من الممكن جدا أن تضيع موهبة الطفل إذا أغفل الأهل تعلم كيفية التعامل معها، والموهبة منحة من الله عز وجل ودفنها في مرحلة الطفولة نتيجة لجهل الأم والأب بكيفية احتوائها وتنميتها يؤثر سلبا على الأشخاص في الكبر، حيث نجد الكثير من الرجال البالغين والنساء البالغات يحيون بلا هدف ويظنون أنهم بلا مواهب وكثيرون منهم يمتلك مواهب قد أصبحت طي النسيان نتيجة الإهمال، وآخرون يبحثون عن قدراتهم والمنح الإلهية لسنين فيضيع العمر في البحث عن أشياء قد خُلقوا بها ولو عرف أولياء الأمور كيفية تنمية موهبة الطفل لما تكبد الأطفال بعد أن يكبروا كل هذا العناء، عناء البحث أو عناء الضياع، وإليكِ عزيزتي الأم بعض النصائح التي تساعدك على اكتشاف موهبة الطفل وتنميتها.
طرق تنمية موهبة الطفل
التفكير بشكل غير تقليدي
إذا رأيتِ طفلك يسأل أسئلة غير عادية، أو يفكر بشكل يختلف عن الآخرين فالتقطي الإشارة ولا تجعلي الأمر يمُر مرور الكرام، احرصي على تنمية تلك الخصلة، واجعلي طريقة التفكير هذه هي طريقته في كل شيء، اخرجي به وبعقله خارج الصندوق المجتمعي، وأجيبي عن أسئلته الغريبة بإجابات تفتح ذهنه، وتجعله يسأل أكثر فيعرف ما لا يعرفه أقرانه وهذه هي بداية التفوق، وتنمية المهارات.
اجعلي طفلكِ يعرف نفسه
من أهم خطوات تنمية موهبة الطفل هي معرفة الطفل لذاته، يعرف مواهبه وقدراته، وما يستطيع أن يفعله، وما ليس بإمكانه، يجب أن يعرف الطفل ما الذي يحبه وما الذي يكرهه، ويعرف ما الذي يحب أن يمارسه في أوقات الفراغ وما الذي يحب أن يمارسه كعمل ثابت، عليكِ أن تنتبهي إلى المواد الدراسية التي يفضلها طفلك، وتلفتي انتباهه إليها، وابحثي عن كل ما يخص المجال الذي يفضله وابدئي في نثرها من حوله، كي يختار بشكل أوسع، ويخرج من حيز المواد الدراسية والمدرسة.
اصنعي له تحدي
دائما ما يميل الأطفال والكبار إلى المنافسة، وصناعة تحديات دائمة لطفلك تجعله في حالة يقظة مستمرة، وكلما زاد تحفيزك له كلما زاد حماسه، وكلما استطاع أن يطور مواهبه، واعلمي أنَّ عدم وجود تحدي يتمثل في مسابقات تحفيزية في مجال تفوقه ومنافسات مع أقرانه وإخوته وأقاربه يجعل موهبة الطفل تذبل مع الوقت، ويشعر الطفل أن موهبته عبء عليه لأنه لا يوجهها في الطريق الصحيح.
اجعليه يمارس أنشطة جديدة
اهتمي بأن يمارس طفلك أنشطة جديدة بعيدة عن الدراسة وتبعد عن اهتماماته الأساسية التي يمارسها بشكل روتيني، اجعليه يواجه هذه الأنشطة الجديدة وشاهدي تصرفه تجاهها، وحاولي عدم التدخل في دفعه نحو النشاط أو تنفيره منه، وذلك لتكون له مطلق الحرية ويتصرف فطريا، فربما اكتشفتِ موهبة جديدة لم تعرفيها من قبل، وربما أصبح هذا النشاط الذي لم تضعينه في حسبانك هو مفتاح عبوره لاكتشاف ذاته وهدف وجوده.
اجعلي الفوضى منظمة
أغلب الأطفال يحبون إثارة الفوضى في كل مكان، وهذا دائما ما يزعج الأهل، ويعتبرون أن طاقتهم الزائدة قلة اهتمام منهم وأنهم_أي الأطفال_ لا يبالون لأمر أولياء أمورهم فيصيحون بهم ويغضبون.
وهذا يمكنكِ تجنبه، فقط إذا أدركت أن الفوضى يمكنها أن تصبح منظمة، وذلك إذا أفهمتِ طفلكِ أن بإمكانه أن يفعل ما يحلو له بشرط أن يعيد كل شيء لموضعه، سيجد الأمر صعبا في البداية فساعديه في إعادتها، ولكن بعد ذلك اتركيه يفعلها بنفسه، فهذا سينمي موهبة الطفل الاجتماعية أكثر من الصياح والغضب.
تواصلي مع معلمة طفلك
المعلمة هي سبب أصيل في تنمية موهبة الطفل أو سحقها بقصد أو بدون قصد، لذا عليكِ أن تكوني على تواصل دائم معها فتخبريها كل ما هو من شأنه مساعدتها على التعامل مع طفلكِ بشكل سليم من خلال معرفتك بمفاتيح شخصيته، حتى تساعدك على تنمية مهاراته ومواهبه بدلا من أن تعمل بشكل عكسي مع عملك فتفسده، هذا بالإضافة إلى متابعة عمل المعلمة مع طفلكِ نفسه، فتتأكدي من أنها تعامله بالشكل الذي ترغبينه لبناء شخصية طفلكِ السليمة.
تأصيل الثواب والعقاب
إدراك الطفل لقضية الثواب والعقاب يجعله يحاول باستمرار العمل في الاتجاه الصحيح، ويحاول طوال الوقت البعد عن مسببات العقاب، مما ينمي لدى الطفل حس التفكير المنطقي، والاستنتاج السليم الذي يصل به إلى الطريق المراد، ويتجنب عن طريقه العقاب، فاحرصي كل الحرص على استخدام هذا الأسلوب بشكل متزن يتجه به لما سبق ولا يتوجه به للخوف الدائم.
أنتِ قدوة طفلكِ
إذا نشأ الطفل بين أبوين لا يعرفون هدف وجودهم في الحياة سيصبح مثلهما على الأرجح هائم لا يدري له وجهه لأن الطفل يعتبر والديه قدوته، فإذا رأى أبوين يهتمون بالتحديات وبدخول مسابقات في مجالات عملهما ويتفوقون على زملائهم ويفرقون بين الهوايات التي يجب أن تمارس ولكن في أوقات الفراغ وبين العمل الأساسي الذي يكون عادة مصدر الرزق، سيحب ذلك بشدة، وسيتمنى أن يحقق أكثر مما حققه.
أهمية البيئة المحيطة بالطفل
تتأثر موهبة الطفل بالبيئة المحيطة، فقد تستطيعين احتواء مواهبه قبل سن المدرسة ثم يساء استيعابها في المدرسة أو في العائلة عن طريق التعاملات من حوله، فربما استهان أحدهم بطريقة تفكيره، أو قلل آخر من شأن قدراته، أو ربما يتأثر بمناخ الركود من حوله، لذا فالبيئة المحيطة لها دور رئيس في التأثير على موهبة طفلك، فاحرصي على إحاطته ببيئة سليمة خالية من التعقيدات، ومليئة بالحيوية، والمنافسة، والتحدي.
تنمية الطفل رياضيا
لأنهم قديما قالوا العقل السليم في الجسم السليم وقد صدقوا، فعليكِ الاهتمام بتنمية طفلك رياضيا، وابدئي أولا بعرض أكثر من لعبة رياضيه عليه، فيشاهد كيفية لعب كل لعبة في البداية ثم يجرب أن يلعبها، حتى يستطيع أن يحدد رياضته المفضلة، ثم اصنعي له تحديا رياضياً، مما يجعل عقله في حالة تحفز صحية، وقد تكون لعبة رياضية ما هي موهبة الطفل فكوني على أتم استعداد لتنميتها والرضا بما يختاره، لا ما ترغبين في اختياره له.
تنمية الطفل فنيا
الرسم مهم للأطفال جدا، لأن الطفل في البداية يرسم ما يراه أمامه، فيرسم الشجر، والورود، ويحاول رسم أبيه وأمه، ثم ينتقل لمرحلة أخرى وهي رسم ما يُحب أن يراه، فأحيانا مع ترك فرص كثيرة للطفل لإشباع موهبة الرسم يمكنكِ التعرف على أهدافه، و موهبة الطفل ، ورغباته، ويمكنك التعرف على ما يخيفه وما يحبه ويريده، وقد تجدينه يبالغ في حجم بعض تفاصيل الرسم تستنتجين منها ما يمثل له أهمية أكثر من غيره وهي الأشياء التي يرسمها بحجم أصغر.
اجعلي من طفلك شخصا متزنا
في النهاية، إن رأيتِ طفلكِ قد أحب لعبة رياضية بشدة أو تعلق بالرسم بشكل كبير فعليكِ أن تلفتي انتباهه بالطرق التربوية إلى أهمية الاتزان، فهناك فرق بين العلم، وبين الهوايات، ورغم أن بعض الهوايات يمكن دراستها علميا وتحويلها إلى عمل ولكن هذا قد يفقدها بريقها، فلابد في البداية أن يتعلم أن يستذكر دروسه إلى جوار رياضته المفضلة ثم فيما بعد وفي مرحلة إدراك أعلى يُترك له الاختيار بين أن تظل هواياته في موضعها، يتم تنميتها في أوقات الفراغ، وبين أن تصبح أساس الحياة ومصدر الرزق.
أضف تعليق