تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » مساعدة مريض الإيدز : كيف تتمكن من مساعدة مصاب بالإيدز ؟

مساعدة مريض الإيدز : كيف تتمكن من مساعدة مصاب بالإيدز ؟

مساعدة مريض الإيدز هو أمر شديد النبل منك، لكن هناك الكثير من المعلومات التي يجب عليك أن تعرفها بشأن هذا الأمر، ونحن نقدمها لك بشكل مبسط جدًا وسهل.

مساعدة مريض الإيدز

لتتمكن من مساعدة مريض الإيدز ، يجب أن تكون على وعي بالمرض وطرق علاجه والحالة التي يصل إليها الشخص المريض فور معرفته بإصابته بالعدوى. يعتبر مرض الإيدز من أكثر الأمراض فتكًا بالإنسان، فهذا المرض الذي ظهر حديثًا يضعف من جهاز المناعة الخاص بالإنسان تدريجيًا إلى أن يقضي عليه، ولا يوجد علاج أثبت فعالية كاملة في علاج المرض حتى الآن، إلا أن المشكلة الأساسية تقع في تعامل الناس، فهم لا يقدمون أي شيء ليتمكنوا من مساعدة مريض الإيدز في محنته الصعبة، وهذا يزيد من حالته سوءًا ويصبح أقل قدرة على التعايش مع المرض. في المقال التالي سنتعرض إلى الطرق التي يجب أن تتصرف بها لتصبح قادرًا على مساعدة مريض الإيدز لتجعله قادرًا على التعايش مع ذلك المرض القاتل وينساه ويحاول أن يعيش حياة طبيعية كالآخرين.

مساعدة مريض الإيدز : الوسائل المقترحة

دور العائلة في مساعدة مريض الإيدز

حتى اللحظة، فالنسبة الأكبر من العائلات وأحيانًا الأفراد، لا يتعاملون مع الإيدز بمساعدة اجتماعية. ففي معظم الحالات، يعرف عدد قليل للغاية بشأن حدوث المرض لشخص ما، العائلة فقط هي من تعرف وأحيانًا يخفي الشخص عنهم الأمر لفترة طويلة. لكن في الغالب يتحمل الأفراد البالغون في الأسرة المسئولية وحدهم تجاه المريض. سيكون على الأطفال والآباء والأمهات مشاهدة ذويهم بحزن وهم يعانون ويموتون. طبقًا لآخر الإحصائيات، بالنسبة للعائلات الذين فقدوا شخصًا بسبب المرض، فهم قضوا أكثر من سنة كاملة يحاولون فيها تقديم العلاج الممكن له. كذلك ففي الدول والمناطق الفقيرة، لا يكون لدى العائلات الثقافة الكافية أو القدرة على تقديم العلاج المناسب.

تقديم الدعم الكافي ليشعر المريض بالراحة

يمكن لمرضى الإيدز أن يعيشوا حياة صحية أطول إذا ما وجدوا العناية والدعم الكافي. يمكن تقوية جهاز المناعة من خلال العلاج الطبي والغذاء والتمرين. يمكن للشخص أن يجاري المرض بطريقة أفضل كلما كان سعيدًا ويشعر بالرضا. بإمكان الدعم المعنوي أن يؤثر بدرجة كبيرة كذلك والسلوك الإيجابي الذي يبعد الاكتئاب عن المريض. هنالك الكثير من الأشياء التي يمكن عملها لتجنب الآثار المدمرة للمرض والاقتراب الصعب لشبح الموت بالنسبة للأسرة والأطفال.

من المهم للغاية ألا يشعر مرضى الإيدز بالكثير من الضغط، يجب أن يشعروا بالراحة التامة والرضا حول نفسهم. فهذا يساعد الإنسان على البقاء نشطًا ومتيقظًا. أي نشاط سيكون جيدًا، مثل التمرينات البسيطة، العناية بالمنزل والحديقة، الأنشطة الاجتماعية. يجب أن يحافظ المريض على عقله منشغلاً وأن يحاول أفراد العائلة والأصدقاء المقربون أن يعطوه دفعة في الاهتمام بالأشياء التي يحبها والأنشطة التي توقف عن ممارستها فور سماعه خبر إصابته. وأن يساعدوه في القيام بالتمرينات الجسدية الأساسية مثل الجري وركوب الدراجة والمشي، طبعًا بدون المبالغة في التمرين وألا يجهد الشخص نفسه ولو بقدر طفيف. وأن يساعدوه في الحصول على نوم مريح وصحي، وألا يتعرض المريض للإزعاج وأن يحصل على وقت كافي يتمكن فيه من الاسترخاء.

التعامل مع الشعور بالعار

أصبحت الوصمة والإحساس بالعار لمريض الإيدز سببًا أساسيًا في تحويل حياة المريض إلى جحيم في الفترة المتبقية له من حياته، فعادةً ما يتم ربط المرض بالتواصل الجنسي مع أنه قد لا يكون السبب. المريض الذي يشعر بالوحدة والقلق والاكتئاب ستزداد حالته سوءًا من الناحية النفسية والجسدية كذلك، حيث تؤثر الحالات الحادة من الاكتئاب في إضعاف جهاز المناعة. العائلات التي لا تقدم دعمًا لمرضاها عادةً ما يفقدونهم في أسرع وقت كما أنهم يصابون بالاكتئاب بسبب عدم قدرتهم على التعامل. كذلك قد يحتاج أفراد العائلة دعمًا، فهم يواجهون عبئًا كبيرًا، وعلى الآخرين من الأقرباء والأصدقاء المحاولة في التخفيف عن هذا الحمل الثقيل. يجب أن تساعد الشخص في ألا يقوم بتأنيب نفسه طوال الوقت، فهو يشعر بأنه اقترف ذنبًا كبيرًا وقد يصل الأمر إلى أن يفكر في الانتحار أو أن يؤذي نفسه بأي طريقة، حاول أن توصل إليه شعور أنه لم يتسبب في خطأ كبير، وأن الأمر كان مصادفة وأن لا ذنب له، اجعله ينسى ما فعله وأن عليه التعايش مع الواقع، فما حدث قد حدث ولا يوجد أي شخص يستطيع تغييره، هذه هي النقطة الأساسية التي قد تحول حياة المريض من الأسوأ إلى الأفضل.

مجموعات الدعم

مجموعات دعم مساعدة مريض الإيدز

تختلف طرق وأنشطة مجموعات الدعم المتخصصة في مساعدة مريض الإيدز من مكان لآخر، لكن عامةً القواعد العامة التي يجب أن توجد في مجموعات الدعم تتلخص في تنظيم الاجتماعات حيث يتقابل فيها مرضى الإيدز مع بعضهم البعض ويناقشوا مشاعرهم ومشاكلهم المشتركة وطرق تعاملهم معها، وتعليم الآخرين كيف يهتمون بأنفسهم ومناقشة الأعراض والأمراض والعلاج. ثم تنظيم إعانات غذائية لمرضى الإيدز الفقراء، حيث يعتبرون هم الفئة الأكبر التي تموت في أسرع وقت بسبب عدم حصولهم على الغذاء الصحي وتنظيم الفعاليات الاجتماعية حيث يمكن للناس أن يصبحوا منفتحين على الآخرين بشأن حالتهم ويتمكنون من الاسترخاء والتماهي الكامل مع المرض. بالإضافة إلى تنظيم الندوات والمحاضرات للخبراء النفسيين والأطباء والمساعدة في إنشاء منظمات أو جمعيات أهلية تشارك في مساعدة مريض الإيدز .

مجموعات الدعم لعائلة المريض

بالنسبة لمجموعات الدعم التي تستهدف عائلات مرضى الإيدز، يجب أن تقوم المجموعات بتوعية الأفراد البالغين في العائلات حول مرض الإيدز وكيف يمكن التعامل معه والتحدث عن المشاعر وإعطاء العائلة دفعة من الدعم المعنوي لمساعدتهم على مواكبة الأمر وكذلك مساعدة العائلات للحصول على المنح والدعم الذي تقدمه الحكومات للمرضى في بعض الدول، وأيضًا إبقاءهم على اتصال مباشر بالخدمات والمشاريع التي يمكن أن تساعد في حل المشكلة. كذلك يجد الناس الذين يعيشون في المناطق الفقيرة صعوبة كبيرة في أن يتموا هذا البرنامج الصحي، لذا كمساعدة مجتمعية، سيكون من المفيد للغاية أن يقوم المتطوعون بتوفير الغذاء الصحي لهم وتوعيتهم وتقديم اللازم في مساعدة مريض الإيدز الفقير وإعلامه بمنح الحكومات والانضمام إلى مجموعات الدعم.

الطعام والشراب

تنظيم الطعام والشراب هو أمر هام في مساعدة مريض الإيدز . يحتاج المريض إلى أطعمة مختلفة وصحية، فالأدوية التي يأخذها لعلاج المرض تجعل الشخص يشعر بالبرد طوال الوقت ويقل وزنه ويعاني من مشاكل حادة في المعدة، مما يجعله أضعف وأكثر عرضة للعدوى الخطيرة. انتبه إلى أن مريض الإيدز لديه جهاز مناعة بالغ الضعف، لذا فالطعام يجب أن يكون نظيفًا بأكبر درجة ممكنة حتى لا تنتقل إليه أي عدوى. يجب أن يساعد أفراد العائلة مريض الإيدز على ألا يقوم بالتدخين أو شرب المشروبات الكحولية، فهذا يؤثر عليه بدرجة كبيرة.
يتوجب على مريض الإيدز أن يأكل ثلاث وجبات يوميًا تحتوي على أنواع مختلفة من الخضروات والبقوليات والكربوهيدرات وأن يبتعد عن الأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر. كذلك يجب أن يشرب المريض كميات كبيرة من الماء لتجعل جسده نشطًا بالقدر المطلوب وأن يشرب الكثير من اللبن وعصائر الفواكه.

في نهاية المطاف؛ يجب أن تكون على وعي بأن مريض الإيدز سيعاني في بداية معرفته بالخبر بالكثير من المشاعر السلبية التي قد تقضي على كل شيء يحلم به وتجعل حياته بلا أي معنى. لكن بعد تلك الصدمة الأولى، ستذهب حياته في طريقين: الطريق الأول هو أن يترك المرض يتغلب عليه، والطريق الثاني هو أن يتعايش مع المرض بأكبر قدر ممكن، ولن يستطيع إلى الوصول إلى الطريق الثاني إلا إذا قمت أنت بالجهد الكافي لتتمكن من مساعدة مريض الإيدز بأقصى قدر وبالتعاون مع عائلته وأصدقاءه.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

ثمانية + سبعة عشر =