يعتبر نقص الصفائح الدموية من أكثر الأمراض الشائعة حديثاً ويرجع سبب ذلك إلى وجود العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى نقص الصفائح الدموية في الجسم مما يجعل علاجها أمراً ليس باليسير حيث يتطلب في البداية التوصل إلى السبب وراء تقصها ثم علاجه؛ لذلك ولان الوقاية خير من العلاج يفضل لأي شخص الابتعاد عن كل ما قد يسبب نقصاً في الصفائح الدموية في جسمه.
مرض نقص الصفائح الدموية والمشاكل الصحية المرتبطة به
دور الصفائح الدموية في الجسم
للصفائح الدموية وظيفة واحدة أساسية داخل الجسم وهي تكوين الجلطات والتي تعمل على إيقاف نزيف الدم سريعاً قبل خسارة كمية كبيرة منه، ولكن لا تقوم الصفائح بتلك الوظيفة منفردة إنما يجب توافر 3 عوامل رئيسية حتى تتكون جلطة الدم وهي:
- الصفائح الدموية.
- عوامل التجلط التي ينتجها الكبد.
- وجود جرح في جدار وعاء دموي داخل الجسم.
- فنقص أي عامل من العوامل السابقة يؤدي إلى حدوث خلل في تكون الجلطة مما يضع الجسم تحت خطر النزيف المستمر دون توقف.
طرق الوقاية من مرض نقص الصفائح الدموية
تجنب المشروبات الكحولية
حيث تسبب مادة الكحول حدوث نقص الصفائح الدموية على المدى البعيد كما يعمل الكحول على منع الصفائح من أداء وظيفتها الطبيعية في الدم.
تجنب التعرض للكيماويات
قد يحدث نقص الصفائح الدموية بسبب التعرض المستمر للمواد الكيميائية السامة كالمبيدات الحشرية مثلاً أو الزرنيخ أو البنزين والتي تسبب حدوث تكسر مستمر في الصفائح الدموية مما ينتج عنه نقص في عددها وكلما زادت مدة التعرض للكيماويات كلما زادت نسبة ذلك النقص؛ لذلك إذا كان عملك يجبرك على التعرض لمثل تلك الأشياء عليك بالالتزام باحتياطات السلامة التي تشمل عدم زيادة مدة التعرض خلال اليوم الواحد واستعمال قناع للوجه وغسل الجسم جيداً بعد التعرض لمثل تلك المواد السامة.
الآثار الجانبية للأدوية الطبية
أيضاً من أهم أسباب نقص الصفائح الدموية وأعلاها في معدل الحدوث خاصة في الدول المتقدمة هو استخدام أدوية وعقاقير طبية لها آثار جانبية تشمل نقص الصفائح الدموية في الجسم سواء عن طريق تكسيرها أثناء سيرها في الدم أو عن طريق منع نخاع العظام المسئول عن تكوين خلايا الدم من إنتاج الصفائح الدموية مثل:
- مادة الهيبارين: تستخدم مادة الهيبارين للحفاظ على سيولة الدم ومنع التجلط وتصنع بشكل طبيعي في الجسم بواسطة الكبد، ولكن في بعض الحالات قد يكون هناك خلل في تصنعيها أو زيادة في معدل حدوث جلطات الدم مما يتطلب إعطاء المريض جرعة من الهيبارين لتجنب آثار الجلطات الضارة؛ وبالتالي فيكون أساس عملها هو إنتاج أجسام مضادة تعمل على تكسير الصفائح الدموية ونقص عددها.
- أدوية علاج الأورام: أو ما يعرف خلال الأوساط الطبية بالعلاج الكيميائي حيث أنه لا غنى عنه في علاج الأورام السرطانية المختلفة ولكن على الجانب الآخر قد يحدث فشل في وظائف نخاع العظام ينتج عنه نقص حاد في الصفائح الدموية على حدة أو في خلايا الدم مجمعة.
في الحالات الطبيعية ستجد بأن الطبيب يصف لك الجرعة المناسبة من الدواء التي تحقق الأثر الإيجابي المطلوب وفي نفس الوقت لا تصل للحد المضر الذي يسبب نقص الصفائح الدموية ولكن الإفراط من قبل المريض في أخذ الدواء دون استشارة الطبيب المتخصص قد ينتج عنه حدوث الآثار الجانبية الضارة الغير مرغوب فيه؛ لذلك احرص على استشارة طبيب قبل تناول أي دواء وكذلك قراءة التعليمات المرفقة مع كل دواء عن دواعي الاستعمال والجرعة المناسبة والآثار الجانبية وإذا وجدت بأنه من ضمن تلك الآثار نقص الصفائح الدموية يمكنك عمل تحليل دوري لبيان نسبتها في الجسم طيلة فترة تعاطي الدواء.
أخذ التطعيمات الطبية في موعدها
حيث أن هناك بعض أنواع الفيروسات كفيروس التهاب الغدة النكافية وفيروس الحصبة وفيروس الحصبة الألمانية تسبب نقص الصفائح الدموية في الجسم فتحاول المنظمات الصحية باستمرار توفير مصل طبي مناسب لمثل تلك الأنواع من الفيروسات وإعطائها للأطفال في موعدها المناسب؛ لذلك إذا كنت لم تحصل على أي مصل من التطعيمات الرسمية الدورية فحاول الحصول عليها لضمان تجنب مثل تلك الحالة.
ملاحظة الأعراض التي تصاب بها
كما شرح من قبل فإن الصفائح الدموية لها وظيفة أساسية في الجسم وهي تجلط الدم وإيقاف النزيف والذي لا يتم إلا بعد استيفاء 3 شروط، وعلى ذلك فإن نقص الصفائح الدموية يتسبب في حدوث أعراض مميزة يمكنك ملاحظتها بسهولة مثل:
- زيادة مدة النزيف عن المعتاد وعدم توقفه حتى مع الضغط المستمر على الجرح.
- النزيف المستمر من فتحات الجسم كالأنف والفم.
- زيادة كمية الدم في الدورة الشهرية عند النساء.
- الشعور المستمر بالتعب مع اصفرار العين والجلد.
- ظهور دم مع البول أو البراز.
- تكون الكدمات بشكل مستمر حتى مع أبسط الاصطدامات.
كل تلك العلامات تدل بأن هناك خللاً ما يحدث في منظومة الثلاث عوامل المكونة لتجلط الدم (الصفائح -جدار الأوعية الدموية -عوامل التجلط) وبالتالي فإن لاحظت وجود أي من تلك الأعراض يمكنك أولاً قبل زيارة الطبيب عمل تحليل لبيان نسبة الصفائح الدموية بالدم فإما ستجدها أقل من المعدل الطبيعي أي أنك مصاب بمرض نقص الصفائح الدموية أو أن نسبتها طبيعية في الدم فعندها قد يكون الخلل في أحد العاملين الآخرين أو قد يحدث الخلل بسبب نقص كفاءة الصفائح الدموية وليس عددها.
طرق علاج نقص الصفائح الدموية
بعد الوصول لتشخيص أكيد يفيد بوجود نقص في الصفائح الدموية داخل الجسم سيتعين على المريض أخذ بعض الخطوات لعلاج مثل تلك الحالة مثل:
- علاج السبب: الأهم بعد تشخيص نقص الصفائح الدموية هو معرفة السبب وراء ذلك فقد يكون عدوى فيروسية أو نشاط غير مناسب للجهاز المناعي أو خلل في وظائف نخاع العظام وغيرها وغيرها من الأسباب التي تقلل من عدد الصفائح الدموية في الجسم، فبمجرد التوصل للسبب وراء المرض يمكن علاجه بسهولة عبر استخدام أدوية مضادة للفيروسات إذا كان الفيروس هو السبب أو استخدام أدوية مثبطة للجهاز المناعي إن كان السبب مناعياً.
- إثارة نخاع العظام: أحد الطرق الفعالة في زيادة نسبة الصفائح الدموية في الجسم هو إعطاء المريض أدوية تعمل على تحفيز نخاع العظام لإنتاج المزيد من الخلايا ولكن لا تغني تلك الطريقة عن علاك السبب الرئيسي خلف نقص الصفائح الدموية وكذلك لن تجدي إذا كان السبب هو خلل في نخاع العظام.
- نقل صفائح دموية للجسم: سواء منفردة أو نقل دم بكامل مكوناته ومثله مثل سالفه يعتبر نقل الصفائح الدموية حلاً مؤقتاً لتفادي حدوث نزيف داخل الجسم وعدم توقفه وبالتالي لا يغني عن البحث عن السبب الرئيسي في نقص الصفائح الدموية.
- تناول الطعام الصحي: والبعد تماماً عن الأطعمة المحفوظة والدهون المشبعة والكولسترول والذي يتراكم على جدار الأوعية الدموية من الداخل فيسبب انزلاق الصفائح الدموية خلال مسارها وعدم تمكنها من التشبث جيداً بالجدار لصنع جلطة توقف النزيف في حالة حدوثه.
- استخدام مصادر طبيعية لفيتامين ب12 وحمض الفوليك: اللذان يعدان من المكونات الرئيسية الهامة في تصنيع خلايا الدم داخل نخاع العظام لذلك يفضل زيادة نسبتهما في الدم بوفرة، وتعد أفضل المصادر الغذائية هي كبد الحيوانات والحبوب والخضروات.
أضف تعليق