات بشكل متقطع، وأيضًا من الأسباب المؤدية إلى تلك النوبات هو حدوث مشكلة في صمام القلب، وفي هذه الحالة ينتفض القلب وينبض بسرعة كبيرة وبالتالي تتأثر عضلة الصدر اليسرى، وأيضًا العيش لمدة طويلة في مكان مغلق ومنعزل عن الآخرين، وأيضًا من الأسباب حدوث خلل أو اضطراب في الجهاز العصبي فلا يقدر على تنظيم عمل خلاياه وتفقد خلاياه القدر على التناغم فيما بينها، وهنا تكون المشكلة كبيرة فالجهاز العصبي هام جدًا وحدوث مثل ذلك الخلل به ستكون عواقبه وخيمة، ومن الأسباب المؤدية إلى ظهور نوبات الخوف والهلع هو وجود مرض عضوي أو نفسي يصنف ضمن المشاكل البيولوجية المختلفة.
وأخيرًا حدوث اضطراب في بعض هرمونات الجسم المسئولة عن السلوكيات والتعامل مع الآخرين، فقد يزداد إفراز هرمون ما أو يقل وبالتالي يضطرب الجسد بشكل كبير وتظهر تلك المشكلة، ومن أهم الهرمونات المؤثرة في ذلك الأمر هو هرمون السيروتونين، وهو من النواقل العصبية الأحادية الهامة جدًا والمسئولة عن العقل، وإذا قل إفراز ذلك الهرمون فسوف يكون الإنسان أكثر قلقًا وهلعًا وأقل سعادة واطمئنانًا، هذه تعد أهم الأسباب الفرعية أو المساعدة في ظهور مشكلة نوبات الخوف والهلع.
أعراض نوبات الهلع الشديدة
هناك الكثير من الأعراض أو الآثار التي تظهر عند تعرض الإنسان لمشكلة نوبات الخوف أو اضطرابات الهلع الشديدة، وأولى هذه الأعراض هو حدوث تعرق شديد في جسد الشخص وخاصة على الوجه، فنجد العرق يخرج منه بصورة واضحة وفجائية نتيجة إصابته بتلك المشكلة، بعد ذلك لدينا من أعراض نوبات الهلع الشديدة حدوث خفقان للقلب وشدة في دقاته، حتى أن عضلة الصدر اليسرى تتأثر من شدة وسرعة دقات القلب وبالتالي يحدث لها اهتزاز محسوس عند وضع اليد في تلك الناحية، وأيضًا يعد ضيق التنفس أو الاختناق من أعراض نوبات الخوف، واضطرابات الجهاز الهضمي كذلك فنجد المصاب يود الذهاب إلى الحمام سواء للغثيان أو الإمساك أو الإسهال.
ومن الأعراض الهامة أيضًا حدوث رعشة شديدة في جسد المصاب فنجده يرتجف من كل اتجاه وخاصة في الأطراف وعند التحدث، حيث أن الصوت يكون مهتز وعليه آثار الرعشة وهذا ما يظهر لمن أمامنا نوبة الخوف أو الهلع التي ضربت ذلك الشخص، وهناك بعض الأعراض الأخرى التي لا تظهر بشكل شائع مثل الإحساس بالدوار والدوخة، وتغير شديد في درجة الحرارة لديه حيث أنه يشعر بالبرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة في وقت لا يكون الجو فيه كذلك، والتنمل، وغيرها من الأعراض الأخرى.
نوبات الهلع والخوف من الموت
قد تطور أعراض نوبات الخوف والهلع الشديد إلى أن يشعر الشخص أنه على وشك الموت في أية لحظة، فلا يقدر على النوم ظنًا منه أنه إن نام لن يستيقظ مرة أخرى، وهذا ما تنطبق عليه مقولة القائد خالد بن الوليد “فلا نامت أعين الجبناء”، فالجبن من مرادفات الخوف أو الهلع ولكن في هذه الحالة لا يكون الخوف من الموت هنا بسبب الذنوب أو الجرائم التي أقترفها، فالخوف من الموت هو بسبب نوبات الهلع التي تصيب ذلك الشخص، فهذا الشيء يعد من أعراض نوبات الهلع والخوف الشديد ولكنها بشكل متطور وأكثر خطورة، وأيضًا نجد أن الشخص المصاب قد يظل في منزله طوال الوقت بسبب خوفه من الموت عند الخروج لأي غرض كان.
فقد يخيل له انه سوف يموت إذا ركب السيارة، أو عند القيام بأي عمل يدوي، وغيرها من الأمور الأخرى وفي هذه الحالة يتوجب على المصاب الذهاب إلى الطبيب النفسي المختص لكي يقوم بتشخيص الحالة ومعرفة ما إذا كان هناك سبب وراء ذلك أم لا، حتى يستطيع معالجة المشكلة سواء بالعلاج النفسي فقط أو النفسي والدوائي.
علاج نوبات الهلع بالأعشاب
قبل أن نتعرف سويًا على الأعشاب المناسبة لعلاج نوبات الخوف والهلع الشديدة علينا أن نعلم جيدًا بعض الأمور، وأولى هذه الأمور أن الأعشاب بمفردها لن تتمكن من القضاء على المشكلة بشكل تام بل هي عبارة عن مساعد لحل الأمر ليس إلا، وأيضًا لابد من استشارة الطبيب النفسي المختص قبل البدء في تناول هذه الأعشاب، فمن الممكن أن تأتي بتأثير سلبي على جسدك لذا فلن تخسر في سؤال الطبيب عن الأعشاب التي ستقرر أخذها، أما عن الأعشاب فلدينا عشبة الكافا أو نبات الزمار التي تعد أحد أشهر المهدئات في العالم وخاصة في قارة أوروبا، حيث أن الأطباء يقومون بعمل العديد من الأدوية المهدئة من خلال هذه العشبة، ولذا فإن تناول بعض من هذه الأعشاب بصورة خام أو من خلال بعض الأدوية المشتقة منها سوف يؤدي بالطبع إلى تهدئة الجسم والحد من نوبات الخوف والهلع.
ولكن عليك أن تستشير الطبيب قبل تناول تلك الأعشاب وذلك لأنها قد تؤثر عليك سلبًا فمن أثارها الجانبية حدوث تشنجات في العضلات أو تلف الكبد، لذا فلا تتناولها إلا بعد الذهاب إلى الطبيب المختص وإخباره بالأمر، بعد ذلك لدينا عشبة الناردين فهي تعالج التوتر والخوف وتمنع حدوث نوبات الخوف والهلع والذعر، ويقول الأطباء أن هذه العشبة جيدة جدًا في معالجة مثل هذه الأمور ولكن قد تظهر أثارها الجانبية على بعض الأشخاص وهي الصداع والدوخة واضطراب الجهاز الهضمي، لذا فيتوجب عليك أيضًا أن تستشير الطبيب قبل تناولها حتى لا تتعرض لأي مشكلة.
أضف تعليق