لا شك أن منتجات الألبان من العناصر الضرورية لبناء الجسم والعظام، إن كنت تريد أن تعرف حاجتك ومكانك من أي نوعٍ من العناصر والمواد الغذائية إذًا فأنت بحاجةٍ للنظر إلى الهرم الغذائي الموضوع على أيدي خبراءٍ ليرشدك للطريق الصحيح الذي تعطي فيه جسدك ما يحتاجه ولا تتسبب له بمشكلةٍ متراكمة كان سببها ببساطة إهمالك لواحدةٍ من العناصر الغذائية المهمة بالنسبة له.
عند النظر إلى الهرم الغذائي سنجد هرمًا عالميًا تم وضعه بالولايات المتحدة الأمريكية وكان من أهم وأبرز معلومات ذلك الهرم أن الشخص العادي بحاجةٍ إلى كميةٍ كبيرةٍ من منتجات الألبان في يومه تصل إلى ثلاثة أكوابٍ كاملةٍ مع اللبن غير بقية منتجاته، إلا أن ذلك الهرم بعد ذلك عارضته أهرامٌ غذائيةٌ أخرى مثل تلك التي تم وضعها على أيدي أساتذةٍ وباحثين في جامعة هارفرد تتعارض فيها الكميات التي يحتاجها الشخص من منتجات الألبان وصلت إلى قولهم أن منتجات الألبان ليست جزءًا أساسيًا من الغذاء الصحي المتوازن إن تمكن الشخص من تدبير المغذيات التي يحتاجها من مصادر أخرى.
منتجات الألبان بين الفوائد والمضار
فوائد منتجات الألبان
الحليب ومنتجات الألبان بصفةٍ عامة هي من أقوى وأكبر مصادر إمداد الجسم بالكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين د وهي من الأشياء التي يحتاجها الجسم بكمياتٍ غير هينةٍ بالطبع لأجل تكوين العظام والأسنان والعضلات والحفاظ على نسب الأملاح مستقرة ومتوازنة وفي الدم، بالرغم من أن هناك العديد من المصادر الأخرى التي يمكن أن نحصل منها على تلك العناصر الغذائية إلا أن منتجات الألبان توفر لنا نسبةً كبيرةً منها في كوبٍ من الحليب، والحقيقة أن هناك العديد من المكونات الغذائية الأخرى فيها كالبروتين والدهون والكربوهيدرات إلا أنها ليست بحجم الكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين د.
لهذا نجد أن الأطفال سواءً في الإنسان أو في الحيوانات يكون الحليب هو غذائهم الرئيسي الكافي لنموهم في الفترة الأولى من حياتهم وإعطائهم مجموعةً كاملةً من المغذيات سهلة الهضم على أجهزتهم الصغيرة ومتكاملة التغذية لأجسادهم التي تحتاج إلى النمو.
يحتاج الطفل خلال فترة نموه ما بين الولادة وحتى عمر 16 سنة أن يحصل على كميةٍ كافية من منتجات الألبان لمساعدة العظام على اكتساب القوة والسمك المناسبين وذلك لأن هشاشة العظام من أكثر الأمراض الشائعة في الصغار الذين لم يحصلوا على كفايتهم من لألبان، وغير ذلك أن هشاشة العظام من الأمراض التي من الممكن ألا تظهر على الطفل في صغره أو الرجل في شبابه لكن تبعاتها تظهر قويةً وواضحةً عند التقدم في السن وفي سن الشيخوخة، لذلك قد تقل حاجة الإنسان لتناول الحليب كلما تقدم في السن لكن ذلك لا يعني أن يتوقف تمامًا عن تناوله.
مشاكل منتجات الألبان
كأي شيءٍ آخر منتجات الألبان لها فوائدها وأضرارها والأهم من ذلك أن بعض الأشياء المفيدة إن أسرفت في تناولها واستخدامها تتحول لضررٍ لك ولصحتك، ظهر جزءٌ من الاعتراضات على الإسراف في شرب اللبن على أيدي باحثي هارفارد حين شككوا في العلاقة بين شرب الحليب طول العمر والإصابة بهشاشة العظام من عدمها مشيرين إلى بعض البلاد التي يقل فيها معدل استهلاك منتجات الألبان في فترة حياة الشخص كلها ولم يؤثر على حقيقة إثبات الدراسات لانخفاض معدل هشاشة العظام في تلك البلاد.
كان السبب الآخر لاعتراضهم هو كون كمية كوبين أو ثلاثة أكواب كاملة من اللبن في اليوم للشخص العادي الواحد هي كميةٌ كبيرة تضيف أكثر من 300 سعرٍ حراريٍ يوميًا وبجانب ذلك فهي تضيف كميةً كبيرةً من الكالسيوم والبوتاسيوم للجسم هو في غنى عنها أو بمعنى أدق ليس بحاجةٍ ماسةٍ لكل تلك الكمية وهو ما سيتسبب ببساطةٍ في تراكمها والإخلال بالتوازن الأيوني وتوازن المعادن والأملاح في الجسم.
منتجات الألبان وفقدان الوزن
قد يصاب البعض بالحيرة عندما ينصحهم الآخرون بشرب اللبن ليفقدوا الوزن فيهرعون لشربه بكمياتٍ كبيرة عندها ينصحهم آخرون بالابتعاد عن منتجات الألبان إن أرادوا أن يفقدوا الوزن فيقعون في الحيرة، لا حيرة في الأمر فكل ما هنالك أن الجسم إن شعر بفقدٍ في المعادن والفيتامينات التي يحتاجها يبدأ معدل حرقه في التراجع ويقاوم أي محاولةٍ لفقدان الوزن ويحاول التمسك بكل جرامٍ منه.
لذلك يقول البعض أن اللبن يساعد على فقدان الوزن من باب أن إمداد الجسم بحاجته من الكلسيوم والبوتاسيوم والفيتامينات سيساعده على زيادة معدل الحرق وفقدان الوزن، لكن من جانبٍ آخر فشرب عدة أكوابٍ من اللبن كامل الدسم أو تناول الأجبان طوال اليوم ستزيد وزنك بصورةٍ كبيرة بسبب الدهون والسعرات الحرارية العالية فيها، عند الرغبة في فقدان الوزن لا تسمح الأنظمة الغذائية عادةً بتناول منتجات الألبان إلا في وجبة الفطور حتى تمد الجسد بالطاقة ويستهلكها في مجهود اليوم فلا تتراكم ولا يزداد وزنه.
حساسية منتجات الألبان
الحاسية ضد الألبان ومنتجاتها واحدةٌ من أشهر أنواع الحساسية التي تصيب بعض الناس من طفولتهم في بعض الأحيان، استهلاك الألبان بأي كميةٍ أو أي شيءٍ يحتوي على كميةٍ منها قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة تزداد كلما زادت كميتها بالطبع وتبدأ أعراض الحساسية بالظهور على الشخص ما بين مشاكل تنفسية وهضمية وحدوث تورماتٍ وطفحٍ جلدي مع تورم الفم واللسان بشكلٍ قد يصبح عائقًا خطيرًا على مجرى التنفس.
بالمثل أولئك الذين يعانون من المناعة ضد اللاكتوز وهو المكون الرئيسي في منتجات الألبان والذي يتم هضمها إليه، هؤلاء الناس لا يستطيعون هضم اللاكتوز ولا يحصلون على أي فائدةٍ تذكر من تناولهم لمنتجات الألبان كما أنها تسبب لهم مشاكل في المعدة وعسر الهضم وقد تفيدهم منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز المصنعة خصيصًا لأجلهم.
القلب والسرطان
يقول بعض الباحثون والخبراء أن هناك علاقاتٍ متعددة غريبة بين استهلاك منتجات الألبان وأمراض القلب التي تحدث للإنسان، ففي بعض الدراسات لاحظوا أن شرب اللبن أو تناول منتجاته يقلل من خطر الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية واحتمالية حدوث الجلطات، إلا أن بعض الدراسات الأخرى لاحظت ازدياد معدل الموت بسبب أمراض الشريان التاجي في القلب في الدول التي يستهلك سكانها كمياتٍ كبيرة من منتجات الألبان، وكلما قلت تلك الكمية قلت نسبة الوفاة بسبب القلب فيها، لم يظهر إثباتٌ مباشرٌ على ذلك إلا أن تلك الملاحظات تستحق التروي والبحث والدراسة بشكلٍ أعمق من الخبراء بلا شك للوصول إلى حقيقتها والتأكد من صحتها.
بالاتجاه إلى السرطان فإن بعض الدراسات تقول أن إعطاء الجسم كمياته الكافية من فيتامين د يساعده ويقوي المناعة ويحمي الجسم من الإصابة بالسرطان، إلا أن دراساتٍ أخرى كانت توجه اتهامها للألبان ومنتجاتها بالتسبب في تحفيز ظهور سرطان المبايض والبروستاتا، كان البحث الوحيد الذي قال ذلك قاله بسبب احتواء بعض الألبان ومنتجاتها على مجموعةٍ من الهرمونات المصنعة، ومع توافر البيئة المناسبة والعوامل الأخرى التي تجعل الجسد مستعدًا قد يتسبب اللبن في تلك الحالة بتحفيز السرطان وظهوره وانتشاره.
أيًا كانت تلك المخاطر التي تم ذكرها عن منتجات الألبان فهي لا تعني أن نهجرها ونبتعد عنها بلا شك، ففوائدها كثيرةٌ وعديدة وحاجة الجسم لها لا تخفى على أحد.
أضف تعليق