نبات الرجلة من العشبيات ذات الفوائد الجمة والتي لا يمكن حصرها؛ لذلك فهو بحق يعتبر صيدلية متكاملة، وهو يطلق عليه عدة أسماء ففي مصر يسمى “الرجلة” وفي الشام يسمى “البقلة أو الفرحينة” وفي دول الخليج يسمى “البقلة المباركة أو الرشاد أو الفارفا أو الحرفات أو البربين…” وغير ذلك من الأسماء التي يعرف بها هذا النبات، وهو نبات حولي سيقانه ملساء لونها أخضر يميل إلى الحمرة، وأوراقه بيضاوية الشكل وقمتها مستديرة، أزهاره صفراء، وتعتبر قارة آسيا هي الموطن الأصلي لنبات الرجلة ثم انتشر منها إلى باقي بلدان العالم، ورغم أن نبات الرجلة من النباتات التي تنبت عفويا على جوانب الطرق والقنوات المائية والأماكن المهملة إلا أن الصين وأستراليا يهتمون بزراعتها حاليا لما لها من فوائد علاجية كثيرة، ويتناول هذا المقال القيم الغذائية الموجودة في نبات الرجلة، وكذلك أهم الفوائد الصحية لنبات الرجلة وأخيرا الأضرار لنبات الرجلة.
تعرف على فوائد نبات الرجلة الصحية
القيمة الغذائية لنبات الرجلة
لقد اهتم كثير من الباحثين في مجال الأعشاب الطبية بنبات الرجلة لمعرفة قدراته العلاجية وقيمته الغذائية، وقد تبين أنه يحتوي على ما يلي:
- نسبة كبيرة من الألياف.
- مجموعة كبيرة من الفيتامينات ومن أهمها: فيتامينات (أ- ب- ج- د).
- كمية من المعادن والأملاح المعدنية من أهمها: (الحديد- المنجنيز- البوتاسيوم- الكالسيوم- الماغنسيوم- النحاس- الزنك- السيلينيوم).
- مواد مضادة للأكسدة ومن أهمها أصباغ البيتالين.
- أحماض دهنية بمستويات عالية منها: أحماض أوميجا3- حمض الأكساليك- حمض الهيدروسيانيك- أحماض غير مشبعة.
- مركبات عضوية مفيدة للجسم وأهمهما مركبات الكاروتينات.
- بروتينات ومواد كربوهيدراتية.
- بعض النترات والكلوريدات والكبريتات.
- نسبة من الزيوت والقلويدات وكذلك الكومارينات والجلوكوزيدات.
أهم الفوائد الصحية في نبات الرجلة
لقد اهتم العلماء قديما بنبات الرجلة واعتبروه من أفضل النباتات الطبية في علاج كثير من الأمراض، وقد تكرر ذكرها في كتب العديد من علماء الطب والعلاج بالأعشاب قديما، وفيما يلي أهم الفوائد العلاجية لهذا النبات كما ذكر العلماء:
علاج أمراض القلب
يعتبر الرجلة من النباتات الغنية بأحماض أوميجا3 التي تعمل على خفض نسبة الكوليسترول الضار في جسم الإنسان؛ وبالتالي فهي تحافظ على صحة القلب ووقايته من تصلب الشرايين مع توازن الكوليسترول في الدم، وكذلك من فوائدها الحفاظ على انتظام ضغط الدم وعلاج النوبات القلبية.
الريجيم والتخسيس
يحتوي نبات الرجلة على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تعطي شعورا بالشبع مع قلة السعرات الحرارية؛ وبالتالي يمكن تقليل عدد الوجبات اليومية مما يساعد في إنقاص الوزن والتخسيس، كما أن مجموعة الفيتامينات والأملاح المعدنية بها تعطي الجسم الطاقة والمواد الضرورية لأداء مهامه اليومية على أكمل وجه دون الشعور بآثار الريجيم الجانبية.
علاج أمراض الجهاز الهضمي
تحتوي الرجلة على العديد من المركبات والمواد المفيدة في علاج أمراض المعدة والجهاز الهضمي والإسهال والبواسير مثل الدوبايين وحمض الليمون والجلوكوز؛ لذلك استخدمها الصينيون في الطب الشعبي لعلاج كثير من الأمراض المعوية والجهاز الهضمي، وجدير بالذكر أن هذه الاستخدامات تحتاج إلى دراسة علمية وافية لإثبات مدى فاعلية ذلك النبات في علاج تلك الأمراض.
علاج الأمراض الجلدية
يحتوي نبات الرجلة على عدد كبير من الفيتامينات وأهمها فيتامين (أ) الذي يعمل على علاج الالتهابات الجلدية وإزالة البقع والندوب من البشرة مع تأخير ظهور التجاعيد وعلامات التقدم في السن، كما يستخدم نبات الرجلة في علاج التهابات لسع النحل ولدغات الثعابين والعقارب.
مضاد للسرطان
يحتوي نبات الرجلة على عدد من المواد المضادة للأكسدة وفيتامينات (أ-ج) وهذه المواد لها دور كبير في الوقاية من الإصابة بمرض السرطان وخاصة سرطان الرئة والفم، كما أن أصباغ البيتالين والسيانين الموجودة في نبات الرجلة لها دور في مكافحة نمو الجذور الحرة مما يقلل من فرص الإصابة بمرض السرطان.
تقوية النظر
إن فيتامين (أ) والبيتا كاروتين الموجودان في نبات الرجلة يعملان بصورة كبيرة على تقوية الرؤية وتحسين صحة العين، كما أنها تقلل من ظهور الضمور البقعي وكذلك إعتام عدسة العين من خلال مهاجمة تلك الخلايا المتسببة في هذه الأمراض والقضاء عليها خاصة مع التقدم في العمر.
تقوية العظام
يحتوي نبات الرجلة على عدد كبير من الأملاح المعدنية مثل: الكالسيوم والمنجنيز والحديد والبوتاسيوم والزنك والمغنسيوم، وهذه المعادن لها دور كبير في تقوية العظام وكذلك علاج مرض هشاشة العظام خاصة عند كبار السن والأطفال.
تنشيط الدورة الدموية
إن المعادن الموجودة في نبات الرجلة كالحديد والنحاس وغيرها تعمل على تنشيط الدورة الدموية من خلال إنتاج خلايا الدم الحمراء والعمل على وصول الأوكسجين إلى جميع الأعضاء مما يحسن مستوى التمثيل الغذائي؛ وبالتالي يعمل على تنشيط نمو الخلايا وتحسين الدورة الدموية للجسم.
علاج مرض السكر
أثبتت التجارب أن تناول حبوب الرجلة أو مطبوخ أوراقها أو مائها المغلي يعمل على خفض نسبة الأنسولين في الدم وبالتالي تقل نسبة السكر؛ وذلك لأن نبات الرجلة يحتوي على فيتامينات وأحماض تعمل على تقليل الأنسولين؛ لذلك فهو مفيد جدا لمرضى السكر.
تنشيط هرمونات الذكورة
يحتوي نبات الرجلة على عدد من الفيتامينات والمعادن المفيدة في تنشيط هرمون الذكورة مع زيادة الرغبة في العلاقة الحميمية لدى الزوجين، كما ثبت أن نبات الرجلة يزيد من إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجال؛ وبالتالي تزيد نسبة الخصوبة مع تحسين القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية بين الزوجين.
مقاومة السموم
يعتبر نبات الرجلة من أفضل النباتات الطاردة للسموم من الجسم، كما يشاع في الطب الشعبي أنها تخلص الجسم من أعراض السحر والمس من خلال شرب مغلي نبات الرجلة أو رشه في أماكن معينة والاغتسال بمائه.
أضرار نبات الرجلة صحيا
لم تثبت إلى الآن أضرار صحية يسببها تناول نبات الرجلة إلى في حالتين فقط يجب الحذر من تناولها لهما وذلك في:
- مرضى الكلى: وذلك لأن نبات الرجلة يحتوي على حمض الأوكساليك الذي يزيد من فرص تكوين حصوات الكلى؛ لذلك ينصح بعدم تناول نبات الرجلة لمرضى الكلى حفاظا على سلامتهم.
- أثناء الحمل: لم تثبت حتى الآن مدى سلامة المرأة الحامل عند تناول نبات الرجلة لأنه قد يؤدي إلى إجهاض الحمل؛ لذلك ينصح بعدم تناوله إلى أن يثبت عكس ذلك.
لقد استخدم نبات الرجلة في الطب الشعبي قديما وحديثا لعلاج كثير من الأمراض، وما زالت الأبحاث مستمرة لإثبات الكثير من القدرات الشفائية والعلاجية لهذه النبتة الطيبة المفيدة، وبالرغم من ذلك فإنه لا زالت هناك الكثير من المجتمعات التي تجهل قيمتها؛ لذلك تحاول بعض المنظمات مثل وزارة الزراعة الأمريكية بصور شتى للتوعية وزراعة مساحات من هذا النبات وكذلك لتقديمه في عديد من الوجبات والأطعمة كالسلطات والشوربة والخضروات وغير ذلك، كما يمكن تناول نبات الرجلة نيئاً على السلطات أو مطبوخا مع الخضروات والشوربة أو اللحوم أو في أي صورة من الصور، كما يستخدم معجون نبات الرجلة وبذوره في علاج الأمراض الجلدية والمساعدة في إنبات الشعر وغير ذلك من الفوائد العلاجية التي تحدثنا عنها سابقا، فهل ينتبه الناس لمثل هذه الأعشاب والنباتات الطبية مبتعدين عن الأدوية والعلاجات الكيميائية التي تمثل خطرا على صحة المرضى؟ فما زال المجال يحتاج الكثير من الأبحاث من قِبَل العلماء لإثبات مدى فاعلية تلك الأعشاب في علاج الكثير من الأمراض.
أضف تعليق