بالطبع نضطر أحيانًا إلى ملاقاة أشخاص جدد، ليس عن طريق المصادفة أو عن طريق موعد محدد، بل شيء بين هذا وذاك، وهذه المواقف متعددة وكثيرة وأبرزها على الإطلاق أن تلاقي صديق صديقك المقرب، أو صديق أو صديقة شريك علاقتك، وقد تحتار في طريقة معاملة اللقاء الأول وتقع في حيرة حول التصرف في مثل هذا الموقف، وتخاف أن تتعامل برسمية فيتم أخذ فكرة عنك أنك سخيف ومتحفظ وتخاف أن تتعامل بألفة فيتم أخذ فكرة عنك أنك متطفل وأحمق ولا تستطيع احترام خصوصية الناس والتعامل معها، ولذلك إليك هذه الطريقة التي تستطيع صنع لقاء أول جيد بدون انطباعات سيئة عنك:
دليلك إلى معاملة اللقاء الأول
إن كنت تتعرف إلى صديق صديقك
هناك نوعية من الناس يتعاملون بتحفز مع الأشخاص الذين يقابلونهم أول مرة، خصوصًا أصدقاء الأصدقاء، وخصوصًا عندما تكون الصداقة مع الجنس الآخر وصديق الصديق من نفس الجنس، ولنفرض مثلاً أن صديقتك الفتاة تود تعريفك على صديق رجل آخر لها، فإنه ربما ستنشأ نوع من أنواع الغيرة لديك، تجاه هذا الشخص، حتى وإن لم يكن لديك أي مشاعر تجاه هذه الفتاة سوى مشاعر الصداقة فإنك ستجد نفسك مدفوعًا دون وعي إلى الشعور بمشاعر التحفز تجاه هذا الشخص، لذلك ستكون معاملة اللقاء الأول بينكما ستصطبغ بصبغة الغيرة ولن تكون موفقة على الإطلاق لأن أسلوب التحفز سيطفو في ردود أفعالك خصوصًا إذا كان الطرف الآخر متحفزًا.. سيكون الأمر سخيفًا ومحرجًا لصديقتكما المشتركة، لذلك إن حدث وواجهت موقفًا كهذا، حاول أن لا تظهر مشاعر التحفز هذه، وكن ودودًا، غالبًا شعور الآخر من ناحيتك بالمودة سينطبع تلقائيًا على معاملته هو أيضًا لك وسيختفي أي شعور بالتحفز وسيحل بدلاً منه المودة المتبادلة وربما تكون هذه بداية علاقة جديدة، وصداقة قوية ستنشأ بسبب معاملتك الودودة له.
وبهذا تكون معاملة اللقاء الأول مبنية على حسن النية وتجاهل شعور التحفز ومحاولة التعامل بمودة حتى لا تفسد الأمور على نفسك وعلى صديقتك وحتى لا يؤخذ الانطباع عنك أنك شخص سخيف وحتى لا تشعر صديقتك أيضًا أنك تكن لها مشاعر أخرى غير الصداقة فيجعلها بذلك ترتاب منك ومن تصرفات بسبب شعور غيرة غير مبرر على صديقة لك، وربما يكون سبب هذا الشعور هو أن يكون هذا الشخص الآخر ليس بصديق بالفعل بل مشروع ارتباط مما نتج عنه أنك تخاف أن يؤثر على صديقتك فتقلص علاقتها بك، لكن وحتى إن كان الأمر كذلك فإن تأثير هذا الخوف عليك والذي سينعكس على تصرفاتك وعلى معاملة اللقاء الأول بينكما وستظهر أنت بمظهر الشخص السخيف المتحفز الذي لا يكون لطيفًا مع الآخرين بل يتعمد مضايقتهم والتعامل بسخافة معهم.
أما بالنسبة لصديق صديقك الذكر فإنه في الغالب يكون التحفز أقل وربما ستحصل على صديق جيد للأيام المقبلة وستقضون جميعًا أوقات عظيمة برفقة بعضكم البعض، لأنه عادة يكون التكلف أقل وتكون الألفة سابقة بسبب حديث الصديق المشترك لكلاً منكما عن الآخر بخير فينشأ فضول منكما لمعرفة الآخر، ما عليك في هذه الحالة سوى أن ترفع الكلفة وتتعامل بأريحية حتى ينعكس هذا على الآخر ويتعامل معك بأريحية أيضًا ودون تحفظات.
أما بالنسبة للفتيات فعادة يكون الأمر في جميع الأحوال طالما الصديق المشترك هذا ذكرًا يعرفها على أنثى أو أنثى إلى أنثى فإنهن يكن متحفظات ليس لمراعاة الصديقة المشتركة فحسب، بل لأن أي رد فعل غير محسوب سيحسب على أنه غيرة فتيات من جمال أو أناقة الأخرى وهكذا، لذلك حاولي في معاملة اللقاء الأول ألا ترسخي لهذا الانطباع وتجنبي التعامل باصطناع وحاولي عدم التحفز والتعامل بألفة، ولكن ليس بألفة زائدة عن اللزوم حتى لا تقابلين بإحراج ومحاولة لوضع الحدود خصوصًا أن الفتيات أكثر حرصًا في البداية على وضع حدود للعلاقة ويفتقدن للكثير من الأريحية والبساطة في تعاملاتهن، وعلى الرغم من الابتسامات المصطنعة وقول كل منهما للأخرى “يا حبيبتي” ربما دون شعور بذلك حقيقي إلا إنهن يخفين الكثير من مشاعرهن تحت هذه التصرفات المصطنعة.
يختلف الأمر كثيرًا إذا كنت أنت رجلاً وصديقتك تعرفك على صديقتها، في الغالب يجب أن تتفهم جيدًا أن هذه ليست رجلاً يجب في معاملة اللقاء الأول أن تتحدث برسمية لأن هذا أسلم الحلول، التعامل المألوف منذ البداية دائمًا وأبدًا يؤخذ عنه أنه وقاحة وتطفل، بينما التعامل برسمية مع الفتيات يؤخذ على أنه تهذيب واحترام، وحتى تجد أن الأمور سانحة لتصعيد التعامل بينكما لوضع أقل تكلفًا وأقل رسمية فإن هذا بإيحاء منها وليس من تلقاء نفسك.
لا يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة للإناث ولكن للأسف تعتقد بعض الإناث أن معاملة اللقاء الأولى يجب أن تكون شديدة الرسمية كشخص يرد فقط على قدر الكلام، ولا يجد هناك حاجة سوى للابتسامة الشبحية التي لا تلبث أن تظهر على الشفتين ثم سرعان ما تختفي، وهذا الوضع غير مريح لأي أحد ويتم أخذ انطباع سيء عن صاحبته أنها شخصية معقدة، وليس العكس بأنها مهذبة، ولا نقول أن تتخلى عن الرسمية ولكن أن لا تزيد منها بشكل يعطي انطباعًا عنها بالسخافة.
مقابلة صديق شريك العلاقة
ينقسم هنا إلى قسمان، مقابلة صديق شريك العلاقة من نفس الجنس هذا قسم، ومن الجنس الآخر هذا القسم الثاني.. بالنسبة للقسم الأول حيث عليك أن تتعرف إلى الصديق المقرب من شريك علاقتك وهو من نفس جنسه أي لو كنت أنت رجل وشريك علاقتك أنثى وصديقتها المقربة أنثى أيضًا فإن معاملة اللقاء الأول ستفقد الكثير من تكلفها بالطبع وستكون أكثر بساطة وأريحية ويجب عليك أن تتعامل بمنتهى الألفة وأن تدخل بانطباع مسبق ومحاولة أن تحب هذا الشخص لأن شريك علاقتك يعول آمالاً كبيرة على حبك للصديق المقرب لأنه لن يكون مرتاحًا طالما يكره كلاً منكما الآخر، بالطبع الحب ليس بالجبر ولا بالغصب ولا تستطيع أن تحب أحدًا قسرًا، ولكن إن حدث ولم يحدث بينكما شعور بالمودة، فلا تجاهر ببغضه أمام شريك علاقتك حتى لا تتسبب في ضيقه.
أما القسم الثاني أن يكون صديق شريك العلاقة من الجنس الآخر فإن هذه المقابلة ستكون محاطة بالتحفظات من كل الجوانب، فمهما بلغ انفتاح جميع الأطراف لابد وأن هناك بعض الغيرة في الأمر. لذلك تختلف معاملة اللقاء الأول في هذا القسم حيث لو كنت ذكرًا وذاهب لمقابلة صديق شريكة علاقتك الذكر أيضًا فلابد أن تكون لطيفًا ولا تشعر هذا الشخص بالتحفز ضده بسبب وجود بعض الغيرة التي تترسب بداخلك.
ولا يختلف الأمر كثيرًا من حيث معاملة اللقاء الأول بالنسبة للإناث.
أما إن انعكس الوضع وكنت أنت الصديق فلابد أن تكون على قدرٍ من المرح ولا تحاول أن تثير الريبة بأي شكل داخل شريك علاقة صديقك ولا تتحدث كثيرًا عن موقف شخصية ذات طبيعة خاصة حدثت بينكما حتى لا يكرهك هذا الشخص ويظن أنك تود أن تفسد العلاقة بينه وبين شريك علاقته، حاول أكثر أن تركز على شخصية علاقة صديقك وقم بالاستماع له وتحدث أنت عن نفسك بشكلٍ فردي وحاول التحدث بثناء عن شريك علاقة صديقك، وعن حديث صديقك عن شريك علاقته، فعندما تكون معاملة اللقاء الأول بهذا الشكل مع شريك صديقك سوف يطمئن لك ولن يكون هناك حساسيات بينكما أو تحفظات حول علاقتكما.
إرشادات عامة حول معاملة اللقاء الأول
- ثبت ابتسامتك على شفتيك بشكلٍ، الابتسامة دومًا مفتاح لقلب أي شخص يقابلك، بمجرد ما يراك مبتسمًا بشوشًا لن يقدر على كراهيتك أبدًا وستجد هناك ألفة تلقائية في تعاملكما، لذلك فإن معاملة اللقاء الأول دائمًا ما تجدها موفقة إذا ما بدأتها بابتسامة، فلا تبخل بالابتسام والملامح البشوشة في وجه من تقابله كي تكسب قلبه.
في معاملة اللقاء الأولى لا تخترق خصوصية أي شخص في أي مقابلة أولى ولا تدعه يخترق خصوصيتك أيضًا ولا تتحدث عن أسرار شخصية لك ولا تدعي معرفة كل شيء ولا تسرد مواقف بطولية ولا تجعل كل الحديث عام ولا كل الحديث خاص، حاول أن توازن بين الأمور دائمًا. - كن مستمعًا جيدًا ولا تحاول أخذ كل الوقت لكي تتحدث أنت، الناس دائمًا يميلون لمن يشعرون بأنه يستمع لهم ويهتم لحديثهم، حاول أن تستمع أكثر مما تتحدث ولكن أيضًا لا تأخذ كل الوقت في الاستماع كي لا يخيل لمن أمامك أنك بلا شخصية ولا تمتلك القدرة على الحديث أو إجراء حوار وأن ذهنك لا يستطيع التمخض على ردود مناسبة للحديث بينكما، بل وبما يتم فهمك أيضًا على أنك شخصية متحفظة لا تميل للحديث كثيرًا وتأبى إعطاء ردود.. وعلى أي حال لن يستلطفك من أمامك بأي شكل، لذلك في معاملة اللقاء الأول يجب أن يكون لديك الحس لتعرف متى تستمع ومتى يجب عليك أن تتكلم ولا تقاطع أحدًا وينبغي أن تنظر في عين من تحدثه وإن كنتم مجموعة وتناقشون جميعًا أمرًا ما وهناك رد سترده على حديث أكثر من شخص فيجب أن تشير إلى كل شخص تحدث وترد على النقطة التي أثارها.
- صافح بحرارة، من أصول معاملة اللقاء الأول أنه إذا قام أحدهم بتعريفك بشخص أو بتعريف شخص آخر إليك فعليك أن تصافحه بحرارة وتنظر في عينيه وأنت تصافحه، حيث أن عدم الاهتمام في المصافحة وأنت تفعلها بروتينية وسرعة ستترك انطباعًا عنك بأنك شخص مستهتر أو متعالي وفي كلتا الحالتين أنت لا يحب أن يأخذ عنك أحد الانطباعين، لذلك عليك أن تكون أكثر اهتمامًا بالمصافحة لأنها أول احتكاك مباشر بينك وبين هذا الشخص الذي تقابله للمرة الأولى لذلك عليك أن تجعل هذا الاحتكاك الأول لصالحك لا العكس.
- في نهاية اللقاء أخبرهم أنك تشرفت جدًا باللقاء وسعيد بهذه الجلسة وعلى أمل بتكرارها وتشكر الصديق المشترك الذي قام بتعريفكم على بعضكم بعضًا، وإذا اضطررت إلى المغادرة بينما هم لا زالوا جالسين فعليك أن تستأذن منهم قائلاً بشكل أخير وبإيجاز أنك سعدت بهذه الجلسة، حيث هذه آخر قاعدة من قواعد معاملة اللقاء الأول.
خاتمة
معاملة اللقاء الأول تؤثر بشكلٍ كبير على علاقتك بشخصٍ من المحتمل أن تصبح بينكما علاقة وطيدة أو صداقة قوية في المستقبل، لذلك فإن هذا اللقاء يعد بوابة الدخول لعلاقتك بهذا الشخص الذي تتعرف عليه لأول مرة وكم من الأصدقاء المقربين حاليًا تعرفنا بهم من خلال أصدقاء مشتركين بيننا، لذلك عليك أن تكون لطيفًا في المقابلة الأولى لأن هذه المقابلة هي التي ستترك الانطباع الحسن عنك والذي لن يتم محوه بسهولة لاحقًا.
أضف تعليق