تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإصابات والحوادث » ندوب الحروق : كيف تتعامل مع آثار ندوب الحروق ؟

ندوب الحروق : كيف تتعامل مع آثار ندوب الحروق ؟

ندوب الحروق هي أحد أسوأ ما قد يصيب الشخص بعد التعرض لحريق، فهي دائمة، وتحتاج إلى الكثير من الجهد من أجل علاجها، نقدم لمحة بسيطة عن علاج ندوب الحروق .

ندوب الحروق

من بين الحوادث التي قد تصيب الإنسان خلال حياته ومسيرته حوادث الحروق المختلفة، وهي برأيي أقسى الحوادث وأسوأ أنواعها وأظلمها وأثقلها على النفس والذاكرة، وحسب الإحصائيات العالمية فإن 11 مليون شخصًا يحتاجون للعلاج من الحروق و 300 ألف حالة وفياتٍ سنويًا بسبب الحروق، تختلف أنواع الحروق وأسبابها بين حروقٍ حراريةٍ وكيميائيةٍ وإشعاعيةٍ وكهربية.

ندوب الحروق : الطريقة المثلى لعلاجها

الجلد

الجلد يتكون من عدة طبقاتٍ بين الطبقة الخارجية والوسطى والداخلية والطبقة الدهنية التي تحت الجلد ثم اللحم والعضلات والعظم، وتختلف درجات الحروق حسب اختلاف درجة عمق الحرق في طبقات الجلد تلك، تنقسم أنواع الحروق إلى حرقٍ من الدرجة الأولى ويكون في طبقة الجلد الخارجية يميزه ألمٌ عاديٌ وبسيطٌ مع احمرارٍ في بشرة الجلد الخارجية ولا يحتاج إلى عنايةٍ طبيةٍ أو تغطيةٍ وإنما يكتفي التبريد تحت الماء قليلًا ويتعالج في غضون أيامٍ أو ساعات بدون ظهور ندوب الحروق .

الحروق من الدرجة الثانية

الحرق من الدرجة الثانية يخترق الطبقة الخارجية من الجلد ليشمل طبقات الجلد كلها وتتسبب في تورم المنطقة المصابة ووجود الفقاقيع بها والتهابها مع الألم المبرح، وفي هذه الحالة يتوجب إبعاد المصاب عن مصدر الحريق سريعًا وإزالة كل المتعلقات التي يرتديها بالقرب من الإصابة والثياب، وتجنب إزالة الثياب الملتصقة بل يفضل تركها لحين التدخل الطبي مع تبريد المنطقة بلطفٍ وتغطيتها لتجنب الإصابة بأي عدوى وزيادة الالتهاب ثم ينقل إلى المستشفى لتلقي العناية الطبية، يستلزم التعافي من هذا النوع من الحروق فترةً قد تصل إلى الشهر وقد تخلف ندوب الحروق وراءها.

الحروق من الدرجة الثالثة

الحرق من الدرجة الثالثة هو حرقٌ يخترق الجلد ويصل إلى الطبقة الدهنية فيصيبها وأحيانًا يكون أكثر عمقًا فيصل إلى العضلات والعظام، وغالبًا يصبح بغير ألمٍ بسبب تلف الخلايا العصبية وفقدان الإحساس التام في تلك المنطقة، يجب نقل المصاب سريعًا إلى المستشفى لأنه يحتاج تدخلًا طبيًا سريعًا وتجنب أن تمس الجرح أو تعرضه لأي أنواع الزيوت أو المراهم وغيرها من المواد، فقط تغطية الجرح ونقله سريعًا، غالبًا ما تحتاج هذه الحروق إلى عمليات ترقيع الجلد وتعويض الفاقد منه تاركةً ندوب الحروق الظاهرة والتي تحتاج إلى عمليات التجميل وغيرها للتغلب عليها وإخفائها.

الحروق الكيميائية

الجروح الكيميائية شديدة الشيوع في المعامل والمختبرات والجامعات العلمية حيث لا يخلو الأمر من تعرض أحد العاملين بتلك المواد لخطأ انسكابها أو لمسها للجلد، وبعضها يكون قويا وخطيرًا حتى أن قطرةً واحدةً منه تكوي الجلد فما بالك بكميةٍ منه انسكبت خطأً، في حالة الحروق الكيميائية فقد تحمل حاوية المادة المسببة الحرق تعليماتٍ للتصرف في حالة الحرق بها فإن كانت موجودةً فيجب اتباعها، لكن بشكلٍ عامٍ أو في عدم وجود الإرشادات يجب إزالة المادة من على الجلد سريعًا وتنظيف الحرق بالماء الفاتر مع بعض الحذر لأن بعض المواد الكيميائية تتفاعل مع الماء وتصبح أكثر قوةً وأذى، إن لم تكن من المختصين فلا تحاول معادلة المادة على الجلد بمادةٍ أخرى لأنك قد تؤدي لأضرارٍ أكبر وأقوى، الحروق الكيميائية تترك ندوبًا مدى الحياة وقد تؤدي إلى مضاعفاتٍ وخسائر أكبر لذا فالوقاية دومًا خير من العلاج فيها.

الحروق الكهربية

الحروق الكهربية تحدث نتيجة تعرض الجلد للكهرباء وتختلف درجة وقوة الحرق على اختلاف فولت الكهرباء المسبب للأذى وبعض التيارات الكهربية تؤدي إلى تفحم الأنسجة وموتها وتتسبب في بترها تمامًا، كذلك الحروق الإشعاعية التي تحدث بسبب الإشعاعات أو بسبب التعرض للشمس الحارقة بغير ساترٍ فتؤدي إلى التهاب الجلد واحمراره.

المساحة المعرضة للحرق

تختلف آثار الحرق ودرجة خطورته أيضًا بحسب المساحة التي تعرضت له فمنطقةٌ صغيرةٌ بحجم العملة المعدنية شيءٌ ومنطقةٌ كعضوٌ كاملٍ من أعضاء الجسم أو مساحةٍ واسعةٍ من الجلد شيءٌ آخرٌ وآثارها وفترة علاجها تكبر كلما زاد حجمها وعمقها.

التبريد من أجل علاج الحروق

التبريد هو الحل الأولي دائمًا للحروق وإصاباتها العديدة للتخفيف من حرارة الحرق ولا يفضل استخدام الثلج أو الماء المثلج لإنه قد يؤدي إلى مضاعفاتٍ وإنما يكفي الماء الفاتر أو البارد، في الحروق من الدرجة الثانية يجب تغطية الحرق بالشاش والضمادات وتجنب القطن الذي قد تعلق بعض أجزائه في الحرق مع استخدام ما ينص عليه الطبيب من المضادات الحيوية ومراهم الحروق والمطهرات وعدم العبث في الفقاقيع أو تفجيرها لتجنب المضاعفات أو التلوث والعدوى، المسكنات تساعد أصحاب حروق الدرجة الثانية على تجاوز الألم واحتماله، قد تحتاج بعض حروق الدرجة الثانية وحروق الدرجة الثالثة إلى التدخل الجراحي وعملية الترقيع للجلد، ومنذ فجر التاريخ وفي العصور القديمة وحتى الآن فالعسل دواءٌ طبيعيٌ لعلاج جروح الدرجتين الأولى والثانية وتطبيبها والمساعدة في سرعة شفائها.

العلاج الطبي أو الجراحي

بعد الانتهاء من حادثة الحرق ثم العلاج الطبي أو الجراحي وتعافي الحرق تمامًا تبقى لدينا مشكلة ندوب الحروق وخاصةً في الحروق التي أصابت مساحةً كبيرةً من الجلد أو عدة أماكن معًا أو في أماكن ظاهرةٍ وأدت إلى تشوه مظهر الجلد وبدأت بالتأثير على نفسية صاحبها وتعاملاته الاجتماعية فبدأ يشعر بالحرج والضيق منها ومن المواقف التي يكون ضحية تحديق الغرباء في ندوبه خاصةً إن كانت في الوجه أو اليدين والذراعين وتسبب له أزمةً بارزةً في حياته قد تغير سلوكه وتحوله من الانفتاح إلى الانطواء والعدوانية مع تصرفات الغرباء ورفض التعرف على أشخاصٍ جدد.

ندوب الحروق

الندبة هي أثرٌ خفيفٌ أو ظاهرٌ أو بارزٌ على الجلد يحدث بسبب التئام الجرح أو مكان الحرق أو تغير في الأنسجة وتكون ذات لونٍ مغايرٍ للون الجلد أفتح منه أو أغمق وقد تحدث بسبب عملية شفاءٍ غير صحيحةٍ للجرح أو إصابته بالعدوى أو الالتهاب، لذلك فبعض الإصابات قد لا تخلف ندوبًا إن عولجت بشكلٍ سليمٍ وصحيٍ، وعلاج ندوب الحروق يهدف إلى إخفائها والتقليل من أثرها وملاحظتها حتى تصبح بالكاد مرئيةً ثم تندمج مع الجلد المحيط بها وتختفي مع الوقت.

علاج ندوب الحروق

ينقسم علاج الندوب إلى علاجٍ طبيٍّ وآخر طبيعيٍّ وبالطبع فالعلاج الطبيعي يكون للندوب الظاهرة والكبيرة والمؤثرة على حياة صاحبها بينما العلاج الطبيعي للندوب الخفيفة والصغيرة والتي تختفي مع الوقت ومع المداومة على علاجها بالوصفات الطبيعية.

التدخل الجراحي في ندوب الحروق

لا يلجأ الطب للتدخل في علاج الندبات مبكرًا وإنما في حالة مراقبة الندبة والتأكد من توقفها عن التطور للعدوة إلى الحالة الطبيعية وأنها لو تركت فستظل على حالها مدى العمر، يبدأ العلاج الطبي بحقن السترويدات وكذلك السيليكون ومراقبة تطور الندب وأحيانًا يتم التدخل الجراحي وعمل عمليات التجميل التي تزيل ظهور وبروز الندبة أو تقلل من مساحتها قدر الإمكان وتخلف مكانها ندبةً بسيطةً تختفي مع الوقت، الليزر كذلك من علاج الندبات ويهدف إلى تفتيح لونها حتى يقترب من لون الجلد فتصبح أقل ظهورًا، كذلك فالتدليك باستخدام المراهم والأدوية المغذية للأنسجة قد يساعد الجلد على التخلص من ندوب الحروق .

ندوب الحروق البسيطة

في ندوب الحروق البسيطة أو الخفيفة فبعض المراهم البسيطة والعناية بالبشرة والوصفات الطبيعية تساعد على اختفائها تمامًا وعودة الجلد إلى ما كان عليه سابقًا، من ضمنها دهن مكان الندبة وتدليكه بالعسل أو الليمون وكذلك استخدام زيت اللوز وزيت الزيتون واللافندر والمقشرات والمرطبات الطبيعية والتي تساعد الجلد على التجدد وتعمل على تطهيره وترطيبه.

الحروق كما قلنا من أشد الحوادث إيلامًا بدنيًا ونفسيًا للمصاب ولمن حوله وقد تؤدي لحظة إهمالٍ أو عدم انتباهٍ إلى مشاكل تظل بقية العمر وتؤثر على حياتنا وتغير مسارها والوقاية والحذر من البداية خيرٌ من التعرض لذلك الطريق الطويل من الألم والعلاج.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

اثنا عشر − ثلاثة =