تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » مصنع الحكمة : كيف تعطي انطباعًا عنك بالحكمة دومًا ؟

مصنع الحكمة : كيف تعطي انطباعًا عنك بالحكمة دومًا ؟

الحكمة صفة تجعل النجاح حليف صاحبها أينما تواجدت، الوصول إلى الحكمة أمر يحتاج إلى شخص يعرف كيفية التصرف في الظروف المختلفة، تابع معنا مقالة مصنع الحكمة .

مصنع الحكمة

مصنع الحكمة لا نقصد به أنه مصنع مثل مصنع الحلويات أو مصنع بالمعنى المادي ولكن ما نقصده بمصنع الحكمة هو أنك كيف تكون كإنسان قادر على أن تكون حكيم في كل أوقات عمرك حتى ولو كنت صغيراً في السن. بل وفي الحقيقة أن أوجه هذا المقال للشباب وخصوصاً الذين لديهم القابلية لأن يعملون على أنفسهم وتحديثها وتطوريها والتعب من أجل الوصول إلى عقل محكم وقادر على التحكم والحكم في كل شيء من خلال قوة العقل وليس قوة الجسد. ولو كان الأمر ليس بمهم لك فلا أنصحك أن تكمل المقال عزيزي القارئ لأن هذا المقال للإيجابيين فقط وليس لهؤلاء الذين يطلعون على مقال من بضعة كلمات ومن ثم يكملون البحث في صفحات الشبكة العنكبوتية.

مصنع الحكمة : كيف تكون حكيمًا في تصرفاتك ؟

مصنع الحكمة يحتاج إلى الجدية

كثير من الناس يفتقدون الجدية ولكن الذي يطمح أن يصير عقله مصنع حكمة فيجب أن يكون جاد في هذا وليس مجرد هاوي أو عابر سبيل أو هوائي يريد فقط أن يصير رجل ذو شأن ويجرب هذه الطريقة ليس إلا. فالحقيقة أن الشخص الحكيم سواء رجل أو امرأة هو شخص مدرك أو عنده متسع في عقله لإدراك الأمور بجديه وليس مجرد الاطلاع ومن ثم الانتقال إلى شيء أخر، بمعنى أصح الملل ليس له مكان في حياتك إن أردت تكون شخص مثقف أو مدرك أو حكيم بل يجب أن تكون صبور جداً ونفسك ثقيلة على تقبل الأمور. وليس مجرد شخص خفيف الظل يحب أن يقرأ شيء ويستفهم ومن ثم يرمي الكلام في أقرب سلة مهملات.

القراءة والاطلاع المواد الخام لمصنع الحكمة

الحقيقة أن القراءة هي البداية المثالية لأن تكون شخص ذو شأن في الحياة بالكامل وليس فقط لكي تبني مصنع حكمة في حياتك. لأن القراءة ليست مجرد معلومات تدخل عقلك فالأمر ليس كذلك بل إن القراءة هي عبارة عن تمرين كبير للعقل. حيث أن عقلك مثل جسدك عضلة تحتاج إلى التمرين وكلما تدربت أكثر كلما كانت كفاءة العضلة أكثر لمدة طويلة من الزمن. وبما أن المعرفة والإدراك هي أكبر التمارين الرياضية للعقل إذاً الذين يقرأون يضمنون في الغالب عقل واعي وحكيم. غير كل هذا سيدي الفاضل فالقراءة تفتح مدارك عقلك على الآخرين والآراء المختلفة وبما أنك تقرأ فحتى لو كنت ناقد أو مختلف للرأي الذي تقرأه فلن تكون عنيف ببساطة لأنك تقرأ، ومن هنا يبدأ العقل في قبول أي رأي أخر بصورة محترمة. ولذلك معروف أن الوسط الثقافي هو وسط راقي ويشمل التنوع في كل شيء الأديان والأعراق والعقليات والجميع يقبلون الجميع لمجرد أن كلهم يقرأون. والأمر ليس بغريب عنهم أن يقابلوا أراء مثل التي يتبناها بعض الناس لأنهم قرئوها من قبل في كتب وصار الأمر عادي. أيضاً القراءة تجعلك مطلع على التاريخ ومن التاريخ تجد الخبرة المجسدة في الكلمات ولذلك وبمعنى أوضح، وقود مصنع الحكمة الجيدة يكون من التاريخ حيث المشاكل وحلها وتكرارها مئات المرات وباختلاف الحلول. ومع الوقت والقراءات الكثيرة تكون قد اطلعت على ثقافات وحضارات وسياسات وتكون في سن صغير قارئ جيد للواقع بصورة مذهلة وواثقة وفعالة ورأيك في الغالب سيكون صحيح، ببساطة لأنك قرأت التاريخ وتفهم كيف تسير الأمور لأنها تتكرر في الغالب.

مصنع الحكمة يحتاج إلى الصمت

إن أردت أن تصير مصنع حكمة بالفعل فعليك وعلى الصمت. ولماذا الصمت؟ لأنه أفضل طريقة تجعلك تسمع وتفهم الغير بطريقة بسيطة جداً بمعنى أخر في الصمت أنت ترى الناس من خلال الكلام. فغالباً الذين يتكلمون كثيراً يكونون مكشوفين للآخرين ومعروفين وكل ما في حوزتهم من أفكار مفهومة ومستنفذة وليست جديدة. ولكن الصامت هذا غالباً يكون أخذ وقته جيداً في الردود وتكون ردوده على قدر الأسئلة لذلك غالبية كلامه يكون غير مستنفذ ويكون كلام في الموضوع. والمشكلة التي تحدث هي أن الصامت غالباً الناس يتجاهلونه وهذا يحدث لو كنت بالذات صغيراً في السن، ولذلك نلاحظ كثيراً عندما يتواجد شاب وسط ناس كبيرة في العمر والحماسة تجعله يعبر عن رأيه حتى يقول لهؤلاء الناس أنا موجود وهذا حقه، ولكن الفكرة هنا أنك في مرحلة الشباب لا يجب عليك أن تقول أنا موجود من الأساس فوجودك عن طريق أفعالك وإنجازاتك سيجعل الكبير والصغير يعترف بك وليس الكلام. ولذلك نصيحتي هي ألا تتكلم كثيراً لتظهر أنك جيد دع الأيام هي التي تجعلك جيد والذين سيتجاهلون صمتك هم لا يفهمون أنك تذخر من وراء حديثهم كنز وفطنة كبيرة أهم لك من أن تكون ذو واجهة كلامية في وسط مجموعة.

التخطيط

مصنع الحكمة العقلي لا يتم إلا عن طريق التخطيط للأشياء فلا يوجد شخص حكيم يفعل الأشياء بعشوائية ولا يجب عليك أن تفكر في أي شيء بعشوائية. فالحقيقة أن العشوائية ستذهب بك لا محالة إلى الفشل والغباء، انظر إلى أي شخص ناجح في هذا العالم وستجد أنه يمتلك مخطط واضح ومخطط معروف. ولذلك الشخص الحكيم يعرف متى يبدأ الشيء ويعرف ماذا يفعل ويعرف أيضاً متى ينتهي ومن ثم يحدث الإنجاز، وبعد الإنجاز يشعر المرء بالنجاح والذكاء معاً. أما في حالتك لو كنت قارئ وكنت مطلع وكنت شخص قليل الكلام وحسن الإنصات فبدون أن تكون شخص صاحب خطط معينة في حياتك سامحني أن أقول لك أنك تعيش هباءً دون هدف، وهذا قد يبدو لك جيداً الآن ولكن الحقيقة أنك ستصل لنقطة في حياتك ستشعر بصغر النفس حيث ترى الناس من حولك فعلوا أشياء ولهم ذكر وقيمة فيما فعلوه وأنت حياتك ضاعت في اللاشيء. ولذلك التخطيط سيجعلك تعرف أهدافك أو ربما أهدافك ستجعلك تخطط لكيفية تحققها. ولكن في كل الأحوال يجب أن تعرف حياتك إلى أين ستذهب.

التأمل من وقود مصنع الحكمة

التأمل هو شيء بديع في حد ذاته وهو سر من أسرار الفلاسفة حتى يومنا هذا بل وإن لقب مفكر يطلق على بعض الناس الذين يكتبون مقالات بصورة منتظمة أو باحثين من بعد تأمل كبير في أسرار الكون. وربما تقول هل الذي يجلس على مقعد ويفكر هذا له شأن في هذا العالم؟ في الحقيقة نعم، فالتأمل هو شيء يجعلك تكتشف نفسك بطريقة رائعة ومن خلال معرفة نفسك وحقيقتها ستكتشف حقيقة الأشياء من حولك بطريقة أكثر شفافية، وربما أكثر دليل على هذا هو حكمة القدماء في الحياة وبناء الحضارات بطرق حتى الآن لا نعرفها مثل المصريين القدماء مثلاً الذين بنوا الأهرامات ولا أحد يعلم كيف، وحنطوا الموتى لألاف السنين ولم يصل العلماء لهذه الفكرة حتى الآن. وعلاقة التأمل بهذه الاكتشافات أن هناك من أفنوا حياتهم حرفياً في التجارب قديماً بالخمسين والستين عاماً يجربون ويتأملون الأخطاء حتى وصلوا إلى الطريقة. وربما التكنولوجيا وفرت علينا عناء التأمل في الوقت الحالي، ولكن في المقابل الناس أصبحت أقل تفكيراً وأكثر آلية في حياتهم.

أخيراً عزيزي القارئ يجب أن تعلم أنك تملك عقل بديع الوصف وفائق الإمكانيات ومن ضمن هذه الإمكانيات هو أنه مصنع للحكمة والنضوج في أي عمر وأي وقت لك في الحياة. لذلك إن كنت كبير فلا تقل أنا قد كبرت بل استغل الباقي من عمرك في أن تكون راضي عن نفسك وإن كنت صغير فحاول أن تستغل عمرك في الجيد لك.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

اثنان × 2 =