نظارة الواقع الافتراضي هي المثال الأمثل لتجارب الواقع الافتراضي، والتي تهدف إلى محاكاة الواقع بشكل رقمي، وبعد تطور هذه التقنية وانتشارها، أصبح من السهل أن يتمتع أي شخص بهذه التجربة، سواء في الصالات المخصصة لهذا، أو بشراء نظارة الفي آر التي يعد سعرها مناسب للجميع، واليوم لم يعد برمجة واقع معزز أمر مقتصر فقط على بعض الشركات التي تقوم بتصنيع نظارة الفي آر فقط، حيث أصبح بإمكان أي شخص يعرف قواعد البرمجة أن يبرمج الواقع الذي يريده، ويصنع واقعه الذي يريده، ثم يضيفه إلى نظارة الفي آر، ويستمتع بخياله واقعا أمامه.
استكشف هذه المقالة
تاريخ نظارة الفي آر
تعود فكرة نظارة الفي آر إلى عام 1966 ميلاديا، حيث نجح البروفيسور (إيفان سذرلاند) في اختراع أول نظارة سلكية تقوم بإسقاط الأشكال الرقمية في الواقع، وقد فتح هذا فيما بعد الباب أمام الحواسيب التي يمكن ارتدائها، كما تم استغلال هذه التجارب في الجيش، وهبوط الطائرات، حيث كان يتم تحديد مواقع معينة عن طريق إسقاط حروف على مباني أو أراضي معينة، وبالرغم من هذه التوثيقات التاريخية، إلا أن الشاشات التي تلبس يعود تاريخها إلى عام 1936 ميلاديا، حيث قام العالم (هوغو جيرنباج) بصنع أول تلفاز جيب محمول يعمل بالبطارية، ويمكن ارتدائه مثل: نظارة الفي آر ، وبعد هذه الأحداث والكثير من التجارب والأبحاث، أصبحت نظارة الفي آر تتطور يوما بعد يوم، فقد تطورت من العرض ثنائي الأبعاد إلى العرض ثلاثي الأبعاد، وقد تطورت أيضا بين الهاتف المحمول، ونظارات الفي آر، والعديد من الأجهزة الأخرى، وقد تطور الأمر الآن بعد أن كان يسقط بعض الأشكال بشكل بسيط على الواقع، أصبح الأمر الآن أكثر دقة وتعقيدا، فأصبحنا نصنع عالما كاملا ونتفاعل معه حيث نستطيع أن نضرب كرة في الواقع الافتراضي بواسطة قدم في الواقع الحقيقي.
مزايا نظارة الفي آر
تعتبر المتعة هي الميزة الأهم التي توفرها نظارة الفي آر ، حيث يحظى المستخدم بتجربة فريدة كانت مجرد خيال لا ستوقع أحد أن تصبح واقعا، ويرى الكثير من الناس أن سعر نظارة الفي آر ميزة لا يمكن إغفالها، حيث أصبحت النظارة الجيدة تكلف 15 دولار فقط في معظم الأسواق، وهذا ثمن قليل جدا مقارنة بسعرها عند الظهور، أو حتى بالأجهزة الإلكترونية الأخرى، ومن المميزات التي نراها أيضا هي قدرة العدسة على التحرك ذات اليمين وذات اليسار، وهذه الخاصية تعطي تحكما أكبر في عملية ضبط الرؤية على الشاشة، وبالإضافة إلى هذا نجد الآن آلاف الألعاب والبرامج التي تتوافق مع هذه النظارات، ولا يقف الأمر على اللعب البصري أو السير والقيام بحركات بسيطة فقط، حيث أصبحت النظارة ملحقة بجهاز تحكم عن بعد يتم وضعه على اليد، ويتصل هذا الجهاز مع معظم الأجهزة الإلكترونية عبر البلوتوث، ونجد أيضا أن النظارة تعمل بشكل جيد مع الفيديوهات المصورة بزاوية تساوي 360 درجة، وتعد خفة هذه النظارة على الرأس مع وجود جهاز تثبيت قوي من المميزات التي لا يجب إغفالها، ولا تتوقف مميزات النظارة على الألعاب والتسلية فقط، بل تستعمل أيضا في العديد من التطبيقات العسكرية مثل: قيادة الدبابة بزاوية 360.
عيوب نظارة الفي آر
بالرغم من الفوائد الكثيرة التي تتمتع بها نظارة الفي آر واستخداماتها الكثيرة في شتى المجالات، فمثلها مثل أي شيء آخر في الحياة لها فوائد وأضرار، ومن الأضرار الملحوظة الآن أنه عند تفعيل خاصية التكبير فالصورة تكون ضعيفة وغير واضحة، حتى أنه يمكن ملاحظة وحدات البيكسل بسهولة ويرجع هذا الأمر في الأساس إلى وجود بعض المشاكل في النظارة، وعلى أي حال مازال أمامها طريق طويل من التقدم والتطور، بالإضافة إلى هذا نجد أن الجرافيك ضعيف جدا وتكون الألوان باهتة وغير واضحة، وينصح باستعمال هواتف ذكية حديثة قوية إذا أردنا تشغيل الجرافيك، ونجد أن النظارة لا تعمل بشكل جيد على الشاشات الصغيرة حيث تبدأ في إعطاء صورة جيدة عند 5.5 إنش (بوصة). وذكرت أيضا بعض الأبحاث الألمانية مؤخرا أن النظارة تؤثر سلبا على الحالة النفسية لمستخدمها، خصوصا وإن كان يقضي وقت كبير بها، ويسبب اللعب المستمر بها الصداع، وعدم التركيز، والإرهاق، والقلق، ويشكك الكثير من الأطباء في عدم تأثير النظارة على العين بالسلب، حيث يعتقد الكثير أن أي شاشة إلكترونية تصيب بالضرر، إذا استعملت لوقت طويل، ويجد أيضا بعض المستخدمين الكثير من المشاكل في التحكم، مما يضطرهم إلى تشغيل التطبيقات يدويا على الجوال.
كيف تعمل نظارة الفي آر؟
تعتمد فكرة عمل نظارة الفي آر بشكل أساسي على الصور المجسمة، وتجعلنا هذه النقطة نعود إلى عام 1922 ميلاديا، حيث تم عرض أول فيلم مجسم، وتعتمد الصور المجسمة على عدة طرق، الطريقة الأولى وهي الأكثر شهرة، والأقل تكلفة، تحتاج إلى وجود كاميرتين يصوران نفس المشهد، لكن الفرق بينهم 5 سنتيمترات، ويستغل المخ هذا الاختلاف ويحاول إخراج صورة سليمة فيعمل على إلغاء الفرق، حيث ترى كل عين الصورة بشكل معين ويعمل المخ على إلغاء هذا الفرق فيصل بينهم ويدمج الصورتين، فيتكون الثلاث أبعاد وهما (الطول، والعرض، والعد الثالث وهو العمق الذي يصل بين الصورتين). والطريقة الثانية هي التصوير بلونين مختلفين، يكون أحد اللونين أحمر، واللون الآخر أزرق أو أخضر، ويتم ارتداء نظارة معينة تقوم بفصل اللونين، ثم يقوم العقل بدمجهم لتظهر صورة مجسمة، وعند النظر داخل نظارة الفي آر سنجدها مقسمة إلى شاشتين تختلف الجودة من واحدة إلى الأخرى، ويرسل للشاشتين صور بزاوية 120 درجة، وتعتمد بعض النظارات الأخرى على تقنية التصوير 360 درجة، وتقوم بعض نظارة الفي آر بالتقاط 120 صورة في الثانية، مما يجعل الفيديو المشاهد عالي الدقة، وتتوقف آلية عمل النظارات في كثير من الأحيان على قدرات الهاتف أو الحاسوب التي تتصل به.
ليست هذه المرة الأولى التي يفاجئنا فيها العلم ويحول الخيال إلى واقع، فقد وجدنا في العقود الماضية الكثير من الآلات والاختراعات التي كانت مجرد بضع حروف في قصص الخيال العلمي، ورغم هذا التقدم الكبير الذي نصل له كل يوم، إلا أنه مازال الكثير أمام المستقبل العلمي، فمثلا نظارة الفي آر يتنبأ لها بالكثير من التقدم والتطور في الكثير من المجالات، الطبية والعسكرية والتعليمية والترفيهية، وقال بعض الأطباء أنه من الممكن أن تعالج هذه النظارة بعض الأمراض النفسية، ولا يتوقف الأمر عند هذا حيث صرحت شركة فيسبوك مؤخرا أننا نستطيع مقابلة أشخاص من الواقع في عالم أفتراضي. التقدم العلمي في العصر الحالي فاق كل التوقعات البشرية ومازال يسير بسرعة كبيرة، ويعتبر أهم ما نفعله الآن هو التشجيع المستمر للعلم، والتعلم، ولا يوصلنا كل هذا إلا إلى معرفة القوة الكبيرة التي يمتلكها العلم.
أضف تعليق