للأسف انعدمت الثقة بين البشر بشكل كبير في الوقت الحاضر وإذا أستطاع أي شخص منح الثقة للآخرين فإن ذلك سيحول حياته تماماً وأيضاً ستزداد فرصه لكي ينجح ويقوم بتحقيق ذاته، سيجعل أيضاً الناس يلتفون حوله ويقوموا بتشجيعه ودعمه نفسياً ومعنوياً حيث أن كلمة الثقة قد أصبحت عملة نادرة في هذا الزمن وربما يعود ذلك لكثرة ضغوط الحياة وازدياد متاعبها. إن الثقة كنز كبير يمكنه أن يغير حياة الإنسان كلها للأفضل لذلك فهي تستحق منك العناية لكسب ثقة من حولك. إليك بعض الخطوات البسيطة التي تجعلك تمنح الآخرين الثقة بك.
دليلك إلى منح الثقة للآخرين
ثق بنفسك أولاً
إن أهم خطوة يمكن أن يقوم بها الإنسان من أجل منح الثقة للآخرين هي ثقته بذاته لأنها تعد من أهم الخطوات التي تمنحك ثقة الآخرين، وذلك لأنه إذا كان الإنسان لا يثق في نفسه فكيف له أن يكسب ثقة الآخرين فيه لذلك يجب عليك أن تحافظ على ثقتك بنفسك لأنها ستنعكس على أسلوبك ومظهرك مما يعطي لك انطباع جيد عند الآخرين ويجعل كل من حولك يثقون بك.
واجه أخطائك
إذا كنت تريد منح الثقة للآخرين عليك أن تواجه نفسك بأخطائك أولاً، فلا تركز على أخطاء الناس وتدع أخطائك، لذا قم بمراجعة نفسك أولاً بأول كي تتخلص مع الوقت من أخطائك.
مساعدة الناس
تعد مساعدة الناس أيضاً من الخطوات الهامة في منح الثقة للآخرين، حيث أن مساعدتك للناس تجعلك دائماً محل اهتمام الناس وثقتهم، لذلك حاول دائماً تقديم المساعدة لمن يحتاجها إذا كان في مقدورك ذلك.
كن عطوفاً وحنوناً
أعطف على الناس وقدم لهم الدعم النفسي دائماً عندما يمرون بظروف قاسية حتى تتمكن من منح الثقة للآخرين ، ويجب عليك أن تكون حنوناً بما يكفي ليجلب ذلك لك حب الناس وثقتهم فيك، وذلك لأن الشخص الحنون العطوف دائماً ما يكون مصدر راحة وأمان لمن حوله.
لا تتدخل في شئون غيرك
الأشخاص الذين يقومون دائماً بالتدخل في شئون غيرهم ويغلبهم فضولهم في معرفة كل شيء عن من حولهم لا يتمكنوا من منح الثقة للآخرين، فهم دائماً ما يكونوا منبوذين من الناس وغير مرغوب فيهم بسبب تطفلهم على حياة من حولهم لذلك أحرص على أن لا تتدخل أبداً في شئون غيرك حتى وإن دعاك فضول نفسك لذلك إلا إذا طلب منك أي شخص المساعدة في هذه الحالة قدم له الدعم على الفور.
التزم بعهودك ومواثيقك
إن الالتزام بالعهود والمواثيق يجعلك تتمكن من منح الثقة للآخرين، لأن الإنسان الذي يحترم عهوده ومواثيقه، يكون في الغالب إنسان أهل للثقة والاحترام، لذلك أحرص دائماً على أن تفي بعهودك ووعودك وأن تحترم مواعيدك ومواثيقك مهما كانت الظروف.
كن صريحاً وتلقائياً دائماً
تعد الصراحة والتلقائية من أهم عوامل وأولويات منح الثقة للآخرين ، لذلك ينبغي عليك أن تتمتع بالصراحة والتلقائية وأن تقول الحقيقة في كل المواقف وأجعل هذا الطابع في شخصيتك وعش دائماً تلقائياً وصريحاً لتكسب راحة البال وراحة الضمير ولتكسب ثقة الآخرين.
حاول أن تتحلى ببعض الصفات الحميدة
حاول أن تكتسب بعض الصفات الحسنة لشخصيتك وإن كانت غير موجودة عندك، وذلك لكي تتمكن من منح الثقة للآخرين، لذا يجب عليك التحلي بالصفات الحميدة مثل الوفاء والصدق والواقعية وعدم الغموض فهذه الصفات لها أثر كبير جداً في كسب ثقة الناس. وكن وفياً دوماً مهما كانت الظروف وأعلم أيضاً أن الإنسان الذي يتسم بالغموض في شخصيته لن يكون أبداً محل ثقة للناس. وعلى الجانب الآخر، فلكي تكسب ثقة الآخرين فيك، يجب عليك التخلص من الصفات السيئة التي تفقدك ثقة الآخرين مثل الخيانة والكذب والنفاق والسلبية والتخاذل وغير ذلك من الصفات السيئة.
ثقف نفسك دوماً
أقرأ دائماً وثقف نفسك وأشبعها بالعلوم والمعارف فالإنسان المثقف دائماً ما يكون قادر على منح الثقة للآخرين، وذلك لأن الناس في الغالب إذا ما كانوا في حيرة من أمرهم تجاه مشكلة ما أو أمر ما عادة ما يلجئوا إلى الإنسان المثقف الذي يكون على دراية بالأمور والمشاكل التي تهمهم نظرا لخبراته التي اكتسبها من ما قرأ ومن ما مر به من تجارب. وأيضا يجب عليك أن تكون واضحاً في كلامك وتجنب المراوغة في قولك أو فعلك، وذلك لأن المراوغة والغموض وعدم الصراحة والوضوح قد يقدوك ثقة الآخرين فيك.
انتقد الناس بشكل مهذب
ينبغي عليك أن تكون مهذباً في انتقاداتك ولا تلقي اللوم كثيراً على من حولك إذا كنت ترغب في منح الثقة للآخرين، لذا يجب أن يكون انتقادك بطريقة مهذبة كأن تقدم لهم الانتقاد في صورة نصيحة أو اقتراح أفضل، فمثلا يمكنك أن تقول (ما رأيك لو قمنا بكذا) (أليس من الأفضل أن نفعل كذا)، دائماً أترك الفرصة لمن حولك أن يتصرفوا وفقاً لرؤيتهم ولا تحاول أن تفرض آراءك أو أن تقدم النقد بشكل منفر كي تستطيع أن تكون محل لثقتهم واحترامهم.
أحترم مواعيدك
يعد احترام المواعيد من أهم العوامل التي تجعلك محل مصداقية ومحل احترام وقادر على منح الثقة للآخرين، وذلك لأن عدم احترامك لمواعيدك يعتبر عدم احترام للأشخاص الذي تواعدت معهم على أمر ما، وبالتالي فهم سيبادلونك نفس شعور عدم الثقة وعدم الاحترام.
كن مهذباً في حديثك
حاول أن تكون على درجة كبيرة من الأدب وحسن الخلق في حديثك مع الناس من أجل منح الثقة للآخرين، ويجب عليك دائماً أن تضيف لكلامك عبارات مهذبة فمثلاً قل (شكراً) عندما يسدي أحداً معروفاً لك وقل (من فضلك) إذا احتجت شيئاً من أحد فإن استخدامك لمثل هذه الجمل المهذبة، وعليك التحلي بحلو الكلام مع غير وذلك لأن الكلمة لا شك يكون لها تأثيرها في نفوس الآخرين الذي يتمثل في ارتياح واطمئنان وثقة في شخصك.
تجنب العصبية وكن هادئ الطباع
إن الإنسان العصبي الذي لا يتحكم في أعصابة وانفعالاته لا يكون قادر على منح الثقة للآخرين، وذلك لأن الناس تعتبر الإنسان العصبي إنسان متهور وطائش في أفعالة وقراراته، لذا يكونوا دائما في قلق وتوجس منه ومن تصرفاته وأفعاله، وبالتالي تنعدم ثقتهم فيه، وذلك على عكس الإنسان العاقل المتزن الذي لا يصدر منه أي أفعال طائشة حتى في وقت غضبه، لذا يكون مصدر أمان وثقة للناس من حوله، لذا يجب عليك الابتعاد عن العصبية تماما حتى تكسب ثقة الآخرين فيك.
كن بشوشاً مبتسماً دائماً
فالابتسامة الصادقة من القلب تجلب حب الناس ورغبتهم في التعامل معك، لأنهم يشعرون بالارتياح والاطمئنان إليك، لذا يجب عليك أن تكون دائما بشوش الوجه وابتعد عن العبوس والتكشير حتى تستطيع منح الثقة للآخرين. تلك الابتسامة تحمل الكثير من المعاني الجميلة وتجعل الناس في سرور لرؤيتك والتعامل معك.
خاتمة
أعلم أن احترامك لمن حولك والتعامل مع بالناس بالأخلاق الحميدة مثل الصدق والأمانة واحترام العهود المواعيد والمواثيق، سيكون سبباً في احترام الناس لك وفي الراحة في التعامل معك وسوف يعتبرونك أهل لتحمل الأمانة مما يكون له الأثر البالغ في منح الثقة للآخرين، حيث أن قيامك بهذه الخطوات البسيطة سيغير حياتك تماماً ويجعلك أهل لثقة من حولك ولكن أعلم أنك إذا قمت بمجرد التظاهر ببعض هذه الصفات لتكسب صورة جيدة فقط ولا تؤمن بضرورة التغيير للأفضل من داخلك فإن ذلك سرعان ما سيفقدك ثقة من حولك للأبد لذلك جاهد نفسك على التغيير الحقيقي وأصنع لنفسك شخصيتك المستقلة.
أضف تعليق