في كثير من الأحيان يتعرض بعض الناس إلى حالة من نوبات البكاء بسبب حدوث مشكلة صغيرة أو كبيرة أو عند التعرض لظلم شديد أو غير ذلك من الأسباب؛ وهنا يشعر الشخص برغبة عارمة في البكاء، وقد تكون نوبات البكاء هذه هي المتنفس الوحيد للشخص والتي يخفف من خلالها بعض ما يعانيه من آلام وأحزان؛ لذلك نجد بعض الناس يلجأ إلى البكاء إذا كان منفردا للتنفيس عن غضبه وآلامه أو التخفيف من حدة التوتر والمشاعر السلبية التي يعاني منها، وفي نفس الوقت قد تكون نوبات البكاء سببا للحرج والخجل خاصة عند حدوثها أمام الآخرين؛ حيث تلاحظ في كثير من الأحيان بعضا من الناس يحاولون جاهدين إخفاء دموعهم وكتمان رغبتهم في البكاء بشتى الطرق عند التعرض لبعض الضغوط أو التوتر والحزن، وفي هذا المقال نتناول أهم فوائد البكاء للإنسان وكذلك أهم أضراره، كما يتناول المقال بالتفصيل بعض الطرق المفيدة في التخلص من نوبات البكاء التي قد يتعرض لها الإنسان.
نصائح من أجل التخلص من نوبات البكاء
أهم فوائد البكاء للإنسان
لقد أثبت العلماء والباحثون أن البكاء إذا كان بصورة معتدلة بدون إفراط فهو دليل على صحة الإنسان عاطفيا ونفسيا، وعلى النقيض من ذلك فإذا كان البكاء مبالغا فيه ويحدث لأتفه الأسباب فهو دليل على وجود اضطرابات نفسية ومرض الاكتئاب والتوتر؛ وبالتالي سنقوم بتلخيص أهم فوائد البكاء المعتدل في السطور القليلة القادمة والتي من أهمها:
- تخليص الجسم من السموم: أثبتت أبحاث العلماء في جامعة ميتسونا أن نوبات البكاء والدموع يعملان على تنقية جسم الإنسان من بعض المواد السامة التي يفرزها أثناء التعرض للانفعالات والتي يكون لها تأثير ضار بجسم الإنسان.
- تنظيف العينين: يعمل البكاء على تنظيف العينين وتخليصهما من عدد من الميكروبات والجراثيم أو الأجسام الضارة التي تخرج مع الدموع؛ لذلك يشعر الإنسان بعد البكاء براحة جسدية كبيرة.
- الراحة النفسية: من أهم فوائد البكاء للإنسان أنه يحقق له أعلى مستوى من التوازن والراحة النفسية؛ وذلك لأن الإنسان استطاع أن يتخلص من الشحنات السالبة الضارة من خلال البكاء والدموع والتي تعقبها الراحة النفسية وهدوء الأعصاب.
- الوقاية من الأمراض: ثبت علميا أن نوبات البكاء والدموع تقي الإنسان مخاطر الإصابة بكثير من الأمراض النفسية والعضوية ومن أهمها ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والاكتئاب أو التوتر العصبي والقولون العصبي مع ضمان صحة العقل والإدراك.
- تسكين الآلام: يشير الباحثون إلى أن الدموع -وخاصة العاطفية- تؤدي إلى إفراز المزيد من مادة بيتا إندروفين التي تعمل على تسكين الآلام وزيادة قدرة الإنسان على التحمل.
أهم أضرار البكاء والدموع
لقد ثبت للعلماء أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمكنه إنتاج الدموع والبكاء نتيجة للتأثر العاطفي بالرغم من اعتقاد البعض أن هناك بعضا من الحيوانات يمكنها البكاء عند استثارة مشاعرها أو غير ذلك، وكما ذكرنا سالفا أن البكاء والدموع لأسباب مختلفة له الكثير من الفوائد الصحية للإنسان، وفي بعض الأحيان تكون نوبات البكاء والدموع لها أضرار ونتائج سلبية تؤثر على صحة الإنسان النفسية والجسمية، وفيما يلي أهم تلك الأضرار:
- الشعور بالحرج والخجل خاصة إذا تزامنت نوبات البكاء مع وجود أشخاص أو أفراد غرباء يخجل الشخص من إظهار مشاعره أمامهم مما يؤثر على الحالة النفسية للشخص.
- إصابة بشرة الوجه بالهيجان والاحمرار أو الحرقان بسبب المكونات المالحة للدموع.
- آلام الرأس والصداع الناتج عن الانفعال وتهيج المشاعر.
- الشعور بارتفاع أو غليان في الجسم مما يؤدي إلى الضيق وعدم الشعور بالراحة.
- زيادة في سرعة نبضات القلب بصورة ملحوظة.
- هيجان القولون العصبي وسلبياته المقلقة.
- إصابة جفون العينين بالتورم والانتفاخ مما يؤدي إلى التهابها والشعور بالألم.
- إصابة الأنف بالرشح أو الزكام المؤقت مع سيلان إفرازات مؤقتة من فتحتي الأنف.
- تؤدي نوبات البكاء أيضا إلى زيادة نسبة الكورتيزول الضار في جسم الإنسان مما يكون له آثار سلبية على الصحة.
- التهاب ملتحمة العين وإصابتها بالحساسية.
- تغير لون العين واحمرارها وإصابتها بالذبول وفقدان نضارتها.
- التوتر والقلق مما يؤدي إلى الإصابة بالانهيار العصبي.
أهم طرق التخلص من الرغبة في البكاء
إن نوبات البكاء التي يتعرض لها كثير من الناس تكون نتيجة طبيعية لكمية كبيرة من الحزن الذي يعتصر القلب أو الآلام التي تملكت مشاعر الإنسان، وقد يكون البكاء مصدرا لراحة الإنسان ومتنفسا لغضبه أو ضيقه خاصة إذا كان في عزلة مع نفسه، وفي كثير من الأحيان يحتاج الإنسان إلى كتمان نوبات البكاء وإيقاف سيلان الدموع والتحكم فيها ولو بشكل مؤقت إلى أن يختلي مع نفسه فيطلق العنان لدموعه للتنفيس عن حزنه وآلامه، وفي أحيان أخرى قد يكون لكثرة البكاء أضرار سلبية على صحة الإنسان -كما ذكرنا سابقا- لذلك نتناول فيما يلي أهم الطرق النافعة للتخلص من الرغبة العارمة في البكاء:
1- تشتيت الانتباه: عند الشعور بألم شديد يؤدي بالضرورة إلى نوبات من البكاء الشديد قد لا يمكن السيطرة عليها، حيث يشعر الشخص برغبة عارمة في التخلص من نوبات البكاء هذه حتى لا يبدو أمام الآخرين ضعيفا؛ لذلك ينصح بضرورة تحويل الانتباه لشيء آخر من خلال الضغط على اليدين أو الذراعين بشدة لتحويل الانتباه من الآلام الداخلية إلى الآلام الخارجية؛ وبالتالي تقل الرغبة في البكاء ولو بصورة مؤقتة.
2- تغيير المكان والتنفس بعمق: إذا شعر الإنسان بحزن شديد ورغبة ملحة في البكاء مع العجز عن إيقاف الدموع؛ فيجب عليه أن يغير المكان بالذهاب إلى غرفة أخرى أو إلى الحمام بعيدا عن أعين الناس قليلا مع محاولة التنفس بعمق من خلال أخذ نفس عميق وزفره وتكرار ذلك لبضع دقائق على أن تستقر حالته وتتوقف دموعه عن النزول ويتم التغلب على نوبة البكاء.
3- مقاومة الجاذبية: قد يتعرض الإنسان لمواقف مؤلمة تؤدي إلى نوبات البكاء أو سيلان الدموع ومن أجل التغلب على البكاء وإيقاف الدموع ينصح برفع الرأس لأعلى في طريقة مضادة لاتجاه نزولها، ويحبذا لو كانت الشمس ساطعة وتم فتح العينين لأعلى باتجاه أشعة الشمس فتعمل على تجفيف الدموع وإيقاف نزولها.
4- غمض العينين وفتحها: إن تتابع غمض العينين وفتحها مع النظر إلى شعاع الضوء مع تكرار ذلك عدة مرات يؤدي إلى انقباض بؤبؤ العينين ومنع الدموع من التساقط والتخلص من البكاء بصورة سريعة دون أن يلاحظ الآخرون.
5- عض اللسان: من أسرع الطرق للتخلص من نوبات البكاء هي العض على اللسان مع بلع الريق لتحويل الانتباه من الآلام الداخلية إلى الآلام الخارجية.
6- تنبيه الفص الأيسر للمخ: إن البكاء والآلام مصدرها فص المخ الأيمن؛ وللتغلب عليها ينصح بتحويل الانتباه إلى فص المخ الأيسر من خلال حل بعض المسائل الحسابية؛ وبالتالي يتم نسيان تلك المشاعر مؤقتا مع توقف البكاء والدموع عند التحول إلى التفكير في المسألة الحسابية.
7- تغيير الأفكار: حاول أن تغير أفكارك وابحث عن أشياء مختلفة للتفكير فيها من أجل التخلص من نوبات البكاء أو الدموع الناتجة عن الألم والتوتر.
8- الابتسامة أو الضحك: تعتبر الابتسامة أو الضحك من الحلول السحرية للتخلص من البكاء أو الدموع؛ لأنها تخفي الآلام التي تعتصر قلب الإنسان بالإضافة إلى المساعدة على زيادة إفراز مادة الإندروفين التي تمنح الإنسان شعورا بالتحسن والراحة.
9- التثاؤب: يعد التثاؤب من العلاجات الناجعة للتخلص من البكاء وآثاره غير المرغوب فيها؛ لذلك ينصح بمحاولة التثاؤب لعدة مرات للتخلص من الضيق المصاحب للبكاء.
10- الثقة بالنفس: يجب على الإنسان للتخلص من نوبات البكاء أن يتذكر ثقته بنفسه وقدرته على التحكم في مشاعره وعواطفه، كما ينصح بالذهاب إلى الحمام وغسل الوجه بالماء، ومما ينصح به بعض خبراء علم النفس ضرورة تسجيل المشاعر المؤلمة في المفكرة اليومية أو في بعض الأوراق لتحويل التفكير بعيدا عن البكاء والدموع إلى أن يتم التخلص من نوبات البكاء .
11- تناول بعض الأطعمة: هناك بعض الأطعمة أو المشروبات التي تساعد على تهدئة المشاعر والتخلص من البكاء ومن أهمها تناول الآيس كريم أو عصير الليمون أو شرب الماء البارد أو غير ذلك من العصائر أو المشروبات الباردة التي تعمل على إيقاف الدموع والتخلص من البكاء بصورة سريعة وآمنة.
12- التنفيس عن المشاعر: إن البحث عن أحد الأصدقاء الموثوق فيهم والبوح له بالمشاعر المؤلمة التي تعاني منها يعتبر متنفسا جيدا لهذه المشاعر والآلام؛ حيث يشعر الشخص بمشاركة الآخرين له فيتمكن من ترتيب أفكاره والتخلص من الاكتئاب أو القلق المصاحب ليضمن لنفسه السلامة والصحة النفسية.
13- الاسترخاء: يعتبر الاستلقاء على السرير ومحاولة الاسترخاء في جوٍ هادئ وأضواء خافتة مع ترديد بعض الأذكار أو الآيات القرآنية من أفضل طرق التغلب على نوبات البكاء بصورة جيدة دون أن تخلف آثارا سيئة على الصحة.
14- الانشغال بأمور أخرى: يجب أن يشغل الشخص نفسه بأمور أخرى بعيدا عن أسباب البكاء أو الألم الذي يؤثر في نفسه، ومن ذلك مثلاً مشاهدة بعض الأفلام أو المسرحيات الفكاهية أو الاستماع إلى موسيقى هادئة يميل إليها، كما يمكن أن يكون الخروج مع بعض الأصدقاء المقربين في نزهة قصيرة مع إجراء حديث حول أمور مختلفة تكون مصدرا للسعادة والفرح لتغيير المشاعر والعمل بشتى الطرق على نسيان أسباب البكاء.
15- الغناء: حاول أن تتذكر بعض الأغنيات المفضلة لديك وقم بترديد كلماتها داخل ذهنك، واحرص على تكرار ذلك عدة مرات مع التنفس بعمق لكي تتغلب على نوبات البكاء وتتخلص من الدموع وخاصة إذا كانت كلمات الأغنية تبعث الأمل والسعادة في النفس.
16- الهروب الآمن: عند ملاحظة الآخرين لبعض الدموع في عينيك فينصح على الفور بمحاولة التثاؤب وإخبارهم بأن التثاؤب يدمع عينيك وأنك بحاجة إلى غسل الوجه، أو أخبرهم أنك تعاني من أحد أنواع الحساسية التي تجعل عينيك دامعتين؛ وبالتالي تشعر بالارتياح النسبي وخاصة بعد غسل الوجه بالماء للتخلص من آثار الألم والبكاء.
لا يجب أن ننسى الآثار الضارة للحزن و نوبات البكاء خاصة إذا استمرت لفترات طويلة؛ فإن ذلك يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة قد يصعب علاجها أو التغلب عليها فيما بعد ذلك، كما ينصح بضرورة التنفيس عن المشاعر المكبوتة ولو في وقت لاحق بعيدا عن أعين الناس أو أمام بعض الأصدقاء المقربين الذين يثق فيهم، ولا تنس أن تقنع نفسك بأن الحزن لا يدوم طويلا ولابد بعد الآلام من السعادة والفرح؛ فالدنيا لا تدوم على حال، وقد يكون لهذه الآلام نتائج إيجابية تكشف لنا أمورا غيبية وحقائق لم نكن نعرف عنها شيئا، ومن هنا فإن الرضا والقناعة تعطيان الإنسان راحة نفسية وقدرة على التغلب على المشاعر السلبية، وقد تناول هذا المقال أهم فوائد وأضرار البكاء بالإضافة إلى أهم طرق التخلص من البكاء.
أضف تعليق