مشروب الشاي مشروب يمكن شربه في أي فصل من فصول السنة، والسبب في ذلك أن هذا المشروب اللذيذ يمكن شربه حاراً أو مثلجاً، لكن الفوائد الصحية الجمة التي تعود منه تتخطى كثيراً مجرد كونه مشروباً منعشاً، فعلى أقل تقدير نجد أن الشاي بنكهاته المتعددة يمثل مصدراً ممتازاً لإمداد الجسم بما يحتاجه من سوائل على مدار اليوم، ليس هذا فقط، بل أثبتت الدراسات أن الشاي مفيدٌ جداً لحماية الأسنان والقلب أيضاً كما أن الأجسام المضادة للأكسدة والتي يحتوي عليها الشاي تساعد على الوقاية من السرطان، لكن قبل أن تسارع للإكثار من شرب الشاي لابد وأن تتأكد من أن ما تشربه هو شايٌ حقاً، فالشاي الحقيقي يستخرج من نبتة تدعى Camellia sinensis ويوجد منه أربعة أنواع هي، الأخضر والأسود والأبيض وشاي الأولونج الصيني Oolong، وأي نوع آخر هو عبارة عن منقوع لنبتة أخرى لكنها ليست من عائلة الشاي، وفيما يلي بعض أهم فوائد الشاي لجسم الإنسان.
كيفية شرب مشروب الشاي بشكل صحي
زيادة الطاقة
يمكن للشاي أن أن يكون عاملا مهماً جدا في زيادة الطاقة قبل البدء في التمرينات الرياضية، حيث يمكن له وبالتحديد أن يزيد القدرة على التحمل وهو ما يسمح بإمكانية التدريب لفترات طويلة دون الشعور بالإعياء والتعب، حيث وجد العلماء أن مادة الـ catechin المضادة للأكسدة في الشاي الأخضر تزيد من قدرة جسم الإنسان على حرق الدهون في الجسم بوصفها وقوداً يستهلك للاستمرار في الأعمال الشاقة لفترة طويلة، وهو ما ينعكس بدوره على قدرة تحمل العضلات.
الشاي والأزمات القلبية
من أهم المميزات التي تم اكتشافها حول مشروب الشاي الشهير، هو أن شربه بانتظام من الممكن أن يؤدي إلى انخفاض احتمال الإصابة بالأزمات القلبية، ويمكن للشاي أيضاً أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب والشرايين.
الحماية من السرطان
العناصر المضادة للأكسدة والتي يحتوي عليها مشروب الشاي من الممكن أن تكون سبباً في الحماية من عدد كبير من أنواع السرطان، هذه الأنواع التي يساعد شرب الشاي على الوقاية منها تضم سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الجلد وسرطان وسرطان الرئة والمعدة والسرطانات التي تصيب المريء والكبد والأمعاء والبنكرياس والمبيض والبروستاتا، لكن ليس المقصود بأي حال هو الدعوة إلى الاعتماد على الشاي كمضاد حصري للأمراض أو كعامل وحيد للحصول على جسم صحي وقوي.
امتصاص الأكسجين
يحتوي مشروب الشاي على مواد شديدة الامتصاص للأكسجين وهو ما يجعله مرشحاً قويا لمحاربة الشوارد الحرة Free Radicals، تكمن خطورة الشوارد الحرة في أنها من الممكن أن تؤدي إلى إحداث بعض التشوهات في الحمض النووي للإنسان DNA، حيث أنه وعلى الرغم من أن أجسامنا لديها القدرة على محاربة الشوارد الحرة بمفردها إلا أن كفاءتها في القيام بهذه المهمة لا تصل إلى مستوى الـ 100%، لهذا يجب على الإنسان ألا يدخر جهداً في مساعدة الجسم على القضاء على تلك الشوارد الحرة.
الشاي كمرطب
على الرغم من احتواء مشروب الشاي على مادة الكافيين، إلا أنه يعد من المشروبات المرطبة للجسم والتي يمكن تناولها بغرض الإنعاش لا سيما وأنها تُشرب مثلجة أيضاً. وجدت كثير من الدراسات العديد من الروابط بين شرب الشاي وانخفاض خطورة الإصابة بمرض شلل الرعاش Parkinson’s disease لدى الرجال والسيدات على حدٍ سواء.
الحماية من الأشعة
من الفوائد العجيبة للشاي قدرته على توفير الحماية من الأشعة فوق البنفسجية ultraviolet rays، حيث أنه من المعلوم أهمية تقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية لما لها من آثار سلبية على الإنسان، والجيد أن الشاي الأخضر من الممكن له أن يقوم بدور إضافي بجانب الكريمات المضادة لأشعة الشمس.
التنحيف
يمكن للشاي الحفاظ على محيط الخصر، ففي أحد الدراسات تبين بعد القياس أن المشاركين الذين كانوا يقومون بشرب الشاي بشكل دوري حصلوا على خصر أكثر نحافة من هؤلاء الذين لم يتناولوا الشاي بشكل دوري، ليس هذا فقط، بل إن بعض العلماء يقومون بدراسات حول مدى تأثير التناول الدوري للشاي على خفض ومحاربة متلازمة الأيضMetabolic Syndrome التي تزيد من احتمالية الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والشرايين.
الإقلاع عن التدخين
من الأخبار الجيدة لأولئك الذين يجدون صعوبة في الإقلاع عن التدخين أن شرب الشاي بصورة دورية يكون له الكثير من الفائدة في محاربة الآثار السلبية للتدخين، لكن هذا بالتأكيد ليس سبباً في الكف عن المحاولة للقلاع عن عادة التدخين السيئة.
مرضى السكر
بالنسبة لأولئك المصابين بداء السكري لا سيما النمط الثاني منه Type 2 Diabetes فإن الدراسات أثبتت أن مركبات الشاي الأخضر من الممكن أن تساعد في معالجة السكر في الجسم.
التعافي من الإشعاع
يستخدم الشاي في التعافي بعد التعرض لدرجة عالية من الإشعاع، حيث أثبتت أحدى الدراسات أن الشاي يساعد على تقليل عملية ضمور الخلايا الناتجة عن التعرض للإشعاع.
العظام
وجد أن الشاي الأخضر يساعد على زيادة وتحسين كثافة العظام وقوتها.
أمراض الجهاز العصبي
كذلك فإن الشاي الأخضر عامل مهم للوقاية من الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي مثل الزهايمر، فبينما هناك العديد من العوامل التي تؤثر على صحة الدماغ، فإن الشاي الأخضر يحتوي على مواد تساعد على الحفاظ على الأجزاء من المخ التي تساعد على التعلم والذاكرة.
المزاج العام
من الفوائد المهمة للشاي، لا سيما الأسود منه، هي ما يتمتع به من مكونات تؤثر على المزاج العام وتتسبب في رفع مستوى السعادة، ولا تتوقف مميزات الشاي عند التأثير على المزاج فقط، بل تمتد إلى التأثير على قوة التركيز واليقظة، وما زالت هناك الكثير من الأبحاث التي تدرس الآثار السيكولوجية للشاي على الإنسان.
محاذير شرب الشاي
إلا أنه وعلى الرغم من السمعة الجيدة التي يتمتع بها الشاي كأحد المشروبات الصحية، إلا أن هناك بعض الأبحاث التي تثر بعض النقاط حول المحاذير التي يجب مراعاتها عند تناول الشاي كما يلي:
1- احرص على شرب الشاي بارداً بين الحين والآخر، حيث أن الشرب المتكرر للشاي الساخن من الممكن أن يزيد فرص الإصابة بسرطان المريء، لذا اترك الشاي يبرد قليلاً قبل البدء بشربه.
2- أن النتائج الإيجابية المترتبة على شرب الشاي تتوقف في جزء كبير منها على نوع الشاي وطريقة حصاده ومعالجته.
3- لابد من الحذر من تحري فوائد تناول الشاي ثم الوقوع في ألوي التناول الخاطئ له، حيث أنه إذا كان هناك أية فوائد طبية لتناول الشاي فإنه يتم تحييدها تماما عن طريق الإسراف في إضافة السكر لكل كوب يتم تناوله من الشاي، حيث أن الكوب الواحد من الشاي يحتوي على سعرتين حراريتين فقط، إلا أن الشاي المحلى يحتوي على كميات أكبر بكثير من السكر وهو ما يذهب بالفوائد الجمة لتناول الشاي.
أخيراً، يمكن القول بأن الشاي هو مشروب قديم يرجع إلى آلاف السنين، حيث أنه مكون أصيل للكثير من المجتمعات الشعبية في الكثير من ثقافات العالم، حيث اعتبره الصينيون من أهم المشروبات الشعبية ليهم، وسرت الأقاويل بأن قدماء المصريين كانوا يستخدمون الشاي وأوراقه في العديد من المنافع المتعلقة بالحياة اليومية ولم يقتصر استخدامهم للشاي على الشرب فقط، وإلى اليوم يعد الشاي هو المشروب الشعبي الأول في مصر والعديد من الدول.
أضف تعليق